عُشَّاق الحياة الخالدة في دروب المواجهة
آخر تحديث 25-10-2025 15:51

في خضمّ سجالات الأمم وصراع الإرادات، تبرز حقيقةٌ ساطعةٌ كنورِ الشمسِ في وَضَحِ النهار نحن لسنا مُجَـرّد طلابِ نجاة عابرة، بل نحن عُشَّاق الحياة الأبدية الخالدة بحقّها وكمالها.

هذا العِشق ليسَ ترفًا عاطفيًّا، بل هو فلسفة وجود متكاملة، ترفض الانصياعَ لسلطان الجمود أَو لواقع القهر والاضمحلال، حَيثُ إنهُ إيمانٌ عميقٌ بـالحقّ في العيش الكريم، والنموّ المتصاعد، والازدهار الإنساني غير المنقوص.

ومن هذا المنطلق الإيماني والوجودي، كان اختيارنا لطريق المواجهة الشاقة والقاسية ضدّ قوى الاستكبار العالمي ليس مُجَـرّد رد فعل انفعالي، بل هو ضرورة وجودية وفعل عقلي مُتعمَّد.. فلِمَ اخترنا هذا الدرب الوعر؟ لأنّ هذه القوى، بطبيعتها وجوهر منهجها، هي أعداء الحياة.

وعلى رأس هذه القوى، يتربّع الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، التي تُشكّل مركز الثقل للهيمنة والغطرسة، وتُشرعِنُ بـ"قوة القانون" أَو "قانون القوة" كُـلّ أشكال الظلم والتعدي على سيادة الشعوب وإلى جانبها، يقف الكيان الصهيوني، الذي يُجسّد الاستكبار في صورته الأكثر وقاحة ودموية، فهو مشروع اغتصاب وإبادة جماعية مُعلنة، ويُمثّل سرطانًا ينهش في جسد الأُمَّــة، يهدف إلى تجميد كُـلّ حراك حيويّ وتنمويّ في المنطقة.

إنّ الاستكبار بآلياته وأدواته وهيمنته الاقتصادية والعسكرية هو مرادفُ التجميد، والتبخيس، والتدمير المنهجي لكلّ ما هو حيّ ونابض بالحيوية والأمل، إنه نقيضُ الحُبّ، ونقيضُ البناء، ونقيضُ الامتداد الإنساني الطبيعي، حَيثُ إنهم لا يكتفون بقتل الأجساد، بل يستهدفون قتل الروح المعنوية، ووأد الإمْكَانات التنموية، وتجفيف منابع الكرامة الإنسانية.

لذلك اخترنا فلسفة الامتداد والخلود وهي الشهادة كضمانة للحياة الابدية الخالدة، حَيثُ إنّ فقهنا للحياة يتجاوز النظرة القاصرة للوجود الزائل، وبالنسبة لنا، إن حياتنا الأُخرى هي امتداد طبيعي ومنطقي لحياتنا الدنيا، فليست الحياةُ الدنيويةُ جُزُرًا معزولة عن محيطٍ آخر، بل هي طورٌ أول، ومحطة عبور، ومزرعة للخلود، هذا الترابط العضوي بين العاجل والآجل يمنح معركتنا ضدّ الاستكبار بعدًا أعمق، فهي ليست معركة على حدودٍ جغرافية أَو موارد مادية فحسب، بل هي معركة على مفهوم الوجود ذاته.

وفي هذا السياق، يبرز مشروع الشهادة كأرقى صور العِشقة الحقيقية للحياة، فالشهادة ليست فعلَ يأسٍ أَو طلبًا للعدم، بل هي ذروة البذل لتأمين ديمومة الحياة الحرة الكريمة للأجيال القادمة وإن الشهيد هو عاشق الحياة الذي يرفض المساومة على جوهرها، فيُقدّم روحه ثمنًا لاستمرار حيوية الأُمَّــة، وهو بذلك يُحقّق أعلى درجات الامتداد الوجودي.

إنّها استثمار لا ينضب في هذا الامتداد الأبدي، نُطهّر به مسيرتنا من شائبة الرضوخ التي تحول دون الوصول إلى الكمال الوجودي.

ولذلك، فإنّ كُـلّ خطوة نخطوها على هذا الطريق، وكلّ قطرة عرق أَو دم تُسال، هي بمثابة رُفعةٍ وتقدم نحو الغاية العُظمى، أن يوصلنا هذا الطريق إلى المُستقرّ الأبديّ الآمن، والحياة الخالدة التي لا انقطاع لها أبدًا، وهذا المستقر ليس وعدًا ضبابيًّا، بل هو النتيجة المنطقية لجهادِ الصابرين والمُحافظين على قيمة الحياة في أسمى صورها.

إنّ الاستكبار يُقدِّم للمستضعفين خيارين: إما حياةُ الذلّ الدنية في ظلال هيمنته، أَو الموتُ والاندثار.. أما نحن، عُشّاق الحياة، فقد اكتشفنا الخيار الثالث والوحيد الذي يليق بكامل إنسانيتنا مواجهةُ الموتِ بالحقّ، لِنَنَالَ الحياةَ الخالدةَ المُمتدّة.

إنّ المعركة إذَا ليست انتحارا ولا هروبًا من الواقع، بل هي قمة الالتزام بمتطلبات الحياة السليمة وهي شهادةٌ عمليّة على أنّ الحياة ليست مُجَـرّد نفس يتردّد في الصدر، بل هي كرامة، وحرية، وعدالة، وفتحٌ مُستمرّ، وفي ميزان الوجود، لا يُمكن لهذه القيم السامية أن تتحقّق وتستمر إلا بنبذ أعدائها الألدّاء.

فلنمضِ، ونحن مُتوشّحون بعباءة اليقين، وندرك أنّنا نقف على أرضٍ صلبةٍ من الوعي والتبصّر ونحن أصحاب مشروعِ حياةٍ لا يزول، ومشروعِ خلودٍ لا يفنى، وهذا هو جوهرُ القوة التي لا تُقهر في وجه جبروت قوى الهيمنة والجحود، إنّها لعِشقةٌ تستحقّ كُـلّ هذا العناء، وإنه لثمنٌ زهيدٌ مقابل الخلود الأبديّ الآمن.

عروض ومناورات في المحافظات تؤكد الجهوزية الشاملة ومواصلة نصرة غزة
تقرير | المسيرة نت: شهدت محافظات عدة اليوم عروضاً ومناورات عسكرية وشعبية احتفالاً بمرور عامين على عملية "طوفان الأقصى"، وتجسدت فيها جاهزية خريجي دورات التعبئة والتدريب، ووقوف الشعب اليمني صفّاً واحداً إلى جانب المقاومة الفلسطينية والقيادة الثورية.
لبنان بين مطرقة الضغط الأمريكي وسندان العدوان الصهيوني.. المقاومة ترفع سقف الجهوزية
المسيرة نت| خاص: استقبل لبنان اليوم الاثنين، المبعوثة الأمريكية "مورغان أورتاغوس" في بيروت، قادمة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، في وقتٍ يواجه فيه ضغوطًا أمريكية مكثفة تصب في مصلحة الكيان الصهيوني، وتزامنًا مع تصعيد غير مسبوق في الاعتداءات والخروقات المتواصلة للعدو الاسرائيلي على سيادة وأمن لبنان.
في مقابلة خاصة على قناة المنار.. الشيخ نعيم قاسم يؤكد جاهزية المقاومة لتجاوز كل التحديات الداخلية والخارجية والإقليمية
متابعة خاصة | المسيرة نت: قدّم الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رؤية شاملة لمسار المقاومة وأولويات الحزب خلال الفترة المقبلة، راسماً بعضاً من ملامح المرحلة بمواقف مفصلية حول منهجية المقاومة، وإدارة المعارك العسكرية والسياسية ومواجهة التحديات والضغوط.
الأخبار العاجلة
  • 23:20
    مصادر سورية: توغل 6 آليات عسكرية للعدو الإسرائيلي باتجاه تل أحمر في ريف القنيطرة الشمالي
  • 23:16
    مصادر سورية: توغل 4 دبابات للعدو الإسرائيلي باتجاه قرية أوفانيا بريف القنيطرة الشمالي
  • 23:07
    إدارة الكوارث والطوارئ التركية: زلزال بقوة 6.1 درجة في منطقة باليكيسير جنوب بحر مرمرة، شعر به سكان مدينة إسطنبول
  • 23:07
    كتائب القسام تسلم جثة أسير صهيوني للصليب الأحمر في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى
  • 22:41
    صحيفة هآرتس الصهيونية: حالات المقاطعة الأكاديمية العالمية ضد الباحثين "الإسرائيليين" تضاعفت 3 مرات خلال العام الماضي
  • 22:19
    إعلام تركي: تركيا ستشتري 44 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" تشمل 20 طائرة جديدة من بريطانيا و24 طائرة مستخدمة منها 12 من قطر و12 من عُمان
الأكثر متابعة