إيران والقراراتُ الكبرى

محمد بن ثوابة*

بعد نفاد الستين يومًا التي حدّدها الرئيس الأمريكي "ترامب" لإيران للموافقة على المقترح الأمريكي بشأن إنهاء برنامجها النووي وتحجيم دورها الإقليمي -كما أسماه المسؤولون الأمريكيون- واعتقادهم أن إيران زعيمة محور المقاومة ضد المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، والحلقة الأهم فيه.

تلقت إيران، أمس الأول ضربة أمريكية صهيونية موجعة استهدفت المنشآت النووية والعلماء النوويين وكبار القادة العسكريين، لكنها أبدت مرونة فائقة، وامتصت الضربة بحرفيةٍ عالية تؤكّـد أنها دولة مؤسّسية مبنية على قاعدة متينة لا تزعزعها الخسائر مهما بلغت.

غير أنها ومن وجهة نظري، عليها تتخذ مواقف وقرارات كبرى تحفظ لها مكانتها وهيبتها، كالخروج من معاهدة الانتشار النووي والإعلان عن إجراء تجربة نووية، حتى مع أي رد عسكري.

لأن هذه القرارات ستجعل العدوّ يدفع الثمن باهظًا وسيرتدع إلى الأبد، وسيجعل العالم كله في موقف موحد لتحميل المسؤولية على أمريكا وسيبرّر ما قامت به إيران، وبالتالي ستخرج إيران نفسها من هذه الدوامة غير المنتهية المتعلقة ببرنامجها النووي.

لقد كانت الوثائق عن المنشآت النووية لكيان العدوّ الإسرائيلي التي أعلنت إيران مؤخّرًا الحصول عليها؛ الفخ الكبير جِـدًّا لها وقادتها وعلمائها، وكشف مدى اختراق العدوّ الأمريكي الصهيوني للمخابرات الإيرانية.

كما أظهرت الضربة العدوانية الأمريكية الصهيونية ضد إيران مدى قدرة القوة الإيرانية أمام العدوّ، وعلى الجمهورية الإسلامية في إيران اتِّخاذ قرارات كبرى تعيد لها الاعتبار.

ما يحدث راهنًا لمحور المقاومة يوصله إلى الانتصار أو التصفية..

والله من وراء القصد، وفوق كُـلّ ذي علمٍ عليم.

* عضو مجلس الشورى