اغتيال العاروري: اغتيال إسرائيل الذاتي

بمجرد أن ذاع نبأ استشهاد الشيخ صالح العاروري “نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس” بغارة جوية إسرائيلية على لبنان، طُرح السؤال: ما الذي يأمل الكيان الإسرائيلي أن يحققه؟
فالتاريخ يُظهر أن الاغتيالات نادرا ما تحقق أهدافها، وغالبا ما تؤدي إلى تفاقم الوضع، مع عواقب وخيمة على مرتكبها.
لا شك أن الشيخ صالح شكّل تحدياً للاحتلال الإسرائيلي من خلال عمله السياسي، إذ كرّس حياته للقضية الفلسطينية وشعبه وأمته. إلا أن اغتياله لن يغير آراء الشعب الفلسطيني المحتل، كما يتصور قادة الاحتلال.
فالاغتيال يعزز فكرة أن الكيان الإسرائيلي لن يحترم أي حقوق للفلسطينيين، مما يضمن استمرار الاستياء والمقاومة. كما أن الغضب تجاه الهجوم سوف يوحد الفلسطينيين أكثر ويحشد الدعم للمواجهة.
ومن ناحية أخرى، فإن اغتيال القادة الفلسطينيين لا يمنح الكيان الإسرائيلي النصر العسكري. فهو لا يؤدي إلا إلى تأجيج الانتقام الفلسطيني ويخزن المزيد من المظالم للمستقبل.
إن هذا الاغتيال – قصير النظر في نهجه – يتجاهل دروس التاريخ. إذ لم تحقق الاغتيالات الإسرائيلية السابقة التي استهدفت الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وغيرهما من قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين أيَ أهداف استراتيجية. وبدلا من ذلك، عززت هذه القرارات التصميم الفلسطيني. ولم تقلل هذه التصرفات من روح الجهاد والمقاومة داخل حركات التحرر هذه، أو تضعف وجودها وتأثيرها في المجتمع الفلسطيني. على العكس من ذلك، أصبحوا أكثر شعبية بسبب تأثير الاستشهاد. وظهر زعماء جدد لمواصلة الجهاد، واشتدت دورات المقاومة.
إن الكيان الإسرائيلي، بإصراره على هذه السياسة العقيمة، يظهر فشله في التعلم من أخطاء الماضي، وعدم إدراكه بعد أن قتل القادة الفلسطينيين هو محاولة قصيرة النظر ومكشوفة للتغطية على فشله العسكري الكبير في غزة.
فالاغتيال ليس سوى استعراض للقوة الجبانة، يصدر عمن يقاتل من وراء الجدران أو من الجو، سعياً إلى تحقيق نصر ضئيل مقارنة بهزيمته على الأرض.
وهل يستطيع الكيان تحقيق الأمن الحقيقي لليهود من خلال الاغتيالات؟ بالطبع لا. فالاغتيالات الماضية لم تولد سوى المزيد من الخوف بينهم، بدلا من إخماده. ولذلك، فإن استمرار هذا النهج المضلل لا يمكن وصفه إلا بأنه حماقة سياسية ومؤشر واضح على عجز عسكري ذريع.
ألم يكتف الكيان الإسرائيلي بقتل أكثر من خمسة وعشرين ألف فلسطيني في غزة خلال عدوانه الأخير منذ عملية طوفان الأقصى؟ ألا ينبغي له أن يدرك أن وحشيته وإرهابه قد فشلا في إقناع الناس هناك بقبول القمع الذي يعانون منه ورفع راية الاستسلام؟
أقول في الختام، إن اغتيال الشيخ صالح العاروري يصور الكيان الإسرائيلي وكأنه خاض للتو عملية طوفان الأقصى قبل ثلاثة أيام، وليس قبل ثلاثة أشهر. إذ يبدو أن الاغتيال يلبي رغبةً فورية في الانتقام. وهذا يكشف بوضوح عن شعور بالهزيمة في غزة، وعن اعتراف ضمنيٍّ من الكيان الإسرائيلي بالهزيمة الذاتية.
صنعاء: 20 جماد ثاني 1445هـ
الموافق: 02 يناير 2024م

السفير صبري: زخم العمليات يؤكد أن استهداف الحكومة عاد بنتائج كارثية على العدو الصهيوني
أكد السفير بوزارة الخارجية، عبدالله علي صبري، أن معطيات العمليات اليمنية تشير إلى نتائج عكسية انفجرت في وجه العدو بعد إقدامه على اغتيال رئيس الحكومة ورفاقه الوزراء.
بزّي للمسيرة: قطر تعاملت بازدواجية فاضحة بين العدوان الصهيوني والرد الإيراني
خاص | المسيرة نت: أكد باحث لبناني في الشؤون السياسية والاستراتيجية، أن دولة قطر تعاملت بازدواجية فاضحة حيال العدوان الصهيوني على الدوحة، والرد الإيراني على الاعتداء الأمريكي.
أسطول الصمود العالمي: تعرضنا لاعتداء بـ"مُسيّرة" وسنواصل حتى كسر الحصار الصهيوني
متابعات | المسيرة نت: أعلن ما يعرف بـ"أسطول الصمود العالمي" عن تعرّض إحدى سفنه لعدوان غادر بطائرة مُسيّرة.-
04:45كتائب حزب الله: علينا أن نكون الأصدق استعداداً لمواجهة التحديات والصمود أمام دول الاستكبار العالمي
-
04:31كتائب حزب الله: عدم الإيفاء بالعهود هو التشخيص الأكثر وعياً تجاه أمريكا بشواهد الواقع وسنن التاريخ
-
04:31كتائب حزب الله: التطاول الصهيوني المدعوم أمريكيا يضع حكّام دول المنطقة أمام حقيقة مفادها إنَّ الركون إلى الوعود الأمريكية يمثّل انتحارا سياسيا
-
04:23كتائب حزب الله: الاستهداف يؤكد أنَّ من يركن إلى وعود أمريكا إنما يسلّم نفسه طوعا إلى غدر محقّق وخيانة محتومة
-
04:22كتائب حزب الله: الجريمة إسهام أمريكي في هتك سيادتها قطر التي تؤوي أكبر قاعدة أمريكية دعما للكيان الصهيوني
-
04:16كتائب حزب الله: ما يُسمّى بالضمانات الأمريكية المقدَّمة لدول المنطقة ليس إلا غطاء لفرض الهيمنة، وإدامة السيطرة