الولاية في الإسلام.. حصنُ الأمّــة من الاختراق والسقوط
آخر تحديث 16-06-2025 15:56

مع اشتدادِ عواصفِ الاختراق والهيمنة الغربية، وتوالي مشاريعِ التطبيع والتبعية التي تغزو أمتَنا من كُـلِّ الجهات، تبرُزُ أهميّةَ الولاية في الإسلام كحِصنٍ منيع، وكـدرعٍ قوي يحمي هُويتنا، ويصونُ كيانَنا من الانهيار، ويحولُ دون سقوطنا في أحضان أعدائنا التاريخيين من اليهود والنصارى، الذين وصفهم القرآن الكريم بأنهم أشدُّ الناس عداوةً للذين آمنوا.

الولايةُ في الإسلام ليست مُجَـرّدَ مفهومٍ ديني عابر، ولا شعارًا عاطفيًّا يُرفَع على المنابر والخطب، بل هي عقيدةٌ إيمانيةٌ راسخة، وموقفٌ مبدئيٌ صُلب، ونهجٌ تحَرّكيٌّ عملي.

إنها تتجلى في كُـلّ حركة وسكنة، وتُرسخ في وجدان الأُمَّــة، لتكون درعًا واقيًا من الاختراق، وصمام أمان من الانحراف والانهيار. إنها تعني الانتماء إلى معسكر النور، والولاء للحق، والاتباع الصادق لنهج العدل والإيمان، في معركة فاصلة بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين أولياء الله وأولياء الشيطان.

لقد كشفت الأحداث الجارية – من العدوان الهمجي على غزة، إلى محاولات تصفية القضية الفلسطينية، إلى الحرب الممنهجة على محور المقاومة – أن أخطرَ ما تتعرَّضُ له أمتنا ليس فقط عدوانًا عسكريًّا، بل اختراقًا فكريًّا وثقافيًّا وعقديًّا. ويبدأ هذا الاختراق من غياب مبدأ الولاية، ويمتد عبر التمييع والتطبيع مع العدوّ، وينتهي بموالاة الصهاينة وتبرير جرائمهم، في مشهدٍ مأساويٍ يندى له جبين كُـلّ حُــــرٍّ ومؤمن.

يرتبط مبدأ الولاية في القرآن الكريم ارتباطًا وثيقًا بالتحذير من التولي لليهود والنصارى، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أولياء}.

ثم يرشدنا إلى الولاية الحقة بقوله سبحانه: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (المائدة: 55–56).

وهذه الآيات ليست كلمات عابرة، بل هي نداءٌ إلهي من أعماق الوحي، وتحذير شديد من أخطر تهديد وجودي لأمتنا: التولي لعدو الله، اليهود والنصارى، والتطبيع معهم، والخضوع لهيمنتهم.

إن الولايةَ لله ولرسوله وللمؤمنين – وعلى رأسهم الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) – تمثَّلُ الامتدادَ الطبيعيَّ لولاية الله ورسوله محمد صلى الله عليه وآله، وهي الحِصنُ المنيع الذي يحمي الأُمَّــة من السقوط والانهيار. ومن يتولَّ هذا النهج الإلهي ويدخل في حزب الله، فهو جزء من المشروع الإلهي، ويصبح مؤهلًا للنصر والتمكين، كما وعد الله عباده الصالحين.

أما من تخلَّى عن هذا المبدأ، أَو وقف في منطقة رمادية، أَو تماهى مع العدوّ، فَــإنَّه يسير نحو الهاوية، ويُسلِّمُ رقبةَ الأُمَّــة لأعدائها، كما نرى اليوم من تآمر بعض الأنظمة مع الصهاينة، وتفريطهم بالمقدسات، وتعلقهم بمصالح الغرب على حساب دينهم وشعوبهم.

إن ترسيخَ مبدأ الولاية في الوجدان والعقل والسلوك هو الحصن الأخير الذي يحمي الأُمَّــة من الاختراق، ويصنع وعيًا جماهيريًّا صُلبًا، وصفوفًا متراصَّة، وجبهة إيمانية موحدة، واستعدادا صادقًا للمواجهة. وبهذا تصمد الأُمَّــة وتواصل معركة الحق، حتى يتحقّق وعد الله، كما قال سبحانه:

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض...} (النور: 55)

الولاية في الإسلام ليست خيارًا، ولا أمرًا هامشيًّا، بل هي ضرورة حتمية وفرض مقدس لحماية الدين، وصون الهوية، ومواجهة مؤامرات التبعية والهيمنة. إنها عنوان الاستقلال الإيماني والسياسي، والميزان الذي يفرز المعسكرات، ويحدّد موقع كُـلّ فرد وكل جماعة: هل هم في صف الله والرسول والمؤمنين؟ أم في صف اليهود والنصارى وأوليائهم؟

إننا اليوم، في زمنٍ تتكالب فيه قوى الاستكبار، وتُفرض علينا مشاريع التطبيع والتبعية، أحوج ما نكون للعودة إلى مبدأ الولاية، إلى هذا الحصن القرآني العظيم، الذي يمثل صمام الأمان لهويتنا وديننا، وسبيل عزتنا ونصرنا.

فإذا أرادت الأُمَّــةُ الرفعة والعزة، فلتعد إلى يوم الغدير، ولترفع اليد التي رفعها رسول الله صلى الله عليه وآله، يد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، يد الولاية التي بها يعلو الحق، ويُهزم الباطل، ويُصان الدين، وتُحمى الأُمَّــة من الذل والضياع. إنها يد الهدى، وراية العدل، وسبيل النجاة في زمن الفتن والانحراف.

الرئيس المشاط: يحق لإيران الدفاع عن نفسها واستهداف مصالح أي دولة تهاجمها.
أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك الحق الكامل في الدفاع عن نفسها واستهداف مصالح أي دولة تهاجمها أو تشارك الكيان الصهيوني في اعتداءاته.
العقيد العنسي للمسيرة: ضرب المواقع الاستخباراتية ستصيب العدو الصهيوني بالشلل
خاص|18 يونيو| المسيرة نت: رأى رئيس تحرير الإعلام الأمني العقيد نجيب العنسي أن استهداف إيران للقاعدة 8200 "الموساد" وأهم المواقع الأمنية والاستخباراتية الصهيونية يمثل ضرب أهم الأدوات أو العتاد الذي يعتمد عليه الكيان الصهيوني في شن عدوانه على أي دولة كانت.
صحيفة صهيونية: منطقة بجنوب يافا المحتلة تواجه خطر الهدم بسبب صاروخ إيراني
متابعات| 18 يونيو| المسيرة نت أكدت صحيفة هآرتس الصهيونية اليوم الأربعاء أن الصاروخ الإيراني الذي سقط سابقًا على مدينة "بات يام" جنوب يافا المحتلة تسبب في دمار هائل وأضرار جسيمة ودمر البنية التحتية والمباني السكنية، حيث تضرر نحو 80 مبنى في المنطقة المستهدَفة.
الأخبار العاجلة
  • 08:35
    وزارة الصحة في غزة: 8 شهداء ومصابين جراء قصف للعدو الإسرائيلي استهدف منزلًا في حي الزيتون بمدينة غزة فجر اليوم
  • 08:35
    معاريف: إجلاء آلاف الإسرائيليين إلى أماكن مختلفة في أعقاب سقوط الصواريخ الإيرانية
  • 07:01
    وزير الخارجية الإسباني لقناة بلومبيرغ: طالبت من دول الاتحاد فرض حظر على توريد الأسلحة لـ"إسرائيل" طالما استمرت هجماتها على غزة
  • 07:01
    وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس لقناة بلومبيرغ: الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لـ"إسرائيل" في العالم
  • 06:22
    المتحدث باسم الشرطة الإيرانية العميد سعيد منتظر: تمكن زملائي من إسقاط وتدمير 14 طائرة مسيرة في جميع أنحاء البلاد، خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • 06:17
    مجرم الحرب تساحي هنغبي للقناة الـ12 الصهيونية: لا يوجد تقدم في مفاوضات الصفقة مع حماس