صحفي لبناني: غزة خط الدفاع الأخير وكيان العدو ينظر للعرب المتنازلين كأدوات أمنية في خدمته

خاص| المسيرة نت: أكد رئيس تحرير صحيفة "البناء"، ناصر قنديل، أن ما تشهده الساحة السورية حاليًا يعبّر بدقة عن نظرة العدو الإسرائيلي للعرب الذين يبادرون بتقديم التنازلات، مشيرًا إلى أن مصير من يُظهر الاستعداد للتقارب مع الكيان المؤقت، التهميش والتجاهل، لا التقدير أو الحماية.

وقال قنديل خلال حديثه لـ "المسيرة": "ما يفعله العدوّ الإسرائيلي اليوم في سوريا يكشف بوضوح كيف يتعامل مع السلطة الفلسطينية، رغم ما قدمه العميل محمود عباس من تنازلات، إلا أن الضفة الغربية كانت ولا تزال مستباحة بالكامل، حتى قبل قرار الضمّ الرسمي".

وأشَارَ إلى أن "الجولاني قائد الجماعة التكفيرية، أعطى الضوءَ الأخضرَ لتدمير شامل داخل سوريا، وأبدى استعدادَه الكامل لإرضاء العدوّ الإسرائيلي، حتى وصل الأمر إلى اعتقال ممثلي فصائل فلسطينية وإغلاق مكاتبها، وطلب تأجيل البحث في ملف الجولان".

وَأَضَـافَ قنديل: "رغم كُـلّ ذلك، لم يسلم الجولاني من القصف والعدوان الإسرائيلي، الذي طال حتى المقر الرئاسي؛ ما يدل على أن "إسرائيل" لا تعبأ بالتنازلات، بل تزداد تطرفًا وتمددًا".

وفي السياق ذاته، قال إن "العدوّ الإسرائيلي يندم على اتّفاقية كامب ديفيد، حتى مع مصر، ويطمح بالتوسع حتى منابع النيل"، مُضيفًا أن "وثائق الأمن القومي الإسرائيلي الصادرة عن معهد تل أبيب منذ عام 2003 تؤكّـد أن أمن "إسرائيل" يمتد من أفغانستان إلى نيجيريا، وأنها لا ترى مكانًا للدول العربية التي تمتلكُ الجيوش".

وأوضح أن الأعداء الإسرائيليين يطمحون للسيطرة الكاملة على المنطقة، معتبرين أن "كل دولة عربية ما هي إلا ضفة من الضفاف حول مشروع كيان العدوّ الإسرائيلي"، الذي يعتبر سوريا كـ"ضفة شمالية شرقية"، ولبنان كـ"ضفة شمالية غربية"، والأردن "ضفة شرقية"، ومصر "ضفة جنوبية"، والسعوديّة "ضفة جنوبية شرقية".

وحذر الصحفي اللبناني قنديل من أن "سقوط غزة يعني انهيارًا متتاليًا للعواصم العربية، وهو ما لن يدركه الكثير من القادة العرب إلا بعد فوات الأوان"، مشدّدًا على أن "الرهان يجب أن يكون على القوى التي تقاوم المشروع الصهيوني، وفي طليعتها غزة وكافة حركات المقاومة في المنطقة".