شهيدُ التضحية والفداء

علاء الدين المؤيد

ترحل القامات العظيمة، فتهتزّ لها الجبال، وتبكيها الميادين، ويقف التاريخ إجلالًا وهو يخط أسماءَهم بحروف من نور ووفاء.

وهكذا رحل القائد المؤمن، المجاهد الصُّلب، الفريق الركن محمد الغماري - شهيد الإسلام، وركنه الراسخ في زمن التحديات - تاركًا خلفه إرثًا من العزّة والمجد والإيمان.

سلامٌ على رجلٍ ما انثنى في ميدان، ولا تراجع في ساعة الموقف الحق.

سلامٌ على من جعل من عمره جسرًا تعبر عليه أُمَّـة نحو حريّتها وكرامتها، وتدافع بشرف عن مقدساتها.

في مسيرة الجهاد، كان الشهيد وجهًا من وجوه النصر الإلهي، ودرعًا من دروع السيد في مواجهة الطغاة والمستكبرين.

عُرف بالانضباط الدقيق، والرؤية الواضحة، والقدرة الفذّة على إدارة المواقف في أحرج الظروف وأشدها.

لقد كان الشهيد عنوانًا للولاء الصادق، والوفاء الثابت للسيد القائد - حفظه الله - ومثالًا فريدًا للرجل الذي وهب حياته في سبيل الله، نصرةً للمستضعفين، دون تردّد أَو تراجع.

رحل جسده الطاهر، لكن سيرته ستبقى شاهدًا على جيلٍ من القادة الذين صاغوا بدمائهم مجد هذه الأُمَّــة، وعزّها، وثباتها على الحق في وجه قوى الاستكبار والطغيان.

إن رحيل الشهيد لم يكن غيابًا، بل كان ولادةً جديدة لزمنٍ خالد في ذاكرة الأُمَّــة.

فالقادة العظماء لا يموتون؛ بل يتحوّلون إلى مناراتٍ تضيء درب الأجيال.