الذكاء الاصطناعي: سباق السيطرة على المستقبل بين واشنطن وبكين
آخر تحديث 18-11-2025 11:16

خاص | هاني أحمد علي | المسيرة نت: في وقتٍ يواصل فيه العدو الصهيوني انهياره الاستراتيجي تحت ضربات محور المقاومة، تتجه الأنظار اليوم إلى ميدانٍ أشد هدوءاً وأكثر حساسية، ميدان الذكاء الصناعي، حيث تخوض الولايات المتحدة والصين حرباً باردة جديدة، عنوانها السيطرة على التكنولوجيا التي ستحدد موازين القوى لعقود قادمة.

هذه الحرب التي تصفها مراكز الأبحاث الغربية بأنها "المعركة الأهم منذ اختراع الكهرباء"، لم تعد منافسة على النفوذ السياسي أو العسكري التقليدي، وإنما صراع على من يمتلك الخوارزميات والشرائح والبيانات التي ستقود العالم.

وبينما يحاول الأمريكي الالتفاف على هزيمة العدو الصهيوني في غزة عبر مجلس الأمن، تكشف الصحف الغربية حقائق أكثر سوداوية داخل المعسكر الداعم للعدوان، فقد نشرت صحيفة هآرتس تقريراً يفيد بأن جامعة هارفارد تحتفظ بـ"أرشيف سري" تحت مسمى ذاكرة العدو الصهيوني، خوفاً من زوال هذا الكيان، في اعتراف غير مسبوق بأن المستقبل لا يعمل لصالحه.

وبعد عقود على انتهاء الحرب الباردة التقليدية، دخل العالم طوراً جديداً من الصراع. فالقوة اليوم ليست في عدد الطائرات والغواصات، بل في عدد المعالجات، وحجم البيانات، وقوة النماذج الذكية، وبينما تتربع الشركات الأمريكية مثل "أوبن آي آي" و"غوغل" على قمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وجدت الصين نفسها مع حلول عام 2024 متأخرة بعدة خطوات، نتيجة اعتمادها على نماذج مفتوحة المصدر، وفرض واشنطن عقوبات قاسية منعتها من الحصول على الشرائح المتقدمة.

 

معركة على قيادة مستقبل البشرية

من جانبه اعتبر خبير الذكاء الاصطناعي المهندس عمير عبدالجبار، أنّ الولايات المتحدة تسعى لتمرير قرار في مجلس الأمن بهدف الالتفاف على الهزيمة التي تلقاها العدو الصهيوني في غزة، مؤكداً أنّ واشنطن تحاول إعادة إنعاش المشروع الصهيوني عبر بوابة الأمم المتحدة بعد فشله العسكري خلال العامين الماضيين.

وأوضح عبدالجبار في لقاء مع قناة المسيرة، اليوم الثلاثاء، ضمن برنامج "نوافذ" فقرة "جدار ناري" أنّ ما يجري داخل المؤسسات الدولية ليس سوى محاولة جديدة لمنح العدو الصهيوني ما عجز عنه "بالدم والنار"، مشيراً إلى أنّ العالم بات يشمئز من سياسات الاحتلال، حتى داخل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، الحاضنة التاريخية للمشروع الصهيوني.

وكشف عن تقرير لصحيفة هآرتس يشير إلى احتفاظ جامعة هارفارد بأرشيف سري تحت اسم «ذاكرة إسرائيل»، خشية من زوال الكيان، معتبراً ذلك اعترافاً ضمنياً من مؤسسات غربية بأنّ العدو الصهيوني يعيش مرحلة الانهيار الفعلي منذ الـ7 من أكتوبر، وأنّ ما يجري الآن هو محاولة أمريكية لإعادة تجميع "رميم الكيان" عبر أدوات استخباراتية وعسكرية.

وأكد خبير الذكاء الاصطناعي أنّ من يواجه المقاومة اليوم ليس جيش العدو الصهيوني، بل الولايات المتحدة وقواعدها وأدواتها الأمنية، بينما الكيان بات "جسدًا ساقطاً" لا يملك القدرة على استعادة توازنه الميداني.

وانتقل عبدالجبار للحديث عن نافذة الصراع التقني العالمي، مؤكداً أنّ العالم يعيش حرباً باردة تكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، وإنّ الذكاء الاصطناعي أصبح السلاح الحاسم في تحديد ميزان القوى الدولية، مشيراً إلى أنّ الذكاء الصناعي تحول إلى «الكهرباء الرابعة» التي تغيّر الاقتصاد والعسكر والسياسة والإعلام، محذراً من أنّ من يمتلك أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي سيكون قادراً على صياغة الثقافة والمعرفة والأخلاق للعالم.

وأوضح أنّ الصين أدركت خطورة المرحلة، فاعتبرت الذكاء الاصطناعي مشروعاً وطنياً استراتيجياً، بينما تتعامل معه واشنطن كمصدر نفوذ واستخبارات وهيمنة اقتصادية، ما يجعل الصراع بينهما صفرياً ومفتوحاً على كل المسارات.

وفي السياق ذاته، أشار خبير الذكاء الاصطناعي إلى أنّ الصين تمتلك أكبر قاعدة بيانات بشرية رقمية في العالم، عبر منصات ضخمة مثل «ويتشات» و«علي باي»، ما يمنحها تفوقاً في حجم البيانات، لكنه أكد أنّ الجودة أصبحت أهم من الكم، وهو ما يمنح الشركات الأمريكية أفضلية مرحلية، محذراً من أنّ الدول العربية تظل خارج هذا السباق العالمي، رغم امتلاكها كتلة بشرية ضخمة وموارد رقمية متناثرة يمكن أن تشكّل قاعدة لنهوض تقني عربي متكامل.

وعن الصراع حول الشرائح والمعالجات، أوضح أنّ الولايات المتحدة تستخدم ورقة حظر الشرائح المتقدمة كسلاح لخنق الصين ومنعها من الوصول إلى الجيل الأحدث من معالجات «إنفيديا»، مؤكداً أنّ هذا الحظر يشبه قطع الهواء عن التكنولوجيا الصينية، مبيناً أنّ الصين ردّت باستراتيجية «السرب»، وهي جمع مئات الآلاف من الشرائح المتوسطة وربطها بتقنيات حوسبة متطورة لتعويض غياب الشرائح الفائقة، رغم ارتفاع استهلاك الطاقة وصعوبة التواصل بين الشرائح، كما عملت «هواوي» على تطوير شرائح محلية تضاهي بعض منتجات إنفيديا، ضمن خطة وطنية لتقليل الاعتماد على الغرب في صناعة الرقائق.

ولفت عبدالجبار إلى أنّ الصين تملك سلاحاً آخر في هذه المعركة، وهو السيطرة على المعادن النادرة المستخدمة في صناعة الشرائح، ما يفتح باباً لتوازن القوى في الحرب التكنولوجية المستعرة، موضحاً أنّ السباق بين واشنطن وبكين، معركة على قيادة مستقبل البشرية، حيث تُعاد صياغة قواعد العالم بصمت الخوادم وحرارة المعالجات، لا بأزيز المدافع، في وقتٍ يقف فيه العرب خارج حلبة التأثير، بينما يستمر العدو الصهيوني في الانهيار تحت وطأة الهزيمة والمقاومة وصراع القوى الكبرى.







رئيس المنظمة العربية في النمسا: طوفان الأقصى فضح ازدواجية الغرب وشعوب الأمة مطالبة بالتخندق مع اليمن وفلسطين
خاص | المسيرة نت: أكد الدكتور حسن موسى، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في النمسا وعضو المؤتمر القومي العربي، في لقاء خاص على قناة المسيرة، أن صمود غزة واليمن يشكل درعًا متينًا للأمة أمام محاولات الهيمنة والاستسلام لمشاريع الاستكبار الغربي والصهيوني، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية بحاجة إلى سردية موحدة على المستوى الدولي.
حركة المجاهدين تدين مجزرة اللاجئين: تقاعس المجتمع الدولي يشجع العدو على الإجرام
متابعات | المسيرة نت: أدانت حركة المجاهدين الفلسطينية العدوان الصهيوني الإجرامي الذي استهدف المدنيين في مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا بلبنان، والذي خلف عشرات الشهداء والجرحى.
العفو الدولية تنتقد قرار مجلس الأمن: أخفق في رفع الحصار وتجاهل العدالة وتعويض الفلسطينيين
متابعات | المسيرة نت: انتقدت منظمة العفو الدولية قرار مجلس الأمن المتعلق بالأوضاع في غزة، معتبرة أنه تجاهل المحاسبة عن الجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني، ولم يتطرق إلى تحقيق العدالة أو تعويض الضحايا.
الأخبار العاجلة
  • 07:43
    مصادر لبنانية: مسيرة للعدو الإسرائيلي تستهدف سيارة في بلدة الطيري قضاء بنت جبيل
  • 07:40
    صعدة: إصابة مواطنين اثنين بنيران العدو السعودي قبالة منطقة آل ثابت بمديرية قطابر الحدودية
  • 05:18
    حركة المجاهدين الفلسطينية: الصمت وافلات العدو من المحاسبة هو الذي يشجع الكيان على المضي في جرائمه المفتوحة
  • 05:17
    حركة المجاهدين الفلسطينية: ندين تقاعس المجتمع الدولي وصمته ازاء جرائم الكيان الصهيوني المتواصلة بحق شعبنا ودول المنطقة
  • 05:16
    حركة المجاهدين الفلسطينية: ادعاءات العدو هي ادعاءات سخيفة وتبريرات كاذبة تهدف لتبرير عدوانه الاثم على المدنيين
  • 05:15
    حركة المجاهدين الفلسطينية: العدوان على مخيم عين الحلوة استهداف للسيادة اللبنانية وجزء من العدوان المتواصل على لبنان الشقيق