اليمن يعيد إحياء الزراعة: طاقات رسمية وشعبية تواجه عقود الإهمال
آخر تحديث 27-10-2025 10:56

لطالما كانت الزراعة في اليمن العمود الفقري للاقتصاد الوطني ومصدرًا رئيسيًا للأمن الغذائي، لكن عقودًا من الإهمال الممنهج، والسياسات الاقتصادية غير المستدامة، قضت على كثير من موارد القطاع الزراعي، ودفعت بالبلاد نحو الاعتماد شبه الكامل على الاستيراد الغذائي.

اليوم، وبعد سنوات من التراجع، تبرز جهود رسمية وشعبية حقيقية لإعادة إحياء هذا القطاع الحيوي، مع إدراك كامل لحساسية القضية الوطنية والاقتصادية.

لقد شهدت اليمن خلال العقود الماضية ضعفًا كبيرًا في الاستثمار الحكومي في البنية التحتية الزراعية، مثل مشاريع الري، وتطوير البذور، وتحديث أساليب الزراعة التقليدية.

أدى ذلك إلى انخفاض إنتاج المحاصيل الأساسية، وتدهور الأراضي الزراعية بسبب الاستنزاف وقلة الصيانة، كما أدى إلى فقدان الخبرات الزراعية الحديثة بين الشباب، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الأمن الغذائي ومستوى المعيشة في المناطق الريفية.

إضافة إلى ذلك، أثرت النزاعات المتكررة على قدرة الدولة على تقديم الدعم اللازم للمزارعين، سواء في شكل تقنيات حديثة، أو قروض، أو شبكات تسويق مناسبة.

كل ذلك جعل القطاع الزراعي في حالة تراجع مزمنة، مع اعتماد كبير على الاستيراد وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

تشهد الساحة الرسمية اليوم تحركًا واضحًا لإعادة الزراعة إلى صدارة الأولويات الاقتصادية، حيث تشمل هذه الجهود:

إطلاق مشاريع البنية التحتية الزراعية: تحديث أنظمة الري، تأهيل السدود، وتحسين شبكات التصريف لضمان الحد من الفاقد المائي.

دعم المزارعين بالمدخلات الأساسية: توفير بذور عالية الإنتاجية، أسمدة ومعدات حديثة، مع برامج تدريبية لتطوير مهارات الزراعة المستدامة.

تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي في القطاع الزراعي: عبر حوافز وإعفاءات ضريبية لمشاريع إعادة تأهيل الأراضي الزراعية وإنتاج المحاصيل الأساسية.

لم يقتصر النجاح على الطاقات الرسمية، بل لعبت المجتمعات المحلية دورًا محوريًا في إنعاش القطاع الزراعي:

المزارعون التقليديون والشباب الريفي: عادوا للاستثمار في أراضيهم بعد أن لمسوا جدوى الدعم الحكومي، وبدأوا بتجارب زراعية جديدة تعتمد على تقنيات حديثة وطرق ري موفرة للمياه.

المبادرات الشعبية والجمعيات الزراعية: ساهمت في نشر الوعي بأساليب الزراعة الحديثة، تنظيم التعاونيات لتسويق المنتجات، وتبادل الخبرات بين المزارعين.

التعاون بين القطاعين الرسمي والشعبي: أدى إلى برامج مشتركة لإنشاء مشروعات نموذجية في مناطق متعددة، تعمل على دمج المعرفة التقليدية بالحلول التقنية الحديثة.

ولكي يستعيد القطاع الزراعي دوره الاستراتيجي في اليمن، هناك عدة أولويات يجب التركيز عليها:

الحفاظ على الموارد المائية وحماية الأراضي الزراعية من التدهور والانجراف.

تطوير سلاسل الإنتاج والتسويق لضمان وصول المنتجات إلى الأسواق بأسعار مناسبة.

إدماج الشباب والنساء في الزراعة ببرامج تدريبية وفرص عمل، لضمان استمرار القطاع.

تعزيز البحث الزراعي لتقديم حلول لمشاكل الإنتاج التقليدية ومواجهة تحديات المناخ والجفاف.

إن نجاح القطاع الزراعي في اليمن لن يتحقق إلا بتكامل الجهود بين الدولة والمجتمع المحلي، وبين المعرفة التقليدية والابتكار الحديث.

فبعد عقود من الإهمال المتعمد، يظهر اليوم أن الطاقات الرسمية والشعبية قادرة على إحياء الزراعة، ليس فقط كمصدر للغذاء، بل كرافعة للاقتصاد الوطني واستعادة الكرامة الريفية.

إن اليمن يمتلك كل المقومات الطبيعية والبشرية لتحقيق هذا الإنجاز، والأهم أن الإرادة السياسية والمجتمعية موجودة اليوم أكثر من أي وقت مضى.

*نائب رئيس قطاع تجار ومستوردي ومصنعي المواد الزراعية

نفير شامل في الحديدة وتعز وحجة وعمران.. أمواج بشرية ترفع جاهزية سواحل اليمن الغربية
خاص | المسيرة نت: في مشهد يتسم بالثبات والإصرار، ارتفعت صرخات التحدي والبراءة من المجرمين، وهتافات الولاء والوفاء في محافظات تعز وحجة والحديدة وعمران، حيث احتشد أبناء القبائل والطلاب في وقفات ومسيرات تعبوية أكدت أن أبناء المحافظات المطلة على سواحل اليمن الغربية في أقصى درجات الجهوزية لكل الخيارات وإغراق كل المؤامرات.
اتفاق ترامب منكوثٌ احتلاليًّا.. لا "صامد" إلا الغزيّون
المسيرة نت| متابعة خاصة: مجدّدًا عادت مشاهد الإبادة الجماعية إلى الظهور في قطاع غزة، حيث أكّدت مصادر طبية في غزة، ارتقاء 110 شهداء بينهم 46 طفلاً و20 امرأة و253 جريحًا وصلوا المستشفيات منذ الليلة الماضية حتى صباح اليوم الأربعاء؛ نتيجة مجازر العدوّ الإسرائيلي المتواصلة.
الأمم المتحدة تكتفي بالإدانة وأمريكا تبرر الخروقات والمجازر.. مواقف مكشوفة توسّع المظلة للإجرام الصهيوني
نوح جلّاس | خاص | المسيرة نت: بينما اكتفى الأمين العام للأمم المتحدة بإدانة جديدة للغارات الصهيونية التي أودت بحياة المئات في غزة، برزت التصريحات الأمريكية لتقدّم تبريراً ضمنياً لتلك الجرائم والخروقات الصارخة تحت ذريعة الرد على "انتهاكات" مزعومة، في مشهد يعكس ازدواجية المعايير وتواطؤاً سياسياً بات مكشوفاً.
الأخبار العاجلة
  • 21:43
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: من بين الشهداء 52 طفلا و23 امرأة و4 من كبار السن و7 من ذوي الإعاقة
  • 21:43
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: العدو ارتكب مجازر مروعة راح ضحيتها 109 شهداء خلال 12 ساعة فقط ابتدأت من مساء أمس حتى صباح اليوم
  • 21:43
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: نشر العدو لهذه القائمة كان جزءا من حملة تضليل إعلامي متعمدة تهدف إلى تبرير جرائمه وشيطنة الضحايا
  • 21:42
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: تبين أن الاحتلال أدرج في القائمة أسماء لأربعة أشخاص لم يُستشهدوا ولم يكونوا متواجدين في مناطق الاستهداف أصلا وهم على قيد الحياة
  • 21:42
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: قائمة العدو تحوي أسماء وهمية لا وجود لها في الواقع وبعضها لم يُرفق له صور
  • 21:42
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: بعد التدقيق تبين أن القائمة تحتوي على 3 أسماء غير صحيحة وغير عربية وغير واردة في السجلات الرسمية الفلسطينية
الأكثر متابعة