عداوة آل سعود لليمن تاريخية
إن العلاقة بين النظام السعوديّ واليمن تشكل فصلًا طويلًا ومعقَّدًا من التاريخ الإقليمي، لا يمكن فهمُه إلا بتحليل دقيق لجذور العداوة التي بدأت منذ نشوءِ المملكة وتولي آلُ سعود الزعامة بدعم بريطانيٍّ مقابلَ تنفيذ مطالب بريطانيا الاستعمارية وخدمتهم لها.
علاقةٌ لم تكن يومًا قائمة على حُسن الجوار أَو التكافؤ، بل بُنِيَت على أَسَاس مشروع الهيمنة الجغرافية والمذهبية، الذي ترى فيه الرياض أن استقرارها مرهون بضعف وتفتيت جارتها الجنوبية اليمن.
إن هدف آل سعود لم يكن يومًا الاعتراف
بأي نظام يمني مستقل أَو دعم فئة معينة لتصل إلى السلطة بشكل شرعي، وإنما الهدف
على الدوام هو التخريب والتمزيق واستغلال الثروات وتجييش أجندة تضمن بقاء اليمن
ممزَّقًا ومستنزفًا.
تؤكّـدُ الرؤية التاريخية أن العداء
السعوديّ لليمن واليمنيين هو عداءٌ تاريخي متأصِّل، بدأ منذ اختطاف آل سعود السلطة
على أهل نجد والحجاز.
هذا العداءُ تسبَّب في تدمير وقتل الآلاف
من أبناء اليمن منذ التاريخ، ويذهب التحليلُ إلى اتّهامِ السعوديّة باغتيالِ عدة
رؤساء وزعماء لليمن، بدءًا من الإمام يحيى حميد الدين إلى يومنا هذا.
لقد أنفقت السعوديّة ملياراتِ
الدولارات ليس للبناء أَو التنمية، بل لتدمير اليمن في الشمال والجنوب على حَــدٍّ
سواء.
وتعد المملكة هي الطرف الذي أدخل
الفكرَ الوهَّـابي المتطرف إلى اليمن ودعمه بالأموال لتغذية الصراعات والفتن
الداخلية، ويُعتبر وجودُ جماعات مثل السلفيين والقاعدة و"الإصلاح" والمرتزِقة
دليلًا على هذه الأجندة التخريبية.
لو لم تكن عداوة السعوديّة متجذرة، لكانت
اليمن اليوم من الدول المتقدمة والأقوى عسكريًّا واقتصاديًّا على مستوى الوطن
العربي، ويعد العدوانُ الغاشم والظالم الذي استمر طيلة 10 سنوات شاهدًا أكبر على إجرام
وكراهية النظام السعوديّ المجرم بأبناء اليمن.
بدأ العداء بالتشكُّل مع بداية
التوسع السعوديّ في الجزيرة العربية، حَيثُ كانت الحدود الجنوبية للمملكة محل نزاع
دائم مع الكيانات اليمنية المختلفة.
لم يكن هذا الصراع مُجَـرّد خلاف على
ترسيم حدود، بل كان صراعًا على النفوذ الإقليمي والهُـوية المذهبية.
وقد تجسد هذا العداء في نقطتين
تاريخيتين حاسمتين؛ حرب 1934 (حرب اليمن والسعوديّة) التي مثلت البداية الفعلية
لترسيخ النفوذ السعوديّ على حساب اليمن، وانتهت بضم نجران وجزء من عسير وجيزان؛ مما
شكَّلَ خسارةً إقليمية وسيادية كبرى لليمن، وفرض حالة دائمة من القلق الحدودي.
أما النقطة الثانية فهي التحالف مع
بريطانيا والغرب، حَيثُ أدرك النظامُ السعوديّ مبكرًا أن تثبيت أركان دولته وتوسيع
نفوذه يتطلب التحالف الاستراتيجي مع القوى الاستعمارية الغربية، وفي مقدمتها
بريطانيا، ومن ثم أمريكا.
هذا التحالف كان يهدفُ إلى ضمان
الدعم العسكري والسياسي ضد أية قوة إقليمية صاعدة، وكان اليمن (الذي كان يمثل في
جزء منه إمامة منافسة) يُنظر إليه كـ ثقل موازن يجب إضعافه لخدمة المصالح الغربية
في السيطرة على طرق النفط والملاحة.
بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، تصاعد
التدخل السعوديّ المباشر في الشؤون اليمنية؛ كان الهدف الأَسَاسي للرياض هو منع
قيام دولة يمنية قوية وموحدة ذات قرار مستقل.
وعلى مدار العقود، استمرت الرياض في استخدام
أدوات التفكيك الداخلية عبر دعم الفصائل المحلية والعشائرية؛ لضمان استمرار حالة
عدم الاستقرار الداخلي، والحيلولة دون استثمار الثروات اليمنية، وكذلك تدخلها في
شؤون اليمن واغتيال أفضل رئيس لليمن وهو الشهيد إبراهيم الحمدي.
لم تتوقف هذه العداوة عند حدود الدعم
السري أَو التدخل السياسي، بل بدأت تدخلاتها وتنفيذ مشاريعها التخريبية منذ 2011، وكذلك
وصلت إلى ذروتها بعد عام 2015 وخَاصَّة في ثورة 21 سبتمبر، حَيثُ كشفت الحرب الأخيرة
بوضوح عن الأهداف الحقيقية للرياض وأبو ظبي.
تجاوز التدخل حدود ما يزعمون
"دعم الشرعية" ليتحول إلى احتلال فعلي للمناطق الجنوبية والساحلية، خَاصَّة
الموانئ والجزر الحيوية (كما حدث في سقطرى والمخاء).
ولم يعد الهدف هو مُجَـرّد إضعاف
صنعاء، بل هو تقسيم اليمن رسميًّا عبر دعم كيانات انفصالية مسلحة وتغذية الخلافات
المناطقية، حَيثُ ترى السعوديّة والإمارات أن اليمن المجزَّأ هو الضمان الأوحد
لأمنهما القومي ولسيطرتهما على الموارد النفطية والبحرية.
وتشير التقارير إلى عمليات ممنهجة
لنهب الثروات اليمنية، خَاصَّة النفط والغاز في المحافظات الجنوبية والشرقية، تحتَ
غطاء الحماية العسكرية.
واليوم، تظهر دلالة كراهية آل سعود
لليمن بوضوح في تحالفها مع قوى محور الشر بقيادة أمريكا وحلفائها للعدوان والحصار
والحرب على اليمن، وهي مُستمرّة في عدائها؛ مما يوجّه رسالةً لجميع اليمنيين جنوبًا
وشمالًا بأن آل سعود هم أعداء اليمن والدين وأعداء العرب والمسلمين بمساعيهم
الشريرة في دعم مشاريع كيان الاحتلال الصهيوني ودعمهم لمشروع الهيمنة الغربية
بقيادة أمريكا.
في الختام، يمكن القول إن لآل سعود
تاريخًا قذرًا لا يمكن لأي عربي أَو مسلم أن يستوعبَه، وإن العداوة السعوديّة
لليمن ليست نتيجة خلافات سياسية عابرة، بل هي تعبير عن مشروع تخريبي تمتد جذوره
إلى التحالف المبكر مع القوى الاستعمارية.
هذا المشروع يرى في سيادة اليمن ووَحدته تهديدًا مباشرًا، ولذلك استمرَّ في دعم المرتزِقة واستخدام القوة لاحتلال مناطق حيوية؛ مما يؤكّـد أن السلام في المنطقة لن يتحقّق إلا بزوال آل سعود والاعتراف بحق الشعب اليمني في تقرير مصيره وتحرير شعب الحجاز ونجد من نظام آل سعود بإذن الله.
العقيد سيروي: البحرية الأمريكية تواجه تراجعًا بنيويًا وتجربتها أمام اليمن أجبرتها على إعادة تفكيرها العسكري
خاص | المسيرة نت: أكد الخبير العربي في الشؤون العسكرية العقيد أكرم كمال سيروي أن الحديث عن تراجع القدرات الأمريكية لا يعني انهيارًا فوريًا للقوة العسكرية للولايات المتحدة، مشيرًا على أنها ما تزال تمتلك إمكانات ضخمة، وتستحوذ على ما يقارب ثلث حجم الإنفاق العسكري العالمي، إلا أن المؤشرات الميدانية والاستراتيجية تكشف بداية مسار تراجع واضح، خصوصًا على مستوى القوات البحرية.
ترامب يكشف الشراكة "القديمة المتجددة" مع التنظيمات الإجرامية و"الجولاني" يتعهد بحماية الاحتلال الأمريكي.. انفضاح مستمر
خاص | نوح جلّاس | المسيرة نت: تكشف التطورات المتسارعة في المشهد السوري عن سقوط جديدٍ لسردية “مكافحة الإرهاب” التي رفعتها الولايات المتحدة لسنوات، بعدما خرجت الوقائع من دائرة التسريبات إلى مستوى الاعترافات العلنية والالتزامات المتبادلة، فضلاً عن المعطيات الميدانية في المنطقة التي أثبتت العلاقة الوطيدة بين واشنطن والتنظيمات الاجرامية.
ترامب يكشف الشراكة "القديمة المتجددة" مع التنظيمات الإجرامية و"الجولاني" يتعهد بحماية الاحتلال الأمريكي.. انفضاح مستمر
خاص | نوح جلّاس | المسيرة نت: تكشف التطورات المتسارعة في المشهد السوري عن سقوط جديدٍ لسردية “مكافحة الإرهاب” التي رفعتها الولايات المتحدة لسنوات، بعدما خرجت الوقائع من دائرة التسريبات إلى مستوى الاعترافات العلنية والالتزامات المتبادلة، فضلاً عن المعطيات الميدانية في المنطقة التي أثبتت العلاقة الوطيدة بين واشنطن والتنظيمات الاجرامية.-
01:11مصادر فلسطينية: طيران العدو يشن غارة جوية بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة
-
00:54مصادر سورية: قوة للعدو الإسرائيلي تنصب حاجزا بين قريتي الصمدانية الشرقية والعجرف عقب توغلها في ريف القنيطرة
-
00:46مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مدينة طوباس شمال الضفة الغربية
-
00:38عمدة موسكو: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية متجهة نحو العاصمة الروسية
-
00:32وسائل إعلام مغربية: ارتفاع حصيلة ضحايا السيول الجارفة في مدينة آسفي إلى 14 وفاة
-
00:32مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تداهم عدة منازل خلال اقتحامها قرية عورتا جنوب شرق نابلس