ازدواجية المعايير وصناعة الجرائم المغفورة
آخر تحديث 06-07-2025 14:43

لا تزال السياسةُ الدولية محكومةً بموازين المصالح والقوة، حَيثُ تتوارى الشعارات الزائفة خلف الأجندات الحقيقية للقوى الكبرى؛ فلا حديث عن حقوق الإنسان أَو الحرية إلا إذَا توافقت مع أهداف الهيمنة ونهب الثروات وفرض السيطرة، حتى وإن كان الثمن دماء الأبرياء وأشلاء الشعوب المستضعفة.

الأخطرُ أن هذه القوى لم تعد تعمل وحدها، بل وجدت ضالتها في أنظمة عربية وإسلامية تحوّلت إلى أدوات مطيعة، تنفّذ تعليماتها وتعمل كجسر لتمرير مشاريع الاستعمار الحديث. هؤلاء الحكام تخلوا عن قضايا الأُمَّــة وتبنوا خطاب الغرب، لا بل تفنَّنوا في تبرير جرائم الاستكبار تحت عناوين مخادعة مثل "المصالح الوطنية" و"التحالفات الاستراتيجية".

انحطاطٌ مكشوفٌ في سلوك تلك الأنظمة، التي تذرف دموع التماسيح على قضايا تافهة أَو هامشية، بينما ترتكب المجازر اليومية في حق شعوب بأكملها بلا أي اكتراث. فهؤلاء ماهرون في تضخيم حادث فردي وتحويله إلى عاصفة إعلامية، بينما يتجاهلون عن عمد جرائم الإبادة الجماعية التي تُرتكب بسلاحهم أَو بأموالهم.

وقد لخّص هذا الواقع البائس أحد الشعراء ببلاغة حين قال:

قتلُ امرئٍ في غابةٍ جريمةٌ لا تُغتفر

وقتلُ شعبٍ آمنٍ مسألةٌ فيها نظر!

هذه الازدواجية الفاضحة تكشف أن الأمر ليس مُجَـرّد نفاق أَو انحياز سياسي، بل هو سياسة ممنهجة تهدف إلى قمع الشعوب الحرة وتجريدها من حقها في الحياة والكرامة. فوفق منطق هؤلاء، هناك شعوب يجوز حصارها وقتلها، بينما غيرها يُحصّن بالرعاية والدفاع مهما ارتكب من جرائم.

المفارقة أن الأنظمة المتورطة في هذا المشروع لم تتعلم شيئًا من دروس التاريخ، ولا من ملاحم الأحرار. تناسوا أن هناك مدرسة خالدة أضاءت درب الإنسانية، مدرسة الإمام الحسين عليه السلام، التي لقّنت العالم درسًا خالدًا في أن العزة أغلى من الحياة، والكرامة لا تخضع للصفقات. يومها قال الإمام الحسين كلمته الخالدة: "هيهاتَ منا الذلةُ، يأبى اللهُ لنا ذلك ورسولُه والمؤمنون".

لكن حكام اليوم لم يحملوا إلا الخنوع، وسقطوا في مستنقع الخيانة، لا يكتفون بالخِذلان، بل صاروا أدواتٍ بيد العدوّ الصهيوني والأمريكي، يموّلون الحروبَ ضد شعوبهم، ويشاركون في حصار غزة وتجويع أهلها، ويدعمون العدوان على لبنان، ويمدّون نار الحرب في اليمن، منفقين تريليونات الدولارات على تدمير أوطانهم بأيديهم.

ورغم كُـلّ هذا الخراب، ظل اليمن شامخًا، صامدًا بوجه الأعاصير، لم تفرض عليه الحروب ولا الحصار إلا ليتخلى عن قضايا الأُمَّــة، ولن يفرّط في القدس أَو لبنان أَو المشروع الإسلامي المقاوم. بل كان اليمن في طليعة المواجهة، يتصدى بشجاعة لمشاريع النفاق والخيانة، ويقف بثبات ضد المشروع الأمريكي والإسرائيلي، داعمًا فلسطين وقضاياها في كُـلّ المراحل.

وهذا ما جسّده قائد الثورة اليمنية، السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-، حين وجّه كلمته الصادقة والثابتة إلى أبناء غزة قائلًا بكل شموخ:

"لستم وحدكم، نحن معكم حتى النصر بعون الله".

إنه قائدٌ تعلّم من جده الإمام الحسين معنى الكرامة والعزة، فحمل لواء الموقف الصادق، وعلّم الأُمَّــة أن نصرة المظلوم واجب، وأن الشرف كُـلّ الشرف في مواجهة الظلم مهما عظمت التضحيات.

اليوم، في هذا المشهد المليء بالزيف والدعاية السوداء، تبقى مسؤولية الأحرار أن يكشفوا الحقائق، ويقاوموا مشاريع التشويه، ويتمسكوا بثوابتهم رغم حملات القمع والتطبيع.

ما نحتاجه الآن هو وعي عميق، وموقف صلب، ورفض قاطع للخضوع.

فلم يعد مقبولًا الصمت، ولا السكوت على جرائمهم، بل حان وقت قول الحق، والتمسك بالكرامة، والثبات في وجه القتلة والخونة.


البنك المركزي اليمني يعلن عن صك عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً لمواجهة تلف الأوراق النقدية
صنعاء | المسيرة نت: أعلن البنك المركزي اليمني اليوم عن صك عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً، سيتم طرحها للتداول ابتداءً من يوم غدٍ الأحد.
645 من الإبادة الصهيونية بغزة.. خرائط جديدة والوقت يُحسَب بالدم
خاص| المسيرة نت: لم تتوقف آلة البطش والإجرام الإسرائيلية منذ 645 يومًا، مرتكِبةً جرائمَ إبادة جماعية وتطهير عِرقي ضد سكان قطاع غزة، تزامنًا مع إغلاق للمعابر وتجويعٍ ممنهج واستهداف لطالبي المساعدات الإنسانية قرب "مصائد الموت".
جندي صهيوني: الاستنزاف في القتال بغزة سيسحقنا تدريجياً
متابعات | المسيرة نت: عبّر جندي صهيوني عن غضبه الشديد من قيام حكومة المجرم نتنياهو بإرسال الجنود للقتال في غزة، في حين يتم إعفاء عشرات الآلاف من اليهود المتدينين (الحريديم) من الخدمة العسكرية.
الأخبار العاجلة
  • 19:26
    البنك المركزي اليمني: نؤكد اتخاذنا ما يلزم من إجراءات لصون مدخرات المواطنين وتعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني مهما كانت التحديات
  • 19:26
    البنك المركزي اليمني: نؤكد مضينا في اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتعزيز قوة العملة الوطنية وضمان استقرار النظام الصرفي
  • 19:25
    البنك المركزي اليمني: نتوجه بالشكر والتقدير لأبناء شعبنا على ثقتهم في البنك
  • 19:23
    البنك المركزي اليمني: خصصنا مراكز استبدال في المركز الرئيسي وفروعه في المحافظات لتسهيل استبدال العملة الورقية التالفة بالعملة المعدنية الجديدة خلال أوقات الدوام الرسمي
  • 19:22
    البنك المركزي اليمني: تم تصميم وسك العملة المعدنية الجديدة وفق أعلى المواصفات الفنية والأمنية العالية لضمان متانتها وكفاءتها في التداول
  • 19:19
    البنك المركزي اليمني: خطوة طرح العملات المعدنية من فئة (100) و(50) إجراء مدروس ومسئول لا يترتب عليها أي زيادة في الكتلة النقدية أو تأثير على أسعار الصرف
الأكثر متابعة