حين تخرسُ القوة، وتتكلّم الإرادَة
آخر تحديث 27-10-2025 17:23

لم تعد المفارقة مُجَـرّد صدفةٍ عابرة، بل صارت معادلة التاريخ الجديد: هناك، في قاعة الزيف الدولي، ترفع «أُمُّ الإرهاب» يدها لتمنع العالم من إنقاذ طفلٍ تحت الأنقاض، وهنا، في عُباب البحر الأحمر، يرفع اليمنُ سيفَ الحق ليمنع سفنَ الغطرسة من عبور قدَره!

ليست هذه مقارنةً بلاغية، بل مفترق طرقٍ تاريخي بين نظامٍ يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأمةٍ تولد من رحم المعاناة، مُعلِنةً ولادتها بدم الشهداء وصواريخ الإرادَة.

الفيتو الذي يقتل.. والفيتو الذي يحيي

في مجلس الأمن، حَيثُ الجلسات المهيبة والكراسي الفاخرة، تتحوّل كلمة «فيتو» إلى رصاصةٍ مصوّبةٍ إلى صدر الإنسانية.

كلما ارتفع صوت الضمير العالمي مطالبًا بوقف مجزرةٍ في غزة، تنهض الوحوش من مكامنها، وتقول أمريكا: «لا!»

لا لوقف القتل.

لا لرفع الحصار.

لا لإنقاذ الأبرياء.

إنه الفيتو الأكثر دموية في التاريخ - فيتو الإبادة الجماعية.

ولتكتمل صورة الانهيار الأخلاقي، ها هي «أم الإرهاب» - الداعم الأول، والمموّل، والساتر لإرهاب الكيان الصهيوني - ترفع صوتها بوقاحةٍ مطلقة، تطالب بالإفراج عن جواسيسها، أُولئك الذين اخترقوا بمنظماتٍ مشبوهة حصونَ سيادتنا، وحاولوا النيل من صلابة حكومتنا.

هذا ليس تصرّفًا عابرًا، بل تطورًا سافرًا يستدعي معركةَ وعيٍ شاملة، وحملةً كتابيةً مدويةً تفضح العار من قمّته.

لكن شعوبنا لم تعد تنتظر إذن القتلة لتَعِيش

لقد حوّل اليمنُ العظيمُ البحرَ الأحمر إلى برلمان الأحرار.

برلمان الموج والرعد والصواريخ.

هنا، لا تُرفع الأيادي للتصويت، بل تُرفع الإرادات لتغيير موازين القوى.

«فيتو البحر الأحمر» لم يكن مُجَـرّد منعٍ لعبور السفن، بل كان صفعةً مدويةً على وجه النظام العالمي البالي.

الذلّ الذي لم تتوقّعه أمريكا: هروب الفئران وزمن الهزائم

ما جرى في البحر الأحمر لم يكن «عملية عسكرية» تقليدية، بل مسرحية إذلال كُتب مشهدها الأخير بأيدي أبناء تهامة.

ها هي أعتى قوةٍ بحريةٍ في التاريخ - التي كانت حتى الأمس تهدّد الدول والقياصرة - تعلن «انسحابها التكتيكي» من مواجهة قواربَ يحملها إيمانٌ ويقودها جهادٌ مقدّس!

لقد هربوا كما تهرب الفئران حين يُنار على جحرها.

نعم، هربوا، ولم ينسحبوا؛ لأن الانسحاب قد يكون خطةً عسكرية، أما الهروب فهو انهيار نفسي.

رأينا أسطولها يفرّ من مواجهة قوةٍ لا تملك حاملات طائرات، لكنها تملك حاملات إيمان.

لقد ولّى زمن الهزائم، ولا عودة له.

فقد أدرك شعبُ الإيمان والحكمة، تحت القيادة الربانية والعلم الإلهي، سماحة القائد السيد عبد الملك الحوثي (حفظه الله)، أنه هو من سيحكم في النهاية على «أم الإرهاب» - إرهاب العصر.

إنه شعبٌ لا يخاف قتلة الأطفال، ولا يرهبه من هرب من البحر الأحمر خائبًا ذليلًا.

استراتيجية الإذلال: الرد القاسي دون مهادنة

لقد استدرجت قواتُ اليمن الأسطولَ الأمريكي إلى فخّ استراتيجيّ إبداعيّ:

جعلته يقاتل ظلًا لا يُمسك، يطارد قوةً لا تُرى، وينفق مليارات الدولارات في مواجهة زوارقَ تكلفتُها أقل من صاروخٍ واحدٍ من صواريخه!

لقد حوّلوا البحر إلى مسرح حرب عصابات بحرية، حيث الغوّاص الفقير يغرق بارجة المليارات، والصاروخ محلي الصنع يثقب كبرياء القوة العظمى.

وإن تجرّأ الشيطان الأكبر على أي تصرّفٍ أحمق، فسيواجه ردًّا قاسيًا دون مهادنة أَو تردّد، لأن لغة القوة هي الوحيدة التي يفهمها.

سقوط أُسطورة القوة الناعمة والقوة الصلبة

ها هي أمريكا تُهزم بأدواتها:

هُزمت بالقوة الصلبة في البحر، وخسرت القوة الناعمة في الأمم المتحدة.

لقد سقط الفيتو الدبلوماسي أمام فيتو البحر، كما يسقط الوهم أمام الحقيقة.

كل «فيتو» ترفعه أمريكا في مجلس الأمن يتحوّل إلى طاقة دافعة للمقاومة في البحر.

وكل طفلٍ تقتله بالوكالة في غزة يتحوّل إلى مقاتل جديد في جيش الإرادَة.

الخلاصة: ولادة النظام العالمي الجديد

لم نعد في زمن القوة التي تُفرض من فوق.

لقد دخلنا عصر القوة التي تنبعث من الأسفل:

من أعماق البحر، من قلوب المهمّشين، من إرادَة من قالوا «لا» ولم يخافوا.

فيتو البحر الأحمر لم يكن مُجَـرّد حصارٍ لسفن العدوان، بل كان إعلان ولادة نظام عالمي جديد.

نظامٌ لا تُصنع فيه القرارات في القاعات المغلقة، بل في ميادين المواجهة.

نظامٌ تُكتب فيه القوانين بدماء الشهداء، لا بحبر الدبلوماسيين.

ها هي «أم الإرهاب» ترى بعينيها كيف يُدفن نظامُها العالمي في قاع البحر الأحمر، بينما تعلو على الأفق أنوارُ نظامٍ جديد.. نظام الأحرار.

لو كان البحر الأحمر يحمل رايةً، لكتب عليها:

«هنا سقطت هيبة الإمبراطورية».

ولو كان مجلس الأمن يملك ضميرًا، لاستقال من الخجل!

إن شعب الإيمان والحكمة يقف اليوم شاهدًا وقاضيًا، وغدًا سيكون المنفّذ لحكم التاريخ على «أُمِّ الإرهاب».

نفير شامل في الحديدة وتعز وحجة وعمران.. أمواج بشرية ترفع جاهزية سواحل اليمن الغربية
خاص | المسيرة نت: في مشهد يتسم بالثبات والإصرار، ارتفعت صرخات التحدي والبراءة من المجرمين، وهتافات الولاء والوفاء في محافظات تعز وحجة والحديدة وعمران، حيث احتشد أبناء القبائل والطلاب في وقفات ومسيرات تعبوية أكدت أن أبناء المحافظات المطلة على سواحل اليمن الغربية في أقصى درجات الجهوزية لكل الخيارات وإغراق كل المؤامرات.
اتفاق ترامب منكوثٌ احتلاليًّا.. لا "صامد" إلا الغزيّون
المسيرة نت| متابعة خاصة: مجدّدًا عادت مشاهد الإبادة الجماعية إلى الظهور في قطاع غزة، حيث أكّدت مصادر طبية في غزة، ارتقاء 110 شهداء بينهم 46 طفلاً و20 امرأة و253 جريحًا وصلوا المستشفيات منذ الليلة الماضية حتى صباح اليوم الأربعاء؛ نتيجة مجازر العدوّ الإسرائيلي المتواصلة.
الأمم المتحدة تكتفي بالإدانة وأمريكا تبرر الخروقات والمجازر.. مواقف مكشوفة توسّع المظلة للإجرام الصهيوني
نوح جلّاس | خاص | المسيرة نت: بينما اكتفى الأمين العام للأمم المتحدة بإدانة جديدة للغارات الصهيونية التي أودت بحياة المئات في غزة، برزت التصريحات الأمريكية لتقدّم تبريراً ضمنياً لتلك الجرائم والخروقات الصارخة تحت ذريعة الرد على "انتهاكات" مزعومة، في مشهد يعكس ازدواجية المعايير وتواطؤاً سياسياً بات مكشوفاً.
الأخبار العاجلة
  • 23:44
    حماس: إصدار وزير الحرب الصهيوني قرارا يمنع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة مئات الأسرى في سجون الاحتلال يُعد انتهاكا لحق أساسي من حقوق أسرانا
  • 21:43
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: من بين الشهداء 52 طفلا و23 امرأة و4 من كبار السن و7 من ذوي الإعاقة
  • 21:43
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: العدو ارتكب مجازر مروعة راح ضحيتها 109 شهداء خلال 12 ساعة فقط ابتدأت من مساء أمس حتى صباح اليوم
  • 21:43
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: نشر العدو لهذه القائمة كان جزءا من حملة تضليل إعلامي متعمدة تهدف إلى تبرير جرائمه وشيطنة الضحايا
  • 21:42
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: تبين أن الاحتلال أدرج في القائمة أسماء لأربعة أشخاص لم يُستشهدوا ولم يكونوا متواجدين في مناطق الاستهداف أصلا وهم على قيد الحياة
  • 21:42
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: قائمة العدو تحوي أسماء وهمية لا وجود لها في الواقع وبعضها لم يُرفق له صور
الأكثر متابعة