انهيارات متواصلة ومأساة إنسانية متفاقمة في غزة بفعل تداعيات العدوان الصهيوني

خاص| المسيرة نت: أفادت مراسلة قناة المسيرة دعاء روقة أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تشهد تدهورًا خطيرًا ومتسارعًا، في ظل استمرار عدوان الكيان الصهيوني وتداعياته الكارثية على البنية السكنية والحياة المعيشية، مؤكدة أن ما يجري في غزة يفوق في خطورته ما تشهده باقي المناطق الفلسطينية وحتى الساحات الإقليمية الأخرى.

وفي حديثها صباح اليوم، أوضحت روقة أن قطاع غزة يواجه تطورات خطيرة ومعاناة متجددة يومًا بعد يوم، مشيرة إلى حادثة مأساوية وقعت خلال الساعات الماضية تمثلت في انهيار عدة طوابق من منزل عائلة لبد في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، نتيجة هشاشة المباني المتضررة أساسًا من العدوان الصهيوني، وما فاقم الوضع هو المنخفضات الجوية التي كشفت حجم الدمار الكبير الذي خلّفه العدوان في الوحدات السكنية.

وبيّنت أن أفراد العائلة كانوا قد عادوا إلى بقايا منزلهم المدمر لعدم توفر أي بدائل، قبل أن تنهار الأسقف العلوية، ما أدى إلى وجود عدد من المفقودين لا يزالون حتى اللحظة تحت الأنقاض. وأكدت أن طواقم الدفاع المدني والإسعاف تواصل عملها الميداني منذ الأمس في محاولة للعثور على المفقودين وانتشالهم.

وأضافت أن هذا المنزل ليس الأول الذي ينهار خلال الساعات الماضية، حيث شهد حي الشيخ رضوان انهيار عدد من المنازل الأخرى، إلى جانب مناطق تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، وحي النصر، إضافة إلى المناطق الشرقية من المدينة، في مشهد يعكس حجم الخطر الذي يهدد آلاف العائلات التي تقطن منازل متضررة آيلة للسقوط.

وفي السياق الإنساني، أكدت روقة أن الواقع المعيشي في القطاع بالغ الصعوبة، في ظل تنصل العدو الصهيوني من الالتزام باستحقاقات المرحلة الأولى من اتفاق وقف العدوان على غزة، مشيرة إلى أن مستلزمات الإيواء من خيام وكرفانات وشوادر لم تدخل حتى اليوم، فضلًا عن النقص الحاد في مقومات الحياة الأساسية، لا سيما في ظل الأجواء الشتوية الباردة، حيث يعاني المواطنون من غياب الملابس والأغطية الشتوية.

وأشارت إلى أنه ورغم الحديث عن تراجع في حدة المجاعة نسبيًا، إلا أن الحقيقة الميدانية تؤكد استمرار المأساة الإنسانية، حيث تسجل مشافي قطاع غزة بشكل يومي حالات وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية، إضافة إلى عدم توفر الأدوية اللازمة لمرضى الأمراض المزمنة.

وبيّنت أن الاحتلال لا يزال يمارس سياسة هندسة التجويع، فبعد أن اتبع سابقًا سياسة التجويع المباشر، بات اليوم يتحكم بشكل ممنهج في نوعية وأصناف المساعدات التي يُسمح بدخولها إلى القطاع، مانعًا إدخال العديد من السلع الغذائية الأساسية التي حُرم منها سكان غزة لأشهر طويلة، كالدواجن، الأسماك، الفواكه، والخضروات.

كما لفتت إلى أن العدو الصهيوني يواصل السيطرة على أكبر المساحات الزراعية في القطاع، بعد تدميرها وتجريفها، وإنشاء ما يسمى بـ”الخط الأصفر” الممتد على طول الحدود الشرقية من جنوب القطاع إلى شماله، والذي اقتطع مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الحدودية التي كانت تشكل السلة الغذائية الرئيسية لسكان غزة.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان الصهيوني وحصاره الخانق على قطاع غزة، وسط صمت دولي وعجز أممي عن إلزام العدو بواجباته الإنسانية والقانونية، ما يجعل الواقع الإنساني في القطاع مرشحًا لمزيد من التدهور، ويؤكد أن معاناة الشعب الفلسطيني في غزة ثمرة مباشرة لعدوان ممنهج وسياسات تجويع وتدمير تستهدف الإنسان والأرض والحياة.