الخِبرة اليمنية: كيف حطّمت جدار القوى التقليدية؟!
آخر تحديث 14-12-2025 19:58

إن اليمنَ الذي مرّ بسنواتٍ من الحرب المصيرية والمشاريع التفتيتية التي نُسجت خيوطُها من قبل قوى محلية وإقليمية ودولية واسعة النطاق؛ بهَدفِ إخضاعه ونهب ثرواته وتجريده من السلاح والمقاومة والدفاع عن أرضه وصناعة قراره الوطني.

واستطاع في ظل عدوانٍ يقطعُ حتى الهواءَ أن يفرضَ المعادلة ويغيّر قواعد الاشتباك أمام القوى التقليدية برمتها، ونهض من رحم المعاناة ليصنع من نفسه قوةً صُلبةً لا تتزعزع أمام العواصف المريرة ولا تنكسر أمام التحديات المصيرية مهما يكن حجمها.

فعلًا استطاع اليمن -بوعي أبنائه وخِبرة "قيادته الثورية"- أن يشكِّل سدًّا منيعًا أمام كُـلّ مؤامرة الأعداء بدايةً من الأدوات المحلية، وامتدادًا إلى الأدوات الإقليمية وانتهاء بمحرِّكيها أمريكا وكَيان الاحتلال اللذين عمِلا على تمزيق الدولة وتحويلها إلى كياناتٍ متعددة، ثم سعيهما المُستمرّ نحو تجريدها من السيادة أَو امتلاك الإرادَة والنفوذ للتحرّر من الهيمنة الخارجية واتِّخاذ قرار بناء دولة من صميم عقيدتها الإيمانية، التي تمثلت اليوم بالنموذج الأرقى الذي يحمل معانيَ الإسلام والإنسانية لأهميّة العيش بحُرية ولترسيخ معنى الثبات على الموقف الحق.

بل إن اليمن حوّل مجرى الصراع من لاعبٍ محليٍّ إلى لاعبٍ إقليميٍّ بامتيَاز، روى في ميدان الصراع أن التكافؤ القائم على البدائية في رسم خارطة طريق المواجهة من موقع الإرادَة والتخطيط والابتكار لمواجهة قوى الهيمنة في المنطقة هو من يصنع المتغيرات الإيجابية ويحسم الصراع، بل من يحول التحديات إلى فرص بنَّاءة لرفع مستوى القوة العسكرية كضرورةٍ ملحةٍ لرؤيةٍ عميقة تشخِّصُ أبعادَ موازين القوى التقليدية وتنتج القوة المضادة لها من القاعدة البدائية التي تعتمد على الخبرة الاستراتيجية القائمة على الابتكار في التخطيط والدقة في التصويب والقدرة على الاستنزاف.

فاليمن صنع من السلاح البدائي فارقًا كَبيرًا ومهيبًا تسبب بالكثير من التبعات العسكرية والاقتصادية في ظل معركةٍ مصيريةٍ حاسمة، قلبت موازين القوى التقليدية في المنطقة بجميع أشكالها، مركزًا في خوضه لصراع على الخبرة الاستراتيجية العميقة لكيفية استخدام السلاح البدائي ببراعة.

براعةٌ حسمت المعارك وحقّقت الانتصارات وأثبتت: أن القوة ليست في امتلاك التقنية الحديثة والاستغناء عن التقنية البدائية، بل في امتلاكهما معًا.

ليس امتلاكهما معًا فقط، بل في كيفية إدارتهما وتحويلهما إلى سلاحٍ استنزافيٍّ لا سلاحٍ تدميريٍّ فحسب، حَيثُ أعادت المعادلة اليمنية رسم جوهر الصراع من خلال استخدام السلاح البدائي كنموذجٍ راقٍ في ظل عصرٍ لم يعد يدرك بأن الاستغناء عن بدائية السلاح بامتلاك القوة التقليدية فحسب يعد إفلاسًا سياسيًّا.

إن اليمن الذي واجه أعتى قوى الاستكبار أمريكا وَكَيان الاحتلال وأدواتهما في المنطقة، بات يمثل اليوم نموذجًا فريدًا قائمًا على الحرفية والابتكار والتضحية والصمود أمام التحديات والمخاطر.

التحديات التي حولت الضعف إلى قوة والقوة إلى إرادَة تمكّنت من التغلب على القوى التقليدية وأعادت رسم خارطة الطريق على الخبرة والابتكار لا على امتلاك أحدث الأسلحة فحسب.

حيث جعل اليمن أَيْـضًا الاختبار الحقيقيَّ في القدرة على الثبات أمام التحديات وحماية السيادة ومناصرة القضايا العادلة وفرض واقعٍ قائمٍ على الحرية والاستقرار ورفض مخطّطات الهيمنة والاستعمار لتراب الوطن.

ثم البناء الحقيقي الذي أعاد إنشاءَ هيكل السيادة من زاوية البناء المتين القادر على إدارة الدولة ومقدراتها الاقتصادية والعسكرية التي تشكل عند استدعاء الحاجة جهوزيةً استراتيجيةً وحصنًا منيعًا في وجه أي عدوان ونواياه الخبيثة.

البناء اليمني الصُّلب لم يكن ليقتصر عند استخدام الخبرة السياسية بذكاء أَو بناء القوة العسكرية فحسب، بل حتى في تشكيل نسيجٍ اجتماعيٍّ نابعٍ من صميم الثقافة القرآنية التي عززت من اتساع رقعة الوعي الثقافي والسياسي الذي حوّل المجتمع إلى كتلةً متماسكةً أمام التحديات.

وميدان المواجهة هو الخِبرة السياسية والبناء العسكري اللذانِ يحدّدان مصير المعارك في آنٍ واحد لكل من يدرك ذلك مبكرًا.

واليمن في خضم المواجهة المباشرة مع العدوَّين الأمريكي والإسرائيلي في البحر والجو خلال العامين من الإسناد لغزة كفيلٌ بأن يثبت النجاحَ اليمني مجددًا في الميدان حال حصول مواجهة محتمَلة.

إذن.. اليمن الذي لطالما واجه الكثير من التبعات السياسية والاقتصادية نتيجة مواقفه المشرفة التي أثقلت كاهل الأعداء بشكلٍ كليٍّ دفاعًا عن أرضه ومناصرته للقضايا العادلة، هو اليوم من يحقّق تفوقًا تقنيًّا وإنجازًا ميدانيًّا قائمًا على الخِبرة النادرة التي فرضت معادلة الردع وحسمت نتائجَ الحروب الحتمية التي لم تعد تشكّل عائقًا أمام القدرات اليمنية.

العقيد سيروي: البحرية الأمريكية تواجه تراجعًا بنيويًا وتجربتها أمام اليمن أجبرتها على إعادة تفكيرها العسكري
خاص | المسيرة نت: أكد الخبير العربي في الشؤون العسكرية العقيد أكرم كمال سيروي أن الحديث عن تراجع القدرات الأمريكية لا يعني انهيارًا فوريًا للقوة العسكرية للولايات المتحدة، مشيرًا على أنها ما تزال تمتلك إمكانات ضخمة، وتستحوذ على ما يقارب ثلث حجم الإنفاق العسكري العالمي، إلا أن المؤشرات الميدانية والاستراتيجية تكشف بداية مسار تراجع واضح، خصوصًا على مستوى القوات البحرية.
ترامب يكشف الشراكة "القديمة المتجددة" مع التنظيمات الإجرامية و"الجولاني" يتعهد بحماية الاحتلال الأمريكي.. انفضاح مستمر
خاص | نوح جلّاس | المسيرة نت: تكشف التطورات المتسارعة في المشهد السوري عن سقوط جديدٍ لسردية “مكافحة الإرهاب” التي رفعتها الولايات المتحدة لسنوات، بعدما خرجت الوقائع من دائرة التسريبات إلى مستوى الاعترافات العلنية والالتزامات المتبادلة، فضلاً عن المعطيات الميدانية في المنطقة التي أثبتت العلاقة الوطيدة بين واشنطن والتنظيمات الاجرامية.
ترامب يكشف الشراكة "القديمة المتجددة" مع التنظيمات الإجرامية و"الجولاني" يتعهد بحماية الاحتلال الأمريكي.. انفضاح مستمر
خاص | نوح جلّاس | المسيرة نت: تكشف التطورات المتسارعة في المشهد السوري عن سقوط جديدٍ لسردية “مكافحة الإرهاب” التي رفعتها الولايات المتحدة لسنوات، بعدما خرجت الوقائع من دائرة التسريبات إلى مستوى الاعترافات العلنية والالتزامات المتبادلة، فضلاً عن المعطيات الميدانية في المنطقة التي أثبتت العلاقة الوطيدة بين واشنطن والتنظيمات الاجرامية.
الأخبار العاجلة
  • 01:11
    مصادر فلسطينية: طيران العدو يشن غارة جوية بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة
  • 00:54
    مصادر سورية: قوة للعدو الإسرائيلي تنصب حاجزا بين قريتي الصمدانية الشرقية والعجرف عقب توغلها في ريف القنيطرة
  • 00:46
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مدينة طوباس شمال الضفة الغربية
  • 00:38
    عمدة موسكو: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية متجهة نحو العاصمة الروسية
  • 00:32
    وسائل إعلام مغربية: ارتفاع حصيلة ضحايا السيول الجارفة في مدينة آسفي إلى 14 وفاة
  • 00:32
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تداهم عدة منازل خلال اقتحامها قرية عورتا جنوب شرق نابلس