زيارة المجرم بن سلمان إلى واشنطن: سخرية واستخفاف أمريكي بالضيف الزائر
خاص| عباس القاعدي| المسيرة نت: ظهر محمد بن سلمان في البيت الأبيض بحجمه الحقيقي، مهزوزًا، مضطربًا، يفتقد الثقة بالنفس، ولا يحمل مواصفات قائد يمتلك قرارًا، حيث كان يقف تحت ظلّ المجرم ترامب، ويسعى لنيل رضاه، حتى لو يُهينه أو يستخف به أمام العالم.
وتجسّد زيارة المجرم ابن سلمان الأخيرة لواشنطن المشهد التقليدي لملوك ورؤساء العرب حين يقفون أمام المسؤولين الأمريكيين؛ حالة من الخضوع أمام أعداء الأمة، وأعداء العروبة، والإسلام، والإنسانية، ويظهرون أقصى درجات الإخلاص والجدية في خدمة واشنطن والعدو الإسرائيلي، بينما تغيب مثل هذه الجدية عندما يتعلق الأمر بخدمة شعوبهم أو الدفاع عن قضايا الأمة.
وعلى
الرغم من محاولة الإعلام السعودي تصوير الزيارة على أنها انتصار تاريخي إلا أن الحقيقة
تكشف عقدة النقص والدونية التي تسيطر على أنظمة عربية تلهث وراء أي إشارة رضا
أمريكية أو صهيونية، فالصورة الكاملة للمجرم بن سلمان هي أنه ظهر مرتبكاً، ضعيفاً،
يعيش على رضا الأمريكي، ويستمد شرعيته من الخارج، بينما يفتقد أيّ حضور سياسي
حقيقي في الداخل أو المنطقة.
ووصل
بن سلمان إلى واشنطن وسط هالة إعلامية ضخمة تموّلها السعودية بسخاء، ويشارك فيها المتزلفون
والمطبلون، الذين حاولوا تمجيد هيبة الأمير، وابتسامته، غير أن الزيارة تحولت إلى
عرض بروتوكولي أجوف، تُصرف عليه الأموال، ويُستحضر له المديح، بينما لا يعكس في
الواقع سوى عُقدة النقص وارتهان القرار السعودي للبيت الأبيض، ومع ذلك وفي أقل من
دقيقة، استطاع المجرم ترامب، بأسلوب يقوم على المجاملات التي تشبه السخرية
والاستخفاف، أن يتحول من حالة التحقير لابن سلمان إلى ما يبدو احترامًا مصطنعًا،
ليتمكّن في اللحظة نفسها من رفع المبلغ الذي ينتزعه من السعودية من 600 مليار
دولار إلى تريليون كامل، بزيادة 400 مليار في غمضة عين.
عاد الأمير السعودي إلى بلاده ليبتسم ابتسامة البلادة، كعادته، وكأن ما جرى انتصار دبلوماسي، لأن ترامب يمدحه ويدافع عنه، خصوصًا عندما وجهت إحدى الصحفيات سؤالها المحرج حول دوره في جريمة قتل وتقطيع الصحفي جمال خاشقجي، وهنا يظهر الخبث الأمريكي من خلال إرسال صحفية متخصصة في الاستفزاز، مهمتها إحراج الضيف وضرب نقاط ضعفه، لتضعه في زاوية لا يملك منها مهربًا لكن ترامب يتدخل فورًا، يدافع عن ابن سلمان، ويجيب بالنيابة عنه، ليمنحه شعورًا زائفًا بالأمان، وهكذا، يختزل ترامب وليّ العهد السعودي إلى مجرد صندوق أموال مفتوح، يدفع عند الطلب، ويبتسم عند الإهانة.
ويتضح من خلال الفيديو أن الأمريكيين يتصرفون بخبث ودهاء في آنٍ واحد، فهم يعرفون جيدًا كيف يستغلّون الآخرين بطرق مدروسة وذكية، وتحت ستار ما يسمّونه "الديمقراطية" حيث يفتحون المجال لوسائل إعلامٍ مهمتها الحقيقية ليست السؤال ولا الاستقصاء، بل ابتزاز الضيوف وتطويعهم، فترامب وأصحاب المراسم يعرفون، أن صحفية من وسائل الإعلام الأمريكية ستهاجم ابن سلمان، وتسأله عن غضب عائلات ضحايا أحداث 11 سبتمبر من وجوده في البيت الأبيض؟ و أن السؤال التالي سيكون عن قتله وتقطيعه لجمال خاشقجي، والهدف من ذلك هو وضع ابن سلمان تحت الضغط، فيعرق في ثيابه، وتضيع منه الكلمات، ويشعر بأن الأرض تهتز تحت قدميه، ثم وفقاً للسيناريو الأمريكي الدائم، يتدخل ترامب في اللحظة المناسبة ليدافع عنه، ويبدو كأنه المنقذ.
وهكذا
بدا ابن سلمان أمام المجرم ترامب مرتبكًا، مهزوزًا، فاقدًا لأبسط مقومات التماسك،
وكأن حضوره في البيت الأبيض، كان امتحانًا يفوق قدرته على الاحتمال، فلم يظهر أي
قدر من الثقة بالنفس، ولا الحد الأدنى من الشخصية التي يحاول الإعلام السعودي أن
يصنعها له، والمدهش أن ترامب وهو المحتاج إلى أموال ابن سلمان، والمتملق له،
والساعي لاستغلاله، ظل هو المتحكم في المشهد، بينما ظهر ابن سلمان كمن انتُزع من
مكانه ووُضع تحت ضوء التحقيق.
ولعب
دهاء الأمريكيين دوره، وبمجرد سؤالٍ مدروسٍ، وبضع مجاملاتٍ مخلوطةٍ بالاستفزاز
والاحتقار، نجح الأمريكيون في ترويض ابن سلمان وإضعافه أكثر، فالصحفية التي بدت
"محايدة" و "من خارج البروتوكول" لم تكن سوى جزء من المسرحية،
إذ استخدموها لإلقاء السؤال القاتل الذي يهزّ توازن الضيف، ثم يأتي ترامب ليلعب
دور المنقذ، لكنه في الحقيقة يثبت السيطرة ويُشعر ابن سلمان بأنه لا وزن له إلا
بقدر ما يدفع من أموال النفط.
وخلال
المقطع، ظهرت علامات الارتباك واضحة على ابن سلمان؛ حركات يديه غير المتزنة، فركه
المتكرر لكفيه بشكل لا إرادي، اضطراب ملامحه، محاولته الفاشلة لضبط تعابيره، وكلها
دلائل على فقدانه السيطرة على ذاته، وعلى خوفٍ داخلي لا يمكن إخفاؤه أمام
الكاميرا، وبدا وكأنه يتلقى محاكمة نفسية علنية، لا زيارة رسمية لقائدٍ يدّعي
الثقل في المنطقة.
وبهذه
الطريقة البسيطة والمدروسة والماهرة، استطاع المجرم ترامب أن يكشف الحجم الحقيقي لابن
سلمان، وأن يضعه في موقعه الطبيعي، باعتباره تابعٌ مضطربٌ أمام سيده الأمريكي،
مهما حاول الإعلام السعودي تضخيم صورته أو نفخه بالدعاية الفارغة.
وفي
جانب آخر، روج الإعلام السعودي بأن واشنطن تبيع للرياض مقاتلات إف-35، مقدمًا
الصفقة على أنها فتح تاريخي لم تنله أي دولة من قبل، لكن الواقع يوضح أن ما
تُقدّمه أمريكا للسعودية ليس سوى نسخة غير أصلية من هذه الطائرات، ولا تحمل
القدرات القتالية الكاملة، ولا تمتلك البرمجيات الحسّاسة التي تمنح الطائرة قيمتها
الحقيقية.
هذا
الأسلوب الأمريكي ليس جديدًا؛ فماليزيا تعرّضت سابقًا للخديعة ذاتها عندما اشترت
من واشنطن طائرات إف-18، وكتشف رئيس وزرائها مهاتير محمد عند وصولها أنها طائرات
بلا برمجة ولا تصلح للحرب، واليوم يتكرر المشهد ذاته مع السعودية، التي تُقدَّم
لها طائرات غير حقيقية، بينما يستمر الإعلام الموالي في تصوير الصفقة كإنجاز،
ويتجاهل حقيقة أن واشنطن لا تمنح هذه القدرات حتى لأقرب حلفائها باستثناء العدو
الإسرائيلي.
هذه
تجربة ماليزيا مع أمريكا، أما المجرم ترامب، فقد قال لابن سلمان مباشرة إن الطائرات التي
ستحصل عليها ستكون بمواصفات تختلف عن طائرات F-35
المعروفة، والتي لا يمتلكها في المنطقة سوى العدو
الإسرائيلي، أي إن ما يُمنح للرياض ليس سوى نسخة منقوصة، تُباع بثمن الطائرة
الحقيقية، بينما تُحجب عنها القدرات الفعّالة التي تُشكّل جوهر التفوق العسكري.
وتتضح
نوايا السعودية من خلال زيارة بن سلمان إلى واشنطن، فهي تضخ الأموال الضخمة في
خزائن أمريكا والعدو الإسرائيلي دون أن تُخصَّص حتى ولو جزء يسير منها، لصالح
الدول العربية الفقيرة، أو أن تُوجَّه هذه الأموال
لوقف الفتن والحروب الأهلية التي تُشعلها الرياض وأدواتها.
من
خلال المقطع، يتضح أن السعودية وأموالها تشكّل الحاجز الأكبر بين الشعب اليمني
وبين استقراره المعيشي والاجتماعي والسياسي، فالرياض تعمل بشكل منهجي على إفساد كل
مجالات الحياة في اليمن، حتى لا يتمكن اليمنيون في أي يوم من الأيام من أن يتوحدوا
أو يتفاهموا أو يتعاونوا لبناء بلدهم وخدمة أنفسهم.
وتستمر
السعودية في ممارسة دورها الهدّام، بحيث تحول دون أن يستغل اليمنيون خيرات بلدهم
وثرواته لصالحهم ولصالح الأجيال القادمة، أو أن يرسموا مستقبلًا آمنًا ومستقرًا
يشبه ما تنعم به بقية الشعوب في هذا العالم، وهي سياسة تقوم على منع اليمن من
النهوض، والإبقاء عليه في دائرة الأزمات، بما يخدم المصالح الأمريكية ومصالح العدو
الإسرائيلي.
هذا
شاب سعودي معارض، يعمل دائمًا على كشف حقائق السياسة السعودية، سواء في الداخل
السعودي أو فيما يرتكبه آل سعود بحق الأحرار والشرفاء في جزيرة العرب، وكذلك في
سياستهم تجاه القضايا العربية، وأيضًا تجاه اليمن.
وحاليًا،
يأتي العداء السعودي للشعب اليمني في هذا الإطار ذاته؛ إذ تتحرك السعودية
باعتبارها العدو الرئيسي لليمن، فتتآمر عليه وتحرّض الآخرين ضده، وتدعم المرتزقة،
وتشنّ عدواناً عليه، بهدف واحد وواضح، هو منع ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر من
أن تتحول إلى مشروع وطني جامع قادر على النهوض بالبلد واستعادة قراره وثرواته، وذلك
هو الهدف الجوهري الذي تتحرك من أجله السعودية، وفق ما يكشفه هذا الشاب المعارض
وغيره من أحرار الجزيرة العربية.
وفي
هذا السياق تتحرك السعودية وأمريكا والعدو الإسرائيلي، في هذه المرحلة إلى توظيف
معاناة الشعب اليمني من أجل استهداف الجبهة الداخلية، والتحريض ضد من وقف سدًا
منيعًا أمام العدوان السعودي ومن خلفه الأمريكي والإسرائيلي، ويأتي ذلك ضمن أساليب
خبيثة يعتمد عليها العدوان، ويتطلب مواجهتها بجدية وحزم، ليس في الإعلام وحده، بل
في كل مؤسسات الدولة والحكومة، ومن قبل المعنيين في كل المجالات.
لقد
أصبحت سياسية العدوان مكشوفة، ومن لا يعي ولا يعرف في هذه المرحلة كيف يعمل
السعودي والأمريكي والصهيوني، فهو إما يعاني من أمية سياسية كبيرة، أو أنه من جملة
الحاقدين الذين يلتقون مع دول العدوان في الهدف والنتيجة، ولو كانت السعودية تريد
خيرًا لليمن، لكان في اليمن مشروع دولة وبدايات نهضة وتنمية بدأها الرئيس الحمدي،
الذي أحبه الشعب اليمني، والذي قتلته السعودية، وهذا ما يؤكده أحد أهم المرتزقة في
فنادق آل سعود.
ولا
يشكل التآمر السعودي على الحمدي بداية العداء، فالمسألة أقدم بكثير ومرتبطة بنشأة
الكيان السعودي نفسه، فآل سعود نفذوا حربًا على اليمن عام 1934م، واقتطعوا نجران
وعسير، وسجل التاريخ قبل ذلك هجمات للوهابيين على الأراضي اليمنية، كما ارتكب
التكفيريون السعوديون واحدة من أبشع المجازر ضد اليمنيين، حيث قتلوا ثلاثة آلاف
حاج يمني أعزل في مجزرة تنومة عام 1923م تقريبًا، دون أن يكون أولئك الحجاج حاملين
سلاحًا أو رافعين أي شعار، مجرد أنهم يمنيين، ذُبحوا بدم بارد على يد العصابات
الوهابية، ولهذا فإن السعوديين هم وراء مشاكل اليمن، ففي كل مرحلة يرصدون أي مشروع
وطني ينهض به اليمنيون، وأي قيادة تعبّر عن تطلعات الشعب، ثم يلقون بثقلهم لإسقاط
هذا المشروع والتآمر على هذا البلد، وتجربة الرئيس الحمدي ليست إلا شاهدًا من سجل
طويل من العداء السعودي تجاه اليمن، يمتد من الماضي إلى اليوم.
يتضح أن السعودية أمام هذه الحقائق لا تعمل فقط على تحقيق أهدافها الخاصة، بل تعمل في الوقت نفسه على تحقيق الأهداف الأمريكية والصهيونية، ولذلك، فإن الأهداف السعودية تتطابق مع أهداف كيان العدو، وهذا ما كان حاصلًا منذ زمن، لكن طوفان الأقصى كشف الحقيقة أكثر، حيث بات الجميع اليوم يتابعون المجرم نتنياهو وهو يتحدث عن اليمن، وعن ما يمثله اليمن الحر والمستقل من خطر على الكيان الصهيوني، تمامًا كما يتحدث قادة الكيان السعودي.
من سواحل البحر الأحمر إلى أعالي الجبال.. اليمن يشهد حراكًا تعبويًا شاملًا لنصرة فلسطين ومواجهة التآمر الصهيوأمريكي
خاص | المسيرة نت: في يوم تعبوي لافت، شهدت أربع محافظات يمنية حراكًا واسعًا ومتنوعًا، حمل رسائل موحّدة تؤكد جهوزية الشعب اليمني رسميًا وشعبيًا لخوض معركة الدفاع عن اليمن وفلسطين، والتصدي للمخططات الصهيوأمريكية المتصاعدة.
حماس تدين جرائم العدو بحق المجاهدين المحاصرين في رفح وتطالب الوسطاء بالتحرك العاجل
متابعات | المسيرة نت: أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المجاهدين المحاصرين في أنفاق مدينة رفح تُعد خرقًا فاضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ودليلًا دامغًا على المحاولات المستمرة لتقويض الاتفاق وتدميره.
العدو الصهيوني يعترف: الصواريخ الإيرانية وجهت "صفعات" موجعة
متابعات | المسيرة نت: اعترف رئيس شركة الصناعات الجوية الصهيونية "بواز ليفي"، في سلسلة تصريحات نادرة، بأن الهجمات الإيرانية على الأراضي المحتلة خلال "حرب الأيام الـ12" فاجأت الجانب الإسرائيلي بجرأتها وكثافة الصواريخ، مشيرًا إلى أن المواجهة القادمة مع إيران ستكون "استثنائية" ولن تكون كما قبلها.-
01:52مصادر فلسطينية: طيران العدو الإسرائيلي يشن سلسلة غارات في حييّ التفاح والشجاعية، شرق مدينة غزة
-
01:51خلية الإعلام الأمني بالعراق: الاستهداف يشكل تهديدًا مباشرًا لمصالح العراقيين، وعملاُ ارهابياً خطيراً
-
01:47خلية الإعلام الأمني بالعراق: استهداف غادر لحقل كورمور في محافظة السليمانية أدى إلى احتراق احدى الخزانات الرئيسة
-
01:47مصادر فلسطينية: طيران العدو الإسرائيلي يشن غارة تستهدف مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
-
01:23مصادر فلسطينية: طيران العدو الإسرائيلي يشن غارة جوية تستهدف مدينة غزة
-
00:58مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مدينة البيرة شمال الضفة الغربية