الإيـمــان يــمانــي والـمـســتـقـبـل يــمــانــي
آخر تحديث 30-03-2021 11:57

قليلون هم الذين يعرفون ماذا يعني انتصار أنصار الله وحلفائهم على العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي وماهي تداعيات انكسار هذا العدوان على الساحة السعودية واقتصادها ومجتمعها ومستقبلها أولا، والإماراتية ثانيا، وعلى منطقة الشرق الأوسط ثالثا، وعلى مستقبل الوجود الأمريكي في غرب آسيا رابعا، وما هو حجم  مكتسبات وإيجابيات هذا الانتصار وانعكاساته العملانية على تحسن الأمن والاستقرار والتطور والازدهار على الساحة اليمنية والمنطقة عموما وعلى دول وقوى محور المقاومة خصوصا.

انتصار اليمن بثقله وعظمته وعمقه ودلالاته وآثاره يوازي فتح الرسول الأكرم محمد  ( ص ) لمكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة، وهذه ليست مبالغة بل قراءة في الوقائع والتحولات العظمى التي ستشهدها المنطقة والعالم على كافة المستويات الجيوسياسية والجيواقتصادية والجيواستراتيجية والاجتماعية والثقافية والدينية

انتصار أنصار الله وحلفاؤهم سيؤسس لتحولات كبرى تُدخل المنطقة والعالم في منعطفات جديدة لم يشهدها العالم أجمع 

وستنعكس ايجابا على خلق توازنات دولية ومعادلات سياسية وتكتلات اقتصادية أمام تكتلات العولمة الرأسمالية المتوحشة وكارتيلات أصحاب الأموال والبنوگ الدولية والشركات العابرة للقارات.

 الأهـميـة الاسـتراتيجيــة لليـمـن

يعتبر اليمن اليوم أحد أراضي المنطقة التي تطوف على خزين استراتيجي ضخم وكبير من مصادر الطاقة والمعادن النفيسة كـ البترول والغاز ويحتوي على أهمّ مناجم الذهب في العالم. وهذا ما يجعله محط انظار الطامعين من القوى الصهيونية الاستعمارية والاستكبارية في العالم. وبسبب عدم وجود أرقام دقيقة وحديثة عن حجم هذه الموارد الطبيعية الحيوية اضطررنا للاستشهاد بتقارير قديمة من الحكومة اليمنية السابقة، وبحسب التقرير الإستراتيجي اليمني 2006 والذي نشر على موقع وزارة النفط والمعادن اليمنية، فإنّ الطاقة الإنتاجية لقطاع النفط حتى العام 2006 تتوزع في ثلاث قطاعات رئيسية هي:

1- قطاع المسيلة حضرموت ويحتل المركز الأول بين القطاعات النفطية في الجمهورية اليمنية حيث بلغت طاقته الإنتاجية السنوية عام 2006 حوالي 51.7 مليون برميل تمثل 39% من إجمالي الإنتاج النفطي.

2- قطاع مأرب الجوف: بإنتاج سنوي وصل عام 2006 لحوالي 25.1 مليون برميل يوميًا وبنسبة 19% من إجمالي الإنتاج.

3- قطاع جنة بنسبة إنتاج 12%، ثم تأتي القطاعات الأخرى.

4- تمثل القطاعات الثلاثة 70% من إجمالي الإنتاج النفطي اليمني، هذا عدا عن أن حضرموت تختزن ثاني أكبر خزان مائي طبيعي في الجزيرة العربية.

وبحسب إحصائية رسمية فإن المخزون النفطي في اليمن يقدر بنحو 11.950 مليار برميل، منها 4.788 مليارات برميل نفط قابل للاستخراج بالطرق الأولية والحالية. ويصل إجمالي النفط المنتج حتى كانون الأول/ ديسمبر/ 2018، إلى حوالي 2.9 مليار برميل، بينما يصل إجمالي المخزون الغازي إلى نحو 18.283 تريليون قدم مكعبة. وتمتلك شركة صافر الحكومية القطاع النفطي 18 والذي يعد أكبر الحقول النفطية في اليمن، وتعمل حكومة التحالف على إعادة الإنتاج من هذا الحقل الذي يشمل مأرب والجوف بكامل طاقته منذ العام الماضي دون جدوى حتى الآن، مع الاكتفاء بإنتاج وتصدير ما يقرب من 15 ألف برميل في اليوم من قطاع يتجاوز إنتاجه نحو 100 ألف برميل يوميًا.

ويقع اليمن على أهم موانئ على البحر الأحمر ومنها ميناء الحديدة، الذي شهد معارك ضارية قبل تحريره من قوى "داعش" و"القاعدة" وغيرهما في الجنوب. والميناء الهام الثاني هو ميناء عدن، الذي يقع في أهم منطقة استراتيجية على مضيق باب المندب، ويشرف على بحر عمان، الذي يفتح على بحر العرب. أي أن اليمن عدا عن أنه خزان من الثروات الباطنية، فهو ممر حيوي هام لخطوط النفط السعودية إلى الإمارات ويحتضن موانئ استراتيجية هامة، أهمها ميناء عدن، وهو الميناء الذي كانت تدار عبره ثاني أهم ترانزيت للبضائع في الخمسينيات بعد ميناء نيويورك. وكان يدار الميناء حتى العام 2012 من قبل شركة موانئ دبي، وبعد انتهاء عقدها لم تجدده الحكومة اليمنية آنذاك لأن الشركة لم تنفذ البنود المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية.

واليمن أيضا يتحكم بمضيق باب المندب الذي يربط المحيط الهندي وخليج عدن بالبحر الأحمر، ثم بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس. وهو ممر رئيسي للنفط والبضائع من الشرق الأقصى والهند والخليج العربي وشرق أفريقيا إلى موانئ البحر الأحمر، فقناة السويس، فالبحر الأبيض المتوسط وشمال أوروبا، وصولاً إلى أمريكا.

ومن يريد أو يطمح  إلى السيطرة على البحار السبعة، عليه وضع اليد أولا وأخيرا على هذا الممر الحيوي الذي يعبره نحو ثلث الإنتاج العالمي للنفط، حيث تزداد أهميته الاستراتيجية لتداخله مع مضيق هرمز وقناة السويس، وبسبب  هذا البعد الاستراتيجي والعامل الحيوي، زاد طمع دول الناتو و"إسرائيل" والسعودية والإمارات به بعد اكتشاف النفط والغاز في أنحاء عدة من اليمن، وبالتالي لا يمكن  السيطرة على باب المندب من دون وضع اليد على اليمن السعيد وبسبب هذه العوامل الاستراتيجية شُنّت عليه حروب عدة كانت آخرها «عدوان عاصفة الحزم» التي قادتها السعودية التي نعيش ذكراها اليوم وهي تدخل عامها السابع وأدت إلى سقوط آلاف الشهداء الأبرياء من المدنيين والمقاومين للعدوان، وتدمير كامل للبنى التحتية والمنشئات الاقتصادية والمدراس والجامعات والمستشفيات  من خلال استخدام كافة أسلحة الدمار الشامل التي أسقطتها عشرات الآف الغارات الجوية اليومية للطائرات السعودية والإماراتية والخليجية وحتى الإسرائيلية،  وانتشار مختلف الأمراض الأوبئة  ونقص حاد في الغذاء والدواء حتى وصلت إلى حدود المجاعة وموت أو قتل طفل كل عشرة دقائق وفقا لتقارير مؤسسات الأمم المتحدة فضلا عن تشريد مئات الآف النازحين عن مناطق سكناهم.

كل ذلك يأتي من جارة السوء مملكة آل سعود المسكونة بوصية الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ( قوة السعودية في ضعف اليمن، وعز السعودية في ذل اليمن )ظلت طوال تاريخها السياسي تتنمر وتتآمر على اليمن وتحرم شعبه من استغلال خيراته بشكل مباشر عن طريق تدخلها وتحكمها السافر في الشأن الداخلي اليمني عن طريق مصادرة قراره السياسي وإرادته في تحقيق مصيره أو عن طريق غير مباشر من خلال منع الدول والشركات العالمية والإقليمية من الاستثمار في تنمية وبناء اليمن !!

ولما حاولت الجمهورية الإسلامية الإيرانية التقارب مع هذا البلد الغني في موارده وعزته وكرامته الفقير في معاشه ودخله، وأعلنت مع حكومة الانقاذ اليمنية في 12/3/2015 عن التوقيع على اتفاق شراكة اقتصادية مع إيران يشمل عدة مجالات، وفي مقدمتها النفط والتجارة والكهرباء. وإعادة إعمار اليمن وتحسين بنيته التحتية وتطوير موانئه ومطاراته ومصافي النفط والغاز، قامت قيامة المملكة ومشيخات الخليج  وسيدهم الأمريكي ووزيرهم البريطاني !!، لانهم وجدوا فيها اتفاقية اقتصادية ذات إطار استراتيجي تمنح اليمن القوة والاستقلال والسيادة على أراضيها وتضع قدمها على طريق التحكم في مواردها وثرواتها وموانئها ومماراتها المائية، وهذا أخوف ما يخافه السعوديون من تحول اليمن إلى قوة اقتصادية وسياسية، ولعل هذه الاتفاقية إن لم تكن السبب الرئيس في شن السعودية وأمريكا عدوانهم على اليمن، فهي أحد الأسباب الرئيسة .

فكان العدوان السعودي - الخليجي الأمريكي الخاطف عام 2015،  كما زعموا !!، ينتهي بالسعودية إلى متسول ومتسكع على أبواب السفارات واعتاب أبواب البيت الأبيض وداوني ستريت والأمم المتحدة في نيويورك!!، طلبا لوقف الحرب !!، بعد أن حولها عدوانها على اليمن من الغنى إلى الفقر ومن فائض الميزانية إلى العجز ومن الدائنة والمانحة إلى المديونية والمغتصبة لأموال أمرائها وتجارها !!، حيث  أفاد تقرير نشره  موقع «ميدل إيست آي» الإخباري أن شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو أعلنت يوم الأسبوع الماضي عن تراجع أرباحها بنسبة 44.4% لعام 2020، وأوضح التقرير أن شركة أرامكو، «البقرة الحلوب» للسعودية، كشفت عن تراجعات متتالية تعرَّضت لها أرباح الشركة منذ أن بدأت في الإفصاح عن أرباحها في عام 2019. ويزداد تراجع أرباح أرامكو المتوالي بسبب تمويل  الحرب العدوان على اليمن، وأصدرت شركة النفط العملاقة، بيانًا قالت فيه: «حققت أرامكو صافي ربح بلغ 49 مليار دولار في عام 2020، مقابل 88.2 مليار دولار في عام 2019»، فضلا عن آلاف القتلى في صفوف جيشها ومرتزقتها وخسارتها لعشرات الآلاف من الاليات العسكرية وعشرات الطائرات المسيرة وأطنان الأسلحة والعتاد، وفي المقابل تحولت أنصار الله وحكومتها وحلفائها إلى قوة إقليمية يحسب لها ألف ألف حساب حيث وقفت بصمود وشموخ وثبات وتحدي أسطوري لعدوان شاركت فيه عشرات الدول على رأسها أمريكا حلف الناتو وجيوش الخليج ومصر والمغرب والسودان، فمرغت أنوف الجميع التراب ولقنتهم دروسا في المقاومة لم يألفوها وفنون وتكتيكات في الحرب لم يعرفوها، وعجزت آلاتهم الحربية المتطورة وأدمغتهم العسكرية عن مواجهتها !!،  وأنا على يقين بأن حلف الناتو سيدخل هذه الدروس والفنون والتكتيكات الحربية اليمنية في مدارسه الحربية التي تعتمد أساسا على آخر مبتكرات التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي .

وفي النهاية كلما طال أمد الحرب ازداد أنصار الله وحلفائهم وحكومتهم وجمهورهم وشعبهم تطورا وقوة وقدرة وردعا وصمودا وثباتا وصبرا ويقينا في النصر، وزادت أمريكا والسعودية والإمارات انكسارا وانكفاء وتكبدا المزيد من الهزائم والخسائر والعجز والمديونية والتقشف وارتماء أوسع في أحضان الكيان المغتصب والصهيونية، وسقوط مدوي في عالم الانسانية والشرف والدين والاخلاق.

 

للكاتب/ صالح الصيرفي

الغرفة التجارية بالعاصمة صنعاء ترحّب بقرار إعفاء المشاريع الصغيرة والأصغر من الرسوم
متابعات| المسيرة نت: رحّبت الغرفةُ التجارية الصناعية بأمانة العاصمة صنعاء، بقرار رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي المتعلِّقِ بإعفاء المشاريع الصغيرة والأصغر من الرسوم الحكومية وتسهيل إجراءات تسجيلها ومنحها التراخيصَ والموافقات اللازمة.
للمرة الثالثة في يوم واحد.. صافرات الإنذار تدوي في فلسطين المحتلة وتعليق الملاحة في مطار اللد
متابعات | 23 مايو | المسيرة نت: دوت صافرات الإنذار فجر اليوم الجمعة في يافا المحتلة ومناطق واسعة في فلسطين المحتلة إثر إطلاق صاروخ من اليمن، وذلك للمرة الثالثة خلال 24 ساعة.
قرار ترمب يضرب هارفارد ويؤثر على إيرادات الجامعات الأمريكية
متابعات| المسيرة نت: كشفت وكالة رويترز عن تأثير قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بمنع جامعة هارفارد من قبول طلاب أجانب، مشيرة إلى أن هذا القرار يهدد مصدرًا رئيسيًا لإيرادات الجامعات الأمريكية بشكل عام.
الأخبار العاجلة
  • 17:17
    مصادر فلسطينية: شهيد وجرحى بقصف طيران العدو مواطنين في محيط مسجد حماد الحسنات بمخيم النصيرات وسط القطاع
  • 17:16
    مصادر فلسطينية: غارة للعدو الإسرائيلي في محيط مسجد حماد الحسنات بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • 16:59
    إعلام العدو: الخطوط الجوية الفرنسية تمدد وقف رحلاتها حتى 26 مايو
  • 16:52
    إعلام العدو: الخطوط الجوية البريطانية تمدد وقف رحلاتها إلى "إسرائيل" حتى نهاية يوليو المقبل
  • 16:08
    بيان المسيرات: غزة اليوم وهي في أصعب الظروف ترفض الاستسلام وتفشل وتحبط العدو من تحقيق أي هدف، فما هو مبرر من يتخاذل ولديه من الإمكانات بما لا يقارن مع غزة
  • 16:08
    بيان المسيرات: ندعو الأمة لاستلهام دروس الثبات والصبر والعطاء من أبناء غزة
  • 16:08
    بيان المسيرات: نشيد ونعتز بالصمود التاريخي والصبر العظيم والملاحم البطولية التي يسطرها أبناء غزة مقاومة وشعباً
  • 16:07
    بيان المسيرات: نجدد تأييدنا المطلق واعتزازنا بالعمليات العسكرية لقواتنا المسلحة ضد كيان العدو والتي ألحقت به الضرر الكبير
  • 16:07
    بيان المسيرات: ندعو شعوب أمتنا إلى التحرك والخروج من هذا العار وتسجيل موقف عملي تجاه جرائم العدو في غزة
  • 16:05
    بيان المسيرات: نسجل موقفنا أمام الله وأمام خلقه أننا لن نقبل ولن نسكت، ولن نتراجع، بل سنواصل بكل ثبات حتى يكتب الله النصر والفرج لغزة
الأكثر متابعة