ودعا لبوزة في الجزء الثاني من حواره مع برنامج "ساعة للتاريخ" عبر قناة "المسيرة" جميعَ الأحرار في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة للتحركِ لطردِ المستعمرين الجدد، مؤكداً أن التحركَ لهذا المطلب واجبٌ وطنيٌّ، وأن التاريخَ سيحاكمُنا إذا تقاعسْنا، لافتاً إلى أن التحركَ سيكون في الوقتِ المناسب.

أولاً أنا شخصياً كنت أعتقد أن بريطانيا ستعتذرُ مما حصل لها من قبلِ ثوار أكتوبر، هم لقنوها من دروسٍ وكبدوها من خسائر، وأن تستفيدَ مما تعرضت له من شعب اليمن في الجنوب، وتعرفَ أنهم طردوها وتكبدت كل هذه الخسائر والثوار مسلحون ببنادقَ بدائية، وأكبرُ سلاحٍ عندهم هو الرشاشُ والهاون.

اليوم اليمن تمتلك ما تمتلكه من قواتٍ ومن قدراتٍ وتمكين، وأيضاً بريطانيا قد حاولت تختبرنا ضمن مشاركتها في العدوان الأمريكي على اليمن، إسناداً لربيبتها "إسرائيل"، لكن يبدو أن هذه العجوزَ الشمطاء لا تعتبر، فأطلت بوجهها القبيح، وبتعنت، بالتزامن مع احتفالاتنا بذكرى أكتوبر الذي لم نعتبرْ هذا اليوم محطةً تاريخية، وإنما نعتبره عهداً جديداً، بأن ندافعَ ونتمسكَ بهويتنا وندافعَ عن مصالحنا، وأن نكون أكثرَ ثباتاً مهما كانت التحديات، ولا نقبل الوصاية ونمضيَ قدماً في بناء وطنٍ قويٍّ مستقلٍّ آمن، لا يسمح بالتفريط بذرةٍ من ترابه الطاهر.

في أي سياق أنتم تضعون هذا التحركَ الفجَّ والوقحَ تجاه الشعب اليمني؟

في سياق عودة المستعمر ذاته، من جديدٍ لغزو اليمن، لغزو بلادنا واحتلاله.

يعني مع فارق أنها متخفية وراء القرار الأممي (2801) الذي هي المعدةُ له والمخرجُ للقرار، وباستعمال قفازاتٍ من الدول العربية الخائنة والعميلة، وبتواطؤ من أرخصِ المرتزقة على مستوى البشرية، فتحركُ بريطانيا هو تحركٌ من أجل إعادةِ إنتاجِ نفسها في المنطقة. طبعاً بريطانيا معروف عنها، وهي تستخدم سياسةً خبيثة، من أخبثِ السياسات التي تستخدمها بريطانيا، وبعودتها بتحالف واسع وقبيح، فهدفُ بريطانيا بعودتها خلف القرار الذي أعدته من أجل، أولاً للدفاع عن ربيبتها، ثم إشعالِ المنطقة، والانتقامِ مما كبدته من خسائر، ولكن الأهم من ذلك أنها تريد إعادة إنتاجِ نفسها، وتريد أن تقول إنها عادت في 30 نوفمبر بقرارٍ أممي، لكي تقول لنا: "نحن سنكون حكّاماً عليكم، ونحن الذين سنقرر مصيركم، وسنعمل ما نريد"، وهي ستبدأ بسياسة "فرّق تسد"، وأن تشعل الحروب بين اليمنيين، وتحاول إشعال حربٍ بيننا وبين مصر عقاباً لموقفها الذي منع التهجير من غزة، ستشعل كل هذا بسياستها "فرّق تسد".

لذا يجب أن نتوجه لإخواننا اليمنيين وإخواننا في الإقليم، رجاءً، وإنما نطالب بأننا لا نتقاتل بإرادة بريطانيا فيما بيننا، وإنما على إدارة الدولة، نحن مختلفون على الإدارة، نتقاتل ونتفق، وبالتأكيد سيأتي اليوم الذي نتفق فيه على مشروعٍ جامعٍ لنا، كما ندعو الإقليم ألا يدعونا نتقاتل معكم بإرادة بريطانيا، نختلف معكم على موضوع حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، ونحن في اليمن لسنا عشاقَ حرب، نحن عشاقُ سلام، وقالها الرئيس الشهيد صالح الصماد -رضوان الله عليه- نحن رجالُ سلام، ولكن في الوقت ذاته نحن رجالُ حرب.

لسنا رجالَ استسلام، سندافع عن حقوقنا وعن شعبنا وحقوقه وكرامته، فبريطانيا نتوجه إلى الشعب العربي المصري وجمهورية مصر، ألا يُساقوا وراء ما تخطط له بريطانيا للدخول في مواجهةٍ معنا، بعد أن بسطْنا على حقٍّ من حقوقنا وهي المياه الإقليمية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ونتمنى كما عمل قائدُ مصر السابق جمال عبد الناصر وأعلن من تعز معسكراتٍ وأن ترفع بريطانيا عصاها وأن ترحل من الجنوب، نريد من قيادة مصر أن تعلن على بريطانيا أن تلغيَ قرارها بشأن اليمن وأن تترك المنطقة.

ونحن، وطالما بريطانيا رجعت بوجهها القبيح تحت القرار الأممي تحت البند السابع، والتي أدرجت فيه موادَ الهدفُ منه تجويع الشعب اليمني، وحظروا المواد ومكوناتٍ التي تستخدم في الصناعات المختلفة، وهم يريدون حصارنا.

الهدف هو تجويعُ الشعب اليمني بالكامل، وعلى اليمنيين أن يتنبهوا لذلك، وننبهُ إخواننا في عدن، وتحت ما يسمى "الشرعية"، لا نريد أن نتقاتل تحت إرادة بريطانيا، دعونا نفشل القرار الذي سيجوع الشعب اليمني ويستهدف الكل، وبعدها نتقاتل فيما بيننا، لكن نقول لبريطانيا إنكم جئتم لتطبيق القرار (2801) تحت البند السابع، ونحن سنطبق عليهم قراراً تحت البند الأول، وقرارُنا هو على النحو التالي:

أولاً: منعُ أي سفينةٍ بريطانية تمر في البحر الأحمر أو في البحر العربي إلا بعد أن تدفع غرامةً تعويضاً لما سببته من خسارةٍ جراء الحصار.

ثانياً: على كل السفن البريطانية أن تتجه إلى ميناء الحديدة للتفتيش هل فيها أسلحةٌ متجهة إلى كيان العدو الإسرائيلي، فهذا يجب أن يكون ردَّنا على بريطانيا، وأتمنى من كل الإعلاميين أن يوجهوا أقلامهم صوب مخططِ بريطانيا وفضحه وكشفه وتوعيةَ شعبِنا اليمني في كل المناطق بخطورة هذا القرار وعودة بريطانيا إلى الجنوب بهذا الشكل، فالوزير هذا ليس وزيراً لشؤون الشرق الأوسط، بل هو وزيرٌ للمستعمرات.

نعم يعتبرونها مستعمرة، وهي بعيدةٌ عليهم أبعدَ من عين الشمس.

للأسف الشديد، نحن وصلنا إلى ما وصلنا إليه، الذي يحصل في المحافظات الجنوبية والشرقية، هذا هو مشروعُ السعودية والإمارات، يريدون أن يُبقوا كل المكونات التي أبقوها مختلفين وضعفاء، لا يريدون أي حليفٍ قوي.

لا يريدون يمناً قوياً، وهو عمقٌ لهم، لو كان عندهم عقول، لكن يقولون معهم وصية من جدهم، فهم لا يريدون يمناً قوياً، ولا يريدون شطراً منفصلاً أن يكون قوياً، ولا يريدون أن يكون فئةٌ أو حزبٌ من الذي أنشأوه أن يكون قوياً، يريدون الكل ضعيفاً، ومتقاتلاً ومتناحراً، يمد يده لهم، فهذا هو مشروعهم، لا دعمَ شرعية، فلا "عاصفة حزم" ولا "إعادة أمل".

هذه الدول هي أكبر منتجٍ للنفط وتوزعه للعالم، والعجيب أنهم عاجزون عن توفير الوقود لكهرباء عدن.

لو كانوا صادقين لجعلوها "هونغ كونغ"، لكن لم يوفروا الكهرباء، وهو كل يوم يشكل لواءً، ويأتي بالمدرعات والأسلحة، ويصرف ملايين الدولارات، ومع ذلك عاجز عن توفير وقودٍ للكهرباء، أو توفير ماء، فلا مرتبات، ولا أمن، ولا استقرار، ولا تنمية، وما يحدث هو نهبٌ لكل ثرواتنا النفطية والمعدنية والغازية، وهذا مشروعهم، ونتمنى من أبناء المحافظات الجنوبية، وأطالب أبناء المناضلين والشرفاء والأحرار الذين صنعوا لنا تاريخاً ومجداً وطردوا بريطانيا، أنهم يكونوا يقظين ولا يسمحوا لمثل هذا العبث، فكل ما يفعلونه هي تهيئة لعودة بريطانيا.

عندنا أمل أن شعبنا في المحافظات الجنوبية والشرقية أن ينتصروا لشعبهم ووطنهم وقوتهم ووحدتهم وألا يسمحوا لهذا العبث الحاصل في مناطقهم.

هذه تحتاج إلى مفكرين، إلى معجزة، وهي من ثامن المستحيلات، هذا التناقض الموجود، فعندما تعلن أن بريطانيا ليست عدوًّا ثم تحتفل بثورة 14 أكتوبر والاستقلال، كيف تتكلم عن الجنوب العربي، وثورة أكتوبر هي التي قاتلت بريطانيا، وكانت ضد حكومة "الاتحاد" الموالية لبريطانيا.

الآن يريدون الاحتفال بـ30 نوفمبر، بخروج آخر جندي بريطاني، والمستعمرات عندهم، وهم مع بريطانيا، ويعلنون أنهم مع بريطانيا، فهذه تناقضات، لكن الشعب في المحافظات الجنوبية واعٍ، وأنا أعرف احتفالاتهم بأكتوبر كانت ردةً سلبية عليهم، والآن إذا ما اعتبروا من أكتوبر ويريدون الاحتفال بـ30 نوفمبر، فاقرأ عليهم السلام.

من مدّ يده مع بريطانيا وبيد الإمارات والسعودية وقراره مرتهنٌ لهم لا يحق له الاحتفال بثلاثين نوفمبر، وبهذه المناسبة، واليوم التاريخي العظيم، الذي أشرقت فيه شمسُ الحرية، وكانت شعلةً مضيئة في تاريخ الوطن العربي، وأعادت الأمل والمعنويات للوطن العربي بعد نكسة حزيران، فهذه تواريخ عظيمة، ولا يحق لمن هو ذيلٌ من ذيول بريطانيا، فالسعودية والإمارات هما ذيولٌ لبريطانيا، ونحن كذلك نخجل أن نقول إن الجنوب محتَلٌّ له الإمارات، وهذا يجب أن نعيد حساب لهذه الكلمة.

المذيع: طبعاً فيما يخص العناوين التي يشتغل عليها الاحتلال اليوم في عدن..

أعطيك من الشعر بيتاً، عندما قامت الثورة يقول البريطاني أننا جئنا "نستعمر"، أي نعمر، وهم ما عمروا سوى حقهم الثكنات، وثانياً، بثّوا بشكل هستيري، لم يقولوا إن من يدعم الثورة هو جمال عبد الناصر ومصر العروبة، وإنما كانوا يقولون هذا مع الفراعنة، واليوم يقولون إنها تدعم محور المقاومة ونعتز بذلك، وتحالفُنا معلن، وهذه دولة إسلامية شقيقة، وطالما ونحن في بوتقة واحدة، وهي مقاومة الاستكبار العالمي، وقضيتنا القدس، يقولون هذا مع المجوس والروافض، وهي مصطلحات ومعنى ذلك أن الدعاية تخرج من مطبخ واحد، ولا أستبعد وجود رائحة بريطانيا النتنة.

في البداية كان لها تأثير، لكن الوضع الآن تغيّر، فالناس كانوا في البداية يرحبون بسلمان، واليوم يقولون: "برع برع يا تحالف"، وبدأوا يقولون: "برع برع يا انتقالي" و"لا شرعية بعد اليوم"، وهذا الشعب حيٌّ، لكن يحتاج له حدثٌ معين يغير 128 درجة، وأنا قلت لك بعد ثورة 21 سبتمبر كيف تغيرت الأمور، وأصبح هناك وعيٌ ثوري منقطع النظير، وهذا سيحصل، ويقع علينا دور، فلن نفرط بشبر من أرض الجمهورية اليمنية، ولن نسمح لمحتل، ولكن كما يقول المثل المصري: "كل شيء في وقته حلو".

والله هذا واجبٌ وطنيٌّ لا يعفينا منه، وسيحاكمُنا التاريخ إذا تقاعسْنا.

الخطوات هي عديدة، وأهمها أن يكون لدينا مشروعٌ متكاملٌ واضحُ المعالم، محددٌ فيه كل شيء، مثلما بدأت الجبهة القومية بدأت بميثاق الجبهة، وأن نتحرك كدولة، وأن يشعر المواطن هناك، بأن الجمهورية اليمنية لن تقبل أو تسمح أو تتنازل عن شبرٍ من وطننا، ونطمئن إخواننا في المحافظات الجنوبية، بمشروعٍ متكامل نقدمه لهم، بأننا نريد نتعاون معهم، وإذا ما تحركتم فسوف نتحرك، ولا مانع أن ينضم إلينا من ينضم، وأنا متأكد أنهم سينضمون كلهم، لكن بشرط أن يكون برنامجنا واضحاً، ولا نكرر أخطاء 94م، ونقول: "الوحدة والموت"، بل نبحث عن أساليب ونكون صادقين مع أنفسنا، ولما تكون صادقاً حتى خصمك يحترمك، صادقاً بالكلام والفعل.

أهلاً وسهلاً.

أولاً، الشعب اليمني موقفه منذ القدم، منذ بدأت نكبة فلسطين، سواء قبل ثورة سبتمبر أو بعدها، وقبل الوحدة وبعدها، موقف الشعب اليمني دائماً داعم ومتميّز تجاه القضية الفلسطينية، ويعتبر القضية الفلسطينية قضيته المركزية.. هذا أولاً.

ثانياً، تميّز موقف اليمن وظهر بصورة متميزة بسبب أربعة عوامل:

 أولاً: منذ اللحظة الأولى بعد طوفان الأقصى، اتخذت قيادتنا الثورية قرارها الحاسم، من دون أي تردد، بإسناد غزة وفلسطين مهما كلّف الأمر.

 ثانياً: كان هناك شعب يمني حرّ أبيّ خرج بالملايين إلى الساحات، ووقف خلف قائده، وفوّضه باتخاذ كل ما يلزم من قرارات دعماً لغزة ودعماً لذلك الموقف.

 ثالثاً: قوات مسلحة مدرّبة على أعلى مستوى، جاهزة، ويدها على الزناد، تنتظر فقط توجيه قائدها لتنفّذ ما يوجّهه. 

رابعاً: قبائل يمنية واعية، تدرك الموقف، وتتحرك بعزم وبشهامة ونخوة وشرف وروح إيمانية، فقط تنتظر الإشارة من قائدها لتتحول إلى جيش جاهز، معدّ، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

هذه الرباعية هي التي ميّزت موقف اليمن، فبدأت قوية، ثم يزداد قوة، ويتطور بوتيرة متسارعة، خصوصاً في الجانب العسكري، و هذه العوامل هي التي جعلت الموقف اليمني واضحاً ومسموعاً، وقدّم اليمن نموذجاً في الدعم والمساندة لشعب عروبي أخوي، وهو الشعب الفلسطيني، حيث كان موقفاً إنسانياً وأخلاقياً ودينياً، واستمر من اليوم الأول بالطاقة نفسها، ووصلت الطائرات المسيّرة، ووصلت الصواريخ الباليستية، ثم تطورت إلى صواريخ فرط صوتية، وبعدها تطورت إلى صواريخ انشطارية، ثم حاصرنا الملاحة العدو الإسرائيلي، وأوقفنا ميناء [إيلات] أم الرشراش، هذا كله أعطى لليمن مكانة وقيمة، فتبوّأ اليمن موقعاً أولاً في عيون أحرار العالم. وأصبح اليمن يُشار إليه بالبنان: هذا يمني، هؤلاء رجال وقفوا الموقف الحق.

صحيح أن هناك تحركات شعبية في العالم، لكنها لم تصل، ولو بنسبة قليلة، إلى مستوى التحرك الذي كان في اليمن، والذي استمر حتى وقف إطلاق النار، وإن عادوا عدنا.

المذيع: الموقف اليمني الذي برز مع غزة كان شعاره "لستم وحدكم"، وكما ذكر وأكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين -يحفظه الله- مراراً، جسّد الشعب اليمني والقوات المسلحة هذا الشعار في كل مراحل الحرب، وعندما دخلت الولايات المتحدة وبريطانيا في عدوان على اليمن، كانت النتيجة عكس ما أرادوه، فقد خرجت أمريكا في الجولة الأولى والثانية وهي تعترف بالهزيمة.. كيف تقيّمون هذا الموقف؟ وما الانعكاسات الإقليمية والدولية لهذه الانتصارات؟

أولاً، عندما شعرت أمريكا ومعها بريطانيا—وأنا أقول بريطانيا وربيبتها أمريكا، لأن بريطانيا هي من تدير الأمور كلها—عندما تدخّلتا دعماً لربيبتهم "إسرائيل" التي أوجدوها في المنطقة، واعتدوا على اليمن، كان اليمن قد أعلن منذ لحظة الطوفان معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، فلقّن الشعب اليمني، ومعه قواته المسلحة، أمريكا دروساً لن تنساها. 

هم كانوا يظنون أنهم بمجرد تدخلهم بطائراتهم سيخضعون الشعب اليمني ويتوقفون، لكن الشعب اليمني أذلّهم، وضرب بوارجهم، وأصبحت أضحوكة أمام العالم كله، وتعرضت حاملة طائراتهم لخسائر كبيرة، كما أن بريطانيا اعترفت بالهزيمة ووقّعت معنا اتفاق عدم اعتداء، وبعد أن تلقت لطمة قوية من اليمنيين.

 هذا يعني أن اليمن قد وصل إلى درجة من القوة، وأن رجاله وشبابه دخلوا معترك العلم والاختراعات، وطوّروا أسلحة وطائرات وصواريخ قادرة على الدفاع عن اليمن وعن أي مظلوم في المنطقة.

أما الانعكاسات الإقليمية، فقد أصبحنا رقماً صعباً في المنطقة، فالسعودية مثلاً يفترض أن تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على أي خطوة، بعد ما شاهدت من قدرات وتطور، ولن يدافع عنها لا الأمريكي ولا البريطاني، لأنهم لم يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم.

أعطى اليمن نفسه مكانة جديدة، ونحن بإذن الله نسير من تطور إلى تطور، والنصر قادم لا محالة، وسنكون رقماً صعباً في المنطقة وفي أي تسويات أو مواقف في الإقليم.

من باع وتآمر مرة سيبيع ألف مرة، وهؤلاء أقول لهم شيئاً واحداً: عودوا وشاهدوا الفيديوهات عندما خرجت بريطانيا من اليمن، وانظروا إلى وجوه من وقفوا معها، والخزي والعار الذي لحق بهم كان كافياً، وهؤلاء الآن يفعلون الشيء نفسه.

نحن كيمنيين نختلف، نتجادل، ربما نتقاتل، لكن أن نبيع أنفسنا ونضع أيدينا بيد الصهاينة؟ هذا عار، وهذا لا يقبله يمني، وسيُحاسبون، وسيلقون الخزي نفسه، بل هؤلاء حتى "تاير" طائرة لا يحصلون عليه ليهربوا كما حصل في أفغانستان عندما تمسكوا بعجلات الطائرات وهربوا، هؤلاء لن يجدوا حتى عجلة يهربون بها. 

من خلال التواصل اليومي ومنذ طوفان الأقصى إلى الآن، تغيّرت أمور كثيرة، فالشعب في المحافظات الجنوبية—وأقول بنسبة كبيرة جداً 98%—هو مع غزة.. صحيح أن هناك صعوبة في الخروج والتظاهر والتعبير، لكن الناس من خلال المواقع، ومن خلال الخطباء والناشطين، حتى وإن تعرضوا لمضايقات، إلا أن الشعب مع فلسطين، نختلف نحن اليمنيين، نعم، لكن هذه قضية مركزية.

إجماع.

الموقف كان متميزاً، فموقف جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كان متميزاً، دعمت فلسطين، وشاركت بقوات ومقاتلين، واحتضنت الفلسطينيين وقياداتهم، وهذا الموقف كل الشعب في المحافظات الجنوبية يمشي على الخطى نفسها مع غزة.

فقط هناك صوت مرتفع للأجراء التابعين للسعودية والإمارات، أما الناس فموقفهم ثابت، ولو تسنح لهم فرصة الخروج، لرأينا الملايين يخرجون كما نراها في صنعاء في ميدان السبعين وغيره.

السعودية معها وصية من المؤسس [جدهم]، فهي لا تريد لليمن أي استقرار ولا تطور، والسعودية اعتدت على اليمن في وقت كان فيه اليمنيون مجتمعين في الحوار في موفنبيك، وقد وقعوا على اتفاق، ثم تحركت السعودية في 26 مارس2015م، وهي مستمرة في عدوانها، لكن لأنها دولة مارقة، ودولة ضعيفة، وعندما تشعر برد قوي تأتي لتطلب السلام، وعندما ترى فرصة تتمرد، فالوفاء بالعهود من شيم الدول القوية المحترمة، وهؤلاء لا يوفون بالعهود، فقد وقّعنا اتفاق الهدنة، ولما بدأت أمريكا بالعدوان علينا، توقفوا، وعندما وقعت معنا أمريكا اتفاقاً بعدم الاعتداء رجعوا، والآن وقفوا. فهمت.. سيندمون إذا عادوا، لأنهم إذا عادوا عدنا، وسنعود بقوة، ولدينا مفاجآت لا تسرهم.

لأنها لا تريد أي حل سياسي، لأنه يقول لك الوضع الإنساني هو يهيئ الوضع الإنساني، ومسألة تبادل الأسرى، ومسألة رفع الحصار، هذا يهيئ الحوار الجاد والسلام الحقيقي، لكن لأنهم لا يريدون السلام الحقيقي، فمعرقلون المدخل للحوار وخاصة ما يتعلق بالجانب الإنساني.. هذا الذي يحصل.

 نعم، خطاب الرئيس مهذب، يعني نبدأ بمد اليد للسلام، وإذا لم يحدث فالعصا موجودة.

الشعوب الحرة وبعض الدول حددت مواقف إنسانية مثل فنزويلا، كولومبيا، جنوب إفريقيا، إسبانيا.

 هذه الدول وقفت مواقف إنسانية، لا يربطهم دين مع فلسطين أو مع غزة، لكن هذا جانب إنساني، ونحن نشكرهم، ونقول هؤلاء هم أحرار العالم؟ ويقع علينا دين نحن، دين يجب أن نرده لهم، وعلينا أن نخرج الآن لأنهم بدأوا يستفردون بهم، ويتم استهداف كل من وقف مع غزة، يبدؤون يستهدفونهم.

 فنحن يجب أن نتحرك شعبياً وإنسانياً، ونتحرك في وقفات تضامنية مع هذه الدول ومع هذه الشعوب التي وقفت مع فلسطين، حتى لا يستفردوا بها، ولا يبقى الصوت ضعيفاً، بل قوي لكل أحرار العالم ليعبروا عن كل ما في أنفسهم، ويقفوا أمام الاستكبار العالمي والإمبريالية العالمية.

رسالتنا للشعب اليمني، أنت أيها الشعب اليمني في الموقف الصحيح، أنت في هذا الموقف.

استحضر تاريخك من عمق حضارتك اليمنية القديمة، أنت لا تقبل الضيم، ولا تقبل الظلم على أحد، لا تقبل الوصاية من أحد، موقفك موقف مشرف، وكل الإجلال وكل التقدير لشعبنا اليمني العظيم، الأبي المثابر الثابت على موقفه، والذي من هذا الشعب خرج رجال الرجال الذين نحييهم في كل لحظة وفي كل مرة، رجال الرجال الذين صدقوا مع الله ومع وطنهم ومع شعبهم، ووقفوا هذا الموقف العظيم مرابطين في كل الجبهات وكل المواقع، الذين انتزعوا لنا وخلقوا لنا هذا الانتصار العظيم الذي جعلنا الرقم العظيم أمام هذا العدوان.

يعني أقول لك القضايا الحزبية والتنظيمية تناقش في قاعات خاصة، يعني لا أريد أن أثير هذا الموضوع، ليس أن نتحفظ، وإنما أريد أن أثبت هذا المبدأ. 

أثبت هذا المبدأ أن نعزز الجبهة الداخلية، لا يقعد مؤتمر خارج بلاده، لا يقعد حزب خارج بلاده، فالقيادات الحزبية الموجودة هنا، ونحن نسعى ونتمنى أن تتعزز يوماً بعد يوم الجبهة الداخلية، فقوتنا في وحدتنا، قوتنا في صلابة الجبهة الداخلية، وأن نبتعد عن المناكفات الحزبية والسياسية.. تحصل أخطاء من هنا، لكن علينا أن ننطلق من الموقف الوطني، أن نتجنب أي حساسيات، أو أي طروحات قد تؤثر، فالمؤتمر الشعبي العام رجاله شرفاء موجودون ثابتون صامدون ضمن شراكة مع أنصار الله، ضمن الشعب اليمني ، موجودون في كل الجبهات، وموقفهم مشرف من كل القضايا الوطنية، ولا نحمل المؤتمر أخطاء شخص أو أخطاء مجموعة، فالمؤتمر مكون طالما بقي وضمن شراكة سياسية وضمن الجبهة الداخلية، فالموقف فهو موقف مشرف، ويجب أن يحترم ويجب أن يعزز ويجب أن يعزز الشراكة ويجب أن يعزز العلاقة فيما بيننا.. لن يتمكنوا منا إلا إذا نخرونا وأضروا بالجهة الداخلية، وفي هذه الحالة قد يحققون نصراً معيناً، أما إذا بقينا متوحدين فبعيد عليهم أن يتحقق أي نصر، حتى ولو كان بسيطاً.

لن نترككم وحدكم، نحن معكم وسنظل معكم، وإن عادوا عدنا، مهما كلفنا ذلك من تضحيات.

شكراً على الاستضافة، وأتعبناك أخي عبد الرحمن. وتهانينا لك ولكل العاملين في قناة المسيرة، هذا الصرح الإعلامي المتميز.. تهانينا مرة أخرى في يوم الاستقلال الوطني المجيد.