غزة في عين الإبادة وإيران في مرمى التضليل.. هكذا تدير الصهيونية العالمية حروبَها
آخر تحديث 21-06-2025 20:23

هل العدوان على إيران في هذا التوقيت مُجَـرّد تصعيد عسكري؟ أم محاولة مكشوفة للهروب من جحيم الصورة التي باتت تحاصر الكيان الصهيوني وداعمه الأمريكي الغربي في غزة؟

عبدالقوي السباعي| المسيرة نت: منذ عشرين شهرًا، يقف العالم على شفير جريمةٍ موثقة تشهد على انحدارٍ غير مسبوقٍ في الأخلاق والسياسة الدولية؛ جريمة إبادة جماعية وتطهير عِرقي بحق شعب بأكمله في غزة، على مرأى ومسمع من العالم، وبغطاءٍ أمريكي غربي كامل.

مجازرُ فاقت كُـلّ حدود الكارثة، لم تقف عند القتل الممنهج وحده؛ بل امتدّت إلى محاولة طمسها وتعتيمها، بتفجير ساحات موازية، أبرزها إيران، كأن المطلوب ليس فقط إنهاء غزة؛ بل ومحو صورتها من وعي العالم.

حرب الهروب؛ وتكتيك فتح جبهات جانبية، جزء من عقيدةٍ سياسيةٍ عسكرية معروفة لدى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني؛ فحين تعجز عن تبرير حربها، وحين يصبح الضحايا أكثر بلاغة من الرصاص؛ فَــإنَّ أفضل حَـلّ بنظرهم افتعال تهديد أكبر، وصناعة مسرح بديل.

 

الهروب إلى طهران.. حين تُفتعل حرب لتُنسى جريمة:

شهد التاريخ البشري مجازر كثيرة، من (هيروشيما وناجازاكي، مُرورًا بالبوسنة والهرسك، إلى رواندا إلى نكبة العام 1948م)، لكن ما يجري في غزة يتجاوز المذابح التقليدية من حَيثُ الوحشية، والمدة، والتواطؤ الدولي.

أكثر من 70 % من الشهداء أطفال ونساء، استهداف عشوائي ومباشر للمستشفيات والمدارس والملاجئ، حصار شامل حرم الناس من الغذاء والدواء والماء، كُـلّ ذلك على الهواء مباشرة، مع صمت دولي مخزٍ، ودعم أمريكي معلن، وبات قطاع غزة ساحة إبادة حيّة، تُبثّ لحظة بلحظة؛ بالصورة والصوت.

وفي ذروة الضغط الدولي "الخجول" على كيان العدوّ الإسرائيلي؛ وبينما تتراكم أدلة الإبادة الجماعية، قرّرت "تل أبيب ومعها واشنطن" وعواصم غربية، فتح جبهة عسكرية وإعلامية جديدة ضد إيران والهدف واضح؛ "صرف الأنظار عن غزة، وتحويل المشهد إلى صراعٍ إقليمي".

تصدرت أخبار الطائرات الحربية والمسيَّرة فوق طهران، وهجمات "غامضة" على مواقعَ إيرانية، في محاولةٍ لصناعة ضجيج إعلامي يعيد تشكيل الأولويات، ويستبدل الصورة الفلسطينية، بصورة الخطر النووي الإيراني المفبرك.

ورغم الطابع العدائي التاريخي بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية في إيران؛ إلا أن التوقيت الذي يتم فيه استهداف مواقع داخل إيران والتحريض الشديد عليها، يبدو شديد الترابط مع تصاعد المأزق الإسرائيلي في غزة.

في محاولةٍ مرتبة ومدروسة للهروب إلى الأمام، عبر جرّ المنطقة إلى صراعٍ، يأملون من خلاله إعادة صياغة الأولويات، وتوسيع حلبة الصراع لتبدو حربًا "إقليمية" لا مجازرَ محدّدة، وهذا ما توضحه إيران من خلال تصريحات الكثير من مسؤوليها وعبر إعلامها منذ بدء جرائم الإبادة والتطهير العرقي في غزة.

 

مسرح دموي عالمي.. وبوصلة واحدة:

من الواضح أن التحريض الأمريكي الإسرائيلي الغربي ضد إيران يتعمّد تقديمَها كعدوٍّ مشترك للعالم، ومحور "الشر المطلق"، في محاولةٍ لإعادة تشكيل الرأي العام الذي بدأ يتآكل من حولهم؛ بسَببِ ممارساتهم في فلسطين المحتلّة.

هذه السياسة تعيد تفعيل معادلة "نحن وإياكم ضد إيران"، كوسيلةٍ لطمس حقيقة أن الخطر الحقيقي اليوم هو كيانٌ يحتل شعبًا ويذبحه بلا رحمة.

لكن المعضلة الكبرى أمام هذا السيناريو تكمن في أن وعي الشعوب قد تغيَّر، وأن المعركة لم تعد تدار فقط من غرف السياسة و"البروباغندا" الصهيونية؛ إذ إن غزة ستبقى الشاهد والشهيد، والجريمة التي لا تمحوها كُـلّ استراتيجيات ونظريات التضليل.

الجمهور العالمي اليوم، لم يعد يبتلع بسهولة الخطاب الصهيوني للغرب وبعض العرب "العدوّ الإيراني المشترك"، ولا يُحوِّل بصره عن أشلاء الأطفال في "رفح وخان يونس وجباليا والنصيرات" لمُجَـرّد صاروخ هنا أَو هناك.

بل على العكس؛ فَــإنَّ كُـلّ عدوانٍ إضافي بات يعزز القناعة بأن التحالف الأمريكي الإسرائيلي الغربي يعيش حالة ذعر استراتيجي وأخلاقي، لم يعد يستطيع التحكم بالكامل لا بالإعلام، ولا بالشارع، ولا بموجة الوعي المتنامية حول القضية الفلسطينية.

 

من المجزرة إلى التضليل إلى الاختطاف السياسي:

بعد أن حوَّل كيان العدوّ قطاعَ غزة إلى مسلخٍ بشري جماعي، لا تنفع فيه بعد الآن رواية "الدفاع عن النفس"، ولا تُقنع أحدًا حججُ التبرير العسكري.

الصور القادمة من غزة، والجثث المنتشَلة من تحت الركام والمآسي اليومية، جعلت من الكيان الصهيوني رمزًا عالميًّا للإبادة، ومكّنت الروايةَ الفلسطينية من احتلال واجهة الوعي العالمي.

في هذا السياق، يصبح أي تصعيد آخر فرصة دعائية لخلط الأوراق وصرف الأنظار، وأمام المشهد باتت غزة تُباد، والعالم يلهو بخطرٍ نووي مزعوم من إيران، والإدارة الأمريكية تروّج لروايات إسرائيلية رغم تفنيدها من وكالاتها الاستخباراتية.

المنطقة اليوم تُجَرُّ نحوَ صراعٍ مفتعَل، لتُمحَى آثارُ جريمة مكتملة الأركان اسمُها غزة، وكل ذلك يجري في ظِلِّ تواطؤ منظم للإعلام الغربي والعربي، واختطاف متعمد للوعي الدولي، وتحويل الجلاد إلى ضحية، والضحية إلى متّهم.

 

نظرية "العدوّ الأكبر" كغطاء للمجزرة:

العدوان على إيران؛ بسَببِ برنامجها النووي -ورغم تواصل المفاوضات بين إيران وأمريكا- وفي هذا التوقيت ليس تصعيدًا معزولًا؛ بل جزء من استراتيجية الهروب الكبرى من غزة؛ ونظرية "العدوّ الأكبر"، هي هروب من الحقيقة، من الصورة، من الدم، من الفضيحة.

غير أن أعمق طبقة من الفضيحة باتت تنكشف؛ فما يُبنى عليه التصعيد ضد إيران -سواء في عهد ترامب أَو غيره- هي معلومات استخبارية مشكوك في صحتها؛ بل ومرفوضة من داخل الأجهزة الأمريكية نفسها.

حادثة "جينا هاسبل" رئيسة CIA، والمعينة من ترامب، والتي استقالت قبل أيام عقبَ خلاف معه، أبلغته أن إيران لا تقترب من تصنيع سلاح نووي، وأن التهويل غير واقعي، لكن ترامب لم يقتنع، وشنّ عليها هجومًا مباشرًا ولاذعًا، متهمًا إياها بأنها "لا تفهم شيئًا"، كدليلٍ على أن ترامب لم يكن يأخذ موقفَه من معلومات CIA، بل من أجندة أُخرى مسبقًا.

في السياق، يتساءل مراقبون: إذًا من أين كان يستقي ترامب "معلوماتِه"؟، وكان أكثر من مؤشر يكشف الجواب: إن "ترامب الآن الأقرب إلى نتنياهو في تاريخ الرؤساء الأمريكيين"، وهو من نفّذ كُـلُّ الأجندة الصهيونية، بدءً من "نقل السفارة، واغتيال القائد قاسم سليماني، وتمويل اتّفاقات التطبيع، والانسحاب من الاتّفاق النووي".

مجرم الحرب نتنياهو بدوره؛ كان يقدّم لترامب "ملفّات استخباراتية" خَاصَّة بإيران والبرنامج النووي، حتى الاستخبارات الإسرائيلية نفسها تعترف بأنها كانت تمرر تقارير مباشرة إلى البيت الأبيض في عهد ترامب، والمعروف أن الموساد يمتلك ذراعًا "ناعمة" داخل أمريكا، سواء في شكل لوبيات أَو مراكز أبحاث أَو حتى خطوط اتصال مباشرة.

الصهيوني ترامب ظل يعامل الموساد كجهةٍ استخبارية أكثر موثوقية من CIA حين يتعلّق الأمر بإيران وحزب الله، وظلت لوبيات صهيونية نافذة، كـ "AIPAC" وغيرها من المراكز تمارس ضغطًا مباشرًا على ترامب ومحيطه لتبني سياسات عدوانية تجاه إيران، حتى أن كبار مستشاريه (كوشنر، فريدمان، غرينبلات) كانوا على تنسيقٍ يومي مع نتنياهو.

وحين يتجاهل رئيس دولة -بحسب خبراء- ما تقوله أجهزة استخباراته ويُفضِّلُ روايةَ جهة خارجية؛ فهذا لا يعني فقط فقدان الثقة؛ بل يعني: إما اختراق قراره السياسي من جهة أجنبية، أَو تبنّيه لأجندة أيديولوجية يتبناها بغضِّ النظر عن المعلومات الحقيقية، وفي حالة ترامب، كلتا الفرَضيتَين، معًا كانتا حاضرتَينِ.


أبي رعد: بإسقاط الهيمنة الأمريكية البحرية، شكّل اليمن صمّام أمان جديدًا للمنطقة
خاص | المسيرة نت: أكد الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور علي أبي رعد، أن اليمن أنهى الهيمنة الأمريكية والصهيونية في البحر الأحمر، ما شكّل صمّام أمان جديدًا للمنطقة إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
المقاومة العراقية تنعَــى مسؤول وحدتها الأمنية في غارة صهيونية على الحدود العراقية الإيرانية
متابعات | المسيرة نت: نعت المقاومة الإسلامية العراقية – كتائب سيد الشهداء – مسؤول الوحدة الأمنية لديها، السيد حيدر الموسوي.
إيران تطلق الموجة الـ19 من "الوعد الصادق 3" بعد حصيلة نوعية لسابقتها
متابعات | المسيرة نت: أعلن حرس الثورة الإسلامية في إيران، انطلاق الموجة الـ19 من عملية "الوعد الصادق 3".
الأخبار العاجلة
  • 00:55
    إعلام العدو: صفارات الإنذار تدوي جنوبي الجولان المحتل خشية تسلل طائرات مسيّرة
  • 00:36
    حرس الثورة الإسلامية: البرج المستهدف يضم مكتب شركة الذكاء الاصطناعي “AI12 Labs” وغيرها من شركات البرمجيات التابعة لصناعات وزارة الحرب الصهيونية
  • 00:36
    حرس الثورة الإسلامية: تم استهداف برج “الإبحار” (Sail Tower) في وسط حيفا بصاروخ بعيد المدى من طراز “قدر F”
  • 00:36
    حرس الثورة الإسلامية: نتيجة القصف الصاروخي على الأراضي المحتلة في هذه الموجة إصابة ناجحة لـ14 نقطة عسكرية استراتيجية في حيفا و"تل أبيب"
  • 00:35
    حرس الثورة الإسلامية: تميز التخطيط لهذه العملية بابتكارات جديدة من حيث نوع الصواريخ المختارة، والأهداف، ومسارات توجيه الصواريخ والطائرات المسيّرة
  • 00:35
    حرس الثورة الإسلامية: كانت الموجة الـ18 من عملية “الوعد الصادق 3” الليلة الماضية من أنجح العمليات لقوات الجوفضاء التابعة لحرس الثورة
الأكثر متابعة