حكاية الجاسوس الصهيوني "إيلي كوهين".. كيف سلَّم الشرع أرشيفَه للعدو الإسرائيلي؟ [الحقيقة لا غير]
آخر تحديث 26-05-2025 18:43

خاص| عباس القاعدي| المسيرة نت: رصدت أجهزةُ المخابرات السورية في دمشق عام 1965م، ذبذباتٍ لاسلكيةً غيرَ مألوفة، إلا أنها لم تتمكّن من تحديد مصدر هذه الإشارات.

في ذلك الوقت، كان التواصل الدولي يتم عبر التليغراف، حَيثُ كانت السفارات الأجنبية في العاصمة السورية دمشق تبعث برسائلَ مشفَّرة بإشارات ورموز خَاصَّة، بالتنسيق مع جهاز المخابرات السوري.

وعلى الرغم من ذلك، لم تتعرف المخابرات السورية على بعض الإشارات التي صدرت خارج إطار التنسيق المعتاد مع تلك السفارات، وكانت الذبذبات تُبث من محيط السفارات الأجنبية نفسها، لكنها لم تتطابق مع البيانات المعروفة لدى المخابرات السورية، وتم إجراء تحريات ومتابعات من قبل الأمن السوري، إلا أنها لم تسفر عن نتائجَ ملموسة، حتى تمكّن ضابطٌ سوري برتبة رائد، في الثامن عشر من يناير 1965م، من تحديد موقع الشقة "العمارة" التي تنطلق منها هذه الإشارات الغامضة، إضافةً إلى التعرف على المصدر والشخص المسؤول عنها.

وفي الوقت نفسه داهمت السلطات السورية عددًا من السفارات الأجنبية بحثًا عن الإشارات غير المعروفة، لكن الجيش والأمن السوري عجزا عن اكتشاف مصدر الرسائل المشفَّرة التي كانت تخرُجُ من العاصمة دمشق، إلى أن جاء ضابطٌ في سلاح الإشارة بالجيش السوري الرائد "محمد وداد بشير"، وأصبح هو المسؤول عن قسم الإشارة في الجيش، وكان يتسم بالذكاء والوطنية.

هذا الضابط نجح في الاستفادة من جهاز اشترته سوريا من الاتّحاد السوفيتي، ومن خلاله تم التعرف على العمارة التي تخرج منها الرسائل المشفَّرة عبر ذبذبات خَاصَّة.

في تلك الحقبة، كان الصراعُ العربي الإسرائيلي يحتلُّ مكانةً بارزةً في وعي ومشاعر الشعوب والجيوش العربية، وكانت مسألة التعاون أَو التعامل مع العدوّ الإسرائيلي تُعتبر جريمة جسيمة تهز الضمائر الوطنية؛ فالأمة بأكملها كانت ترفض بقاء الصهاينة على الأرض العربية الفلسطينية؛ مما جعل المقاومة والرفض الرسمي والشعبي في أوجهما، وكانت المواجهة الحربية بين الدول العربية وكيان العدوّ الصهيوني دائرة بشكلٍ محتدم، حَيثُ كان العدوّ يولي اهتمامًا بالغًا لاختراق الأنظمة والجيوش والمجتمعات العربية.

وحينَها لم تكن أساليبُ التجسُّس كما هي عليه اليوم؛ إذ لم يكن بالإمْكَان جمعُ المعلومات إلكترونيًّا أَو عن بُعد كما هو الحالُ الآن، بل كانت أهم أدوات التجسُّس هي زرع العملاء داخل المجتمعات والمؤسّسات العسكرية، وكلما نجح العدوّ في تمويه العملاء المزروعين داخل الجيوش العربية وصناعة أجهزة تجسس متغلغلة، كان ذلك يُعد إنجازًا استخباراتيًّا عظيمًا وتاريخيًّا، وقد تحقّق ذلك بفضل جهود الكيان الصهيوني في زرع الجاسوس اليهودي المعروف باسم "إيلي كوهين" داخل سوريا، بعد أن خضع لمرحلة إعداد وتدريب مكثّـف مكَّنَته من تعلُّم اللُّغة العربية باللهجة السورية بدقة.

في عام 1961، منح كَيانُ العدوّ الصهيوني الجاسوسَ جوازَ سفرٍ أرجنتينيًّا، وفقًا لقِصة كونه مهاجِرًا من أُصُول سورية، وأرسلوه إلى الأرجنتين، وهناك، بدأ يزورُ السفارةَ السورية ويتعرَّفُ على الجالية السورية في المهجر والموظَّفين بالسفارة، وقدَّم نفسَه كتاجرٍ ينحدرُ من أصول سورية، ومع مرور الوقت، اكتسب مكانةً مرموقةً لدى أبناء الجالية، وأظهر حماسةً وطنيةً كبيرةً بصفته ناشطًا وطنيًّا ورجلَ أعمال كَبيرًا، حتى أصبح شخصيةً محترمةً تقيمُ الولائمَ والمآدبَ وتوزِّعُ الهدايا في المناسبات الاجتماعية والوطنية، وبحضور كِبارِ الدبلوماسيين السوريين كضيوف رئيسيين، وبعد ذلك، تمكّن من الحصول على جواز السفر السوري والانتقال إلى دمشق وكان اسمُه الحقيقي "إلياهو بن شاؤول كوهين"، وأصبح في الجواز الجديد السوري كامل أمين ثابت.

انتقل الجاسوس كوهين من الأرجنتين إلى العاصمة السورية، في شهر يناير عام 1962م، وحمل معه آلاتٍ مهمةً ودقيقة للتجسُّس؛ لأَنَّه لم يخضعْ حتى للتفتيش، في الشهور الأولى من وصوله، تمكّن من نسج شبكة علاقاتٍ واسعة ومهمة شملت ضُبَّاطًا في الجيش والأمن والمسؤولين وقيادات حزبية ورجال أعمال وإعلاميين، وكان يحرص على زيارة أصدقائه في مقرات عملهم، وكانوا يتحدثون معه عن تكتيكاتهم في حال نشوب حرب ضد كيان العدوّ الإسرائيلي، ويجيبون عن أسئلته فيما يتعلق بأسلحة الجيش السوري ومختلف تشكيلاته، وكانت المعلومات التي يحصل عليها تصل أولًا بأول إلى العدوّ الإسرائيلي مع قوائم بأسماء وتحَرّكات الضباط والقيادات في سوريا.

استطاع الجاسوس من خلال علاقته بضباط لهم صلة بوزارة الدفاع أن يصل إلى داخل تحصينات الجيش السوري الدفاعية في مرتفعات الجولان، وقام بتصوير تلك المواقع وإرسالها إلى الموساد.

 استمر كوهين، في تزويد العدوُّ الإسرائيلي بالمعلوماتِ من داخل العاصمة السورية دمشق لمدة أربع سنين، قبل أن ينجحَ الضابطُ السوري في سلاحِ الإشارة، الرائد "محمد وداد بشير"، الذي تم اعتقاله لاحِقًا على يد السوريين أنفسهم، ورحل عن الحياة داخل السجن، في اكتشاف مكان انطلاق الرسائل الاستخباراتية المشفَّرة، والوصول إلى الشقة التي يسكن فيها ويستخدمها الجاسوس كوهين لإرسال الأخبار والأسرار من داخل العاصمة دمشق إلى وسط جهاز الموساد في يافا المحتلّة، التي يُطلَقُ عليها اليهود مسمَّى [تل أبيب].

هذه هي قصة أشهر جاسوس في تاريخ المخابرات الصهيونية، تمكّن أبطال الجيش السوري وضباطه الأحرار من إسقاط الموساد وكشف أخطر عملائه، وشكّل ذلك هزيمةً كبيرةً وموجعةً للإسرائيليين وفضيحةً غير مسبوقة، ليس فقط لكشفِ هذا الجاسوس وانهيار المنظومة التي اعتمد عليها الموساد في تجنيد العملاء واختراق الدول العربية وجيوشها، بل أَيْـضًا؛ بسَببِ فشل استغلال سوريا لقرارِها الوطني المستقل في تلك المرحلة، حَيثُ رفضت الدولة السورية الانصياعَ للضغوط والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية، وعجَّلت بمحاكمة هذا الجاسوس وإعدامه، وكانت عمليةُ الإعدام حينَها مؤلمةً ومحرجةً للصهاينة بشكل كبير، وعكست روحَ التحدي والإصرار على المبادئ ومقاومة العدوّ الإسرائيلي في تلك الحقبة.

التاريخ المشرِّفُ للجيش العربي السوري، لسوريا شعبًا وقيادةً بتلك المرحلة، هذا التاريخ وهذا الانتصار السوري والعربي التاريخي الذي يعد مفخرة للأُمَّـة كلها، الذي يعد تراثًا وهو ماضٍ مشرِّفٌ للأُمَّـة العربية وجيوشها أمام العدوّ الإسرائيلي، ذلك الإنجاز الكبير جِـدًّا، تلك الضربة القاضية والموجعة للموساد الإسرائيلي. قبل أَيَّـام تم تسليمُ أرشيف هذا الجاسوس كاملًا من العاصمة السورية دمشق للعدو الإسرائيليّ سلامًا بسلام.

يحتفي الإعلام الصهيوني منذ أَيَّـام بما سمَّوها عمليةً خَاصَّةً قادتها المخابراتُ الإسرائيلية داخل سوريا، حَيثُ تمكّنت من الوصول إلى الأرشيف الخاص بالجاسوس كوهين الذي يحتوي على حوالي 2500 وثيقة ومقتنيات متعلقة بهذا الجاسوس، وذلك بعد 60 عامًا، والاستحواذ على ما يتعلق بهذا الجاسوس، وتم الإعلان عن العملية "الإسرائيلية" في ذكرى إعدام هذا الجاسوس في الثامن عشر من هذا الشهر مايو، وهو نفس اليوم الذي أُعدم فيه في سوريا هذا الجاسوس.

ومن الواضح أن العدوَّ الإسرائيلي يسوِّقُ رواية مزيَّفةً تهدفُ إلى تعزيز صورته وتحقيق انتصار استخباراتي مفترَض، في حين أن الحقيقةَ تكمُنُ في عدم وجود أية عملية سرية حقيقية للموساد أَو الجيش الإسرائيلي داخل سوريا؛ فالأرشيف الذي يخُصُّ الجاسوسَ سلَّمَه أحمد الشرع الجولاني، والذي يمثِّل تأكيدًا للقاء الأخير له بالمجرم ترامب في السعوديّة، كان بمثابة الهبةِ التي قدَّمها الجولاني للعدوَّين الأمريكي والإسرائيلي؛ بغرض الحصول على قُبول وتأسيس علاقات تطبيع مع حكومة الجماعات التكفيرية في سوريا.

سيطرة التكفيريين في سوريا أَدَّت إلى تسليم العدوّ متحفًا كاملًا يحتوي على 2500 وثيقة، إضافة إلى أن تلك الجماعات التكفيرية التي كانت ترفع شعار الجهاد وشعار الخلافة الإسلامية، والتي كانت تستخدم السكاكين لقطع رؤوس المسلمين باسم الدين بطريقة مبتدعة، أظهرت ولاءً وخدمة مباشرة للاحتلال الإسرائيلي.

الجولاني أكّـد للعالم بتسليمه أرشيف الجاسوس، بأنه رجل الموساد والسي أي إي، حَيثُ سلَّم لـ "إسرائيل" شرفَ الأُمَّــة العربية، وشرفَ جيوشها وحكوماتها وشعوبها، كشفُ الجاسوس "إيلي كوهين" وقصته وقيام سوريا بإعدامه يعد واحدًا من أنصع صفحات التاريخ؛ ولهذا فَــإنَّ قيام التكفيريين بتسليم أهم وثائقَ سيادية عسكرية حسَّاسة خَاصَّة للعدو بهذه البساطة، تعد طعنة إضافية ومسمومة إلى خاصرة هذه الأُمَّــة؛ خدمةً للعدو الإسرائيلي.

هذه هي الجماعاتُ التي فرَّختها أمريكا و"إسرائيل" باسم الإسلام والتي قدّموها للشعوب؛ باعتبَارها مجاهدةً تمثّل الدينَ والشريعة فقط، حتى يصلوا بها إلى السلطة ويستخدموها لمواجهة حركات المقاومة الحقيقية كما هو الحال في لبنان وفلسطين، وعندما تحتاج أمريكا و"إسرائيل"، يصبحون سلطة، ويكون وضعُهم بالشكل الذي عليه الجولاني اليوم، ويكون موقفُهم تجاه الكيان المؤقَّت واحتلاله للأرض وتدميره للمقدرات التابعة للشعب والجيش السوري بالشكل الذي عليه الجولاني.

إذًا، العدوّ الإسرائيلي بذل كُـلّ الجهود والضغوط والعروض لاستعادة هذا الجاسوس، حَيثُ رفضت الحكومة السورية أَيَّـام حافظ الأسد كُـلَّ العروض، ويقال: إن العدوّ الإسرائيلي عرض على سوريا مقابل تبادل جثة الجاسوس كوهين أربعة آلاف أسير سوري وعربي، لكن الحكومة السورية في ذلك الوقت رفضت؛ لما لهذا الجاسوس من أهميّة ورمزية لدى العدوّ الإسرائيلي، واليوم جاء الشرع ليسلّمه بدونِ مقابل للصهاينة!

لم يقم "الشرع" أَو ما يسمى الجولانى بتسليم أرشيف الجاسوس كوهين فحسب، بل ذهب الأمر إلى حَــدّ تسليم جثته أَيْـضًا، ولن يمضيَ وقتٌ طويلٌ حتى يتمَّ العثورُ عليها وتسليمها لليهود، وهذا ما يكشفُ حقيقةَ ولاء الجماعات التي تسيطر على سوريا لأمريكا ولـ (إسرائيل)، ما كان الحديثُ عن الثورة السورية إلا خُدعةً كبيرةً في سوريا تلعبها أمريكا.

كانت الحكومة السورية أَيَّـام حافظ الأسد تطالب بتحرير الجولان مقابل جثة الجاسوس كوهين، وهذا أقل ثمن يمكن أن تحصل عليه سوريا مقابل هذا الرمز الصهيوني، وبالإضافة إلى المطالبات الصهيونية التي لم تتوقف، كان هناك ضغوط أمريكية وأُورُوبية؛ مِن أجلِ تسليم جثة وأرشيف هذا الجاسوس إلى الكيان الإسرائيلي، ولكن سوريا رفضت وظلت صُلبةً أمام أية مساومة في هذا المِلف، إلى أن جاء التكفيريون ليكشفوا حقيقتَهم وعلاقتَهم بأمريكا و(إسرائيل).

لقد ظلت سوريا مقاوِمةً وظلت دمشق عاصمةَ المقاومة حاضنةَ الفصائل الفلسطينية، واليوم أمريكا استطاعت أن تخترقَ وتُسقِطَ هذا البلدَ العربي؛ خدمةً لكيان العدوّ الإسرائيلي، ومن أسقط سوريا هي أمريكا و"الإخوان المسلمين" في تركيا وفي مختلف الوطن العربي للأسف الشديد.

هذا أحد الباحثين الأمريكيين شارك في منتدى أشرف عليه مدير قناة "الجزيرة" سابقًا وضاح خنفر، الذي وجَّه سؤالًا لهذا الباحث حول التطوُّرات الأخيرة في سوريا، ودور الجولاني، وسقوط نظام بشار الأسد، وكانت الإجَابَة كالتالي: قال من المهم أن نعرفَ جميعًا كيف بدأت الحرب في سوريا.

 وأضاف: "هذه الحربُ لم تبدأْ هذا الشهر، بل بدأت من واشنطن في 2011م، ووقتَها تم اتِّخاذُ قرار بإسقاط بشار الأسد، وَفي ذلك الوقت، كانت هذه [كما قال] خطةَ العدوّ الإسرائيلي منذ 25 عامًا".

 قال: "لديهم [أي الصهاينة] رغبة في الإطاحة بالأسد".

 كان نتنياهو، والكلام لا يزال، لهذا الخبير الأمريكي، كأنه يرغب في تشكيل الشرق الأوسط بما يتماشى مع مصالح "إسرائيل"؛ أي أن يتم إسقاط أية حكومة تعارض كيان العدوّ، وَكان لدى نتنياهو شركاء في المسار السابق، من بين الشركاء لنتنياهو وكالة المخابرات الأمريكية "سي أي إيه" والحكومة الأمريكية أَيْـضًا، ثم يخلص إلى نتيجة أن الحرب السورية لم تكن بسَببِ ظلم الأسد لشعبه، ولم تكن بسَببِ ديكتاتورية الأسد، فهذه الحرب بدأت -كما قال- في 2011م، وهي في الأَسَاس بناءً على تعليمات مباشرة من أوباما في ذلك الوقت لإسقاط الأسد.

هذا هو الواقع المؤلم الذي عبّر عنه الشهيد السيد حسن نصر الله في عام 2011م، وما جرى في سوريا لا يتعلق بالمطالبات بحقوق الشعب السوري أَو بتحقيق الديمقراطية، بل هو فرضٌ لنظام خِيانة وتبعية وعمالة يخدُمُ مصالحَ العدوّ الإسرائيلي والولايات المتحدة على حساب سوريا وسيادتها ووَحدة شعبها وأرضها.

الهدف من إسقاط سوريا، هي محاصرة المقاومة ليس في لبنان فقط، وإنما في فلسطين أَيْـضًا، فما نشهده اليوم مع جبهة النصرة بقيادة الجولاني، التي تقدِّمُ نفسَها كحركة إسلامية جِهادية، هي قمعٌ واضحٌ واعتقالات لقيادات الفصائل الفلسطينية في سوريا؛ فقد قام الجولاني قبلَ أَيَّـامٍ باعتقال طلال ناجي، الأمين العام للجبهة الشعبيّة القيادة العامة، وهو شخصية بارزة في المقاومة الفلسطينية.

 وبرّرت حكومةُ الشرع هذا الاعتقال بمعلوماتٍ تدّعي معرفتَه بموقع دفن ضابط "إسرائيلي" يُدعَى تسبي فيلد، الذي قُتِلَ في معركة تسمى معركة "السلطان يعقوب" واختفت جثته، وخلال الأيّام الأخيرة، بذلت جبهةُ النصرة جُهُودًا استخباراتية لتقديمِ المساعدة للاحتلال الإسرائيلي بُغيةَ الوصول إلى جثة الضابط، واعتقلتْ طلال ناجي، ثم سلَّمتْ العدوَّ الإسرائيلي جثمانَ الضابط في نهاية المطاف من مناطق سيطرة النصرة في سوريا.

هذا يوضح بجلاء مَن تخدُمُ هذه الجماعات ولمصلحة من تعمل، في حين يتعرض السوريون للقتل والدمار، ومن هنا كان بُعد رؤية السيد نصر الله العميقة، والتي شكَّلت الدافعَ الرئيسي لتدخُّلِ حزب الله إلى جانب الجيش السوري للتصدِّي للمؤامرة التي انطلقت في العام 2011م، حَيثُ نجح حزبُ الله بإسناد من إيران والتعاون مع القوات السورية في إحباطِ المخطّط الأمريكي-الإسرائيلي-التكفيري الذي استهدف هذا البلدَ في تلك الفترة.

الحقائقُ التي كان يقولُها هذا الشهيد العظيم نراها اليوم واقعًا ملموسًا يتحدَّثُ عنه الزمنُ نفسُه، وها هي الوقائعُ تثبت بشكل جلي الأهدافَ الحقيقية للعدو الأمريكي-الإسرائيلي، وتكشف أن التكفيريين ليسوا أكثر من أدوات وواجهات فقط، أولًا سلَّموا لهم سوريا للانتقام من شعبها وارتكاب أقسى المجازر ضد أبنائها على يد الجماعات التكفيرية، وهذا ما حدث للعلويين ولا يزال مُستمرًّا بحقِّ العديد من الأقليات.

نظامُ جبهة النصرة مكلَّفٌ بفتح الأبواب على مصراعيها للاختراق الصهيوني والتغلغل داخل سوريا دونَ أية معارضة، والقيام بكل ما يطلبُه كَيانُ العدوّ عبرَ قائدها الجولاني، وهذا ما نشهدُه بوضوحٍ الآن.

وبعد أن توجَّـهَ وزيرُ خارجية الجولاني إلى الأمم المتحدة وفتح البابَ أمام عودة اليهود؛ فها هم الآن آلافٌ منهم يعودون إلى دمشق ويشرعون في التنقيب عما يسمونه آثارًا ومعابدَ تخُصُّهم، وقام الجولاني باعتقال قادة حركاتِ المقاومة الفلسطينية، ونزع سلاحها، وأغلق مقراتِها الأمنيةَ ومراكز تدريبها داخل سوريا.

صحيفة عبرية: الجميع بات يعرف قدرة اليمنيين واستحالة هزيمتهم بعد فشل أمريكا
متابعات | المسيرة نت: أكّـدت صحيفة عبرية بارزة، أن اليمن بات يشكّل قوةً إقليميةً يصعب هزيمتها حتى من قبل أقوى الجيوش المجهَّزة تجهيزًا جيِّدًا، مستدلّةً بالفشل الأمريكي.
فقدان فلسطينيِين توجهوا لـ"نقطة مساعدات" وحماس تحذر من تفخيخ المسار الإنساني
فلسطين المحتلة | المسيرة نت: أعلن المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا فقدان عدد من المواطنين في غزة بعد توجههم إلى إحدى نقاط توزيع المساعدات المُدارة أمريكياً.
ألمانيا: الوضع في غزة لا يُحتمَل
متابعات | 27 مايو | المسيرة نت: أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول، اليوم الثلاثاء، أن الوضعَ في غزة لا يحتمل، مؤكداً أن بلاده لن تتضامن مع الكيان بالإجبار.
الأخبار العاجلة
  • 07:52
    مصادر فلسطينية: 14 شهيداً إثر القصف العدو الإسرائيلي على شمال ووسط قطاع غزة منذ منتصف الليل
  • 07:52
    مصادر فلسطينية: 8 شهداء ومصابون في قصف العدو الإسرائيلي منزل عائلة الصحفي أسامة العربيد في غزة
  • 07:22
    إعلام العدو: نسبة ارتفاع الأسعار في بعض المنتجات تصل لـ 9% بسبب استمرار الارتفاعات الكبيرة في أسعار المواد الخام وتكاليف الإنتاج
  • 06:48
    رويترز عن مدير وكالة ستاندرد اند بورز جلوبال للتصنيف الائتماني : اتساع نطاق الصراع من شأنه أن يؤدي إلى خفض التصنيف الائتماني لـ"اسرائيل
  • 06:41
    رويترز: مدير وكالة ستاندرد اند بورز جلوبال للتصنيف الائتماني يستبعد رفع التصنيف الائتماني لـ "إسرائيل"
  • 06:34
    منظمة اليونيسف: يحتاج أطفال غزة إلى الحماية. إنهم بحاجة إلى الغذاء والماء والدواء. إنهم بحاجة إلى وقف إطلاق النار.