بـ 39 مسيرة حاشدة.. البيضاء تختم فصلَ تحوّلٍ استراتيجيٍّ من مركزٍ لتنظيمات الإجرام إلى معقلٍ للجماهير الثائرة بوجه أمريكا و"كيانها"
آخر تحديث 17-10-2025 22:22

البيضاء | المسيرة نت: شهدت محافظة البيضاء اليوم خروجَ عشراتِ آلاف المواطنين في أكبر التفاف جماهيري منذ بداية الطوفان، حيث توافد الأحرار إلى 39 ساحة بمركز المحافظة ومديرياتها، لمشاركة أحرار الشعب اليمني مسيرات "عامان من العطاء.. ووفاء لدماء الشهداء".

المسيرات في كل مديريات ومدن وعزل البيضاء جاءت بهذا الشكل الأوسع لتكتب فصلاً جديداً من التحولات، وتجسّد تكريماً للشهداء وتجديداً للعهد في استمرارية الدعم للقضية الفلسطينية، ولتؤكّد أن البيضاء بمساحتها الجغرافية الاستراتيجية صارت مشروعٌ شعبيٌّ حقيقيٌّ تقف على أساسه إرادةٌ وطنيةٌ راسخة بأبعادٍ إقليميةٍ تسعى لنصرة الأمة من بطش أعدائها.

وفي المسيرات التي قادتها قياداتٌ تنفيذيةٌ وأمنيةٌ وعسكريةٌ وشخصياتٌ اجتماعية، رفعت الجماهير الأعلامَ اليمنيةَ والفلسطينيةَ وصورَ الشهداء، ورددت شعاراتٍ تُجسّد موقفَ الشعب اليمني الدينيّ والإنسانيّ، وتؤكّد أن الجهاد في سبيل الحق خيارُ جماعةٍ لا فردٍ، وأن التضحية سبيلٌ إلى حريةٍ وكرامةٍ لا تندثر.

وقد حملت الساحات رسائلَ تاريخيةً واستراتيجيةً؛ فقد استذكر المتظاهرون كيف تحوّلت البيضاء من بؤرةٍ استُغِلَّت فيها مشاريعُ تمزيقٍ لليمن أرضًا وإنسانًا، وكانت خلالها بعض مناطقها مرتعًا لتنظيمات التكفيرِ والتطرّف التي عملت كعمالةٍ لأجنداتٍ خارجيةٍ — إلى محافظةٍ أعادت بناءَ نفسها، وخرجت من تحت عبءِ التجنيد والتجنّب لتصبح مساحةً استراتيجيةً معبّرةً عن وعيٍ جماهيريٍّ متقدّم.

هذا التحوّل لم يكن مصادفةً؛ بل جاء نتيجة تفاعلٍ شعبيٍّ وتنظيميٍّ وميداني أعاد ترتيبَ المشهد الأمنيِّ والاجتماعيِّ على نحوٍ مكنّ المحافظةَ من أن تصير نموذجًا لصدِّ المخططات التدميرية التي أرادت أمريكا استغلالها ضدّ استقرار الوطن.

المتظاهرون لم يكتفوا بالاستحضار التاريخي، بل قدّموا تصوّراً عمليًا لمستقبل المحافظة: تعزيز البناءِ المؤسسي، تطوير برامج التدريب والتأهيلِ الشاملِ الكفيلِ بتهيئة الطاقات، ودمج الساحات والمديريات في منظوماتِ عملٍ متكاملةٍ قادرةٍ على الاستجابة السريعة لأي طارئٍ متعلقٍ بالساحة الفلسطينية التي باتت قِبلةَ كل التحركات اليمنية.

كما دعت كلمات المشاركين إلى تكثيف الجهد التنمويِّ والتعبويِّ بما يسهم في خلقِ بيئةٍ قادرةٍ على الصمود أمام أعتى المعتدين المتآمرين، وفاعلةٍ في معركةِ اليمنِ التحرريةِ الكبرى.

على الصعيد الأمنيِّ والعسكري، ركّزت التوجيهات الميدانية على صون المكتسبات التي حقّقتها القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ ومقاتلو المقاومة، وبناء منظومةِ دفاعٍ مجتمعيٍ لا تقتصر على السلاح وحدَه، بل تشمل التدريبَ والتأهيلَ والشكلَ الكفيلَ بمواجهة كل التحديات وخوض كل الخيارات، مجددين في هذا الجانب التفويضَ المطلقَ للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي للمضيِّ في معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدّس.

البُعد الأخلاقيُّ والدينيُّ تردّد في كلِّ الخطابات؛ فقد كان هناك ترابطٌ واضحٌ بين الدعوة إلى الاستمرار في نصرة المظلومين، والعودة إلى القيم التي تُغذّي صمود المجتمع وتحصّنه ضدّ الإغراءاتِ الأيديولوجيةِ الخارجية.

وجاء في أكثر من كلمةٍ تشديدٌ على أن العمل المقاوم لا يكتمل إلا مع التزامٍ أخلاقيٍّ يؤسّس لثقافةٍ مجتمعيةٍ قويةٍ تُعلي من شأن التضحية والبذل من دون أن تُقحِم الشعب في فوضى قد تُستخدم ضده.

البيضاء اليوم، كما أعلنت حشودها، صارَت مثالًا حيًّا على أن الوعي الشعبي والتنظيم الميداني قادران على قلب المشهد، وإعادة بناء أرضٍ تعيش كرامتها وتؤمن مستقبلَ أبنائها وتشارك أبناءَ أمتها كل الملاحمِ ضدّ الطغيان.

وتوحدت الكلمة ببيانٍ مشتركٍ صادرٍ عن كل الساحات، شدّد على ضرورة الاستمرار في شحذ الهمم وحشد الطاقات وتطوير القدرات، وتنظيم الصفوف.

وجاء في نصّ البيان: إن الشعبَ اليمنيَّ الذي اختار الجهاد طريقًا له يزفّ إلى الأمة قائداً جهادياً عظيماً، القائد الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري، تقديرًا لدوره وملاحم التضحية التي رسمت ملامحَ توازناتٍ جديدة خلال العامين الماضيين.

كما استذكر البيان الشهيدَ العظيم يحيى السنوار وقادةً آخرين في فلسطين ولبنان وإيران واليمن، كتجسيدٍ لروحِ التضامنِ التي تربط ساحاتِ صنعاء بصمودِ غزة.

وأكّد أن الشهداء العظام "برهنوا للعالم كله بأن وعد الله بالنصر لعباده المؤمنين حقٌّ وصدقٌ ولو كان أمام أحدث ترسانات الحرب العالمية، وحاملات الطائرات والقاذفات الأمريكية الاستراتيجية، وأثبتوا أن هزيمة العدو ممكنةٌ بالتوكّل على الله والاعتماد عليه، وأن التضحيات وقودُ الانتصارات ولا تؤدي إلى توقف مسيرةِ الحق بل تزيدها اتقادًا واشتعالًا في وجه الطاغوت"، مضيفًا: "قدموا أعظمَ دروسِ الثباتِ والتسابقِ إلى التضحية، ورفضوا الخنوع أو الاستسلام أو التراجع".

وعاهد أحرارُ البيضاء في البيان كلَّ الشهداء "أن نمضي على ذات الطريق دون ترددٍ أو تراجعٍ حتى يتحقق وعدُ الله الذي لا يخلف الميعاد".

وفي رسالةٍ نوعية، قال أحرارُ البيضاء في البيان: "سنبقى نراقبُ بكل اهتمام التطورات في غزة، ونحن جاهزون للعودة في حال عاد العدو أو غدر أو نكث، فإننا سنعود أكثر عزماً واستعدادًا على كل الأصعدة والمستويات بإذن الله وتوفيقه وعونه"، داعين "الجميع في مختلف المجالات رسميًا وشعبيًا إلى التحرك بكل عزمٍ وجدٍّ في استخلاص الدروس والعِبرِ والتجاربِ من هذه الجولة من الصراع مع العدو، والاستعداد فورًا لأي جولة قادمة، وألا نسمح للعدو أن يكون أكثر جديةً واهتمامًا واستعدادًا للظلم والإجرام من جديتنا واهتمامنا واستعدادنا لإقامة القسط والعدل ودفع الظلم والبغي".

واختتموا بيانَ مسيراتهم بدعوةٍ "شعوبَ أمتنا إلى ما فيه فلاحهم وصلاح دنياهم وآخرتهم، وذلك بالعودةِ الصادقةِ والعمليةِ إلى كتابِ الله الكريم باعتباره نورَ الله وهديه لعباده، أنزله لهم منهجًا للعمل به في مختلف مجالات حياتهم، وإلا فما ينتظرهم على أيدي أشدّ الناس عداوةً لهم أكثر سوءًا، ولا حلَّ ولا مخرجَ إلا في كتابِ الله القرآنِ الكريم".

الفرح: لا قلق على شغور المكان ولا على تأثر المسار
أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد الفرح، أن تعيين اللواء المجاهد أبو حسين المداني خلفاً للشهيد اللواء محمد عبدالكريم الغماري يمثل امتداداً طبيعياً لنهج القيادة الثورية والعسكرية الصلبة، موضحاً أن لا قلق على شغور المكان ولا على تأثر المسار.
حماس تدين مجزرة عائلة أبو شعبان وتدعو المجرم ترامب والوسطاء للتدخل لوقف خروقات كيان العدو الصهيوني
خاص| المسيرة نت: أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس المجزرة المروّعة التي ارتكبها جيش كيان العدو الصهيوني مساء الجمعة بحق عائلة أبو شعبان في قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد 11 مواطنًا من أبناء العائلة، بينهم 7 أطفال و3 نساء.
الرئيس البرازيلي يدافع عن كوبا وفنزويلا من الهيمنة الأمريكية
متابعات| المسيرة نت: أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن كوبا وفنزويلا دولتان مستقلتان، ولا ينبغي لأي رئيس أو دولة أخرى أن تملي عليهما ما يجب أن تكونا عليه أو كيف تديران شؤونهما الداخلية.
الأخبار العاجلة
  • 09:49
    مصادر فلسطينية: آليات العدو تواصل إطلاق النار شرقي مدينة غزة
  • 09:48
    مصادر لبنانية: مسيّرة للعدو أطلقت قنبلة صوتية باتجاه منطقة غاصونة شرق بلدة بليدا
  • 09:46
    متحدث الحكومة الأفغانية: باكستان وأفغانستان تعقدان محادثات في الدوحة بعد اشتباكات عنيفة بينهما
  • 09:31
    مصادر فلسطينية: مغتصبون صهاينة يمنعون المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في منطقة الفنجل ببلدة سالم شرق نابلس
  • 09:31
    الأونروا: أكثر من 8000 معلم من الأونروا في غزة مستعدون لاستئناف تعليم الأطفال ونطالب بتسهيل عملهم
  • 09:05
    مصادر فلسطينية: العدو يواصل اقتحام بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، ويمنع المزارعين من قطف ثمار الزيتون بقرية كوبر شمال رام الله
الأكثر متابعة