المستور والمكشوف في وساطة بلينكن وويتكوف

د/
عبدالرحمن المختار
أعلنت القوى الاستعمارية الغربية
وعلى رأسها الإدارة الأمريكية عقب عملية السابع من أُكتوبر 2023م مواقف صريحة
وواضحة ومحدّدة، لا لبس فيها ولا غموض، تجسدت تلك المواقف في أن هذه القوى تقف إلى
جانب الكيان الصهيوني في مواجهة (الجماعات الإرهابية) في قطاع غزة حسب وصف رؤساء
الدول والحكومات الغربية، الذين تقاطروا تباعًا إلى عاصمة كيان الاحتلال والإجرام
الصهيوني، وأكّـدوا جميعهم وقوف بلدانهم بكل إمْكَانياتها إلى جانب هذا الكيان
المجرم، وكان موقف الإدارة الأمريكية أبرز تلك المواقف؛ فقد أكّـد رئيسها السابق بايدن
للصهاينة بشكل صريح وواضح أنهم لن يكونوا بمفردهم في مواجهة (الإرهابيين)، وأن
الإدارة الأمريكية سوف تكون إلى جانبهم، وأكّـد وزير خارجية هذه الإدارة الإجرامية
بلينكن بشكل واضح وصريح أن زيارته إلى عاصمة كيان الاحتلال الصهيوني ليس
بصفته وزيرًا لخارجية الإدارة الأمريكية، بل بصفته مواطنًا يهوديًّا صهيونيًّا أولًا!
وقد
تجسّدت مواقف القوى الاستعمارية الغربية بقيادة الإدارة الأمريكية على أرض الواقع،
حَيثُ حشدت قواتها البحرية الضاربة إلى شرق البحر المتوسط حول مسرح الجريمة، التي
عزمت هذه القوى الشراكة في اقترافها إلى جانب الكياني الصهيوني في قطاع غزة، ناهيك
عن إمدَاد هذه القوى الإجرامية للكيان المجرم بأحدث وأفتك أنواع القنابل والصواريخ
وأشدها تدميرًا، وكان المبرّر الذي أعلنته حينها القوى الاستعمارية الغربية بشكل
واضح وصريح لتواجدها بقواتها العسكرية في المنطقة، هو فرض حالة ردع لمنع أي تدخل
لمساعدة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وعقب ذلك بدأ كيان الإجرام الصهيوني
بتنفيذ أول فصل من فصول جريمة الإبادة الجماعية، شاملة أفعالها جميع سكان قطاع غزة
كباراً وصغاراً نساء ورجالاً دون أي استثناء، وكذلك الحال بالنسبة لتدمير كافة
مقومات الحياة في قطاع غزة، واستمرت شراكة القوى الاستعمارية الغربية في جريمة الإبادة
الجماعية في تصاعد وبصور متعددة ومتفاوتة، وكانت شراكة الإدارة الأمريكية الأكثر
شمولًا من غيرها من القوى الإجرامية، حَيثُ قدمت الإدارة الأمريكية الحماية
الميدانية والدعم اللوجستي، وإمدَاد الكيان الصهيوني بآلاف الأطنان من القنابل
والصواريخ والمعدات العسكرية، ودعم مالية الكيان المجرم بمليارات الدولارات، إضافة
إلى التغطية لأفعال جريمة الإبادة الجماعية سياسيًّا وقانونيًّا وقضائيًّا في كافة
المحافل وأمام مختلف الفعاليات الدولية، وإضافة إلى اشتراكها في جريمة الإبادة الجماعية
-كما ذكرنا آنفًا- بصور متعددة ومتفاوتة خاضت القوى الاستعمارية الغربية حربًا
تضليلية إعلامية شرسة من خلال ماكينة إعلامية هائلة شملت شبكات إعلامية ناطقة
بالعربية.
ومع
كُـلّ ذلك ورغم كُـلّ ذلك، قدمت الإدارة الأمريكية نفسها في مشهد الإبادة والدمار
والدم الشريكة فيه بوصفها وسيط في نزاع مسلح في قطاع غزة موصوف بأنه حالة (حرب)،
وخلال فترة ولاية وزير خارجية الإدارة الأمريكية اليهودي الصهيوني بلينكن
وهو مكشوف بهذه الصفة، فقد كانت له جولات مكوكية إلى المنطقة تجاوزت اثنتي عشرة
جولة عقد خلالها في الدوحة وفي القاهرة جولات تفاوضية مع من وصفوا أنفسهم في هذين
البلدين بأنهم وسطاء إلى جانب الوسيط الأمريكي! وكلها وَفْــقًا لتضليل الإعلام
الغربي والإعلام الناطق باللسان العربي تهدف لوقف ما وصفه هذا التضليل بـ (الحرب
في غزة) والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس!
والحقيقة
التي أصبحت واضحةً جليةً تجسَّدت في أن كُـلّ تلك الجهود المسمَّاة بالوساطة وما
عقد لها من جولات تفاوضية بين الشركاء في الجريمة، كان هدفها هو تحرير الأسرى أَو
الرهائن، أما أفعال الإبادة الجماعية فالنية كانت قائمة لدى المجرمين على استمرارها
وتتابعها، أما العنوان (وقف إطلاق النار أَو وقف الحرب في غزة) الذي رفعه
من وصفوا أنفسهم بالوسطاء، لم يكن سوى خداع وزيف وتضليل، وكان الهدف المستور
للوسيط الأمريكي اليهودي الصهيوني بلينكن في حينه هو أن تستمر الإبادة
الجماعية بمُجَـرّد إتمام صفقة تحرير الرهائن وبشكل أشد قسوة ووحشية، وهو ما اتضح
لاحقًا في مواقف قادة الكيان الإجرامي الصهيوني الرافضة لوقف ما يصفونه بـ (الحرب)
بشكل دائم ونهائي ضمن صفقة تحرير الرهائن، وإصرارهم على استمرار أفعال جريمة
الإبادة الجماعية عقب تحقيق هدفهم المتمثل في تحرير جميع الرهائن لدى فصائل
المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
ورغم
ذلك ومنذ وساطة اليهودي الصهيوني بلينكن وحتى وساطة الصهيوني ويتكوف
لا تزال الأنظمة العربية الوظيفية والماكينة الإعلامية التابعة لها والناطقة
بالعربية تقدم الإدارة الأمريكية للرأي العام العربي والإسلامي بأنها وسيط، مع أن
الواضح من الجولات التي تمت خلال ولاية الوزير اليهودي الصهيوني بلينكن
كانت جميعها تنتهي بإعلان الفشل وتبرير ذلك من جانب هذا الوسيط المجرم بتصلب قيادة
حماس، ويتزامن تبرير الفشل من جانب الوسيط الأمريكي بصمت مطبق من جانب الوسيطين
العربيين المصري والقطري! بحيث تكون الكلمة النهائية في بيان أسباب فشل الجولات
التفاوضية الوهمية للوسيط الأمريكي فحسب! وكان الهدف المستور من وساطة بلينكن
هو توفير المزيد من المساحات الزمنية للكيان الصهيوني المنفذ المباشر لأفعال جريمة
الإبادة الجماعية، ليتمكّن من خلال هذه المساحات المضافة من استكمال فصول جريمته.
ولم
يتغير الحال في وساطة الوسيط الصهيوني ويتكوف فهو مبعوث مجرم الإدارة الأمريكية
ترامب، الذي توعد غزة منذ الأيّام الأولى لتوليه رئاسة الإدارة الأمريكية، بفتح أبواب
الجحيم في حال لم تفرج حماس عن جميع الرهائن دفعة واحدة خلال زمن محدّد! وويتكوف
هذا هو موفد وممثل ترامب الذي قدم خطة تهجير أبناء قطاع غزة إلى دول الجوار أَو
إلى أية دول توافق على استقبالهم! وهو الذي أعلن بكل وقاحة أن بلاده سوف تستولي
على قطاع غزة عن طريق الشراء أَو غيره، ليقيم عليها منشآت سياحية فخمة تحولها من
منطقة مدمّـرة غير قابلة للحياة إلى (ريفيرا الشرق)! وهذه الخلفية المكشوفة
هي التي انطلق منها الوسيط ويتكوف، ومع ذلك تروج الأنظمة العربية الوظيفية
والماكينة الإعلامية التابعة لها لويتكوف بأنه وسيط من طراز آخر غير سلفه
يعمل جاهدًا لوقف ما تصفه هذه الماكينة الإعلامية بـ (الحرب في غزة)!
ورغم
كُـلّ هذا الانكشاف للوسيط ويتكوف فهو يحاول التخفي خلف تضليل الإعلام
الناطق باللسان العربي ليستر عورات انحيازه للكيان المجرم وشراكة إدارته في جريمة
الإبادة الجماعية، ودوره في حقيقة الأمر لا يختلف عن دور سلفه الوسيط اليهودي
الصهيوني بلينكن في توفير المزيد من المساحات الزمنية، التي يتمكّن من
خلالها الكيان الصهيوني من تحرير جميع الرهائن، وليستمر بعد ذلك في استكمال فصول جريمة
الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة بكل وحشية، وهو ما انكشف مؤخّرًا عن الإبادة بالتجويع
حتى الموت، وبتكثيف القصف الجوي لكل مقومات الحياة في قطاع غزة، وتوسيع عمليات
التوغل البري تحت عنوان عربات جدعون، في الوقت الذي يبرّر الوسيط ويتكوف فشل جهوده
بتعنت حماس ورفضها لمقترحات الموت البطيء التي قدمها خدمة للكيان الصهيوني المجرم.
وتستمر
الماكينة الإعلامية الغربية ونظيرتها الناطقة بالعربية في التضليل للرأي العام
والترويج لمصطلحي (الحرب) وَ(الوساطة) اللذين تستتر خلفهما شراكة القوى الاستعمارية
الغربية في جريمة الإبادة الجماعية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية! ويرتبط هذان
المصطلحان ببعضهما ارتباطًا غير قابل للانفكاك فصفة الوساطة لا تتحقق لأي طرف كان
إلَّا بقيام حالة (الحرب) بوصفها نزاع مسلح بين طرفين يمثل كُـلّ منهما
دولة مستقلة ذات سيادة وَفْــقًا لأحكام القانون الدولي؛ إذ لا يمكن بحال من الأحوال
تحقّق صفة الوسيط إذَا كانت الحالة القائمة جريمة إبادة جماعية، فجميع الدول دون استثناء
يتوجب عليها الوقوف في مواجهة هذه الجريمة والتعاون لمنع وقوع أفعالها، والتعاون
لقمع مقترفها في حال وقوعها.
ولا
يصح مطلقًا والحال هذه وصف أية دولة بلعب دور الوسيط بين مقترف أفعال جريمة الإبادة
الجماعية ومن يتعرض للإبادة؛ فهذا إن حصل يعد نوعًا من أنواع السخرية والاستهزاء
بالقيم الأخلاقية والإنسانية، هذا بالنسبة لأية دولة ليست شريكة بأية صورة من
الصور في جريمة الإبادة الجماعية، والأبعد من ذلك أن تتحقق صفة الوسيط للإدارة الأمريكية،
التي قدمت الحماية الميدانية للكيان الصهيوني المباشر لأفعال الإبادة الجماعية، وزودته
بوسائل اقترافها ورفدت ماليته بمليارات الدولارات، ودافعت عنه أمام مختلف المحافل
الدولية سياسيًّا وقانونيًّا وقضائيًّا.
لكل
ذلك تستمر الماكينة الإعلامية الغربية ونظيرتها الناطقة بالعربية في الترويج لما
جرى ويجري في قطاع غزة بأنه حالة (حرب) لكي يستمر في المقابل الترويج لصفة
الوساطة؛ باعتبَار أن هذه الصفة لا تتحقّق –كما أسلفنا- إلَّا بقيام حالة (الحرب)
وتنتفي بانتفائها، ولن نتتبع هنا دور الماكينة الإعلامية الغربية فطالما أن
القوى التي تملكها وتمولها وتديرها شريكة في جريمة الإبادة الجماعية، فَــإنَّ هذه
الماكينة الإعلامية الغربية ستعمل لصرف نظر الرأي العام عن شراكة هذه القوى في
الجريمة.
وسنكتفي
بالإشارة إلى دور الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية، وعلى رأسها شبكة الجزيرة
الإعلامية، التي التزمت منذ أول فعل من أفعال جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة
بالترويج للحالة بأنها حالة (حرب) ولا تزال عناوين أخبارها وتناولاتها
وتغطياتها الإعلامية كما هي حتى اليوم لم تتغير (الحرب الإسرائيلية على غزة)، ومعلوم
أن شبكة الجزيرة واسعة الانتشار وتشمل تغطيتها وتأثيرها أرجاء المعمورة، ولا يقتصر
تضليلها على المنطقة العربية، بل يغطي جميع الناطقين بالعربية في قارات العالم، وليس
ذلك فحسب، بل إنها تساهم في تضليل الرأي العام الغربي من خلال قنواتها الناطقة
بغير العربية، ومع أن حال الإدارة الأمريكية مكشوف تمامًا كونها شريكة بصور متعددة
في جريمة الإبادة الجماعية، غير أن استمرار الترويج للحالة في قطاع غزة بأنها حالة
(حرب) يعني الاستمرار في تقديم الإدارة الأمريكية بأنها (وسيط) رغم
شراكتها الواضحة والمكشوفة في الجريمة!
ولو
أن شبكة الجزيرة خُصُوصًا والماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية عُمُـومًا كانت
على أقل تقدير محايدة وليست منحازة للحق والدم العربي، وتناولت في أخبارها
وتغطياتها الإعلامية ما جرى ويجري في قطاع غزة بأنه (إبادة جماعية) لكان من
المستحيل على الإدارة الأمريكية أن تتصف بصفة الوسيط، ولأمكن لشبكة الجزيرة
الإعلامية خُصُوصًا وللماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية عُمُـومًا مواجهة ودحض
تضليل الماكينة الإعلامية للقوى الاستعمارية الغربية، لكن المؤسف أن شبكة الجزيرة
خُصُوصًا والماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية عُمُـومًا اختارت الطريق الذي
اختارته الأنظمة الوظيفية المالكة والممولة والراعية لها.
وكلّ
ذلك الزيف والخداع ما كان له أن يكون لولا وصف الحالة في قطاع غزة بأنها حالة (حرب)،
ولو أن الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية تصدت للحالة ووصفتها بوصفها
الدقيق وعملت على توعية الرأي العام العربي والإسلامي، وساهمت بما تملكه من قنوات
ناطقة بغير العربية في توعية الرأي العام الغربي لكان الوضع مختلفاً تمامًا، ولما
جاز أبدًا وصف اليهودي الصهيوني بلينكن ومن بعده الصهيوني ويتكوف بالوسيط،
رغم ولوغ إدارتيهما في الدم الفلسطيني وشراكتها بصور متعددة في الإبادة الجماعية، التي
تعرض لها وما يزال يتعرض لها أبناء قطاع غزة منذ عشرين شهرًا بشكل يومي مُستمرّ
ومتتابع وعلى مدار الساعة، ولما جاز كذلك وصف القطري والمصري بالوسيط؛ إذ إن هذا
الوصف بالنسبة لهما خزي وعار فكيف يمكن لعربي مسلم أن يقف متفرجًا على إخوانه وهم
يبادون؟ ويكتفي بالزعم أنه يلعب دور الوسيط بين مقترف أفعال جريمة الإبادة
الجماعية وبين من يتعرض للإبادة! والواضح أن استمرار وصف الحالة في غزة بأنها حالة
(حرب) لازم؛ ليستر بهذا الوصف كُـلٌّ من النظامَين المصري والقطري خسة وانحطاط
وخزي القائمين عليهما!
وقد
تبرّر شبكة الجزيرة مسلكها السابق بالقول إن تغطيتها لوقائع أُخرى يأخذ ذات الوصف،
كما هو حال ما يظهر في عناوينها وتغطياتها مثلًا (الحرب الروسية على أوكرانيا) غير
أنه لا يمكن المقارنة بحال من الأحوال بين هذا العنوان وعنوان (الحرب الإسرائيلية
على غزة) ذلك أن أوكرانيا دولة مستقلة ذات سيادة يتوافر لها ما يتوافر لغيرها
من الدول من وسائل الهجوم والدفاع، وفوق ذلك تتلقى الدعم والإسناد من جانب القوى
الاستعمارية الغربية المنضوية في حلف الناتو! أما غزة فليست دولة مستقلة ذات سيادة
ولا يتوافر لها ما يتوافر للدول الأُخرى من وسائل الدفاع والهجوم؛ فغزة منطقة محتلّة
محاصرة حالها كحال الأرض الفلسطينية المحتلّة من جانب الكيان الصهيوني، ومن ثم لا
يمكن بحال من الأحوال وصف الحالة في غزة بأنها حالة (حرب)؛ كون هذه الحالة
لا تمثل نزاعًا مسلحًا بين طرفين متكافئين من أطراف القانون الدولي.
كما
أن غزة لا تتلقى أي دعم أَو إسناد من الدول العربية والإسلامية القريبة والبعيدة
كما هو حال أوكرانيا أَو على الأقل كما هو حال الكيان الصهيوني، الذي يوصف بأنه
طرف في النزاع المسلح، فما هو مكشوف ومعلوم أن إدارة الوسيط الأمريكي تجاوزت مُجَـرّد
الدعم والإسناد للكيان الصهيوني بالمواقف المؤيدة وشحنات السلاح والمليارات
والحماية المباشرة إلى الشراكة في الجريمة!
فماذا
قدم الوسيط القطري لغزة من دعم وإسناد بالموقف أَو السلاح أَو الحماية أَو المال؟
وماذا قدم الوسيط المصري الملاصق لقطاع غزة من كُـلّ ذلك؟ على العكس من ذلك تمامًا
قدَّمَ الوسيطُ القطري للمجرم القاتل الأمريكي ترامب طائرة عملاقة بقيمة أربعمِئة
مليون دولار! وقدم له مئات المليارات من الدولارات! ولم يقدم لغزة شيئًا يذكر سوى
دعوة القطريين عبر شبكة الجزيرة بتخصيص جزءًا من الأضاحي لفقراء غزة!
ولا
يقتصر دور الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية على تضليل الرأي العام من خلال
الترويج لمصطلحات زائفة ومخادعة، بل إنها تتعمد إفساد المتلقي والمتابع لتناولاتها
وتغطياتها الإعلامية بما يمكن تسميته بالمسح أَو الإزاحة لتراكمات المناظر الدامية،
فبعد مشاهدة الأشلاء والدماء والدمار تنتقل الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية
بالمُشاهد إلى حالة المسح أَو الإزاحة لتلك المناظر المتراكمة والمؤلمة، لتحل
محلها في ذهنية المتابع مناظر أُخرى بديلة تهدئ من روعه وتمنحه إثارة من نوع آخر!
سواء تلك الإعلانات الفاضحة التي تعرضها شاشات شبكة الجزيرة للترويج للسياحة في
تركيا أو ماليزيا، أَو تلك التي تعرض على غيرها من شاشات قنوات الماكينة الإعلامية
الناطقة بالعربية، وَأَيْـضًا المذيعات اللواتي يظهرن بزينة كاملة وفي أوضاع خادشة
للحياء متبرجات كاسيات عاريات، لا يصح وَفْــقًا لأحكام الدين الإسلامي والقيم
العربية الأصيلة أن يظهرن بذلك المظهر إلَّا في مخادعهن أَو في غرف نومهن مع
أزواجهن، وأنا هنا لا أتهم عقلية أَو نفسية المشاهدين، لكني أتهم الماكينة الإعلامية
الناطقة بالعربية بتعمد إفساد عقلية ونفسية المشاهد العربي لإحلال حالة التناقض
والاضطراب بدلًا عن حالة الاتِّزان والثبات التي تمكّنه من تحديد مواقف مساندة
ومؤيدة لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما هو قائم على الساحة العربية من
تخاذل وخذلان ليس إلَّا نتيجة لتضليل الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية وتعمدها
إفسادها نفسية وعقلية المشاهد العربي.

صنعاء... الحيمة الداخلية تقيم مهرجانًا كرنفاليًّا إحياء ليوم الولاية
خاص| 14يونيو| المسيرة نت: نظم بمديرية الحيمة الداخلية في محافظة صنعاء، اليوم السبت مهرجان كرنفالي خطابي بمناسبة ذكرى ولاية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، تحت شعار "من كنت مولاه فهذا علي مولاه".
مفتي عُمان: الرد الإيراني أثلج الصدور وفتح بابَ الأمل لإنهاء الكيان الصهيوني
متابعات | المسيرة نت: أكّـد مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، أن الردَّ الإيراني المباركَ على العدوّ الصهيوني فتح بابَ الأمل لانتهاء كَيانِ الاحتلال وزوالِه من أرض فلسطين.
كيان العدوّ الإسرائيلي يعلن إغلاق مطار اللُّد [بن غوريون] حتى إشعار آخر
متابعات | المسيرة نت: أعلنت إدارةُ مطار اللُّد المسمَّى إسرائيليًّا مطار [بن غوريون] اليوم السبت، بأن المطارَ سيتم إغلاقُه حتى إشعار آخر؛ بسَببِ تداعيات الحرب مع إيران.-
18:09السيد القائد: الإيمان بولاية الله يجعل مسيرة الأمة في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها على أساس تعليمات الله وتوجيهاته القيمة والحكيمة
-
18:09السيد القائد: الإيمان بولاية الله يصل الأمة بهدى الله وتعليماته الحكيمة ويربطها في مختلف شؤون حياتها بذلك
-
18:09السيد القائد: اليهود يستهدفون الأمة في البصيرة والوعي، وعلى مستوى الحالة المعنوية في الإضلال والإفساد والحرب الناعمة الشيطانية
-
18:08السيد القائد: اليهود يعملون على تقديم العناوين الدينية لإجرامهم وفسادهم مع محاولة سلب الأمة كل ما يؤهلها لتكون بمستوى المواجهة
-
18:08السيد القائد: على عكس اتجاه الأمة، يحمل اليهود كل العناوين الدينية ويحشدونها بغير حق وفي غير محلها بل يسيئون إليها
-
18:08السيد القائد: اليهود يهبطون في الأمة بقضيتها بما يؤثر عليها نفسيا ومعنويا وعلى مستوى الرعاية والتأييد الإلهي