أكاديمي جزائري: اليمن شكّل الصوت القرآني الأبرز في مواجهة الإساءة للمقدسات

أكد الكاتب والأكاديمي الدكتور نور الدين أبو يحيى أن المشاهد الجماهيرية الحاشدة التي شهدتها الساحات اليمنية مثّلت حالة استثنائية وغير مسبوقة في الانتصار للقرآن الكريم، وعكست وعيا إيمانيا جعل اليمن في موقع متقدم بمواجهة حملات الإساءة والتطاول على أقدس مقدسات الأمة الإسلامية.

وبيّن أبو يحيى في مداخلة على قناة المسيرة، أن الإساءة إلى القرآن الكريم لم تكن الأولى من نوعها، وإنما جاءت ضمن مسار متكرر شجّعته أنظمة عربية متواطئة ومتخاذلة، وفّرت الغطاء السياسي والأخلاقي للعدو الأميركي والعدو الصهيوني للتجرؤ على المقدسات الإسلامية.

وأوضح أن الانتماء الحقيقي للقرآن لا يتحقق بالشعارات أو بالاكتفاء بالخطاب اللفظي، وإنما يتجسد بالالتزام العملي بتعاليمه ونصرة المظلومين، مؤكدا أن الشعب اليمني أثبت بالقول والفعل صدق هذا الانتماء من خلال حضوره في الساحات ومواقفه الواضحة.

وأشار إلى خطورة الطروحات التي سعت إلى التشكيك بهوية المسجد الأقصى أو نزع قدسيته، معتبرا أن هذه الادعاءات شكّلت امتدادا مباشرا للمشروع التهويدي، وكشفت حجم الانحراف الديني والسياسي لدى بعض الأنظمة والأصوات المرتبطة بها.

ورأى أن الصمت العربي والإسلامي الرسمي أسهم في تصاعد الاعتداءات على المقدسات، وفتح المجال أمام قوى الهيمنة لمواصلة سياساتها العدوانية، في مقابل موقف يمني واضح استند إلى القيم القرآنية التي دعت إلى نصرة المستضعفين ورفض الخضوع.

وكرر التأكيد على أن المعايير الغربية المتعلقة بما يسمى حرية التعبير سقطت عند اختبارها بقضايا الشعوب، حيث استُخدمت غطاء للإساءة إلى مقدسات أكثر من ملياري مسلم، فيما جرى قمع الأصوات المتضامنة مع غزة وفلسطين.

وشدد على أن ما جرى مثّل مرحلة فرز تاريخي، بقيت فيها الفئة المؤمنة الصادقة، مستحضرا مقولة الإمام موسى الصدر بأن القدس لا تتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء، ومؤكدا أن اليمن رسّخ موقعه في هذا المسار بوصفه صوتا قرآنيا حرا في زمن الصمت.