الصباح: اليمن شعباً وقيادةً وجيشاً رسالتنا إلى العالم

خاص | المسيرة نت: أكد المحلل السياسي الأستاذ عدنان الصباح أن اليمن، بقيادته الثورية وشعبه المجاهد وجيشه الباسل، بات اليوم رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم أجمع، ورسالة كل المظلومين في مواجهة الغطرسة الأمريكية والكيان الصهيوني، مشدداً على أن المواقف اليمنية المشرفة خلال معركة طوفان الأقصى وما قبلها وما بعدها، جعلت من اليمن نموذجاً عالمياً نادراً في الثبات والانتصار للحق.

وقال الصباح في حديثة لقناة "المسيرة" صباح اليوم، إن عظمة اليمن تجسدت بشكل غير مسبوق خلال العامين الأخيرين، حيث قدم اليمن نموذجاً استثنائياً يطال عنان السماء، من خلال ثباته الأسطوري، وتلاحم قواته المسلحة مع الشعب، في إطار منظومة الثورة اليمنية، التي أثبتت حضورها القوي في معركة الأمة ضد العدو الأمريكي الصهيوني.

وأضاف: "إذا كان لنا كفلسطينيين من رسالة نوجهها للعالم، فهي أن ننظر إلى اليمن، و اليمن أكبر من أن نبعث له برسائل شكر أو تقدير، لأنه هو الرسالة نفسها، واليمن بشعبه وقيادته وجيشه هو رسالة كل المظلومين إلى العالم".

وأشار إلى أن ثبات الموقف اليمني، خصوصاً خلال مراحل العدوان على غزة، وفي كل محطة من محطات طوفان الأقصى، شكّل درساً تاريخياً لن يُنسى، لا سيما في ظل إدارة الرئيس ترامب، التي راهنت على كسر إرادة الشعوب الحرة عبر الحصار والعقوبات والمؤامرات، لكنها فشلت أمام صلابة اليمن وإيمانه بقضية فلسطين.

وتابع قائلاً إن ما يقدمه اليمن اليوم من مواقف ومساندة متصاعدة، سواء على المستوى العسكري أو السياسي أو الشعبي، هو أكبر وأعظم مما كان عليه سابقاً، ويأتي في سياق مستجدات المعارك وخوض أشد وأعقد مراحل المواجهة مع قوى الاستكبار العالمي.

وفي سياق متصل، تطرق الصباح إلى الجرائم المركبة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، سواء بفعل عدوان الكيان الصهيوني المتواصل، أو نتيجة التواطؤ الدولي والصمت العربي المخزي، مشيراً إلى أن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع استمرار الحصار، وتفاقم المجاعة، وتصاعد جرائم الإبادة، بالتوازي مع ظروف جوية قاسية أدت إلى سقوط عشرات الشهداء، معظمهم من الأطفال والرضع داخل خيام النزوح.

وانتقد الصباح غياب الأنظمة العربية، وفي مقدمتها الأنظمة الخليجية، التي اعتادت – بحسب وصفه – على الحضور السريع في الكوارث التي تخدم الأجندة الأمريكية، كما فعلت في أوكرانيا، بينما تغيب بشكل كامل عن نصرة غزة، أو حتى تقديم الحد الأدنى من الإغاثة الإنسانية، مؤكداً أن هذه الأنظمة لا تتحرك إلا حين يكون تحركها خدمة مباشرة للولايات المتحدة.

وأوضح أن تلك الأنظمة نفسها تمارس أدواراً تخريبية في أكثر من ساحة، من خلال إشعال الحروب الداخلية، وتمويل الصراعات في السودان وليبيا واليمن، في حين تعتبر التطبيع مع الكيان الصهيوني أمراً عادياً، وتفتح الأبواب أمام تمدده واحتلاله لأراضٍ جديدة، كما يحدث اليوم في جنوب سوريا، ووصوله إلى جبل الشيخ، بضوء أخضر أمريكي كامل.

وأشار الصباح إلى أن الإدارة الأمريكية، ممثلة بوزير خارجيتها، تواصل سياسة التضليل، عبر الدعوة إلى ما يسمى "ضبط النفس"، في الوقت الذي يُذبح فيه الشعب الفلسطيني يومياً، وتُرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين، وسط تجاهل كامل للاتفاقيات الإنسانية، وعدم التزام العدو الصهيوني بأي بروتوكول أو تعهد، بما في ذلك ما يسمى باتفاقيات التهدئة.

وأكد أن الحديث عن "مرحلة ثانية" هو مجرد وهم إعلامي، إذ إن العدو ينفذ هذه المرحلة بطريقته الخاصة، عبر تشديد الحصار، وتجويع السكان، ورفع وتيرة القتل، بهدف دفع الشعب الفلسطيني إلى الهجرة القسرية من أرضه، في إطار مخطط واضح تقوده واشنطن وتدعمه تل أبيب.

واختتم الصباح حديثه بالتأكيد على أن كل الرهانات الأمريكية والصهيونية ستسقط، وأن الشعب الفلسطيني، ومعه أحرار الأمة، وفي مقدمتهم اليمن، يمتلكون القضية، والحق، والعزم، والإيمان المطلق بضرورة تحرير الأرض والمنطقة من الهيمنة والاحتلال، مهما بلغت المؤامرات والضغوط.