حرائر اليمن في أكثر من 50 ساحة.. نفير إيماني شامل نصرةً للقرآن وفلسطين وتأكيداً على وحدة الموقف

المسيرة نت | خاص: خرجت اليوم حرائر اليمن في مسيرات ضخمة في عموم المحافظات، متصدّرات الصفوف الإيمانية في ميادين النصرة للقرآن الكريم، ليؤكدن أن المرأة اليمنية جزء لا يتجزأ من تاريخ اليمن وحاضره ومستقبله الإيماني الجهادي.

وفي صنعاء وعموم المحافظات الحرة، احتشدت الحرائر في أكثر من 50 ساحة، حملت شعار "نفير واستنفار.. نصرة للقرآن وفلسطين"، كما حملت أيضاً دلالات قوية على الارتباط الوثيق بين شعب اليمن والقرآن الكريم، والوعي الجماعي الذي يدفع النساء للخروج إلى الساحات لمواكبة الحراك الشعبي خلف أشقائهن الرجال، في مشهد ليس له مثيل في تاريخ مواجهة الاستهداف للمقدسات.

المسيرات النسائية شهدت تفاعلاً هائلاً لحضور المرأة اليمنية من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، وهن يهتفن بشعارات تمجّد كتاب الله العزيز وتدين الإساءة إليه، وتؤكد أن الدفاع عن القرآن واجب مقدّس لا يقتصر على جنس دون آخر.

من صنعاء إلى كل المحافظات الحرة.. العهد يتجدد والموقف يتوحد:

ومن أمانة العاصمة احتشدت الحرائر في ساحة غرب حديقة الثورة، بعد أن تقاطرن من كافة الأمانة، فيما كانت مديريات طوق صنعاء على الموعد بسبع مديريات في ساحات مدرسة الفتح ومدرسة الفلاح بمديرية بني حشيش، ومدرسة الفلاح بمديرية نهم، ومدرسة التضامن بمديرية همدان، ومدرسة الحمزة بن عبدالمطلب ببني مطر، ومدرسة شهداء حمل في صنعاء الجديدة، ومدرسة الإمام علي بمديرية سنحان.

المشاركات في صنعاء الأمانة والمحافظة خرجن بأعداد كبيرة، رافعات المصاحف كتجسيد للتمسك بها والذود عنها، مؤكدات أن المرأة اليمنية لا تقف موقف المتفرج حين تُستهدف مقدسات الأمة.

[🎥 شاهد | مسيرة حرائر #صنعاء (نفير واستنفار.. نصرة للقرآن وفلسطين) 29-06-1447هـ 19-12-2025م

🔷 تقرير: سراء جمال#شعب_الإيمان_يغضب_للقرآن pic.twitter.com/MKxaWY5Rd3

— شاهد المسيرة (@ShahidAlmasirah) December 19, 2025]

بدورهن احتشدن حرائر صعدة في تسع ساحات دوّت فيها الهتافات الإيمانية، لتجمع بين دعم الفلسطينيين في مواجهة العدوان الصهيوني، وتمجيد القرآن الكريم، ومواجهة من يستهدفه.

وفي المسيرات التي احتضنتها ساحات مدارس الدرة بالمدينة، وعبدالله بن رواحة في مديرية الصفراء، وزينب في نشور، والكرامة في كتاف، وخديجة في ساقين، وأروى في حيدان، والزهراء في مران، وساحة جبانة العيد برازح، وساحة مدرسة الزهراء في عزلة النظير، عبّرت الحرائر عن رفضهن القاطع لكل إساءة مدفوعة سياسياً أو ثقافياً تستهدف الدين الإسلامي.

وإلى السهل التهامي، حيث تتدفق السيول البشرية باستمرار، خرجت حرائر محافظة حجة في ثمان مسيرات أوحت بأن الدفاع عن القرآن أصبح رمزاً للالتفاف اليماني الإيماني الشعبي الموحد.

وفي ساحات مدارس اللواء بالمدينة، والحسين بن علي في الشاهل، وساحتي الرسول الأعظم وشهيد القرآن بالمحابشة، ومدرسة الشهيد محمد مطهر زيد بكشر، وساحة مدرسة خديجة والرسول الأعظم بالمفتاح، وساحة مدرسة الشهيد أحمد جابر المطري بمديرية مبين، اكتست مديريات حجة باللون الأسود المعبر عن الحشمة اليمانية الإيمانية، والمعبر أيضاً عن حضور المرأة اليمنية في ميادين الجهاد دفاعاً عن الدين والمستضعفين.

وعلى الرِواق من السهل التهامي، كانت حارس البحر الأحمر حاضرة بحرائر الحديدة اللواتي راكمن رسائل تهامة الوفاء، بغضب على الأعداء، وتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم، من داخل أربع ساحات حاشدة.

ساحة مدرسة عمار بن ياسر في المدينة، وساحة مدرسة خولة في الجراحي، وساحة مدرسة الخنساء في باجل، وساحة مدرسة 22 في المغلاف، كانت وجهة حرائر الحديدة التي تقاطرن من عموم المديريات، ليؤكدن أن الدفاع عن المقدسات واجب لا يسقط عن أي مسلم.

ورددن الهتافات المعبرة عن كون المحافظة "حارس البحر الأحمر" المرعب للمجرمين والغزاة والمعتدين، مكبرات بشعارات البراءة من الأعداء، ومؤكدات أن اليمن بكل شرائحه ماضٍ في موقفه الديني والأخلاقي دفاعاً عن الأمة وقضاياها ومقدساتها.

وإلى أقصى سواحل اليمن الغربية، من محافظة تعز المطلة على باب المندب، شهدت ساحة ملعب الشاعر مسيرة حاشدة لحرائر المحافظة اللواتي أكدن وقوفهن خلف أبنائهن وإخوانهن في كل محطات الجهاد، لافتات إلى أن الإساءات لكتاب الله تعد اعتداءً مباشراً على مقدسات الأمة الإسلامية وقيمها الدينية والإنسانية، واستهدافاً لهويتها وثوابتها.

وصعوداً إلى إب الخضراء وساحاتها المكتسية باللون الأسود المزعج للطغاة والمجرمين، تقاطرن حرائر المحافظة إلى ساحتي المركز الثقافي بالمدينة، ومدرسة خديجة بمدينة يريم، ليعلن رفضهن القاطع للاستهدافات الصهيوأمريكية بحق المقدسات الإسلامية، مؤكدات أن خروجهن تعبير عن وعي المرأة اليمنية بدورها ومسؤوليتها في مواجهة حملات الاستهداف الثقافي والديني، والإسهام الفاعل في ترسيخ الهوية الإيمانية، وحماية المجتمع من محاولات التشويه والانحراف.

ومروراً إلى محافظة ذمار، احتشدت حرائرها في ست ساحات، في الملعب الرياضي بالمدينة، وساحة مدرسة الشيماء بزراجة، وساحة مجمع خديجة بضوران، وساحتي جامع المؤيد ومدرسة الزهراء بجهران، وساحة مدرسة الحمزة بن عبدالمطلب في عنس.

وحذّرت حرائر ذمار من مخاطر السكوت على الحرب الشاملة والممنهجة التي تستهدف القرآن الكريم، وتسعى للنيل من قدسيته في نفوس المسلمين، وضرب هوية الأمة وفصلها عن مصدر عزتها وقوتها، في وقت يواصل فيه العدو الصهيوني، بدعم أمريكي وبريطاني وتخاذل عربي وصمت عالمي، جرائمه اليومية في فلسطين، واعتداءاته على لبنان، واستباحته لسوريا، وانتهاكه للمقدسات، وفي مقدمتها المسجد الأقصى.

وفي جوف اليمن، وسلتها الغذائية المحلية، احتشدن حرائر محافظة الجوف في ساحات مدرسة حسن أبو رأس في برط المراشي، ومدرسة السلام في المتون، وساحة جامع المبنى في المطمة، للتأكيد على أن المرأة اليمنية حاضرة في ميادين الموقف والوعي، إلى جانب دورها الإنساني والمهني، وأنها لن تقف صامتة أمام أي إساءة تطال القرآن الكريم أو تمس كرامة الأمة ومقدساتها.

وبالجوار في مأرب التاريخ، المحافظة الشاهدة على عظمة المرأة اليمنية وانصهارها في جوف الحق والرسالة السماوية، احتضنت مديرية صرواح مسيرة نسائية حاشدة، أكدن الحرائر من خلالها أن الخروج الواسع يجسد الموقف الإيماني الثابت للشعب اليمني بكل فئاته، لافتات إلى أن موقفهن يأتي انطلاقاً من هويتهن الإيمانية الراسخة والثابتة في مواجهة مشاريع الهيمنة والاستهداف الثقافي والديني الذي يطال الأمة.

من أقصى الشمال إلى المناطق الحرة جنوباً.. المرأة اليمنية تتقدم الصفوف في ميادين الوعي:

وفي محافظة الضالع جنوبي اليمن، والتي فوّجت حرائرها إلى ساحات جامع شليل في قعبة، وساحة النصر المقدام في الحشاء، وساحة مدرسة أسماء في دمت، ليوصلن رسالة للأعداء بواحدية الموقف اليمني الإيماني في عموم المناطق الحرة شمالاً وجنوباً، تحت راية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله.

المشهد تكرر أيضاً في مناطق لحج المحسوبة على الجزء الجنوبي لليمن، حيث تقاطرن حرائر مديرية القبيطة إلى ساحة كلية المجتمع بعزلة الهجر، ليعبرن عن الغضب والسخط إزاء جريمة الإساءة الأمريكية للقرآن الكريم، مؤكدات على الموقف الإيماني الواضح الذي يحمله اليمن الخالي من الاحتلال والمرتزقة والخونة والعملاء، منوهات إلى أن هذه المسؤولية الدينية المتمثلة في الدفاع عن المقدسات يجب حملها بلا تهاون.

وإلى جبال المحويت الشاهقة، خرجت الحرائر في ساحتي مدرسة الخنساء في المدينة ومجمع الزهراء في شبام كوكبان، بالتزامن مع مسيرة في ريمة، فكانت الرسائل فيها تحلق بعلوٍ كبير، راكمت من خلالها الحرائر أصوات النهوض والاستنهاض في مواجهة الهجمات الصهيوأمريكية الشرسة التي تستهدف الأمة جمعاء ومقدساتها.

محافظة البيضاء أيضاً اكتست اللون الأسود عندما احتضنت ساحة مدرسة بلقيس مسيرة حاشدة، ربطت فيها المشاركات بين الإساءة للقرآن الكريم والعدوان المستمر على فلسطين، معتبرات أن العدو واحد، وأن استهداف الدين والمقدسات يسير جنباً إلى جنب مع استهداف الأرض والإنسان في فلسطين، بدعم أمريكي مباشر وصمت دولي مخزٍ.

وختاماً إلى محافظة عمران، حيث احتضنت ساحة الجامعة في المدينة مسيرةً توّجت حضور المرأة اليمنية في كل المحطات الجامعة، فيما أكدت أيضاً أن المرأة اليمنية حاضرة في ميدان الوعي والموقف، تتحمل مسؤوليتها الدينية والأخلاقية في نصرة القرآن الكريم، وتعزيز الارتباط به.

المرأة اليمنية بصوت واحد في بيان المسيرات.. رسائل بالجُملة:

ومن داخل الساحات في عموم المحافظات، والتي تجاوز عددها الخمسون ساحة، صدر بيان مشترك، قال باسم حرائر اليمن: "من منطلق هذا الإيمان وهذه الحكمة خرجنا لنسمع كل العالم صوتنا الرافض والغاضب لكل الإساءات الأمريكية والصهيونية المتكررة للقرآن الكريم وللمقدسات، ولنؤكد على ثبات موقفنا الإيماني في مساندة الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، وكذا جهوزيتنا العالية واستنفارنا واستعدادنا للجولة القادمة من الصراع مع الأعداء، ومواجهة كل مخططاتهم ومؤامراتهم التي تستهدف ديننا وأمتنا وبلدنا وشعبنا وكل المنطقة".

وأضاف: "ما يتعرض له القرآن الكريم وهو أقدس مقدسات الإسلام من حملات إساءة متكررة وممنهجة، هو جزء من الحرب اليهودية الصهيونية الشاملة التي تستهدف الإسلام والمسلمين ومقدساتهم، والتي تتزعمها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ويتبعهم في ذلك أولياء الشيطان الرجيم".

وأكدت الحرائر في البيان أنهن لن يسكتن أو يسمحن "أن تمر هذه الإساءة تحت أي غطاء خادع مثل حرية التعبير أو غيرها من العناوين الكاذبة، خاصة وأن هذه العناوين كلها تسقط أمام أي انتقاد لجرائم العدو الصهيوني في أمريكا ودول الغرب الكافر، ولا تبقى لتلك الحرية الكاذبة أي أثر يذكر إلا للإساءة لله ولكتابه الكريم ولأنبيائه ورسله، ولا شيء مقدس عندهم فعلاً سوى اليهود الصهاينة".

ولفت البيان إلى أن هذه الإساءات تأتي في وقت يواصل فيه العدو الصهيوني جرائمه اليومية في فلسطين واعتداءاته على لبنان، واستباحته لسوريا، وتهديداته لليمن، ومؤامراته على كل المنطقة بدعم أمريكي وبريطاني في ظل تخاذل وتأمر عربي وصمت وتواطؤ عالمي.

وأكدت الحرائر في البيان الاعتصام بحبل الله المتين، والتمسك بكتابه العظيم القرآن الكريم مصدر عزتنا وكرامتنا وسبيل نجاتنا في الدنيا والآخرة.

وحمّل البيان الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بريطانيا والعدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الإساءات المتكررة، التي تعكس حقدهم الشديد وعداوتهم الصريحة للإسلام والمسلمين، وتنسجم مع سجلهم الإجرامي الحافل بالعدوان والاحتلال وانتهاك الحرمات، وقتل الأبرياء والأنبياء بغير حق.

ودعا بيان مسيرات حرائر اليمن الأمة الإسلامية إلى "التحرك والاستنفار للتعبير عن الغضب الشديد والرفض القاطع تجاه هذه الجريمة النكراء التي تستهدف أقدس مقدسات الإسلام"، داعياً لمقاطعة "البضائع الأمريكية والإسرائيلية حتى لا نكون شركاء في إجرامهم".

وفي ختام البيان، خاطبت حرائر اليمن أبناء الأمة الإسلامية: "إن في هذا القرآن ذكركم وشرفكم وعزكم ونجاتكم في الدنيا والآخرة، فإذا لم تغضبوا لدينكم ومقدساتكم وقرآنكم، فعلى ماذا ستغضبون؟ وإذا لم يكن لكم موقف اليوم، فمتى؟ إن تخليكم عن شرفكم وعزتكم سيجعلكم أحط الأمم وأشقاها، وأن سكوتكم سيعرضكم لسخط الله وغضبه، ويجعلكم تستحقون الخزي في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة".

إن مشاركة المرأة في هذه المسيرات بكثافة تُظهر قوة إرادة الشعب اليمني بكل مكوناته، وصلابة عزيمته في مواجهة المؤامرات، وإصرار الجميع على أن يبقى القرآن الكريم رابطاً ومرجعاً في كل الظروف.

كما أن هذه المسيرات تمثّل نقطة فارقة في التعبير الشعبي عن الرفض القاطع لكل إساءة تستهدف القرآن الكريم، وفي إبراز الارتباط الروحي العميق بين الإنسان اليمني وشريعته العليا، وفي إثبات أن المرأة اليمنية ليست متفرجة، بل طرفٌ فاعل ومشارك في مواجهة كل ما يمس جوهر العقيدة والهوية.