الشعب اليمني نموذج للأمة الصادقة: الدفاع عن كتاب الله يكشف حقيقة المنافقين والعملاء
آخر تحديث 25-12-2025 04:36

المسيرة نت |عباس القاعدي: يتفق المسلمون في أنحاء العالم دون استثناء، على أن القرآن هو كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد -صلى الله عليه وآلة وسلم- وهو معجزته الخالدة والباقية إلى يوم القيامة.

وعلى الرغم من تعدد الفرق والجماعات والأحزاب والمذاهب الإسلامية، وكثرة الخلافات والصراعات فيما بينها، إلا أن جميعها ترى في القرآن الكريم المقدس الأول والأعلى؛ لأنه كلام الله ووحيه، بل إن الكثير منها، إن لم يكن جميعها، تدّعي لنفسها القرب الأكبر من القرآن، والتمثيل الأصدق له، والعمل الحقيقي بمقتضى آياته.

غير أن الأحداث والوقائع، هي التي تكشف الحقيقة، وتُظهر المواقف الثابتة من المواقف الشكلية، وتفرز بين من ينتمي إلى القرآن قولًا وعقيدةً وسلوكًا وممارسة، وبين من يتخذ من الإسلام شعارًا ووسيلة للتضليل والخداع، فالأيام تغربل الانتماءات، وتوضح من هم أصحاب الانتماء الأصيل، ومن يوظفون الدين لمصالحهم وأجنداتهم.

ويبرز الأهم في هذه الوقائع أن الأحداث تكشف التيارات الدخيلة التي أنشأها الاستعمار وغذّاها ونسبها إلى الإسلام بمختلف مذاهبه، لاستخدامها أداة لضرب المسلمين من داخلهم وباسم دينهم وعقيدتهم، وتأتي الإساءة إلى كتاب الله، وما يجري في غزة من إبادة، لتفضح هذه التيارات وتعرّي حقيقتها، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾ صدق الله العظيم.

ويؤكد الواقع أن الشعب اليمني، لو كان مهزوز القناعة، أو ضعيف الموقف، أو كان انتماؤه للإسلام وارتباطه بالقرآن ارتباطًا شكليًا يقتصر على المظاهر والشعارات، لكانت الحروب والمؤامرات والتحالفات العدوانية التي شُنّت ولا تزال تُشن عليه قد أسكتت صوته، وفرّقت جمعه، وأخرست هتافه، وأجبرته على أن يكون كغيره من الشعوب العربية والإسلامية التي تخشى الأعداء، وتهاب قول الحق وموقف الحق، وترضخ للذل والخضوع خوفًا من التهديد والحرب والمؤامرات.

لكن ما يجري على الأرض هو العكس تمامًا، فكلما ازداد حقد الأعداء على هذا الشعب اليمني واشتدت حروبهم وتعاظمت مؤامراتهم، ظهر الشعب اليمني أكثر تحديًا وتماسكًا، متجاوزًا خصومه، سابقًا لهم، حتى عجزوا عن احتوائه أو اللحاق به، وفشلوا في ترهيبه وإرعاب أبنائه، صغارًا وكبارًا.

وفي الوقت الذي كان فيه الأعداء يراهنون، بعد طوفان الأقصى، على العمل داخل البيئة المحلية والمجتمعية عبر التحريض والتشويه، وتحريك الخلايا، والتجسس والاختراق، وبث الإرجاف تحت شعارات وذرائع متعددة، فوجئوا يوم الجمعة الماضية بمستوى وعي شعبي غير مسبوق، وحضور أقوى، وغضب وسخط أشد تجاه الأعداء، إلى جانب جاهزية واستعداد للمواجهة لم يشهدوا لها مثيلًا في المراحل السابقة.




هذا الغضب الصادق، والألم العميق، والموقف الواضح الذي يبديه أبناء الشعب اليمني نصرةً للقرآن الكريم، يطرح سؤالاً جوهرياً: لماذا لا نرى هذا الموقف في بقية البلدان العربية والإسلامية؟ وما سرّ هذا الصمت المريب؟ وهل وصل حال أمةٍ واسعةٍ، تضم مئات الملايين من المسلمين، إلى هذا المستوى المخزي من اللامبالاة تجاه الإساءات المتكررة لأقدس مقدساتها؟

وإذا كان القرآن الكريم، كتاب الله الخالد، لا يستحق موقفاً بحجم موقف الشعب اليمني، فما الذي يستحق إذن؟ أي شيء أقدس، وأعظم، وأغلى من كلام الله بالنسبة للمسلم؟ ومن لا يغار لكتاب الله، ولا يغضب لانتهاك حرمته، فلن يغار لما دونه من المقدسات، ولن يتحرك دفاعاً عن أي قيمة أو رمز، وهذا أمر محسوم.

وعليه، فإن اللوم لا يُوجَّه إلى من تحرك، ولا إلى من اتخذ موقفاً، ولا إلى من انتصر لله وللقرآن، بل يوجَّه إلى الصامتين، الغائبين، المتخاذلين، أولئك الذين اختاروا السكوت جبناً وخوفاً من الأمريكي والعدو الصهيوني، أو ارتهاناً وخيانةً وولاءً لأعداء الأمة.

وهنا يبرز سؤال أكثر إلحاحاً: أين الجماعات والتيارات التي كانت تملأ الدنيا ضجيجاً وخطباً وبيانات عندما يكون الخلاف بين مسلم وأخيه المسلم؟ أين أولئك الذين يدّعون العمل في سبيل الله، ويستنهضون أتباعهم لأتفه القضايا؟ لماذا يصمتون اليوم، عندما تُهان قدسية القرآن الكريم، المقدس الجامع لكل المسلمين؟

أين ذهبت تلك المنابر، والمؤسسات، ووسائل الإعلام، والجامعات، والمدارس، التي بُنيت تحت عناوين “الدفاع عن الإسلام” و” الغيرة على الصحابة” و” نصرة السنة”؟ لماذا تختفي أصواتهم عند الإساءة الصريحة للقرآن؟ ولماذا تتحول غيرتهم المزعومة إلى صمت مطبق؟

كيف لمن يدّعي الغيرة على الصحابة، ويجعل جلّ نشاطه التحريض على المسلمين وإشعال الفتن المذهبية، ألا يتحرك غيرةً على القرآن؟ أين الذين اتهموا الشعب اليمني زوراً وبهتاناً بالمجوسية والرافضة، وزعموا أنه يستهدف الإسلام ومقدساته؟ لماذا لا نراهم اليوم أكثر إيماناً وغيرةً، وهم يشاهدون هذا الشعب الذي حاربوه، يقف في الصف الأول دفاعاً عن القرآن وكرامة الإسلام؟

إن ما يجري يكشف حقيقة المواقف، ويفضح زيف الشعارات، ويؤكد أن من شنّوا الحروب العدوانية على اليمن، ورفعوا رايات “الجهاد” كذباً، لم يكونوا يوماً مدافعين عن الإسلام ولا عن مقدساته، وأن الشعب اليمني، بثباته ووعيه وموقفه، بات معياراً يفضح المتخاذلين ويعرّي العملاء ويكشف من هو الصادق في انتمائه لهذا الدين.





في بداية العدوان السعودي-الأمريكي، كان هناك من ينخدع بذلك الخطاب المضلِّل، الذي تبنّته المؤسسة الوهابية التكفيرية السعودية، بوصفها ذراعًا من أذرع النظام السعودي لتنفيذ السياسات الأمريكية-الصهيونية، والمقطع السابق، يوضح حقيقة، التحريض زورًا وبهتانًا على الشعب اليمني، وكيف كُذِب عليه، وتحت أي ذرائع واهية استُبيحت دماء أبناء اليمن.

وبرز آنذاك المدعو عايض القرني ومحمد العريفي وغيرهما، ممن ملأت أشرطتهم الدعوية العالم الإسلامي، وقدّموا أنفسهم على أنهم دعاة إلى الله والإسلام، لكن المتابعة تكشف ماذا كانوا ينسبون زورًا إلى الشعب اليمني المسلم الغيور، الذي يقف اليوم وحيدًا في الانتصار لكتاب الله والقرآن الكريم، ونصرةً لغزة، لقد استُخدم هذا الخطاب التكفيري لتبرير العدوان والسعي للقضاء على الشعب اليمني المسلم، لأن اليهود وأولياءهم يدركون أن اليمن يمثل بقية الإسلام الحي، ويجسد الانتماء الحقيقي والأصيل له.

لهذا أُطلقت الأدوات التكفيرية للتشويه والتضليل، بهدف تضليل المسلمين. واليوم، وقد تعرّض أقدس مقدسات المسلمين، كتاب الله القرآن الكريم، لأشد حملات الإساءة والتحريض، يبرز السؤال: هل سمع أحد عايض القرني يتحدث؟ هل خرج محمد العريفي بموقف؟ هل سُمع لهزاع المسوري أو صعتر أو غيرهم من الأدوات التكفيرية التي تموّلها وترعاها السعودية لخدمة اليهود والمستعمرين صوت تجاه الإساءة الامريكية؟

لم يُسمع لهم صوت، ولم يُسجَّل لهم موقف، فضلًا عن أي تحرك أو احتجاج أو وقفة تعبّر عن رفضهم وإدانتهم للإساءة إلى كتاب الله، وهنا تتضح الحقائق جلية كما لم يحدث من قبل، ويُطرح السؤال الجوهري: من هو الأصدق انتماءً للإسلام والأكثر غيرة على مقدساته؟ هل الشعب اليمني الذي شاهده العالم يخرج بالملايين في الساحات والمحافظات، حاملًا كتاب الله ومدافعًا عن القرآن الكريم؟ أم أولئك الذين لا يجيدون إلا محاربة وشيطنة وتشويه كل من تتجه أمريكا والعدو الإسرائيلي لاستهدافه وضربه والقضاء عليه؟

الأمر ذاته ينطبق على حزب الله، المعروف بموقفه الواضح في حمل راية الجهاد ضد العدو الإسرائيلي منذ أكثر من ثلاثة عقود، وكذلك على الجمهورية الإسلامية في إيران، التي يُشن ضدها هذا التحريض والضجيج لأنها ترفض الاعتراف بالعدو الإسرائيلي، وتناهض التطبيع، وتدعم المقاومة، واليمن أيضًا يتعرض للعدوان والحصار، ويجري تشويه شعبه بزعم أنهم يسبّون الصحابة أو يستهدفون مكة والمدينة، كما كان يروّج بعضهم زورًا وبهتانًا.

لكن الحقيقة واضحة، الحرب والتشويه والحصار والعدوان على الشعب اليمني، جاء بسبب أنه يجسد الانتماء الأصيل للإسلام، ويتحرك في مسيرة قرآنية إيمانية تصوّب البوصلة نحو العدو الحقيقي، أمريكا والعدو الإسرائيلي، ولأنه يقف قولًا وفعلًا إلى جانب الإسلام والمسلمين، ويدافع عن مقدساتهم، وينتصر للمستضعفين من النساء والأطفال، كما ظهر جليًا في موقفه من غزة خلال طوفان الأقصى.





المقطع السابق، الصادر عن رأس المؤسسة الوهابية السعودية، جاء في خطبة يوم عرفة، في أقدس البقاع وأعظم المناسبات الدينية لدى المسلمين، ففي هذا الموضع والمقام، خرج مفتي السعودية ليتحدث عن الشعب اليمني بذلك الخطاب التحريضي، في وقت أثبتت فيه كل الأحداث والتحولات أنه لم يعد هناك شعب يجسّد الانتماء الصادق للإسلام، قولًا وفعلًا وجهادًا وتضحية وبذلًا في مواجهة أعداء الله، كما يجسّده الشعب اليمني العظيم.

ومع ذلك، تتجه سهام المؤسسة الوهابية السعودية، لا نحو أعداء الإسلام، بل نحو أشرف وأنقى وأصدق ما تبقى في الأمة الإسلامية، فتطلق بحقه فتاوى التكفير والتخوين والتحريض، وهذا الاستهداف لا يرتبط بكونه شعبًا يمنيًا، بل هو نهج ثابت؛ فكل عربي أو مسلم، بل وحتى أي دولة غير مسلمة، تشكّل خطرًا أو عائقًا أمام المشروع الأمريكي الصهيوني، تجد الوهابية السعودية تسارع إلى تكفيره والتحريض عليه والدعوة إلى قتاله.

واليوم، تتكشف الحقائق أمام من كان مخدوعًا بالوهابية، تلك التي أسستها بريطانيا وتتكفل السعودية بتمويلها، والسؤال الذي يفرض نفسه: أين غيرتهم على القرآن الكريم؟ وأين مواقفهم من الإساءة الصريحة لكتاب الله؟ لو كانوا فعلًا على الحق، أليسوا أولى الناس بالموقف القوي والواضح ضد من يسيء إلى القرآن؟ لماذا يظهرون أشداء على المؤمنين، دعاة فتنة وحرب وتحريض ضد الشعب اليمني بذريعة الغيرة على الدين والصحابة والمقدسات، بينما يختفون تمامًا أمام الإساءة العلنية لكتاب الله؟ لا موقف، لا خطبة، لا بيان، لا محاضرة.

ألا يدعو هذا المشهد إلى التأمل والتفكر، وإلى اكتشاف حجم الاختراق الصهيوني للمسلمين باسم الإسلام، ومن خلال هذا الخطاب الديني الموجّه، وبرعاية نظام آل سعود، إن الواقع يؤكد أن من يكفّر شعب الإيمان والحكمة، ويدعو إلى إبادته، ويشن عليه الحروب بهدف القضاء عليه، لا يفعل ذلك كرهًا بأشخاصه، بل حقدًا على انتمائه الحقيقي للإسلام، وعلى النموذج الصادق الذي يقدّمه، والذي يفضح ويعرّي زيف الحكام، ونفاق الأدعياء، وكهانة بعض رجال الدين.





ويكشف الخطاب التحريضي السابق، كيف جرى تضليل الرأي العام والتحريض الممنهج ضد الشعب اليمني، عبر تلفيق الأكاذيب، لتبرير العدوان الشامل على الشعب اليمني، والسعي لإبادته ، ويُستَخدم النص القرآني خارج سياقه، في خطب ومنابر، لتبرير القتل والتدمير، فيما كانت تستهدف الغارات السعودية المدنيين من نساءٍ وأطفال، وتُقدَّم تلك الجرائم على أنها امتثال زائف لآيات القرآن.

ويمثل هذا النهج نموذجًا واضحًا لكيفية توظيف الفكر التكفيري الوهابي في خدمة المشروع الاستعماري الأمريكي، وحماية مصالح العدو الإسرائيلي، تحت عناوين دينية مضلِّلة، تُوجَّه فيها سهام الحقد والتحريض إلى الشعوب الإسلامية الحية والحرة، التي تجسّد عمليًا الانتماء الصادق للإسلام والقرآن.

ومع تعاقب الأحداث، تتكشف الحقائق أمام العالم، ويظهر بوضوح من هو الشعب الذي يجسّد الانتماء الحقيقي للإسلام والعروبة، قولًا وفعلًا وموقفًا، فالقرآن الكريم، بما يحمله من قيمٍ ومعايير، يفرز المواقف ويكشف الصادق من المنافق، ويُظهر من يعمل لصالح الأعداء الأمريكيين والصهاينة، ومن يقف في وجههم وهم يرتكبون الجرائم ويشنّون الحروب على المستضعفين، وينتهكون مقدسات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

ويبرز في هذا السياق موقف الشعب اليمني، الذي يتقدّم الصفوف نصرةً لغزة، ووقوفًا إلى جانب المظلومين، في وقتٍ يخيّم فيه الصمت على الكثير من الأصوات التي اعتادت الصخب والخطاب التحريضي، فبعد جرائم الإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي في غزة، تتكرر الإساءة إلى كتاب الله، دون أن يُسمَع لتلك المنابر أي موقف أو إدانة أو تحرك.

ويطرح هذا المشهد تساؤلات جوهرية حول أسباب ذلك الصمت، ولماذا يُمارَس التحريض والكذب والتزوير ضد الشعب اليمني، بينما يُغَضّ الطرف عن جرائم العدو الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، وعن الإساءة الصريحة للقرآن الكريم، أقدس مقدسات المسلمين، في دلالةٍ فاضحة على ازدواجية المواقف، وانكشاف حقيقة الاصطفافات.



وتؤكد الوقائع أن تلك الجماعات التي تتستر بالدين وتمارس خطاب التحريض، لا عدوّ لها إلا من يتخذ الموقف الحق في مواجهة أعداء الله وأعداء الإنسانية، فهي تقدّم نفسها زورًا على أنها مدافعة عن الصحابة أو مجاهدة باسم الدين، بينما يتضح زيف هذه الادعاءات مع كل محطة، إذ لا يحرّكها حرص حقيقي على الدين ولا على الصحابة،

فالصحابة، كما أكّد السيد القائد يحفظه الله، يحترمهم ويحبهم كل مسلم صادق وحريص على دينه وإسلامه، ولا يمكن أن يكون احترام الصحابة شماعة تُعلّق عليها مشاريع الفتنة والعدوان وخدمة الأعداء. ولهذا قال السيد القائد – يحفظه الله – في إحدى محاضراته القديمة: لو كانوا صادقين في ادعاء الغيرة على الصحابة والدفاع عنهم، فلماذا لم يرَ المسلمون منهم غيرة حقيقية على رسول الله ﷺ نفسه؟ وقد تعرّض رسول الله لإساءات متكررة، كما تعرّض القرآن الكريم لإساءات أمريكية صهيونية متعمدة ومستمرة، وهنا يبرز السؤال الجوهري: أيّهما أقدس وأعظم، رسول الله والقرآن الكريم، أم الصحابة؟

 والصحابة محل احترام وتقدير، غير أن المزايدة باسمهم تُستخدم غطاءً لخدمة أجندات معادية للإسلام والمسلمين، حيث تتحرك تلك الأدوات بلباس ديني، ومن فوق منابر يفترض أنها منابر هداية، لتخدم المشروع الأمريكي الصهيوني على حساب الأمة الإسلامية بكل مذاهبها وطوائفها، وعلى حساب رموزها ومقدساتها.

وفي المقابل، يلفت الانتباه إلى الغياب التام لأي غضب أو موقف أو خطب أو فتاوى أو تحركات من تلك الجماعات عند الإساءة الصريحة لرسول الله والقرآن الكريم، بينما لا يظهر صوتها إلا عندما تتحرك فئة من أبناء الأمة لتحمّل مسؤوليتها في مواجهة الخطر الحقيقي المحدق، والمتمثل في العدو الإسرائيلي ومشروعه التوسعي، الذي لا يهدد فلسطين وحدها، بل يمتد ليطال مقدسات الأمة، حيث يتحدث قادة يهود صراحة عن مكة والمدينة ضمن ما يسمونه مشروعهم التوسعي، في مشهد يكشف حجم الخطر، ويعرّي في الوقت نفسه زيف أولئك الذين يدّعون الدفاع عن الدين، بينما يصمتون أمام أخطر التهديدات التي تستهدف الإسلام والمسلمين.





مواقف الشعب اليمني، الصادقة، وبفضل الله، تُسهم في تحقيق نتائج كبيرة ومؤثرة على مختلف المستويات، وفي مقدمتها فضح التيارات الدينية المخابراتية التي يُنشئها الأمريكي والعدو الإسرائيلي تحت لافتة الإسلام، وتبيّن أن هذه الأدوات، التي تتحرك باسم الدين والإسلام، تنكشف حقيقتها أمام المواقف العملية الصادقة، رغم ما يُنفق عليها من أموال وإمكانات ضخمة لتبقى واجهة مخادعة ومزيّفة، لأن الإسلام مواقف، والقرآن عقيدة وجهاد.

وتوضح أن محاولات المنافقين الاحتماء بالشعارات الدينية والطقوس الشكلية، أو التستر خلف الدقون والمنابر، لا تصمد أمام الوقائع، إذ تكشف الأحداث وتغربل الصفوف، وتُظهر بوضوح من هو المنافق الدعي والعميل والأداة بيد اليهود والأمريكيين، ومن هم أصحاب الصدق والوفاء والانتماء الحقيقي للإسلام والقرآن، ولذلك، فإن الثبات والموقف اليمني، يعد شرفًا وإنجازًا وجهدًا يبعث الرعب في قلوب أعداء الله والمنافقين في مشارق الأرض ومغاربها.

ويؤكد أن امتلاك الأعداء للإمكانات، وما لديهم من أبواق ومرتزقة ومضللين، يتحدثون مرة باسم الدين، ومرة باسم السياسة، ومرة باسم المصلحة، وأخرى بذريعة الإلحاد، لا يغيّر من الحقيقة شيئًا، إذ إن تحرك شعب الإيمان والحكمة يُسقط كل الأكاذيب ويفضح الدجل والنفاق، لا على مستوى اليمن فحسب، بل على مستوى الأمة والعالم، باعتبار أن أخطر أشكال الشر هو الدجل والخيانة والعمالة حين تُمارس باسم الدين ورجاله.

ولذلك، فأن أخطر ما يسعى إليه اليهود هو اختراق المجتمعات المسلمة عبر توظيف بعض المتدينين ليكونوا أبواقًا للصد عن سبيل الله، ولإشعال الفتن المذهبية والطائفية بين المسلمين، بهدف منع وحدتهم وصرفهم عن العدو الحقيقي الذي يرتكب الجرائم ويُسيء إلى القرآن الكريم، ليصبح بأس المسلمين بينهم شديدًا بدل أن يتوجهوا صفًا واحدًا في مواجهة أعدائهم.



 هذا الشيخ عبد القوي سلامة، شيخٌ وداعيةٌ مسلم من مصر، رجلٌ حرّ وصادق، عبّر بشجاعة عن مراجعة فكرية عميقة، وكما سمعنا في حديثه، أقرّ بأنه كان، كغيره، واقعًا تحت تأثير الخطاب التكفيري الذي استهدف المسلمين الشيعة، وهو خطاب جرى تعميمه وضخه بشكل ممنهج في المجتمعات العربية.

ذلك الخطاب لم يكن عفويًا ولا وليد لحظة، بل هو مسار طويل وعريض، صُنعت أجواؤه بعناية، وتربّت عليه أجيال في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام، تحت إشراف مباشر أو غير مباشر من أمريكا والعدو الإسرائيلي، وبدعم سعودي واضح، وبإمكانات هائلة، هدفها الأساسي تحويل بوصلة العداء داخل الأمة، من مواجهة العدو الحقيقي، إلى صراع بين المسلمين أنفسهم.

لكن بعد طوفان الأقصى، كما قال الشيخ بوضوح، جاءت الصدمة، صدمة الحقائق التي كشفت زيف ما كان يُروَّج، وأظهرت أن الواقع مختلف تمامًا عمّا لقّنوه للناس، عندها يطرح السؤال نفسه بقوة: كيف يُرمى بالكفر، ويُتَّهَم في دينه، من يقف موقفًا صادقًا إلى جانب غزة، ويدافع عن المظلومين، في الوقت الذي يفترض أن يكون هذا الموقف واجبًا على كل من يدّعي الانتماء للإسلام، وللعروبة، وللدين، وللسنة؟

إن ما قاله الشيخ عبد القوي سلامة يمثل شهادة حيّة على حجم التضليل الذي مورس بحق الأمة، ويؤكد أن معيار الصدق والانتماء الحقيقي للإسلام لا يُقاس بالشعارات ولا بالاتهامات، بل بالموقف العملي من قضايا الأمة، وفي مقدمتها نصرة فلسطين والوقوف في وجه العدو الإسرائيلي والمشروع الأمريكي.

بطبيعة الحال، فإن الشيخ عبد القوي سلامة، حين يستخدم توصيفات مثل سنة وشيعة، إنما يعبّر عن تجربة شخصية عاشها، بعد أن تعرّض للتكفير لمجرد شكره جبهات إسناد غزة، وفي مقدمتها إيران وحزب الله واليمن، ما يؤكد أن الخطاب المذهبي جرى توظيفه كسلاح سياسي وديني لإقصاء كل من يقف موقفًا صادقًا إلى جانب فلسطين المحتلة.

وفي هذا الإطار، يبرز الموقف المبدئي الذي يؤكد أن المسلمين إخوة، وأن الاختلاف المذهبي لا ينبغي أن يتحول إلى عداوة بين أبناء الأمة الواحدة، وهو المنطلق الذي يتحرك على أساسه محور المقاومة في تعاطيه مع قضية فلسطين ومع قضايا الأمة عمومًا، فإسناد غزة لا يحمل بعدًا مذهبيًا، بل ينطلق من بعد ديني قرآني إسلامي جامع.

كما أن القرآن الكريم والإسلام أوسع وأسمى من أي مذهب، وأن الواجب الحقيقي على المسلم، ليكون صادقًا في انتمائه، هو ألا يقف متفرجًا على معاناة أخيه المسلم، وألا ينخدع بالعناوين والشعارات المذهبية التي تدفعه للاصطفاف في صف الأعداء واليهود، بذريعة الخلاف المذهبي أو الطائفي، أو عبر الأكاذيب والافتراءات التي تُسوَّق باسم الصحابة أو السنة أو غيرها من المسميات.

ويُنظر إلى موقف الشيخ عبد القوي سلامة باعتباره نموذجًا لرجل دين صادق في قناعته، جاد في بحثه عن الحقيقة، حيث كشف، من خلال تجربته، جانبًا من العمل الذي يقوده العدو عبر أدواته وأجهزته المخابراتية، وبالتكامل مع أنظمة العار والخيانة، من خلال تسخير الخطاب الديني، لا سيما التكفيري الوهابي، لخدمة اليهود والأمريكيين، ويشير هذا الموقف إلى حالة الارتباك والغضب التي أصابت تلك الأطراف نتيجة انكشاف خطابها وسقوط روايتها.

ولذلك لم يكن غريبًا أن يثير كلام هذا الشيخ وموقفه حالة هستيريا وغضب لدى تلك الأطراف، لأن الشاهد الأوضح في قصته أن الأحداث والمتغيرات الكبرى تحوّلت إلى أدلة دامغة، تفضح المنافقين وأهل الإفك، وفي الوقت ذاته تفتح الطريق أمام الصادقين والباحثين عن الحق لرؤية الصورة كما هي، فقد كشفت غزة زيف الخطاب التكفيري وعرّت أدواته، ويأتي اليوم الاستهداف والإساءة لكتاب الله ليكمل كشف ما تبقى، ويفضح الأبواق التي طالما حرّضت وكفّرت ودعت إلى إبادة الشعب اليمني خلال سنوات العدوان، بذريعة شعارات كاذبة رُوّج لها طويلاً، وصدّقها البعض.

وفي المقابل، يبرز شعب الإيمان والحكمة أمام العالم كله رمزًا للصدق والوفاء والثبات، وتجسيدًا حيًا للإسلام بقيمه الأصيلة، وشموخه، ونقائه، وثبات أبنائه في مواجهة العدو الإسرائيلي والمشروع الأمريكي، نصرةً لغزة، ودفاعًا عن القرآن الكريم، وانتصارًا لقضايا الأمة العادلة.

من عظمة موقف الشعب اليمني اليوم أنه تجاوز كونه مجرد بلد أو شعب محدود، ليصبح تجسيدًا حيًا لإرادة أمة كاملة، يمكن القول بلا مبالغة إن الشعب اليمني أصبح الأمة نفسها، ومن يتأمل ساحات الخروج والتظاهر يرى ذلك بوضوح، فميدان السبعين الذي كان يُختزل فيه اليمن في الماضي، لم يعد اليوم مجرد ساحة واحدة، بل صار رمزًا لعظمة وشموخ الموقف الإيماني للشعب اليمني.

ميدان السبعين أصبح جزءًا من مئات الساحات المنتشرة في مختلف المحافظات، فكل محافظة تشارك وكأنها تمثل شعبًا كاملًا، ومجموع هذه الساحات والمشاركات يجعل المشهد مشهد أمة متحدة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولذلك، فإن ذلك الحشد الإيماني، هو ما يثير خوف الأعداء ويقلقهم في كل ميادين المواجهة، لأنهم يراهنون دائمًا على ضعف الشعوب وتفرقها وتخاذلها ليتمكنوا من ابتلاعها والسيطرة عليها.

الموقف الحق، حتى لو جاء من عدد قليل، يحمل معنى الأمة والتمسك بالقيم والمبادئ، كما قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: «وكان إبراهيم أمة»، رغم كونه فردًا واحدًا، فكيف بشعب الإيمان والحكمة الذي يجمع بين ضخامة الاحتشاد، وعظمة الموقف، والاستعداد للتضحية في مواجهة أعداء الله مهما كانت التحديات؟

مهندس زراعي: مستقبل التصنيع الزراعي المحلي واعد وبأرقى المواصفات العالمية
المسيرة نت| متابعات: أوضح منسق برنامج التصنيع الزراعي والسمكي المهندس عبدالكريم العامري، أن التصنيع المحلي يمثّل اليوم ركيزة أساسية للنهوض بالقطاع الزراعي والسمكي.
قيادي في حماس يدعو للتحرك العاجل لمواجهة مخططات العدو الصهيوني الاستيطانية
متابعات| المسيرة نت: أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية، حماس عبد الرحمن شديد، أن تصاعد عمليات مصادرة العدو الصهيوني للأراضي في الضفة الغربية، والتي كان آخرها قراره بمصادرة أكثر من 150 دونماً من أراضي قرية المغير شمال شرق رام الله، تعكس إصرار الاحتلال على المضي في سياسات السطو المنظم على أراضي الضفة، وتطبيق مخططه الكبير للضم والتهجير.
ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي.. تحالفات خليجية جديدة لعزل الإمارات
المسيرة نت: كشف تقرير تحليلي نشره موقع "ذا كريدل"، عن تصاعد حاد في صراع الهيمنة بين الرياض وأبو ظبي، مؤكداً أن التحالف الاستراتيجي الذي جمع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد تحول إلى تنافس شرس يعيد تشكيل خارطة التحالفات في الخليج، مع بروز اليمن كأبرز ساحات هذا الصدام الميداني.
الأخبار العاجلة
  • 04:55
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة
  • 04:04
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تعتقل 18 مواطنًا حتى اللحظة خلال الاقتحام المستمر في بلدة سالم شرق نابلس
  • 03:36
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تنفذ عملية نسف ضخمة داخل مناطق انتشارها شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
  • 03:22
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، من حاجز دير شرف وبلدة عارورة شمالي رام الله
  • 03:22
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة بلعا شرق مدينة طولكرم
  • 02:22
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة طمون جنوبي طوباس وقرية عارورة شمال رام الله
الأكثر متابعة