أبو سراج: الصراع السعودي الإماراتي انفجار متأخر لمؤامرة "التمزيق" وحضرموت والمهرة في قلب الاستهداف

المسيرة نت | خاص: اعتبر رئيس المكتب السياسي للمجلس الأعلى للحراك الثوري، مدرم حرسي أبو سراج، أن التصعيد العلني بين الاحتلال السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية المحتلة يمثل انفجاراً متأخراً لصراع أطماع قديم، مؤكداً أن ما يجري يكشف طبيعة "التحالف" بوصفه تحالف عدوان وخراب، لا يجمعه سوى تنفيذ أجندات صهيونية على حساب شعوب المنطقة.

وأوضح أبو سراج أن السعودية لم تتحرك إلا بعد أن شعرت بأن الخطر بات يهدد أمنها القومي مباشرة، مؤكداً أنها تغاضت طويلاً عن جرائم الاحتلال الإماراتي وأدواته في "المجلس الانتقالي" في عدن وأبين ولحج، بما في ذلك القصف والاغتيالات والاعتقالات والإخفاءات القسرية وفتح السجون وتدمير الخدمات، لأنها لم تكن تمس حدودها.

وأضاف أن الرياض صمتت حتى عندما قُتل مئات من عناصر ما يسمى بالشرعية بقصف إماراتي، لكنها تحركت فقط عندما تمدد المجلس الانتقالي، الذي وصفه بأنه “طفل أبوظبي المدلل وربيب الكيان الصهيوني”، إلى حضرموت والمهرة الملاصقتين للحدود السعودية.

وأكد أبو سراج أن ما يسمى المجلس الانتقالي لا يعنيه استعادة دولة الجنوب بقدر ما يعنيه تنفيذ مصالح أبوظبي، التي تسعى إلى خنق السعودية جغرافياً عبر شريط طويل يمتد من المهرة إلى حضرموت، ويتجاوز طوله 750 كيلومتراً، بالتوازي مع أدوار إماراتية مشابهة في السودان ومناطق أخرى.

واعتبر أن طموح الاحتلال الاماراتي يتمثل في انتزاع الدور الريادي في المنطقة من الرياض، وهو ما يفسر حالة التغاضي السعودي السابقة، قبل أن تجد نفسها اليوم أمام خطر مباشر.

وفي تعليقه على قصف ميناء المكلا، قال أبو سراج إن السعودية كان الأولى بها استهداف السفن خارج الميناء، لا تدمير البنية التحتية المدنية، مشبهاً ما قامت به بما فعله نتنياهو في موانئ الحديدة والصليف، معتبراً أن الطرفين “ينهلان من مشكاة واحدة”.

وأشار إلى أن الرياض وأبوظبي تتسابقان لإرضاء الكيان الصهيوني، وكلٌ منهما يدفع ثمناً باهظاً، غير أن السعودية اكتشفت أن الثمن هذه المرة هو أمنها القومي.

وتوسع أبو سراج في شرح ما وصفه بالمؤامرة الكبرى، معتبراً أن الإمارات تعمل على إعادة رسم الجغرافيا السياسية للمنطقة، مستشهداً بدعمها لانفصال “أرض الصومال” في هرجيسا، في محاولة لإعادة الصومال إلى ما قبل عام 1960، وكذلك سعيها لإعادة اليمن إلى ما قبل عام 1990.

ولفت إلى أن هذا المسار يخدم هدف تفكيك الدول وإضعاف السعودية تحديداً، تمهيداً لإعادة فتح ملفات الحدود، في ظل نزاعات تاريخية تتعلق بأراضٍ بين السعودية وكل من الإمارات وقطر والكويت وعُمان واليمن.

ونوّه أبو سراج إلى أن الإمارات، وفق هذا التصور، تسعى لاستعادة أراضٍ تقول إنها فقدتها في اتفاقيات سابقة، عبر تفكيك السعودية نفسها، محذراً من أن فتح باب إعادة ترسيم الحدود سيؤدي إلى تفتيت شامل للمنطقة.

ووصف ما يجري بأنه صراع شيطاني بين أطراف عدوانية، مؤكداً أن ما يسمى بالتحالف لم يكن يوماً تحالف خير أو بناء، بل تحالف خراب وتمزيق، ولذلك لم يصمد، لأن أعمال الشر تزرع الفرقة بين أصحابها.

واعتبر أبو سراج أن الاقتتال بين أطراف العدوان هو عقاب إلهي، وأن اليمنيين يرون بأعينهم من كانوا يقتلونهم بالأمس وهم اليوم يقصفون بعضهم بعضاً، ويدمرون عتاداً عسكرياً دفعوا فيه مليارات من أموال شعوبهم.

وفي حديثه عن دور الولايات المتحدة، شدد أبو سراج على أن واشنطن تعيش على إذكاء الصراعات لا إخمادها، وتستفيد منها سياسياً واقتصادياً، كما فعلت في أزمات الخليج السابقة، وفي العدوان على اليمن.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الولايات المتحدة ستواصل تغذية الصراع بين الرياض وأبوظبي، وفي مناطق أخرى من العالم العربي، لأن تصاعد النزاعات يعني تعاظم المكاسب الأمريكية، ولا سيما في ظل إدارة يقودها “تاجر” كترامب.

[

🟠 الملف الأول:
اليمن يفضح العدوان.. تحالف الغزاة يتفكك

● أنس القاضي - كاتب وباحث
● محرم أبو سراج - رئيس المكتب السياسي لمجلس الحراك الثوري#ملفات#قناة_المسيرةpic.twitter.com/Fa32XDWVOV

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) December 30, 2025

]