الهاتف الذكي.. الجبهة الخفية في حرب العصر الرقمي
في العالم الرقمي الذي نعيشه، لم تعد البيانات الشخصية والصور العائلية مُجَـرّد ذكريات خَاصَّة، بل تحولت إلى أصول استراتيجية ذات قيمة عالية، ولم تعد ملكًا لك وحدك بمُجَـرّد تخزينها على هاتفك.
تكمن المشكلة التقنية الجوهرية في أن هذا الجهاز الذي تحمله بين يديك هو في الواقع "نقطة نهاية" متصلة باستمرار بشبكة عالمية هائلة، مما يجعله سطح هجوم محتملًا يتعرض لتهديدات متطورة باستمرار.
وهذه التهديدات ليست عشوائية، بل هي
نتاج عمليات منهجية تستغل الثغرات البرمجية، والأهم من ذلك، استغلال الحلقة
الأضعف في السلسلة الأمنية: الإنسان نفسه.
تشير التقارير
التقنية إلى أن ما بين 70 % إلى 90 % من الهجمات الإلكترونية الناجحة تبدأ بخطأ
بشري بسيط، مثل النقر على رابط خادع أَو تحميل مرفق مصاب.
وتتخذ هذه الهجمات أشكالًا معقدة، أبرزها
البرمجيات الخبيثة (Malware) التي
تتراوح بين فيروسات عابرة للشبكات، وأحصنة طروادة التي تفتح أبوابًا خلفية في
جهازك، وبرمجيات التجسس المصممة خصيصًا لمراقبة نشاطك وسرقة كلمات المرور
والمحادثات.
وهناك أَيْـضًا هجمات "التصيد
الاحتيالي" (Phishing) المتطورة،
التي أصبحت محاكاة شديدة الدقة لمواقعَ موثوقة، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي
التي تجعل اكتشافها أمرًا في غاية الصعوبة.
والأخطر هو "برامج الفدية"
(Ransomware) التي لا تكتفي بالسرقة، بل
تشفِّر مِلفاتك وتطلب فدية مالية؛ مما يسبب خسائر مادية ومعنوية جسيمة.
تتنوع دوافع من يقف خلف هذه
التهديدات بين الإجرام المالي والاستهداف الاستراتيجي؛ فالمجموعات الإجرامية تبيع
معلومات الهُوية والبيانات المصرفية في الأسواق السرية (Dark
Web).
أما الاستهداف الاستراتيجي، فهو الأكثر
خطورة؛ حَيثُ يهدف لبناء قاعدة بيانات ضخمة عن الأفراد لدراسة أنماط حياتهم
وعلاقاتهم وآرائهم عبر تقنيات "الهندسة الاجتماعية".
وغالبًا ما تستهدف هذه البرامج
المتطورة النشطاء والمدافعين عن قضايا الأُمَّــة المركزية، لرسم خرائط اجتماعية
وسياسية واستغلال المعلومات للضغط والتشهير أَو تعطيل العمل المقاوم؛ مما يجعل
الهاتف سلاحًا غير تقليدي في الصراعات المعاصرة.
إن الهدف من هذه الحملات المنظمة هو تحقيق
سيطرة شاملة على الفضاء الرقمي، وإضعاف القدرة على المقاومة الفكرية أَو التنظيمية؛
حَيثُ يصبح كُـلّ هاتف محمول مصدرًا محتملًا لتسرب معلومات حساسة تسيء للشخص أَو مجتمعه.
والخطورة هنا
تتجاوزُ الخصوصية الفردية لتصبح مسألة أمن قومي؛ فالخطر ليس في فقدان صورة عائلية
فحسب، بل في أن تكون تلك الصورة محملة ببيانات وصفية (Metadata) تسجل
وقت ومكان التقاطها بدقة، مما يكشف تحَرّكات الأشخاص وأنماط حياتهم.
كما أن اختراق هاتف فرد واحد قد يكون
بوابة لاختراق شبكة اتصالاته بالكامل.
وعندما يجمع العدوّ معلومات من آلاف
الهواتف، فإنه يستطيع عبر تقنيات "البيانات الضخمة" (Big Data) والذكاء الاصطناعي تكوين
صورة دقيقة عن نقاط القوة والضعف داخل المجتمع، مما يمكّنه من شن حروب نفسية
وإعلامية موجهة بدقة.
لذلك، لم تعد حماية الهاتف ترفًا، بل
هي واجب ديني ووطني في مواجهة آليات غزو جديدة تعتمد اختراق العقول والقلوب.
ويتطلب التعامل مع هذا الخطر تبني
نهج "النظافة الرقمية" (Cyber Hygiene) كروتين يومي؛ يبدأ بتعزيز حماية "نقطة الدخول" عبر
كلمات مرور معقدة وفريدة، وتفعيل "المصادقة متعددة العوامل" (MFA).
ثانيًا، يجب التحديث المُستمرّ لنظام
التشغيل والتطبيقات لسد الثغرات الأمنية، مع تفعيل التشفير الكامل للجهاز.
ثالثًا، الحذر الشديد من روابط
الرسائل المجهولة والتحقّق من هُوية المرسل.
رابعًا، مراجعة إعدادات الخصوصية
للحد من المعلومات المتاحة للتطبيقات.
خامسًا، استخدام أدوات حماية مثل
الشبكات الافتراضية (VPN) وتطبيقات
المراسلة المشفرة (End-to-End Encryption).
وأخيرًا، وضع خطة استجابة تشمل نسخًا
احتياطية دورية للبيانات في مكان منفصل.
باختصار، المواجهة تتطلب وعيًا يقظًا ورفضًا للاستسلام لوهم الأمان؛ فالحرب الرقمية صامتة وشرسة، والانتصار فيها يبدأ بتحصين الهاتف الذي تحمله في جيبك؛ لأَنَّه لم يعد مُجَـرّد وسيلة اتصال، بل أصبح جبهة سيادية من جبهات الدفاع عن هُويتك وأمتك وقضيتك.
تدشين صرف إعاشة أسر الشهداء والمفقودين بمبلغ ثلاثة مليارات و600 مليون
متابعات| المسيرة نت: أعلنت الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء عن بدء صرف إعاشة شهر ديسمبر لأبناء الشهداء والأرامل وزوجات المفقودين، وإعاشة شهري نوفمبر وديسمبر لآباء وأمهات الشهداء والمفقودين، للعام 2025م ابتداءً من اليوم الجمعة.
حماس: المصادقة على مخطط استيطاني صهيوني جديد شرقي القدس تصعيد خطير
المسيرة نت | متابعات: أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مصادقة وزير المالية في حكومة كيان العدو الإسرائيلي على مخطط لإقامة مدينة استيطانية جديدة شرقي القدس المحتلة تضم آلاف الوحدات السكنية.
محكمة الجنائية الدولية تدين العقوبات الأمريكية الجديدة وتؤكد دعم قضاتها وسيادة القانون
متابعات| المسيرة نت: أعلنت المحكمة الجنائية الدولية رفضها القاطع للعقوبات الأمريكية الجديدة التي تستهدف قاضيين من قضاة المحكمة، معتبرةً هذه الإجراءات هجومًا صارخًا على استقلال المؤسسة القضائية وتقويضًا للعدالة الدولية.-
22:20مصادر فلسطينية: مجاهدون يستهدفون قوات العدو الإسرائيلي بقنبلة محلية الصنع خلال اقتحامها بلدة سيلة الحارثية غرب جنين بالضفة المحتلة
-
21:32مصادر فلسطينية: 7 شهداء وعدد من الجرحى نتيجة قصف العدو حفل زفاف داخل مدرسة تؤوي نازحين في محيط مستشفى الدرة بحي التفاح في مدينة غزة
-
21:11متحدث الدفاع المدني بغزة: العدو يقصف بشكل مباشر على المدرسة وكل من يقترب لمنع الفرق الطبية والدفاع المدني من الوصول لانتشال الشهداء والجرحى
-
21:11متحدث الدفاع المدني بغزة: العدو الإسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في محيط مستشفى الدرة بحي التفاح في مدينة غزة
-
20:41مصادر فلسطينية: 6 شهداء وعدد من الجرحى نتيجة قصف العدو مبنى يؤوي نازحين في محيط مستشفى الدرة بحي التفاح في مدينة غزة
-
20:32مصادر فلسطينية: مدفعية العدو تواصل قصف مناطق شرق حي التفاح شرق مدينة غزة