المتوكل: السيد القائد قدم الشهادة بمفهومها العظيم والشامل وأنها طريق الأمة للعزة والحياة الكريمة

خاص | المسيرة نت: أكد الناشط الثقافي وعضو المكتب السياسي لأنصار الله الدكتور طه المتوكل أن مفهوم الشهادة عند السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي يتجاوز مجرد التضحية الفردية، موضحًا أنه قدم مسارًا متكاملًا قائمًا على الوعي الإيماني والتفاني في سبيل الله.

وقال الدكتور طه المتوكل في مقابلة مع قناة المسيرة: إن "السيد أوضح أن الشهداء حينما بذلوا ما بذلوا، بذلوا بوعي؛ تحركوا من أجل قضية كبرى، تحركوا من أجلها لأنها في سبيل الله".

وأشار إلى أن السيد القائد تحدث عن قضيتين أساسيتين في سبيل الله؛ الأولى أن يكونوا في سبيل الله ونصرة دينه، والثانية أن يتحركوا لنصرة المستضعفين والمظلومين، معتبرًا ذلك مبدأ مهمًا في الطريق الصحيح والمنهجية الكبيرة.

وأضاف أن "الشهداء حينما تحرّكوا لم يتحرّكوا عبثًا، ولا كانوا يقدّمون أنفسهم هباءً؛ إنهم أهل بصيرة يتحرّكون بوعي من أجل هذه القضية، ولذلك فازوا في الدنيا وفازوا في الآخرة".

وأكد الدكتور طه أن القرآن الكريم يوضح مقام الشهداء، وبيّن أنهم أبعد ما يكون عن أن تُعدّهم أمواتًا؛ بل هم "أحياء عند ربهم يرزقون"، موضحًا أن الأمم التي لا تتحرك لمواجهة العدو تبقى أمًّا ميتة، بينما الأمة الحية هي التي تقاوم وتستنهض.

[نحن لا نطلب الأزمات بل ندفعها..وثقافة الشهادة هي "ضمان الحياة الحقيقية" وتضحيات المواجهة أقل كلفة من ذل الاستسلام.

🔹 د. طه المتوكل - عضو المكتب السياسي لأنصار الله pic.twitter.com/bTzxJyuRIE

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 4, 2025]

ولفت إلى قول الإمام علي، عليه السلام، موضحًا الفرق الحقيقي بين الحياة والموت: "الموت في حياتكم، والحياة في موتكم"، أي الذين يعيشون مقهورين هم أموات، وأما الذين يضحّون في سبيل الحق فهم أحياء.

وفي محور التدخلات الأمريكية والصهيونية، بيّن الدكتور طه أن العدو يسعى دائمًا للسيطرة ونهب الموارد بذريعة التدخل، مستشهدًا بالتاريخ الحديث: "الأمريكي يدخل البلدان بذريعة من الذرائع: حجة العنف هنا، حجة التدخل هناك، وفي كل تاريخ الأمريكي تدخلاته كانت لهدف نهب الثروات والسيطرة".

وحذر من حالة الغفلة التي تعيشها الأمة الإسلامية، مؤكدًا على ضرورة اليقظة والاستعداد الكامل، مضيفًا: "الأمة الإسلامية اليوم في حالة مخاطر لا يمكن أن تستقر ما دام العدو يعمل؛ العدو لا ينام، يعمل ليل نهار من أجل مصالحه. فهل يمكن للشعوب التي في دائرة الخطر أن تنام؟ لا. يجب على الأمة ألا تنام كما قال الإمام علي؛ عليها أن تستعد وتكون يقظة. علينا أن نعدّ العدة بكل جوانبها: عسكريًا، أمنيًا، إعلاميًا. العدو يعدّ نفسه بكل ما يملك من وسائل".

وعن ما جرى في غزة، أكد الدكتور طه أن ما حدث دليل على قسوة العدو: "حتى لو كان بين الناس عابد لله لن يسلم من الاستهداف؛ فالعدو يقتل دون تمييز. الأمة اليوم دُجّنت لصالح هذا العدو في كثير من جوانبها، وتعيش حالة من السبات الكبير. لذلك لا بد من استنهاضٍ واقعيٍّ للأمة، لأن الأمريكي والصهيوني يريدان أن تبقى أمّتنا في حالة غفلة".

وأوضح أن ثقافة الشهادة هي ثقافة الحياة وليست الموت، مبينًا أن "من يضحي ليحيى الناس هو الذي يضمن حياة العزّة للأمة؛ الشهيد حين يتحرّك لمواجهة العدو وهو يعلم بثقافة الاستشهاد يساهم في صنع النصر والحياة. شعار العدو هو الموت للشعوب، ولذا فالمواجهة والتضحيات قد تأتي بجراح وشهداء وجرحى - هذا أمر طبيعي حين يواجه العدو المجرم - لكن ثقافة الشهادة هي ثقافة الحياة: حياةٌ عزيزةٌ لا حياة ذلٍّ وامتهان".

[شاهد قرآني على مصير المستسلمين..

مفهوم "تدجين الأمم".. الهروب من المواجهة يؤدي إلى الموت الكبير.. و (مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ) دليل على أن الاستسلام مصيره القتل والتنكيل..

🔹 د. طه المتوكل - عضو المكتب السياسي لأنصار الله pic.twitter.com/ifTO7yj0ay

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 4, 2025]

ونفى ما يروّج له البعض عن أن من يقاتل العدو يجلب الموت والدمار قائلاً: "من يتهم من يقاتل العدو بأنه يجلب الموت والدمار يُخطئ؛ فمن يدافع عن شعبه لا يطلب الموت بل يطلب حياةً كريمة لناسِه".

وأكد أن على أمّتنا أن تتحمل مسؤوليتها وتواجه هذه الحملات بوعي، متبعًا حديثه: "يجب الوعي بأن الأمريكي اليوم يحاول الهيمنة على العالم وعلى منطقتنا، وأن الخطر قائم على عواصم أمّتنا وشعوبها: من أفغانستان وباكستان إلى إيران والعراق ولبنان والسودان وليبيا واليمن وتونس والصومال - أمّتنا في حالة استهدافٍ عام".

وحذّر من التفرج السلبي على مصائب شعوب أخرى، واصفًا ذلك بالخداع، متسائلًا: "هل يمكن لأمة ترى ما يجري في شعب آخر أن تبقى متفرجة؟ هذا منتهى الخداع الذي يمارسه الأمريكي والصهيوني. لذا مهم جدًا استنهاض الأمة من غفلتها. علينا أن نعرف أننا مستهدفون وأن نستعدّ. العدو يعدّ قوته بكل جوانبها، ونحن يجب أن نعدّ العدة أيضًا".

واعتبر ما حدث في غزة دليلًا صارخًا على أن العدو يقتل بالجملة، ويستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، مجددًا التأكيد على أن "الأمة اليوم بحاجة إلى يقظة حقيقية".

[العدو لا ينام.. والأمة المدجّنة تُباد شعبًا بعد شعب بينما تغطّ في سبات الغفلة.. مشروع أمريكي-إسرائيلي للهيمنة ونهب الثروات، ومقاومته تبدأ بالوعي ثم بالتحرك..

🔹 د. طه المتوكل - عضو المكتب السياسي لأنصار الله pic.twitter.com/ymXa5il3AT

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 4, 2025]

وأكد على ضرورة العودة للقرآن والمنهج القرآني كأساس لتقوية الأمة، مستشهدًا بقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الأمم قد تداعى عليها كأكلة على قصعتها"؛ أي أن الأمة قد تصبح فريسة سهلة إن لم تتوحّد وتستعد. وأضاف: "الأمة الإسلامية اليوم عظيمة في العدد - نحو ملياري مسلم - لكن الغلبة في القيم والوعي، ولا بد من تحرير النفس من الوهن".

وفيما يخص الحرب الإعلامية، أشار الدكتور طه إلى أن الأعداء يستخدمون المال والإعلام لتشويه صورة المجاهدين، موضحًا أننا "أمام حرب إعلامية كبرى تستهدف تشويه المجاهدين وقضايا الأمة؛ الإعلام الموجّه والمال المستغل لتشويه صورة المجاهدين موجودان، وهم لا يفرقون بين مقاوم في غزة أو في إيران أو في لبنان أو في اليمن. هؤلاء المنافقون الذين يتحرّكون كأدوات للعدو من داخل الأمة يحاولون حرف الناس عن القضايا الحقيقية. عندما تهدأ ساحات القتال في جولةٍ ما، يُستغل المال والإعلام لتشويه صورة المجاهدين وتشتيت الناس".

وأكد على مسؤولية الإعلام الحر لمواجهة التشويه: "أن يواجه حملات التشويه هذه ببياناتٍ واضحة ومدعومة بالحقائق والقرآن"، لافتًا إلى أن "الحرب الإعلامية هي إحدى أساليب الحرب ما قبل الحروب وما بعدها".

وتطرق إلى حديث السيد القائد أنَّنا مقبلون على جولة مواجهة جديدة -جولة عنوانها النصر إن شاء الله - ولن يأتي النصر بالمجان بل يتطلب تضحيات المجاهدين والشهداء.

[سلقوكم بألسنة حداد"... الحرب الإعلامية بعد المعركة لا تقل خطورة عن الرصاص، والمنافقون يطعنون المجاهدين في الظهر بينما العدو يبقر بطون الأسرى..

🔹 د. طه المتوكل - عضو المكتب السياسي لأنصار الله pic.twitter.com/gsLsM8qsmJ

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 4, 2025]

وختم الدكتور طه مؤكّدًا أن الأمة الحية والمقاومة الفعلية هي التي ستنتصر، وأن الشعب اليمني وأبناء غزة وبقية محور المقاومة هم القوة الرئيسية في النصر القادم، مضيفًا: "اليوم الأمة الحية المواجهة للمخططات الأمريكية والإسرائيلية هي الأمة التي ستنتصر: الشعب اليمني وأبناء غزة وباقي محور الجهاد والمقاومة هم أمم حية تُعوَّل عليها في النصر القادم إن شاء الله. السيد أشار إلى أننا نستعد للمرحلة القادمة من المواجهة، وأن هذه الجولة القادمة حتمية".

وأنهى حديثه بالقول: "نحن عاجزون عن تغطية كل تفاصيل كلمة السيد في هذا المقام، لكن في الختام يجب التأكيد على أن الشهداء دائمًا باقون، وأن موجهات السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي حفظه الله تبثّ روح القيادة. الشعب اليمني اليوم في أعلى مستويات الجهوزية، وعلينا أن نؤكد للعدو الصهيوني أن الشعب اليمني شعبٌ لا يُنكسر: شعبٌ عظيمٌ، مقدمٌ، مضحٍّ، له أصالته".