الضفة الغربية: اقتحامات واعتقالات تزامنًا مع هجمات المغتصبين الصهاينة على المزارعين

المسيرة نت| متابعة خاصة: شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة اقتحامات ومداهمات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللها اعتقالات وإصابات، بينهم أطفال، في وقتٍ تشهد فيه الضفة تصعيدًا خطيرًا في هجمات العنف المنظم، يمارسها قطعان المغتصبون الصهاينة، تركزت بشكلٍ خاص على المزارعين الفلسطينيين في موسم قطف الزيتون.

ووفقًا لمصادر ميدانية؛ فقد تضمنت عمليات الاقتحام دهم وتفتيش لعددٍ من منازل المواطنين الفلسطينيين والعبث بمحتوياتها؛ ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة في عدة محاور، ونفذ العدوّ الصهيوني حملة اعتقالات واقتحامات واسعة، كانت "الخليل وطولكرم وجنين" في الصدارة.

وأشارت المصادر إلى أنَّ الاقتحامات والاعتقالات، منذ صباح اليوم السبت، تركّزت في مدن ومناطق مختلفة من الضفة، حيث اقتحمت قوات الاحتلال "مدينة الخليل" واعتقلت الدكتور "بلال القواسمي" من منطقة شارع السلام غربي المدينة.

وداهمت قوات الاحتلال أخرى منزل المواطن "عطية سليمان التلاحمة" في قرية "البرج" غربي "دورا" جنوبي "الخليل" وعبثت بمحتوياته، وتزامنت مع اقتحام لمنازل الأهالي في مدينة "يطا" جنوبي "الخليل".

كما مُنع مزارعون من الوصول إلى أراضيهم قرب "بيت عوا" جنوبي غرب "الخليل"، وأُطلقت قنابل الغاز باتجاههم أثناء توجههم لجني ثمار الزيتون.

وفي طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال في بلدة "قفين" شمالي "طولكرم" فلسطينيين اثنين، بعد اقتحام منزليهما، واعتقلت آخر لم تُعرف هويته بعد عقب دهم منزله خلال اقتحام ضاحية "شويكة" شمال طولكرم.

وفي جنين، شهدت المدينة ومخيمها اقتحامات وتوغلات لقوات الاحتلال، حيث اقتحمت قوة خاصة منطقة "السيباط" وسط مدينة جنين، تبعتها تعزيزات عسكرية، مع محاصرة منزل في البلدة القديمة، كما اقتحمت قوة أخرى بلدة "جبع" واعتقلت أربعة شبان من بلدة "مركة"، وتم دهم منزل خلال اقتحام قرية "عنزا" جنوبي جنين.

وفي سياق هجمات المغتصبين الصهاينة "المستوطنين" وعرقلة قطف الزيتون، جاءت بؤرة التوتر في رام الله ونابلس، منذ فجر اليوم السبت، والتي تزامنت عمليات الاقتحام مع تصاعد غير مسبوق في عنف المستوطنين الممنهج، خاصة ضد المزارعين خلال موسم قطف الزيتون.

وأكّدت المصادر أنَّ الهجمات شملت؛ "قرية المغير"، شمالي شرق "رام الله" والتي تعرضت لأعنف الهجمات، حيث هاجم المغتصبون الصهاينة منازل الفلسطينيين وأضرموا النيران في عدد من مركبات المواطنين؛ ما أحدث أضراراً مادية كبيرة.

ولفتت إلى اندلاع مواجهات عنيفة تصدى خلالها الأهالي للهجوم؛ ما أدى لوقوع إصابات بالاختناق، كما اقتحمت قوات الاحتلال القرية لاحقًا عقب هجوم المستوطنين، وأغلقت مداخلها.

وإلى "بلدة كفر مالك" شرقي "رام الله"، شهدت هجومًا مماثلاً حيث هاجم مستوطنون قاطفي الزيتون ورشوهم بغاز الفلفل السام؛ مما أدى لإصابات بالاختناق، كما تم اعتقال شاب فلسطيني من "كفر مالك" بعد الاعتداء عليه والتنكيل به، وتم منع مزارعين من الوصول إلى أراضيهم في "بلدة كوبر" شمالي "رام الله".

وفي "نابلس"، هاجم مستوطنون مزارعين أثناء قطف الزيتون في بلدة "قبلان" جنوبي نابلس، واعتدوا على ثلاثة منهم وصادروا معداتهم الزراعية، كما أُصيب ثلاثة مزارعين أخرين إثر هجوم للمستوطنين على بلدة "عقربا" جنوبي نابلس، بدورها شهدت بلدة "بورين" جنوبي نابلس اقتحامًا لقوات الاحتلال.

وفي القدس وبيت لحم، قام قطعان من المغتصبين الصهاينة بإحراق مساكن تجمع "خلة السدرة" في "قرية مخماس" شرقي القدس، كما هاجم قطيع آخر قاطفي الزيتون في قرية "المنية" جنوبي شرق "بيت لحم"، ومنعت قوات الاحتلال الهلال الأحمر الفلسطيني من إسعاف مصاب اعتدى عليه المستوطنون في المنية، كما أطلقت قوات العدوّ قنابل الغاز بكثافة تجاه منازل المواطنين في بلدة "تقوع" جنوبي شرق "بيت لحم".

وردًّا على هذه الاعتداءات، شهدت مناطق عدة مواجهات واشتباكات عنيفة، كان أبرزها في "طوباس"، حيث اندلعت مواجهات في بلدة "عقّابا" شمالي المدينة، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي تجاه المواطنين؛ ما أدى لإصابة ثلاثة مصابين بينهم طفل بجروح خطيرة برصاص الاحتلال.

وأعلنت "سرايا القدس – كتيبة طوباس"، تصديها لقوات الاحتلال الصهيوني في عدة محاور وإمطارها بزخات كثيفة من الرصاص.

وفي جنين، أعلنت "سرايا القدس – كتيبة جنين"، تصديها لقوات الاحتلال المقتحمة لبلدة "جبع" واستهداف آلياتها العسكرية بعددٍ من العبوات الناسفة.

ووفقًا لبلاغات عسكرية صادرة عن سرايا القدس بالضفة؛ فقد تصدى مقاتلو "سرية سيلة الظهر" التابعة للكتيبة لقوات العدوّ المقتحمة للبلدة واستهداف الآليات العسكرية بعبوات معدة مسبقًا، مؤكّدين تحقيق إصابات مؤكّدة في صفوف قوات الاحتلال.

وفي السياق، قالت "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان": إنَّ سلطات "الاحتلال والمستوطنين نفّذوا 158 اعتداءً ضد قاطفي الزيتون في الضفة منذ مطلع أكتوبر 2025م، موضحةً أنَّ "المستوطنين صعّدوا هجماتهم واعتداءاتهم تحت حماية جيش الاحتلال، بحق الفلسطينيين ومنعهم من قطف ثمار الزيتون في عدة مناطق بالضفة".

وتعليقًا على الأحداث وعنف المغتصبين الصهاينة، أعرب الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، عن أسفه وإدانته لتصاعد عنف المستوطنين، وقال: إنَّ "إحراق مستوطنين "إسرائيليين" ونهبهم مساكن البدو بالضفة المحتلة أمر محزن"، مؤكّدًا أنَّ سلطات الاحتلال "لا تحقق أبدًا في عنف المستوطنين؛ بل يتصرفون بحصانة تامة".

ويأتي هذا التصعيد ليرفع من منسوب التوتر في الضفة الغربية، ويشير إلى استمرار التنسيق بين قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان المغتصبين في محاولات لعرقلة الحياة الطبيعية للمواطنين الفلسطينيين والاعتداء على ممتلكاتهم.