مبارك بيضون: وقف إطلاق النار بين كابل وإسلام آباد يواجه تحديات... والصراعات تتجاوز حدود البلدين

المسيرة – متابعات قال الكاتب والإعلامي مبارك بيضون : " أن وقف إطلاق النار المقرر بين أفغانستان وباكستان عند الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم الأربعاء، يبدو أنه يواجه عقبات ميدانية، مشيراً إلى استمرار المناوشات على الحدود المشتركة رغم التفاهمات الأولية التي جرت مؤخراً".

وأوضح بيضون، في تصريح خاص لقناة المسيرة  أن الاتهامات المتبادلة بين الجانبين لا تزال حاضرة، حيث تتهم كل من كابل وإسلام آباد الطرف الآخر ببدء الاعتداءات، في ظل ظروف ميدانية معقدة ومناخ سياسي مضطرب.

وأشار إلى أن الحدود الطويلة، التي تمتد لأكثر من 2750 كيلومتراً، تساهم في تعقيد المشهد، مضيفاً أن "هذه ليست مجرد نزاعات حدودية بين بلدين متجاورين، بل هي امتدادات لصراعات خارجية ترتبط بخريطة التقسيم التي فرضها الاستعمار البريطاني، ولا تزال تلقي بظلالها حتى اليوم".

وتابع بيضون قائلاً: "الصراعات في المنطقة لا تُفهم بمعزل عن تدخلات قوى إقليمية ودولية، فهناك دور سعودي وقطري في الوساطة، إضافة إلى مصالح صينية وتركية تتقاطع مع خطوط النزاع في تلك الرقعة الجغرافية الحساسة".

كما لفت إلى أهمية الموقع الجغرافي لكل من أفغانستان وباكستان، كون المنطقة تُعد جزءاً من ممرات استراتيجية للتجارة العالمية، أبرزها طريق الحرير، الذي يمر عبر المحيط الهندي ومناطق آسيوية متاخمة، وتتنافس عليه القوى الكبرى لما له من أهمية اقتصادية واستراتيجية.

واختتم بيضون بالقول إن باكستان، كدولة نووية، تمثل رقماً صعباً في معادلات الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن التوتر الأخير مع الهند بشأن كشمير يعكس هشاشة الاستقرار في جنوب آسيا، وأن كل تصعيد – سواء مع أفغانستان أو الهند – يجب قراءته ضمن سياق أوسع من مجرد نزاع حدودي.