الإنترنت الفضائي.. نافذة تقنية عابرة للحدود تفتح أبواب الهيمنة الرقمية وتستدعي بناء استقلال وطني
آخر تحديث 17-11-2025 10:58

خاص | المسيرة نت: في زمنٍ تتسارع فيه خطوات العالم نحو الاتصال الكوني، تتقدم منظومات الإنترنت الفضائي كأحد أبرز التحولات التقنية التي تعد بتغطية شاملة وسرعات عالية، غير أنّها تُثير في المقابل مخاوف متصاعدة تتعلق بالسيادة الرقمية وحرمة البيانات وسيطرة الشركات العابرة للقارات على مسارات المعلومات. فخلف بريق السرعة والاتصال الأمثل، تقف منظومات أجنبية تمتلك القدرة على مراقبة كل إشارة تمر عبرها، خلافاً للإنترنت الأرضي المعتمد على الكابلات البحرية والألياف الضوئية.

وتشير المعلومات إلى أنّ الاتصال عبر الأقمار الصناعية منخفضة المدار يفتح الباب لاستخدام هذه التقنيات في التجسس، أو التحليل، أو الضغط السياسي، ما يجعل الدول أمام تحديات خطرة تلامس أمنها القومي وهويتها الرقمية.

وفي هذا السياق، وقفت النافذة التقنية على قناة "المسيرة، على أبرز ما كشفه خبير الاتصالات والمعلومات المهندس شهاب شرف الدين، أوضح فيها الفروقات الجوهرية بين الإنترنت الفضائي والإنترنت الأرضي، والمخاطر والتداعيات التي تقف خلف هذا التحول العالمي.

يؤكد المهندس شهاب شرف الدين في حديثة صباح اليوم، أن الإنترنت الفضائي يتميز بقدرته على الوصول إلى المناطق التي لا تصلها الشبكات الأرضية، بما في ذلك الطائرات والسفن والملاحة، مستفيداً من شبكة واسعة من الأقمار الاصطناعية التي تغطي الكوكب، إلا أنّ هذه الميزة لا تخفي حقيقة أكثر خطورة، وهي أن أغلب الشركات المشغّلة—وفي مقدمتها شركة "سبيس إكس" الأمريكية بمشروعها "ستارلينك"—تعمل تحت إشراف مباشر للحكومة الأمريكية، وتشكل جزءاً من منظومة النفوذ الرقمي الأمريكي عالمياً.

ويوضح أن هذه الشركات، تمتلك كامل البوابات إلى المحطات الأرضية، وتتحكم بعملية إرسال واستقبال البيانات، بل وتُلزم قانونياً بتسليم معلومات المستخدمين للسلطات الأمريكية متى طلبت ذلك. وهو ما يعني أنّ أي اتصال يمر عبر أقمارها يظل قابلاً للرصد والتحليل والاستخدام لأغراض سياسية أو عسكرية أو استخباراتية.

سباق دولي نحو الاستقلال الرقمي

في مواجهة هذا المشهد، تعمل دول عدة على بناء استقلالها الاتصالي. فالصين أطلقت منذ 2020 مشاريع فضائية وطنية، بينما أعلنت إيران نجاح اختبارات قمر الاتصالات "ناهيد" وافتتاح أول محطة اتصال تعمل عبر نطاق «K»، مؤكدة دخول المشروع مرحلة ثانية تهدف إلى إنشاء منظومة أقمار متكاملة توفر خدمة إنترنت وطنية خلال السنوات القليلة القادمة.

ويصف شهاب شرف الدين هذه الخطوات بأنها مؤشّر واضح على بداية عصر الإنترنت الوطني، حيث تتجه الدول إلى تأمين سيادتها الرقمية وتقليص قدرت الشركات الغربية على التحكم بتدفق البيانات أو استخدامها كأداة ضغط.

توفّر منظومات الإنترنت الفضائي سرعات تتجاوز 150 ميغابايت في الثانية مع تغطية شبه كاملة، لكن مرور البيانات عبر أقمار أجنبية يعني—وفق شرف الدين—أن الاتصالات تظل قابلة للرصد والتحليل بطرق متعددة، سواء عبر الشركات المشغلة أو عبر الحكومات.

ويلفت شرف الدين إلى أنّ الذكاء الاصطناعي المستخدم في تحليل البيانات قادر على تحديد سلوك المستخدمين، اهتماماتهم، مواقعهم الدقيقة، وأنماط حياتهم، ما يفتح المجال أمام استخدامات تجسسية أو تجارية أو سياسية تؤثر على سيادة الدول والمجتمعات.

أدلة وشواهد على الاستخدام العسكري والاستخباري

وشهدت مناطق الحروب والصراعات شواهد واضحة على استخدام الإنترنت الفضائي في الصراعات، ففي الحرب الروسية–الأوكرانية، استخدمت منظومات "ستارلينك" في عمليات تشويش، وتحديد مواقع، ورفع إحداثيات لوحدات روسية، وفق تقارير غربية متعددة، وهذا، بحسب شرف الدين، يؤكد أن السيطرة على البيانات لم تعد شأناً تقنياً فحسب، بل أصبحت سلاحاً فعالاً في ميدان المواجهة السياسية والعسكرية.

كما يذكّر بحادثة قطع واشنطن لخدمة الـGPS عن إيران خلال العدوان الأمريكي–الصهيوني على منشآتها النووية، وهو مثال يوضح مدى حساسية الاعتماد على منظومات يتحكم بها طرف خارجي معادٍ.

في هذا السياق يحذّر شرف الدين من أن الاعتماد الكامل على الإنترنت الفضائي يجعل الدول تحت رحمة المزود الأجنبي، الذي يستطيع خفض السرعة، أو التحكم بالخدمة، أو قطعها بشكل كامل عن أي منطقة. وهو ما يعيد التأكيد على ضرورة بناء بدائل وطنية وعدم ترك مصير الاتصالات بيد شركات تعمل بأوامر سياسية.

ويرى أن التوجه العالمي نحو إنشاء شبكات وطنية ذات سيادة لم يعد خياراً ثانوياً، بل ضرورة لضمان حماية البيانات واستمرار الخدمات الحيوية، خاصة مع توسع استخدام إنترنت الأشياء والمدن الذكية وتقنيات الاتصال المستقبلية.

كما يؤكد المهندس شهاب شرف الدين أن الإنترنت الفضائي يمثل خطوة تقنية متقدمة، لكنه في الوقت ذاته بوابة مفتوحة على مخاطر تمسّ الخصوصية والسيادة والهوية الرقمية للدول، مشدداً على أن الشعوب الحية هي التي تحوّل التحديات إلى فرص، وأن بناء منظومات اتصال وطنية مستقلة بات واجباً استراتيجياً لحماية الأمن المعلوماتي من هيمنة الشركات الأجنبية العابرة للفضاء.

 


رئيس المنظمة العربية في النمسا: طوفان الأقصى فضح ازدواجية الغرب وشعوب الأمة مطالبة بالتخندق مع اليمن وفلسطين
خاص | المسيرة نت: أكد الدكتور حسن موسى، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في النمسا وعضو المؤتمر القومي العربي، في لقاء خاص على قناة المسيرة، أن صمود غزة واليمن يشكل درعًا متينًا للأمة أمام محاولات الهيمنة والاستسلام لمشاريع الاستكبار الغربي والصهيوني، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية بحاجة إلى سردية موحدة على المستوى الدولي.
حركة المجاهدين تدين مجزرة اللاجئين: تقاعس المجتمع الدولي يشجع العدو على الإجرام
متابعات | المسيرة نت: أدانت حركة المجاهدين الفلسطينية العدوان الصهيوني الإجرامي الذي استهدف المدنيين في مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا بلبنان، والذي خلف عشرات الشهداء والجرحى.
العفو الدولية تنتقد قرار مجلس الأمن: أخفق في رفع الحصار وتجاهل العدالة وتعويض الفلسطينيين
متابعات | المسيرة نت: انتقدت منظمة العفو الدولية قرار مجلس الأمن المتعلق بالأوضاع في غزة، معتبرة أنه تجاهل المحاسبة عن الجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني، ولم يتطرق إلى تحقيق العدالة أو تعويض الضحايا.
الأخبار العاجلة
  • 07:43
    مصادر لبنانية: مسيرة للعدو الإسرائيلي تستهدف سيارة في بلدة الطيري قضاء بنت جبيل
  • 07:40
    صعدة: إصابة مواطنين اثنين بنيران العدو السعودي قبالة منطقة آل ثابت بمديرية قطابر الحدودية
  • 05:18
    حركة المجاهدين الفلسطينية: الصمت وافلات العدو من المحاسبة هو الذي يشجع الكيان على المضي في جرائمه المفتوحة
  • 05:17
    حركة المجاهدين الفلسطينية: ندين تقاعس المجتمع الدولي وصمته ازاء جرائم الكيان الصهيوني المتواصلة بحق شعبنا ودول المنطقة
  • 05:16
    حركة المجاهدين الفلسطينية: ادعاءات العدو هي ادعاءات سخيفة وتبريرات كاذبة تهدف لتبرير عدوانه الاثم على المدنيين
  • 05:15
    حركة المجاهدين الفلسطينية: العدوان على مخيم عين الحلوة استهداف للسيادة اللبنانية وجزء من العدوان المتواصل على لبنان الشقيق