القيادي بـ"حماس" أسامة حمدان في حوار خاص للمسيرة: اليمن عنوان إسناد الأمة وغزة ستفشل أوهام العدو و"مشاريع السيطرة"
آخر تحديث 23-12-2025 20:38

المسيرة نت | خاص: ثمّن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أسامة حمدان، الإسناد الذي يقدمه الشعب اليمني دعماً لغزة وأبطالها، مشيراً إلى أن طوفان الأقصى كشف عجز العدو عن حماية نفسه.

وفي مقابلة خاصة على قناة المسيرة، مساء اليوم، قال حمدان: "نثمن موقف أبناء اليمن الذين وقفوا مع فلسطين، وكانت وقفتهم مع الطوفان وقفة عز وكرامة وانتصار للحق".

وأضاف: "اجتهد إخواننا في اليمن في دعم المقاومة، لا أقول قاموا بدعمها بل اجتهدوا في دعمها، وبذلوا جهوداً ودفعوا أثماناً لذلك، ولم يتراجعوا لحظة من اللحظات".

ووصف اليمن بأنه "كان وسيظل عنوان دعم للأمة في قضاياها وفي قضيتها المركزية فلسطين".

ولفت حمدان إلى أن "المشروع الصهيوني في المنطقة، وإن كان يستهدف فلسطين مباشرة، لكنه يستهدف الأمة كاملة، وقد كشف طوفان الأقصى ذلك".

وتحدث عن مجريات اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أنه "في المرحلة الثانية من اتفاق غزة يجب أن تكون الضمانات أكثر وضوحاً والالتزامات أكثر تفصيلاً".

ولفت إلى أن "العدو الصهيوني لا يلتزم بالاتفاق، وحتى الاتفاقيات الدولية التي يعقدها يمارس خروقات فاضحة لها"، موضحاً أن "العدو لا يريد الذهاب إلى المرحلة الثانية لأنها تعني انسحاباً كاملاً من القطاع وبقاءً للمقاومة على أرض غزة".

وتابع قائلاً: "تعريفنا للمرحلة الثانية من الاتفاق هو أننا نرفض الوصاية، ونرفض نزع السلاح، وأي تدخل في شأننا الداخلي الفلسطيني".

ونوه إلى أن المقاومة ترفض "أن تأتي قوات أجنبية لتنزع سلاحاً فشل الاحتلال في انتزاعه منا على مدى عامين، ولن ينجح ولو قضى مئة عام في انتزاع سلاحنا، وهو لن يعيش هذه المئة عام"، مضيفاً: "فكرة تسليم السلاح فكرة لا تقبلها المقاومة، والأهم اليوم أن هناك إجماعاً وطنياً على رفضها".

وعن الحصار الصهيوني المتواصل، شدد حمدان على أن "عدم فتح المعابر هو إشارة إسرائيلية إلى أن العدو ينوي العودة إلى العدوان على قطاع غزة".

وأكد أن وسائل العدو لن تنجح في اختراق الصمود الفلسطيني، منوهاً إلى أن "استخدام الحصار كأداة حرب على الاحتياجات الأساسية يزيد من حالة العداء للكيان الصهيوني".

وعرّج على الحديث الصهيوني بشأن ما يسمى "إسرائيل الكبرى"، مؤكداً أن "حجم الأوهام حول قدرة المشروع الصهيوني على السيطرة في منطقتنا أكبر بكثير مما يظن الناس".

وبيّن أن "الأمريكي يريد أن يفرض هيمنة على المنطقة، وأن يكون الكيان الصهيوني أساساً في هذه الهيمنة"، مشيراً إلى أن "المجرم نتنياهو يفهم أن المشروع الأمريكي هو نزع سلاح المنطقة، ولا يبقى إلا السلاح الإسرائيلي لتحقيق مشروعهم الاستعماري".

وجدد التأكيد على أن "نزع سلاح المقاومة هو فتح الباب لابتلاع معظم أراضي الأمة، لأن الإسرائيلي سيكون المالك الحصري الوحيد للسلاح في المنطقة".

وعبر عن اطمئنانه إلى "أن المقاومة قادرة على الاستمرار، وأنا مطمئن أن مآل هذا الصراع هو زوال هذا الكيان"، لافتاً إلى أن "العدو فشل رغم اغتيال سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، رحمه الله، لكن المقاومة صمدت وتماسكت وظلت قائمة".

وأردف قائلاً إن "هذه التضحية وهذه الشهادة لا يمكن إلا أن يكافئها الله سبحانه وتعالى بانتصار".

وفي حديثه عن التطبيع مع العدو، وصف حمدان التطبيع بأنه "عملية ابتزاز سياسية رخيصة للمنطقة، إما أن تقبل بـإسرائيل أو تتعرض للعقوبة".

وتطرق حمدان إلى جملة من التفاصيل يستعرضها موقع المسيرة نت في نص الحوار تالياً:

 

أهلًا وسهلًا بكم ضيفنا في هذا الحوار، القيادي في حركة حماس، المناضل الدكتور أسامة حمدان. نرحب بكم أجمل الترحيب من العاصمة العراقية بغداد، في بث لقناة المسيرة الفضائية، في ساعة حوارية حول القضية الفلسطينية.

حياكم الله، تحية لكم ولقناة المسيرة، ولأبناء اليمن الكرام الذين وقفوا إلى جانب فلسطين دومًا، وكانت وقفتهم الأخيرة مع الطوفان وقفة عز وكرامة وانتصار للحق.

 

حياكم الله، وبياكم.. قبل الخوض في الحديث والحوار حول موضوع القضية الفلسطينية، لو نتحدث أو نأخذ السيرة الذاتية للدكتور أسامة حمدان.

الحقيقة، ربما هذا آخر ما أحب أن أتحدث فيه، لأنه دائما القضية الأساس هي قضية مقاومة الاحتلال والانتصار لشعبنا المظلوم، والانتصار لأمتنا أيضًا، لأن ما نشأنا عليه وآمنا به دومًا أن هذا المشروع الصهيوني في المنطقة، هو وإن كان يستهدف الفلسطينيين مباشرة، ولكنه يستهدف الأمة كاملة، ولعل طوفان الأقصى كشف عن ذلك صراحة، إذ رأينا رئيس وزراء الكيان الصهيوني خلال هذا الطوفان، وهو في مأزقه في مواجهة المقاومة، سواء في فلسطين أو في لبنان أو في اليمن أو العراق، يتحدث عما نسميه ("إسرائيل" الكبرى)؛ لذلك أعتبر نفسي واحدًا من أبناء هذا الشعب الذي فتح عينيه على فاجعة الاحتلال لفلسطين، ورأى جيلًا سبقه قاوم هذا الاحتلال، وآمن أن دوره أن يكون في هذا السياق، في سياق مقاومة الاحتلال، وأحمد الله سبحانه وتعالى أن وفقني كما وفق كثيرين لذلك.

 طوفان الأقصى وضع الكيان الصهيوني في مأزق أمام المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق


نتحدث عن تصريح لكم قلتم بوضوح: لا مرحلة ثانية قبل استكمال التزامات المرحلة الأولى، بينما يكرر ترامب الحديث عن مرحلة ثانية وكأنها قادمة بذاتها.. ما الذي لا يزال العدو الإسرائيلي يماطل في تنفيذه من المرحلة الأولى تحديدًا؟

المرحلة الأولى اتفقنا فيها على أربع عناوين.

 العنوان الأول هو وقف الحرب، وحتى اللحظة هناك خروقات إسرائيلية واعتداءات، في مجملها أفضت إلى استشهاد أربعمائة فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وتسعة وتسعين في المائة منهم من المدنيين.

 الجزء الثاني يتعلق بتبادل الأسرى، وهذا الجزء تقريبًا تم بشكل مناسب، وإن كان الإسرائيلي ماطل فيه خلال عملية التنفيذ، أخر وبدل، ولكن على الأقل نستطيع أن نقول إنه تم إنجازه بشكل مناسب. بقيت جثة لم يتم العثور عليها حتى الآن، ومقابلها سيتم الإفراج عن خمسة وثلاثين من الأسرى.

 ما يتعلق بالإغاثة، هناك تعطيل إسرائيلي متعمد للإغاثة الطبية، وخاصة أن حاجات المستشفيات كبيرة، وهي في قضايا أساسية كمواد التخدير للعمليات الجراحية وغيرها.

 لا نزال نتحدث مع الوسطاء بشكل يومي حول هذا الموضوع. والمسألة الرابعة هي الانسحاب الإسرائيلي إلى الخط المسمى الخط الأصفر. حصل الانسحاب، ولكن الإسرائيلي لا يزال يخرق هذا الخط، وأحيانًا يتعدى عليه.

نحن معنيون بأن يكون أي تقدم باتجاه تنفيذ المرحلة الثانية مرتبطًا ليس فقط بالتزام الاحتلال، وإنما بأن يكون الضامنون لهذا الاتفاق والوسطاء عند ضماناتهم، لو ضغط على الاحتلال لتوقفت الخروقات. ولذلك نحن في حديثنا عن المرحلة الثانية نقول إنه لا بد أن يكون هناك ضمانات أكثر وضوحًا، والتزامات أكثر تفصيلًا، وأوقات محددة للتنفيذ لا يتم الخروج عليها.

 ونحن الآن نتعامل مع عدو لا يلتزم بكل الوعود،  لا يمكن الثقة بالاحتلال، لا يمكن الثقة بـ"إسرائيل"، نحن لا نتكلم في أي لحظة عن الثقة بهذا الكيان، ولا عن الثقة بحكومته أيا كانت.

البعض أحيانًا يحاول أن يقول إن هناك حكومات متطرفة داخل الكيان. أنا لا أجد إلا أنه متطرف، يعني كل حكومة متطرفة، كل الكيان حالة تطرف، لأن ما معنى أن نقول عن إنسان غير متطرف وهو يمارس العدوان والاحتلال والقتل؟ ما هو تعريف التطرف بعد ذلك؟ لذلك هذا الكيان بكليته حالة تطرف وشذوذ في المنطقة، لا يمكن الثقة به، ليس على صعيدنا نحن كفلسطينيين، ولا على صعيدنا كمقاومة سواء كانت في فلسطين أو في المنطقة، وإنما حتى على صعيد الدول التي عقد معها اتفاقيات سلام.

 هو يهدد أمنها ويستهدفها ويعتدي عليها، تكتشف خلايا تجسس في دولها لصالح الاحتلال، بمعنى أن حتى الاتفاقيات الدولية التي يعقدها هو يمارس خروقات فاضحة لها ويتصرف كأنه فوق القانون. هذا لا يمكن أن تثق به بحال من الأحوال.

 لا انتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق دون استكمال التزامات المرحلة الأولى.. والعدو الصهيوني يواصل الخروقات والاعتداءات ويثبت أنه حالة شاذة لا يمكن الوثوق به..


نتحدث عن ترامب والعدو الإسرائيلي، يتحدثون عن المرحلة الثانية دائمًا في حديثهم، بالتالي باعتبارها مدخلًا لترتيب سياسي أو أمني جديد في غزة، في المقابل حماس تقول إن المرحلة الأولى لم تنته. هل هذا الإصرار على الانتقال للمرحلة الثانية هو تخويف وترهيب من قبل "إسرائيل" أم ماذا؟

أنا أعتقد أن الإسرائيليين لا يريدون الذهاب إلى المرحلة الثانية، وهذا الذي يقولونه هو نوع من الدعاية الكاذبة. الإسرائيلي يدرك أن المرحلة الثانية تعني انسحابًا كاملًا من قطاع غزة، تعني بقاء المقاومة على أرض فلسطين أو على أرض غزة، وتعني مزاجًا شعبيًا يرى أن هذه المقاومة دافعت عنه، وأن كل ما تسبب به العدو من أضرار في النهاية لم يكسر إرادة هذا الشعب ولم يدفعه للاستسلام، ولا حتى الرحيل عن قطاع غزة.

 الإدارة الأمريكية في ترتيباتها للمنطقة حريصة على أن يظل هذا الكيان الصهيوني متفوقًا في المنطقة ومهيمنًا فيها.. طوفان الأقصى أثبت أن هذا الكيان غير قادر على حماية نفسه، هذا الكيان هش، هذا الكيان يحتاج إلى من يدافع عنه، هذا الكيان لا يمكن أن يوفر أمنًا لأحد حتى ولو تحالف معه، وبالتالي الإدارة الأمريكية تحاول أن تعيد تكرار التجربة بفرض دور لهذا الكيان في المنطقة، وهي تدرك تمامًا أنه سرعان ما سيخرق هذا الدور وسيجد نفسه في مواجهة مع المنطقة؛ لذلك أنا أعتقد أن الإدارة الأمريكية لا تزال مترددة وغير حاسمة، ولو كانت حاسمة لألزمت هذا الكيان بتعهدات المرحلة الأولى.

نحن موقفنا واضح: الذهاب إلى المرحلة الثانية له متطلبات لا بد أن تتم، تعريفنا للمرحلة الثانية لا يتعلق فقط بموقف حماس، وإنما هو موقف وطني فلسطيني، كان واضحًا بأنه في قضايا إدارة قطاع غزة يجب أن تكون إدارة وطنية فلسطينية.

نرفض أن يكون هناك أي وصاية على قطاع غزة. من يريد أن يساعدنا فأهلًا وسهلًا بالصيغة التي تناسبه، ولكن دون وصاية علينا.. نحن لسنا بحاجة لأن تأتي قوات أجنبية لتنزع سلاحًا فشل الاحتلال في انتزاعه منا على مدى عامين، ولن ينجح ولو قضى مئة عام في انتزاع سلاحنا، وهو لن يعيش هذه المئة عام؛ ولذلك نحن كفلسطينيين، وهنا لا أتكلم عن حماس أو عن المقاومة، وإنما نتكلم عن المجموع الوطني الفلسطيني العام، كان لنا موقف واضح أُبلغ لكل الوسطاء أننا نرفض أي وصاية، وأي نزع لسلاح المقاومة، وأي تدخل في إدارة شأننا الداخلي الفلسطيني.

 الانسحاب يعني الخروج الكامل إلى ما قبل 7 أكتوبر، وما يمارسه العدو هو "إعادة تموضع" ولا يمكن الثقة بمصطلحات الانسحاب الصهيوني


طيب، نتحدث عن الانسحاب الحقيقي لإسرائيل.. في تصريحات سابقة لحماس قيل إن العدو لم يلتزم بالانسحاب الحقيقي، بل قام بإعادة تموضع: هل ترى أي تغيير، وهل تتوقعون التزامًا صهيونيًا حول هذا الموضوع؟

أولًا، كان هناك محاولة لخداع إسرائيلي بالقول إن هناك انسحابًا. نحن الانسحاب عندنا يعني الخروج الكامل من قطاع غزة.

 الخروج من جزء من قطاع غزة لا يعني انسحابًا، يعني إعادة تموضع. حتى هذا الخط الذي اتفقنا عليه، وهو الخط الأصفر حسب الخارطة المتفق عليها، حاول العدو مرارًا أن يقوم باختراقه، وأن يغير فيه، وأن يتقدم في مناطق مختلفة منه؛ لذلك أنا لا يمكن أن أثق، كفلسطيني عمومًا وكمقاومة على وجه الخصوص، بمصطلحات تقال، ولا يمكن أن نعطيها مبررًا حتى لا يبدو الأمر كأن الإسرائيلي ينفذ شيئًا غير واقعي.

نحن نقول للعالم: الانسحاب هو أن يعود الاحتلال إلى مواقعه ما قبل السابع من أكتوبر. ما لم يحصل ذلك فهو ليس انسحابًا بأي حال من الأحوال.

 

حسناً، نتحدث عن وقف إطلاق النار. يتم الحديث كثيرًا عن وقف النار، لكن في الوقت نفسه الغارات والاغتيالات مستمرة في قطاع غزة: ما هو رأيكم في ذلك؟

بوضوح، هذا يؤكد ما نقوله: هذا الاحتلال لا يحترم اتفاقيات ولا عهودًا. صحيح أن المقاومة لا تزال ملتزمة وتتجاوب مع التزاماتها، تنبه الوسطاء إلى الاختراقات التي تتم، وتطلب منهم أن يضبطوا سلوك الاحتلال وأن يمنعوا تطوره، لكن المسألة بوضوح شديد، استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يشير إلى مسألتين. المسألة الأولى: أن هذا العدو لا يمكن الثقة به، وأن مجرد وجوده أزمة، وأن هذا الوجود يجب أن ينتهي، وأنه لا استقرار في المنطقة إلا إذا انتهى الاحتلال.

 والمسألة الثانية، عندما تقدم الولايات المتحدة تعهدات بأن تضمن سلوك الاحتلال وتفشل في ذلك، هذا يطرح سؤالًا كبيرًا حول دور الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية، لكن السؤال الأكبر حول قيمة التزامات الولايات المتحدة على الصعيد الدولي، ليس تجاهنا نحن فقط، وإنما تجاه كل دول العالم.

إذا كانت أمريكا لا تحترم التزامًا ما في منطقة ما، فكيف يمكن أن نصدق أنها ستحترم في مواقع أخرى؟ كيف ستثق الدول في العالم أن التزامات الولايات المتحدة يمكن احترامها أو تصديقها أو الثقة بها؟ ولذلك، سواء أرادت أو لم ترد الولايات المتحدة، استمرار الخروقات الإسرائيلية يزعزع مصداقيتها على المستوى الدولي.

 هي مصداقيتها أصلًا فيها إشكال، وهذا يزيد من زعزعة مصداقيتها، وبالتالي سيؤثر على أدوار الولايات المتحدة في العالم.. على الولايات المتحدة أن تختار بين أن تلزم الاحتلال فتبدو بقدر ما من المصداقية، أو ألا تلزمه، وبالتالي هذه المصداقية لا يمكن أن يوثق بها في أي مرحلة قادمة، لا في فلسطين ولا في غير فلسطين.

 استمرار الغارات رغم الحديث عن وقف إطلاق النار يؤكد أن العدو الصهيوني لا يحترم الاتفاقيات… وفشل الولايات المتحدة في ضبطه يزعزع مصداقيتها دولياً ويؤكد شراكتها في العدوان.


نتحدث عن الوضع الإنساني في فلسطين.. حماس قالت أكثر من مرة إن الوضع الإنساني يُستخدم كورقة ضغط. هل ما يجري اليوم من تعطيل إدخال المساعدات الإغاثية وفتح المعابر جزء من هذا الضغط لإجبار المقاومة على شيء ما؟

الإسرائيلي لديه مشكلتان مع الشعب الفلسطيني.

المشكلة الأولى أن الشعب يقاوم، لكن المشكلة الأكبر بالنسبة له أن الشعب بكليته ينحاز إلى المقاومة، مؤخرًا أحد مراكز الإحصاء والاستطلاع الممولة من الولايات المتحدة الأمريكية في القدس أجرى استطلاعًا في قطاع غزة بين المليوني فلسطيني الذين يعيش 80% منهم في الخيام، بيوتهم مهدمة ويعانون معاناة قاسية، حول موقفهم من المقاومة بسؤال: ماذا لو حصلت انتخابات اليوم، من ستنتخب من الفصائل الفلسطينية؟ النتيجة كانت صادمة لمن أجرى الاستطلاع، 86% قالوا إنهم سينتخبون المقاومة.

نحن نتكلم عن حرب إبادة على مدى عامين، رغم الإبادة، 86% قالوا نحن سننتخب المقاومة في فصائلها المختلفة.. هذه إجابة واضحة حول طبيعة هذا الشعب وانتمائه لقضيته وانتمائه للمقاومة؛ لذلك الاحتلال يحاول أن يكسر إرادة هذا الشعب بكل طريقة: بالإبادة، بهدم البيوت، بالحصار، وأيضًا بالتجويع، وباستخدام منع المساعدات التي هي حق طبيعي وفق القانون الدولي.

وفق القانون الدولي والاتفاقات الدولية، تُلزم كل الأطراف بالسماح بإدخال الطعام والشراب والاحتياجات الطبية إلى مناطق النزاع، هو لا يحترم القانون الدولي، ثم يأتي للعالم ويقول إن هناك قانونًا يجب أن يُحترم.. أنا أعتقد أن استخدام هذه الوسيلة للضغط على الشعب هو جزء من جرائم الحرب، وهي تُعد جريمة حرب وفق القانون الدولي.

أنا أعتقد اليوم أن أسوأ ما في ذلك أنه يأتينا رئيس مركز المساعدات الأمريكي، الذي تحاول أن تتدخل فيه الولايات المتحدة، ويقول إن ما يجري إدخاله من مساعدات يوفر وجبة يومية لكل مواطن فلسطيني، وكأن هذا المواطن يجب أن يعيش وفق معايير ما تريده الإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني.

 نحن نتكلم عن شعب له الحق أن يعيش عيشة طبيعية، بدون احتلال وبدون حصار؛ ولذلك محاولة استخدام هذا الحصار كأداة هو جريمة حرب من جهة، ولكنه من جهة أخرى يزيد من حالة العداء تجاه الكيان الصهيوني، لأن الإنسان الذي يحاربك في احتياجاتك الأساسية لا يمكن أن تثق لاحقًا بأنه يمكن أن تتعايش معه بسلام.

 

طيب، ما هي نظرة المقاومة، حركة حماس، لما يجري اليوم في فلسطين؟

نحن نعتقد أن ما يجري في فلسطين هو مرحلة من مراحل الاشتباك مع العدو. المرحلة قاسية، حجم التضحيات كبير، ولكن إذا قرأنا مسار الاشتباك مع العدو منذ عام 48 حتى اليوم، أنا أعتقد أن هذه المرحلة تشير إلى أكثر من ميزة.

 أول وأهم هذه الميزات أن الكيان الصهيوني بات عاجزًا عن حسم المعركة العسكرية.. سنتان من الإبادة، بقي الشعب الفلسطيني صامدًا في أرضه، متمسكًا بحقه، يعاني معاناة قاسية لا يمكن توصيفها، وفي الوقت نفسه هو متمسك بالبقاء في أرضه، يرفض أن يغادر وطنه، ومتمسك أيضًا بمقاومته.

 ذكرتُ الاستطلاع قبل قليل، وعندما أُعلن وقف إطلاق النار وبدأت المقاومة في ملاحقة العملاء، وجدنا كيف انحاز الشعب إلى المقاومة ووقف إلى جانبها حتى في ملاحقة العملاء الذين آذوا الشعب الفلسطيني، باعتبار ذلك موقفًا وطنيًا عامًا. إذًا أول نتيجة هي فشل العدو في كسر إرادة الشعب الفلسطيني رغم عامين من الإبادة. ثانيًا، لم يعد قادرًا على تحقيق إنجاز عسكري.

المسألة الثانية: الاحتلال بعد عامين من الإبادة يكتشف أن هذا الكيان هو عبارة عن تجمع وليس مجتمعًا.. لا توجد فيه معايير المجتمع المتماسك. هو حالة تجمع، فيه فئة ترفض أن تنخرط في جيش الاحتلال وترفض أن تذهب إلى التجنيد، وفيه فئة تهرب من هذا الكيان، يكتشف الجميع أن كل من هو موجود في هذا الكيان يحمل جنسية أخرى غير جنسية الكيان الصهيوني، وأنه في حالة أي نوع من الإرباك يركب طائرة أو يعبر الحدود ويهرب باتجاه الدولة التي جاء منها إلى فلسطين محتلًا.. هذا الكيان أيضًا انكشف أنه ليس كيانًا طبيعيًا في المنطقة.

المسألة الثالثة: لم يسبق أن أدار الفلسطينيون معركة بهذا الطول في مواجهة هذا الكيان داخل أرض فلسطين.. سنتان من الصمود والمقاومة تقول إن إرادة الشعب الفلسطيني قادرة على أن تكسر إرادة الاحتلال.

 كيف نرى هذا في السياق العام؟ أنا أعتقد أن طوفان الأقصى فتح باب التحرير.. ما قبل طوفان الأقصى كان اشتباكًا ومشاغلة واستنزافًا للاحتلال، طوفان الأقصى فتح بوابة التحرير، وفتح بوابة الشراكة مع المقاومة على صعيد المنطقة في التحرير، وأنا أظن أن هذا يعني في مآلاته، التي لن تكون بعيدة، نهاية للاحتلال على أرض فلسطين.

 عامان من الإبادة كشفا عجز العدو الصهيوني عن الحسم… والشعب الفلسطيني صامد ومتمسك بمقاومته، وطوفان الأقصى فتح باب التحرير والشراكة مع مقاومة المنطقة، وفي مآلاته نهاية الكيان الصهيوني


نتحدث عن ملف الإغاثة. اليوم الفلسطينيون يحتاجون إلى المأوى، يحتاجون إلى الكثير من الأمور الصحية، البنية التحتية مدمرة جميعها، الصحة شبه معدومة، والطعام مفقود. الكل في وضع مفجع حقيقة.. نتحدث اليوم عن ربط ملفات إنسانية مثل الإغاثة والمعابر المغلقة، بملفات سياسية وأمنية. هذا الربط كيف ينعكس على الواقع الإنساني اليوم في غزة؟

أولًا، نحن أبلغنا الوسطاء أنه في المرحلة الثانية يجب أن يكون الملف الإنساني خارج معادلة التفاهمات الميدانية أيا كانت طبيعتها، ويجب أن يلتزم بذلك بتعهد مباشر من الوسطاء، وأن علامة ذلك هي فتح المعابر.

 ونحن لا نزال نناقش هذه القضية، وموقفنا لا يزال ثابتًا. وأنا أعتقد أن عدم فتح المعابر هو إشارة إسرائيلية إلى أن "إسرائيل" تنوي العودة إلى العدوان على قطاع غزة. عدم إدخال المساعدات هو إشارة في هذا الاتجاه. ونحن نضغط ونقول إن التقدم في أي مسارات يجب أن يرتبط بهذا الفصل في هذه المسألة الأولى.

المسألة الثانية التي يجب أن يُشار إليها أن هناك مؤسسات دولية، إذا كان الاحتلال يحتج بأنه لا يريد أن يتعامل مع المقاومة في موضوع الإغاثة، فهناك مؤسسات دولية تعمل في قطاع غزة منذ عقود: وكالة الأونروا، الأمم المتحدة، الصليب الأحمر، ومنظمة الغذاء العالمي. هذه مؤسسات دولية لا تنتمي لا للفلسطينيين ولا لمقاومتهم. أن تُمنع من تقديم الإغاثة، فهذا عدوان عليها وعدم احترام للقوانين الدولية، وفي الوقت نفسه هو عدوان متواصل على الشعب الفلسطيني.

 إذا كانت المؤسسات الدولية عاجزة عن القيام بدورها، فالسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يُطلب من الفلسطينيين أو من دول بعينها أن تحترم المؤسسات الدولية، ودول أخرى لا تحترمها؟ هذا يخل بالنظام الدولي ويفتح الباب لانهيارات لن تكون عواقبها فقط متعلقة بنا نحن، وإنما ستتعلق بالذين دفعوا لانهيارها؛ ولهذا اليوم هذا الكيان بسلوكه يشكل خطرًا على العالم، وليس على الفلسطينيين وحدهم، ويشكل خطرًا على المنظومة التي تنظم علاقات الدول فيما بينها، وليس فقط على منطقتنا وعلى قوى المقاومة في الدول.

 


هل المرحلة التي كانت سابقًا، قلتم إن العدو انتقل فيها من الحرب العسكرية إلى مرحلة إغراق غزة بالفوضى؟ ما الذي تقصدونه تحديدًا، وهل ما يسمى بالعصابات المحلية جزء من هذا المخطط؟

أولًا لا بد أن أشير هنا إلى أن العدو فوجئ مع بداية الطوفان بأن المقاومة، بأدوات إذا قيست بحجم ما لدى العدو من تجهيزات، فهي أدوات بسيطة، نجحت في أن توجه ضربة ساحقة لفرقة غزة الصهيونية، وأطاحت بهذه الفرقة التي كان يفتخر جيش الاحتلال بقدراتها. وفوجئ مفاجأة كبرى عندما انحازت قوى المقاومة في المنطقة إلى غزة وقامت بدعمها، سواء المقاومة في لبنان أو المقاومة في اليمن أو المقاومة في العراق. ورغم بعد المسافات في اليمن، نتكلم عن ألفي كيلومتر، وهناك دول مطبعة أيضًا تفصل ما بينهم، اجتهد إخواننا في اليمن في دعم المقاومة، لا أقول قاموا بدعمها بل اجتهدوا في دعمها، وبذلوا جهودًا ودفعوا أثمانًا لذلك ولم يتراجعوا لحظة من اللحظات. وبالتالي هو أيضًا فوجئ بهذا.

حتى يواجه المقاومة، قرر أن يثير حالة الفوضى.

 حالة الفوضى من خلال ثلاثة عناوين أساسية:

 العنوان الأول هو محاولة إيجاد بدائل مجتمعية للمقاومة، بحيث تحصل حالة اجتماعية رافضة للمقاومة، و اتصل لذلك بعشرات من وجهاء العشائر والمخاتير وكبار العائلات، وكان يطلب منهم أن يتعاملوا معه، ومن يرفض كان يقصف بيته، وبعضهم استشهد بعد رفضه بساعة هو وعائلته، ووجد نفسه أمام جدار مغلق، إذ رفضت هذه العشائر والعائلات أن تتعامل معه.

الحالة الثانية التي لجأ إليها هي تفعيل دور العملاء. تجنيد عملاء، هناك عملاء هاربون من قطاع غزة منذ عقود، منذ الانتفاضة الثانية، جمعهم وأعادهم وبدأ يجندهم ويسلحهم ليقوموا بعمليات ضد المقاومة؛ ولذلك، مجرد أن وقع وقف إطلاق النار، قامت المقاومة بحملة واسعة ضد هؤلاء العملاء: اعتقالًا ومحاسبة ومعاقبة، فر جزء منهم إلى المناطق التي لا يزال يسيطر الاحتلال عليها، لكن فهم الجميع أن حالة العملاء حالة مرفوضة شعبيًا، وليس فقط من المقاومة.


الحالة الثالثة هي دعم العصابات التي سلحها. ربما كانت في ظل ما قبل الطوفان، وفي ظل وجود إدارة لقطاع غزة، ملاحقة أمنيًا، معظمهم كان في السجون محكومًا بأحكام جنائية لسرقة أو اعتداء أو غير ذلك، هؤلاء، مع قصف السجون، خرجوا من السجون، والاحتلال زودهم بالسلاح ليمارسوا جرائمهم.

هذه الحالة أيضًا، مع نشر الشرطة في قطاع غزة بعد وقف الإبادة، نجحت في ضبطها واعتقال العشرات منهم وإعادتهم وتوقيفهم ومحاكمتهم على الجرائم التي استجدت خلال الحرب.. هذه الحالة نجحت بسرعة لسببين: السبب الأول قدرة المقاومة، والسبب الثاني التجاوب الشعبي.

المجتمع بكليته انحاز إلى خيار ضبط الواقع الاجتماعي ومنع حالة الفلتان والفوضى، وصار يساعد في الإشارة إلى مواقع اختباء هؤلاء. بعض العائلات سلمت أشخاصًا تورطوا في هذه الجرائم، ولذلك خلال الأسبوعين الأولين انضبط الوضع العام في غزة.

ونحن نعتقد أن إثارة الفوضى هي أحد وسائل الاحتلال، بدأ هذا مع الاحتلال البريطاني وتبعه الاحتلال الصهيوني في ذلك؛ لذلك هناك وعي اجتماعي عام بأن الانضباط العام في البيئة هو جزء من مواجهة الاحتلال، وهذا يساعد المقاومة كثيرًا في أن تنجح في ضبط الوضع.

 [الملف الإنساني يجب أن يبقى خارج التفاهمات الميدانية… منع فتح المعابر وإدخال المساعدات يؤكد نية العدو الصهيوني العودة للعدوان على غزة، وسلوكه يمثل خطرًا على النظام الدولي بأسره

طيب، نتحدث عن ملف تسليم السلاح. في كل الأطروحات المتعلقة بالمرحلة الثانية يظهر ملف تسليم السلاح كشرط غير معلن أحيانًا ومعلن أحيانًا أخرى. كيف تنظر حماس لهذا الطرح؟

أولًا، منطق تسليم السلاح هذا منطق من أصله لا يمكن أن يكون مقبولًا، ولا يمكن أن نبحث هذه المسألة.. هذا السلاح هو سلاح مقاومة، سبب وجوده الاحتلال.

 الاحتلال موجود، سيكون هذا السلاح موجودًا، الاحتلال يعتدي علينا، سيكون هذا السلاح لقتاله والدفاع عن النفس.. الآن، عندما يزول الاحتلال وتنشأ دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، وقادرة على حماية شعبها وأرضها، وهذه القدرة تعني وجود جيش وطني حقيقي ينتمي إلى شعبه ويدافع عنه ويقاتل، عند ذلك من الطبيعي أن نكون نحن هذا الجيش، وأن يكون كل من يريد أن يدافع عن وطنه ضمن هذا الجيش. لذلك فكرة تسليم السلاح فكرة لا تقبلها المقاومة. والأهم اليوم، هناك إجماع وطني على رفضها.

 انعقد لقاءان للفصائل الفلسطينية في القاهرة، وصدر موقف موحد بهذا المعنى الذي أشرت إليه، وأُبلغ الوسطاء بذلك.

لكن هناك مسألة لا بد أن ندركها جميعًا. المسألة لا تتعلق فقط بسلاح المقاومة في فلسطين، بل تتعلق بمشروع أمريكي يريد أن يفرض هيمنة على المنطقة، ويريد أن يكون الكيان الصهيوني أساسًا في هذه الهيمنة.

 وهذا ما نجد أن أمريكا دائمًا تنظر إلى كل دول الجوار بأنها تسلم سلاحها.

 ولذلك المشروع الآن هو محاولة نزع سلاح الأمة، هو يتكلم عن نزع سلاح المقاومة في لبنان، وعن نزع سلاح المقاومة في العراق، وعن نزع سلاح الدولة في اليمن، أنصار الله يقودون اليمن ويريد أن ينزع السلاح، ويتكلم عن نزع السلاح في الجمهورية الإسلامية في إيران. ويتكلم حتى عن إضعاف أي دولة قوية في المنطقة، حتى ولو لم تكن في حالة حرب مباشرة مع الكيان الصهيوني، لأن هذا الكيان لا يمكن أن يكون نافذًا إذا امتلكت هذه الأمة استقلالها وسيادتها وقدرتها، ومن ضمن هذه القدرة وجود السلاح الذي تدافع به وتقاتل به أعداءها.

ما الذي يعنيه ذلك؟ هذا يعني أن الاستهداف لا يتعلق بالقضية الفلسطينية وحدها، ولا يتعلق بالفلسطينيين وحدهم، بل يتعلق بالمنطقة كلها؛ ولذلك نفهم من هنا لماذا يتجرأ نتنياهو ويقول إنه يريد إقامة ("إسرائيل" الكبرى)؛ لأنه يفهم تمامًا أن المشروع الأمريكي هو نزع سلاح المنطقة، ولا يبقى إلا السلاح الذي يحمله الإسرائيلي أو الذي يعطيه إياه الأمريكي. وهذا ما يدفعه للقول إنه يريد "إسرائيل" من الفرات إلى النيل، يأخذ جزءًا من العراق وجزءًا كبيرًا من أرض مصر وجزءًا كبيرًا من المملكة العربية السعودية، وأجزاء من جنوب تركيا، ويبتلع دولًا بكاملها في سوريا ولبنان والأردن، علاوة على فلسطين؛ لأنه يدرك تمامًا أن نزع سلاح المقاومة هو فتح الباب لابتلاع معظم أراضي هذه الأمة، لأنه سيكون المالك الحصري والوحيد للسلاح في المنطقة.

 [سلاح المقاومة غير قابل للنقاش… الإجماع الوطني يرفض طرح تسليمه، والمشروع الأمريكي يسعى لنزع سلاح الأمة لتمكين "إسرائيل الكبرى" من ابتلاع أراضي المنطقة..

هناك تساؤلات كثيرة تُطرح حتى في الشوارع العامة لكل دولة مقاومة اليوم. يتحدثون: لماذا "إسرائيل" كبرى؟ لماذا يتحدثون عن "إسرائيل" الكبرى؟ لماذا إسرائيل؟ لماذا اليوم كل دول أمريكا وبريطانيا والتحالف يتعاملون مع "إسرائيل" ويخوضون أمورًا كبيرة باعتبار أن "إسرائيل" يجب أن تكون دولة كبيرة؟

نحن دعونا نعود إلى أصل الفكرة. نحن كأمة، كمسلمين عمومًا في هذه المنطقة، لم يكن يومًا من الأيام عندنا عداء لغير المسلمين بسبب الدين، بالعكس، نحن ضمنّا لكل غير المسلمين الذين عاشوا بيننا حرية اعتقادهم ودينهم.

المسيحيون واليهود وغيرهم. لأن هكذا أُمرنا أن نحترم عقائد الناس، وأن نحترم دينهم، ندعوهم بالحسنى إلى ما نؤمن به، ولا نُكرههم على شيء، وهذا نص قرآني: [لا إكراه في الدين]، ولذلك لم نحارب أحداً في دينه.

المسألة اليهودية كأزمة تشكّلت في أوروبا، الذين قتلوا اليهود وطردوا اليهود من أوروبا هم الأوروبيون، وعندما فرّوا من أوروبا نتيجة اضطهادهم، جاؤوا إلى بلادنا، فالأوروبيون حاولوا أن يتخلّصوا من اليهود، صنعوا منهم رأس حربة للعدوان على منطقتنا، وصار هذا مشروعاً استراتيجياً لأوروبا، ثم الولايات المتحدة، في خلق الأزمات في منطقتنا وتفكيكها، والاستيلاء على خيراتها وابتزازها.


ما الذي يعنيه مشروع التطبيع؟

هو عملية ابتزاز رخيصة للمنطقة، إما أن تقبل بإسرائيل، وإما تتعرّض للعقوبة، إما أن تقبل بإسرائيل، وإما اقتصادك سيتعرّض إلى الاهتزاز، وهكذا عملية ابتزاز سياسية رخيصة تُمارس من خلال الكيان الصهيوني، فرض الهيمنة في هذه المنطقة، يُمارس باستخدام الكيان الصهيوني.

لذلك هم يدافعون عن هذا الكيان، رغم أنهم يدركون أنه غير قادر على البقاء بنفسه، عندما اعتدى، على سبيل المثال، على الجمهورية الإسلامية، ما الذي فعله؟ كل طيران هذا التحالف جاء ليدافع عنهم، وعندما اعتدى على غزة، كان طيرانهم يحلّق فوق أجواء غزة، يزوّده بالمعلومات التي على أساسها قُصفت غزة. وكذا ما حصل في لبنان، ورأينا العدوان على اليمن، الأمريكي دفاعاً عن "إسرائيل".

هذا كله لأن هذا الكيان هو مشروع، هذه الدول في منطقتنا، لذلك عندما يجي الحديث عن "إسرائيل" كبرى، هم يتحدثون عن مشروعهم الكبير للسيطرة على المنطقة، وهم لا يريدون السيطرة أو التعامل مع المنطقة على قاعدة العلاقات المتناظرة، أو على قاعدة الندية في العلاقات، أو على قاعدة المصالح المشتركة، هم يريدون التعامل مع المنطقة على قاعدة التبعية، وهذه التبعية في ظنهم لا تتحقق إلا بوجود آلة هيمنة ضاربة القوة، لا يجدونها إلا في الكيان الذي ربما إذا ذهبتِ إلى قرارة نفوسهم، هم يدركون أنه غير قادر على السيطرة.

هو فشل في السيطرة على جنوب لبنان، وهُزم أمام المقاومة، وفرّ عام ألفين، هو فشل في السيطرة على فلسطين حتى اللحظة، رغم احتلال فلسطين منذ عام ثمانية وأربعين، فكيف يمكن أن يسيطر على مساحة أوسع؟ هذا سؤال كبير، وهذا يؤكد أن حجم الأوهام حول قدرة المشروع الصهيوني على السيطرة في منطقتنا أكبر بكثير مما يظن الناس.

 [التطبيع ابتزاز سياسي رخيص لفرض التبعية… الأعداء يريدون المنطقة خاضعة لآلة هيمنة تتمثل بالكيان الغاصب، رغم إدراكهم أنه عاجز عن السيطرة وقد فشل في فلسطين ولبنان، وما يُسمى "إسرائيل الكبرى" ليس إلا وهمًا أكبر من قدرات المشروع الصهيوني


يتم تسويق فكرة إدارة غزة اليوم من جهات مختلفة تحت عناوين تقنية أو دولية، من وجهة نظر حماس: أين ينتهي البعد الإداري؟ وأين يبدأ البعد السياسي والأمني في هذه الطروحات؟

أولاً، احنا توافقنا فلسطينياً أن تكون هناك مرحلة انتقالية، هذا الكلام منذ أكثر من عام، تتولى إدارة غزة فيها، إدارة من شخصيات وطنية فلسطينية مستقلة. وعندما أقول شخصيات وطنية، فأنا أعني شخصيات تؤمن بتحرير الأرض، وتؤمن بالحق الفلسطيني، وتؤمن بحق المقاومة للفلسطينيين، وعندنا هذه الشخصيات موجودة، احنا رشّحنا لهذه المهمة حوالي خمسة وأربعين اسماً من مختلف الشخصيات من أبناء قطاع غزة، وتوافقنا بعد ذلك على تسعة أسماء من هذه الأسماء، ولا يزال الاحتلال والإدارة الأمريكية يرفضان أن تمارس هذه الهيئة الإدارية دورها.

نحن نعتقد أن البعد السياسي في القضية الفلسطينية واضح.. البعد السياسي هو احتلال ينبغي أن يزول، وشعب ينبغي أن يتحرر.

الإدارة اليومية لحاجات الشعب الفلسطيني يمكن أن تكون عند إدارة مدنية فلسطينية تحترم المقاومة وتدعمها المقاومة، لكن أي إدارة غير فلسطينية هي نوع من الهيمنة، نحن لا نقبله، لا نريد أن نستبدل احتلالاً باحتلال، وهذا موقف وطني فلسطيني عام، ونحن قلنا إن هذه الإدارة بصيغة من الصيغ لا بد أن تكون متصلة بالإدارة في رام الله، لأننا نريد أن نحافظ على الوحدة السياسية للحالة الفلسطينية بعيداً عن خلافاتنا المرتبطة بالمشروع السياسي، بين من يريد أن يفاوض ومن يريد أن يقاوم، هذا شأننا الداخلي، لكن عندما يأتي الأمر لمواجهة العدو، نحن ينبغي أن نكون موحّدين في هذه المواجهة، نحن لا نقبل خروجاً على هذا، وهذا موقف وطني فلسطيني، ولا أظن أن وطنياً فلسطينياً يقبل احتلالاً بديلاً للاحتلال الصهيوني.

 [إدارة غزة يجب أن تكون مدنية فلسطينية وطنية مستقلة تحترم المقاومة… وأي إدارة غير فلسطينية هي هيمنة مرفوضة، لا نقبلها ولا نريد أن نستبدل احتلالًا باحتلال..


ما يسمى بإدارة غزة الجديدة، هل ما طرحتموه هو الذي سيؤمَّل به؟

هذا صراع، هذا في الحقيقة صراع.

هناك محاولة لفرض فكرة أخرى، أن يكون هناك مجلس دولي هو الذي يتولى الإدارة في قطاع غزة، وهناك إرادة فلسطينية تقول إننا نريد إدارة وطنية.. هذا صراع سياسي لا بد أن يصل إلى نهاية محددة، فالذي صمد في الصراع العسكري على مدى عامين لا يمكن أن يخسر هذا الصراع السياسي، ولذلك احنا القيمة في الموقف أنه موقف وطني فلسطيني، وليس موقفاً لفصيل أو لقوة من القوى الفلسطينية، وأنا أظن هذه الرسالة وصلت بوضوح إلى كل الأطراف، بما في ذلك الإدارة الأمريكية، ولا يمكن أن تُفرض إرادة على الشعب الفلسطيني خارجة عما يريد أو ما يقبل.

 

بالعودة إلى مسار الاتفاق: هل ترون أن هناك محاولة لإعادة صياغة المرحلة الثانية سياسياً وأمنياً بما يخدم العدو وترامب، استناداً إلى مواقف وتصريحات جديدة صدرت مؤخراً عنهم؟

أنا قلت ربما هم يحاولون ذلك، وهذا ليس مفاجئاً، قبل قليل كنا نتكلم كيف ينقضون العهود، وكيف هذا الكيان، حتى الذين وقّع معهم اتفاقيات سلام، ما زال يهدد أمنهم؛ ولذلك نحنا عندما وافقنا على أربع نقاط في المبادرة الأمريكية، وقلنا إن باقي النقاط تحتاج إلى تفاوض وحوار، كنا ندرك أن هذا سيكون مساراً من الصراع السياسي، وسيصحبه تسخين في بعض المراحل؛ ولذلك الفكرة هي أن محاولة التغيير والتبديل والذهاب إلى أفكار أخرى، نحن نتوقعه، ونحن لدينا أفكارنا، ولدينا أدواتنا لنحافظ عليها وندافع عن حقوقنا. واجب ألا يظن أحد أن المسألة بهذه البساطة، يعني أن هناك إرادة ما تُنفّذ ونحن نقف متفرجين أو عاجزين كفلسطينيين.

 

إذا استمرت هذه الخروقات، ما هو موقف حركة حماس؟

إذا استمرت هذه الخروقات، أولاً، نحن الآن في المرحلة الراهنة نبلغ الوسطاء يومياً بكل الخروقات، ونضغط لوقف هذه الخروقات، بعضها يجري وقفه، وبعضها يجري مراجعته، وبعضها يكرره الإسرائيلي.

لكن بكل وضوح، الإسرائيلي عليه أن يفهم أن معادلة الصراع لا تتعلق بخروقاته، بل بوجوده كاحتلال، وأن المواجهة معه لا تتعلق بغزة وحدها، بل هي في كل مكان هو يتواجد فيه محتلاً، وبالتالي استمرار هذه الخروقات سيعزز بالنسبة لنا القناعات لدى الشعب الفلسطيني أن هذا العدو لا مجال للتعامل معه سوى بالمقاومة، وأنه لا يفهم لغة سوى لغة القوة، وأن لغة القوة هي الوحيدة القادرة على تحقيق ما نريد من أهداف كفلسطينيين. وهذا يعني أنه سيواجه فلسطينيين غير مستعدين للتنازل، وأن إرادته المتواصلة في فرض هيمنة الاحتلال لن تنجح في تحقيق أهدافه.

 

حدثنا موقع الجبهة اللبنانية كمؤثر في عموم ما جرى منذ طوفان الأقصى إلى الآن.

الحديث عن لبنان والمقاومة في لبنان، لا شك أن المقاومة في لبنان كان لها موقف واضح من البداية، يعني الطوفان بدأ يوم السابع من أكتوبر، والمقاومة في لبنان دخلت على خط الإسناد يوم الثامن من أكتوبر، وظل هذا الإسناد قائماً حتى بدأ العدوان الإسرائيلي واسعاً على لبنان، وأيضاً المقاومة صمدت في المواجهة وفي رد العدوان.

فشل الاحتلال رغم اغتيال سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، رحمه الله، لكن المقاومة صمدت وتماسكت وظلت قائمة.

 [المقاومة اللبنانية صمدت رغم اغتيال الشهيد السيد حسن نصرالله… وبصمته تتجاوز لبنان لتصنع مسار المقاومة في المنطقة..

ما هو تأثير صوت السيد حسن نصر الله على المقاومة اللبنانية؟

أولاً، أنا أريد أن أقول بوضوح، ما فعلته المقاومة، وما أخذه سماحة السيد من قرار بالاشتباك مع العدو، أرسل ثلاث رسائل مهمة:

الرسالة الأولى أن الشعب الفلسطيني لا يقف وحده في الميدان، وأن أمته، أو المخلصين في أمته والمجاهدين في أمته، يقفون إلى جانبهم.

والمسألة الثانية أن هذه المعركة مع هذا الكيان هي معركة ليس فيها تردد ولا تراجع.. هذا كيان محتل، هو يستهدفنا، ونحن سنرد عن أنفسنا وعن أمتنا، وبالتالي ما في تردد في الموضوع.

المسألة الثالثة أن هذه المعركة، المقاومة ذاهبة فيها إلى آخر مدى حتى هزيمة الاحتلال وإنهائه، وأنها مستعدة لتقديم التضحيات ولو كانت بمستوى أن يرتقي قادتها شهداء، وأن يرتقي رجل كسماحة السيد حسن نصر الله شهيداً، أو أن يرتقي في فلسطين الأخ إسماعيل هنية، والأخ يحيى السنوار، والعاروري، والضيف، أو أن يرتقي في اليمن رئيس وزراء ووزراء وقائد جيش، وهم قيادات كبرى وقيادات لها بصمتها في مسار المقاومة.

وعندما نتحدث عن السيد حسن نصر الله، له بصمته في المقاومة، ليس في لبنان وإنما في المنطقة، ويعرف عدونا هذه البصمة وقيمتها.

لكن أنا أقول عندما يرتقي هؤلاء القادة شهداء، هذا يؤلمنا، وهو بالنسبة لنا خسارة، ولكن أيضاً هذا يحملنا مسؤولية مضاعفة. هؤلاء القادة بذلوا جهداً كبيراً، ونحن مسؤوليتنا أن نواصل الطريق، ومسؤوليتنا أن نحمل إرثهم، وبالتالي تتضاعف المسؤولية ويتضاعف الإصرار على مواصلة هذا الطريق. ولهذا فإن ارتقاء القادة الشهداء لا يضعفنا ولا يكسرنا، بل يدفعنا إلى مزيد من البذل والعمل، وإلى أن نقبل هذا التحدي، وأن نكمل هذا المشوار حتى تحقيق الهدف.

هذا يرجعنا إلى التاريخ، كيف كان الإمام الحسين -عليه السلام- وهو يثأر في ذلك الوقت بانتصار الدم على السيف، وانتصار تلك الثورة. وهو يقول: إنني لم أخرج أشِراً ولا بطِراً، ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي.. هذا الطريق هو أكيد طريق معبّد بدماء الشهداء، بدمائهم الخالدة، إن شاء الله.

 

نتحدث بخصوص الجبهة اليمنية إلى الآن، الجبهة اليمنية وما تمر به من الإسناد الكبير لغزة، وتحديداً نتحدث بخصوص هذه الجبهة، كيف تقيّمون أهميتها الاستراتيجية كأداة ضغط وإسناد؟ وهل تلقيتم أي تواصل أو عروض يمنية في ظل استمرار الغارات وتنصّل العدو عن التزاماته؟

الحقيقة، أنا هنا أحب أن أردد الكلمة التي رددها الأخ أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، بحق اليمن وأهله، "إخوان الصدق" الذين صدقوا في نصرتهم لإخوانهم في المقاومة، ولكن بعد المسافة الجغرافية أعطى لدورهم ميزة خاصة، ثم اختيارهم عنواناً مهماً في مواجهة العدو، وهو إغلاق الممرات البحرية أمام هذا العدو، وهذا جزء من عناصر القوة التي ربما كان البعض يتساءل: كيف يمكن أن نواجه هذا الكيان؟

فجاء الإخوة في اليمن، في أنصار الله، ليقولوا إن هناك عناصر قوة إضافة إلى الاشتباك المسلح، إضافة إلى إطلاق الصواريخ والمسيرات، وهي إغلاق البحر أمام حركة التجارة التي تدعم هذا الكيان وتموله وتزوده باحتياجاته، ونجح هذا، نجح في إغلاق ميناء "إيلات" الذي أعلن إفلاسه، ونجح في أن كثيراً من السفن التي تنقل بضائع للاحتلال حوّلت مسارها ليصبح أطول، وكلفه أكثر على هذا الاحتلال.

صحيح أن هذا لم يؤدِّ إلى انكسار اقتصادي، ليس لأن الاحتلال قادر، بل لأنه وفّر له دعماً هائلاً جداً من الولايات المتحدة. لكنه كان ضاغطاً وبشدة، وطول الوقت سيترك أثراً، وكان سيترك آثاراً إضافية.

الإصرار الذي بدأ مع الوقت يتحول إلى إنتاج وإنجاز، ربما المسيرات الأولى لم تصل أو أُسقطت في الطريق، والصواريخ الأولى لم تُصب بدقة، لكن مع الوقت بدأت المسيرات تصل وتُصيب، وبدأت الصواريخ تصل وتُصيب، وبدأنا نرى أن الشراكة المباشرة في المعركة تحققت، في رسالة تقول إن الأمة قادرة على أن تشترك إذا توفرت لديها الإرادة، حتى ولو كانت الإمكانات ضعيفة.. لا يمكن مقارنة إمكانات إخواننا في اليمن بالإمكانات الموجودة لدى الكيان الصهيوني، أو حتى لدى الولايات المتحدة، لكن الإصرار أدى إلى تحقيق هذه النتائج.

والحقيقة أننا وجدنا منهم صبراً على التضحيات، وعندما واسيناهم في ارتقاء الشهداء من القادة والوزراء، كانت إجاباتهم تقول: إذا لم نضحِّ مثلكم، فكيف نكون نصرتكم؟

حتى مع الخروقات، أنا لو أتكلم عن الأشياء غير المعلنة، فالمعلن بيان يقول إن استمرار الخروقات سيدفعنا إلى أن ننتصر لغزة.. حقيقة هذا الموقف، علاوة على أنه موقف بالنسبة لشعبنا ولمقاومتنا، هو موقف داعم وشريك، وأسقط فكرة أن الفلسطينيين يقاتلون وحدهم ومعزولين عن أمتهم، وهو أيضاً موقف أقام الحجة على كل من يملك القدرة على أن ينتصر بالجهاد ضد الاحتلال ولا يفعل ذلك.

 وموقف قال إن اليمن كان وسيظل عنوان دعم لهذه الأمة في قضاياها، وفي قضيتها المركزية، قضية فلسطين.. وأنا أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعوضهم عما أصابهم من شهداء ومن عدوان ومن حصار يقع عليهم، وأن يمنّ على اليمن بأن يستقر وضعه، وأن يسقط الحصار الجائر عليه، وأن يستعيد دوره الكامل في المنطقة، والذي أعتقد أنه سيكون لصالح الأمة وقضاياها.

 [اليمن "إخوان الصدق"… جبهته البحرية عنوان دعم صادق لفلسطين، إغلاق الممرات ومشاركته في المعركة أسقطت عزلة الفلسطينيين وأثبت أن الأمة قادرة على نصرة قضيتها، ونأمل أن يستعيد اليمن دوره الكامل لصالح الأمة وقضاياها

نتحدث عن وحدة الساحات من خلال كلامكم، جبهات المقاومة، المحور متماسك، المحور يقف وقفة واحدة: هل يمكن القول إن ما يجري اليوم يؤسس فعلاً لوحدة ساحة تتجاوز الخطاب إلى التأثير المباشر؟

أنا أعتقد أن الشراكة التي تمت في هذه المعركة في ساحات مختلفة تقول إن الفرصة لتحقيق ذلك حقيقية.. أحياناً الحديث النظري جميل، وإذا لم يكن له مصاديق واقعية يصبح فيه إشكال. هذه المعركة أشارت إلى أن تحقيق ذلك ممكن.

وعندما نتكلم عن وحدة الساحات، نحن لا نتكلم عن نفس الأداء في كل ساحة، فكل ساحة لها طبيعتها ودورها الذي يمكن أن تقوم به. وهذا يفتح الباب أوسع لشراكات أخرى.. نحن نعتقد أن التجربة التي جرت، والتي ستتطور مع الوقت، يمكن أن تفتح الباب لأطراف أخرى في منطقتنا لتشارك بإمكانات وبأشكال وبأدوات مختلفة، لا سيما أن حديث الكيان عن "إسرائيل" الكبرى يعني استهدافاً للمنطقة بأسرها، وليس استهدافاً فقط للدول أو الجهات التي قاومت. الاحتلال ليس استهدافاً للبنان وحده أو لليمن وحدها أو للعراق وحدها، هو استهداف للمنطقة بكليتها. حتى الذين وقعوا اتفاقيات تسوية مع الاحتلال، وحتى الذين لم يعلنوا حرباً عليه، هذا الاحتلال يستهدفهم، فإذا قام كل واحد بدور في هذه المواجهة بقدر ما يستطيع، ولكن في إطار متسق، أنا أعتقد أن القدرات ستتطور مع الوقت، والنتائج ستكون أضعافاً مع الوقت. ولا أظن أن هذا الكيان قادر على الصمود فيما لو تحققت هذه الإرادة على صعيد الأمة.

 

نتحدث في ظل كل ما جرى من حديث عن حماس، ماذا ترى من مستقبل هذا الصراع؟ وأخيراً، بعد كل ما قدمه شعب غزة، ما الرسالة التي تريدون توجيهها إلى هذا الشعب؟

أنا أعتقد، المستقبل وبالنسبة لي وبقناعة راسخة، أن هذا الكيان لن يظل موجوداً في المنطقة، وأن هذا الصراع سينهي وجود هذا الكيان على أرض فلسطين. ومع سقوط هذا الكيان ستسقط الكثير من الأوهام التي زُرعت في منطقتنا، بدءاً من أوهام تفوق الكيان الصهيوني وبقائه، وأوهام أن نكون خاضعين وتابعين، وصولاً إلى أوهام الفرقة والتشتت في المنطقة التي أراد أعداؤها أن يزرعوها على أسس طائفية ومذهبية وعرقية وغير ذلك.

ولذلك، كما أنني مطمئن إلى أن المقاومة قادرة على الاستمرار، أنا مطمئن أن مآل هذا الصراع هو زوال هذا الكيان.

والرسالة التي يمكن توجيهها لأهلنا في غزة، وهم الذين ضحّوا وصبروا، لا يمكن توصيف هذا الصبر.. اليوم إذا وقف شخص على معبر رفح وقال: يا أهل غزة، تقبّل الله شهداءكم، وأعظم أجركم، فكل بيت فيه شهداء، ولا يوجد بيت ليس فيه شهيد، وكل عائلة فيها جرحى ومصابون، وسبعون بالمئة من بيوت غزة دُمرت أو أصبحت غير صالحة للسكن، ورغم ذلك ظل هذا الشعب أصيلاً، متمسكاً بالمقاومة، متمسكاً بأرضه.

 لذلك الرسالة الأولى نقول لشعبنا وأهلنا في غزة: إنكم قدمتم نموذجاً لم يمر في هذا التاريخ، نموذجاً في التمسك بالحق والتضحية والثبات والإصرار، وأن هذه التضحية وهذه الشهادة لا يمكن إلا أن يكافئها الله سبحانه وتعالى بانتصار.

والمسألة الثانية أنكم حملتم عبء هذه المواجهة مع الاحتلال، لكن هذا أثمر انتصاراً لكم من قوى المقاومة، وأثمر حراكاً حتى في الدول الغربية من شعوبها، انتصاراً لكم ضد هذا الكيان، وهذا الكيان الذي ظن نفسه مسيطراً بدأ يفقد كل الدعم الشعبي الذي كان يحوزه.. كان إذا انتُقد هذا الكيان بكلمة يُتَّهم من ينتقده بعدائه للسامية، وباتت اليوم نكتة سمجة لا يقبلها أحد.

والرسالة الأخيرة أن أبناء غزة لم يعودوا يقفون وحدهم، هم يتحملون العبء الأكبر، ولكنهم ليسوا وحدهم في الميدان، وبإذن الله سبحانه وتعالى هذه الشدة وهذا الألم سيُعالج وسيزول، وسنعيد ليس بناء غزة وحدها، وإنما بناء فلسطين إن شاء الله تعالى حرة، عزيزة، كريمة. وهؤلاء الشهداء هم الذين أضاءوا الطريق وعبّدوا بدمائهم طريق النصر إن شاء الله، فضلاً عن فوزهم بجنة عرضها السماوات والأرض.

 

نعم، غزة العزة والكرامة.. نتمنى إن شاء الله ألا تبقى هذه الغمّة، وأن تزول عن قريب إن شاء الله. لدكتور أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، شكراً جزيلاً لكل ما أفحمتمونا به من حديث جميل خلال هذه الساعة التلفزيونية، شكراً جزيلاً لكم، إلى اللقاء.

 [🟠 لقاء خاص | مع أسامة حمدان - القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس 03-07-1447هـ 23-12-2025م#لقاء_خاص #قناة_المسيرة pic.twitter.com/YJ9BtsMZXX

 

 

أعضاء في سياسي أنصار الله: السعودية دمرت اليمن واستنزفت ميزانيتها ولم تخرج نهاية المطاف حتى بـ"خفي حنين"
المسيرة نت/ متابعات: اعتبر عضو المكتب السياسي لأنصار الله فضل أبوطالب، أن ما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت الاحتلال الإماراتي السعودي يفضح شعار ما يسمى الدفاع عن "الشرعية" وشعار "نفديك يا يمن"، وكذلك شعار "استعادة الدولة والدفاع عن الوحدة والنظام والجمهورية والدستور".
القيادي بـ"حماس" أسامة حمدان في حوار خاص للمسيرة: اليمن عنوان إسناد الأمة وغزة ستفشل أوهام العدو و"مشاريع السيطرة"
المسيرة نت | خاص: ثمّن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أسامة حمدان، الإسناد الذي يقدمه الشعب اليمني دعماً لغزة وأبطالها، مشيراً إلى أن طوفان الأقصى كشف عجز العدو عن حماية نفسه.
القوات الإيرانية تؤكد جاهزيتها لمواجهة أي سيناريو محتمل
أكد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أن القدرات البحرية والبرية والصاروخية للبلاد في حالة جهوزية كاملة لمواجهة مختلف السيناريوهات، مشددًا على أن إيران تواصل العمل على تعزيز قدراتها العسكرية في ظل ما وصفه باستمرار تهديدات العدو.
الأخبار العاجلة
  • 21:24
    محكمة العدل الدولية: بلجيكا تنضم للدعوى المرفوعة من جنوب إفريقيا والتي تتهم فيها "إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية في غزة
  • 21:02
    سرايا القدس- كتيبة جنين: فجرنا عبوة ناسفة في آلية عسكرية لقوات العدو من نوع "نمر" خلال اقتحامها بلدة السيلة الحارثية غرب جنين
  • 20:56
    مراسلنا في صعدة: إصابة مواطن بجروح خطيرة نتيجة إطلاق العدو السعودي النار على المسافرين قبالة آل ثابت بمديرية قطابر الحدودية
  • 20:42
    سرايا القدس-كتيبة طوباس: استهدفنا قوة مشاة راجلة بزخات كثيفة من الرصاص المباشر في محور حارة الشهداء وحققنا إصابات مؤكدة
  • 20:41
    سرايا القدس-كتيبة طوباس: يتصدى مقاتلونا لاقتحام قوات العدو لعدة محاور في المدينة بالوسائط النارية المناسبة
  • 20:27
    المرتضى: الاتفاق نص كذلك على تشكيل لجان لزيارة كل السجون بعد تنفيذ الصفقة وحصر من تبقى من الأسرى وإطلاقهم