بعد عامين من صمود غزة وإسناد اليمن المستدام قراءة تحليلية واستراتيجية
آخر تحديث 10-10-2025 03:32

خاص| منصور البكالي| المسيرة نت: تأتي الذكرى الثانية لطوفان الأقصى في لحظة مفصلية من تاريخ الصراع العربي الصهيوني الأمريكي الامبريالي، إذ شهدت المنطقة خلال العامين الماضيين تحولات جوهرية في موازين القوة على المستويين العسكري والسياسي، إلى جانب تحولات عميقة في الوعي الجمعي للأمة وفي تموضع القوى الإقليمية الداعمة للمقاومة.

وفي هذا السياق، شكّل خطاب قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي_ يحفظه الله_ في هذه المناسبة وثيقة استراتيجية شاملة تحدد معالم المرحلة المقبلة في ضوء صمود غزة، وتؤكد الدور اليمني المحوري كجبهة إسناد فاعلة في مواجهة كيان العدو الصهيوني وحلفائه، ومسؤوليات الأمة، الدينية في مواجهة المجرمين، والطواغيت في هذا العصر.

جاء خطاب السيد القائد متزامناً مع بدء المرحلة الأولى من اتفاق وقف العدوان على غزة، حاملاً دلالات تتجاوز لحظة التهدئة إلى عمق التحول التاريخي الذي أحدثه صمود المقاومة.

 وأكد أن المعركة لم تنته وأن وقف العدوان لا يعني نهاية المواجهة بل يمثل محطة لإعادة التموضع واستمرار الصراع مع كيان العدو.

 كما شدد على أن القضية الفلسطينية ليست قضية سياسية فقط بل دينية وأمنية وأخلاقية تمس هوية الأمة الإيمانية ومصيرها، ومقاصد رسالة نبيها، وهو ما يعيد تعريف الأمن القومي العربي والإسلامي على أساس وحدة الموقف تجاه العدو وترسيخ مبدأ الإسناد المتبادل بين الجبهات.

وبذلك قدّم الخطاب إطاراً استراتيجياً جديداً يجعل من دعم فلسطين شراكة فعلية في معركة الوعي والإسناد العسكري والسياسي، مؤكداً أن اليمن أصبح ركناً رئيسياً في محور المقاومة بحضوره الميداني والإعلامي والسياسي الفاعل.

في قراءة السفير عبد الله صبري، فإن الموقف اليمني منذ اندلاع العدوان على غزة لم يتغير بل ازداد ثباتاً وعمقاً.

فاليمن يتحرك بدافع التزام ديني وإنساني وأخلاقي يرى في الدفاع عن فلسطين واجباً شرعياً لا يخضع للمساومة أو الحسابات السياسية. هذا الثبات ينبع من عقيدة وطنية وثورية تنظر إلى فلسطين كامتداد لمعركة التحرر ضد الاستعمار، ما يجعل دعم المقاومة جزءاً من الهوية اليمنية الثورية وليس مجرد موقف سياسي عابر.

ويرى صبري أن متابعة صنعاء لاتفاقات وقف العدوان وتبادل الأسرى والمساعدات الإنسانية تعكس دورها كطرف معنوي في حماية المدنيين وضمان عدم الالتفاف على شروط المقاومة، معتبراً أن التهدئة الراهنة تمثل فرصة لتكريس المكاسب السياسية للمقاومة إذا ما تم الحفاظ على معايير الصمود والثبات في أي عملية تفاوضية.



وأشار صبري إلى أن الإشارات المبشرة لبدء تخفيف حدة العدوان على غزة تمثل خطوة أولى نحو فتح آفاق وقف الحرب بشكل كامل وتمكين المدنيين من الحصول على المساعدات الإنسانية وإعادة بناء حياتهم، مؤكداً أن أي تحرك سياسي أو عسكري مستقبلي يجب أن يضع في الاعتبار حماية المدنيين وكرامتهم

من جانبه، أبرز الباحث السياسي صالح أبو عزة فشل أهداف القيادة السياسية والعسكرية في كيان العدو الصهيوني والتي دارت حول إعادة احتلال قطاع غزة وإعادة استثمار وتأجير القطاع لأغراض استيطانية وأمنية وتجارية.

وأوضح أن تصريحات قيادات مثل مجرمين الحرب "ترامب ونتنياهو وسموتريتش وبن غفير" حول ما يسمونه بـ "إعادة غوش قطيف" ، وإقامة مشاريع أمنية وساحلية على أنقاض غزة اصطدمت بصمود الشعب الفلسطيني وتلاحم جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق وإيران.



وأضاف أبو عزة أن غزة، رغم صغر حجمها الجغرافي، نجحت في إفشال كل هذه المخططات، وأن فشل هذه الأهداف الاستراتيجية يرسل رسالة واضحة بأن أي محاولة للعدو للانتقال إلى ساحات أخرى ستواجه نفس الصعوبات وأن صمود غزة يمثل معجزة حقيقية تعيد رسم احتمالات المواجهة المستقبليّة

كما تناول أبو عزة أبعاد المعركة العددية والتدريبية، مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية في غزة، وفق التقديرات، لم تتجاوز حوالي خمسين ألف مقاتل، بينما استمرت مواجهة آلة عسكرية ضخمة مدعومة من الولايات المتحدة والغرب، موضحاً أن أعداد المتدربين في اليمن ضمن نظام طوفان الأقصى بلغت 132 ألفاً كتدريب ثانوي، بالإضافة إلى ملايين في التدريب الأساسي، ما يمثل دعماً بشرياً واسعاً للمقاومة ويؤكد قوة محور الإسناد في مواجهة العدوان الصهيوني.

أما الدكتور وسيم بزي فقد اعتبر أن خطاب السيد القائد يرسم معالم رؤية جديدة للأمن الجماعي الإسلامي، حيث لم تعد القضية الفلسطينية مسألة تضامن موسمي بل أصبحت معياراً لشرعية الأنظمة ومقياساً لالتزامها بالقيم الإنسانية والاستقلال السياسي.

أما الدكتور وسيم بزي فقد اعتبر أن خطاب السيد القائد يرسم معالم رؤية جديدة للأمن الجماعي الإسلامي، حيث لم تعد القضية الفلسطينية مسألة تضامن موسمي بل أصبحت معياراً لشرعية الأنظمة ومقياساً لالتزامها بالقيم الإنسانية والاستقلال السياسي.

 وأوضح بزي أن فشل العدو وتراجع هيبته أمام صمود المقاومة يكشف انتقال ميزان الردع من القوة العسكرية إلى القوة المجتمعية المشتركة، إذ بات الصراع بين مشروعين حضاريين متناقضين: مشروع الهيمنة الصهيونية الغربية ومشروع التحرر العربي الإسلامي الذي يتبلور في محور المقاومة.

من هذا المنطلق، أصبح الدور اليمني نموذجاً لمفهوم الإسناد الاستراتيجي المستدام الذي يجمع بين الفعل السياسي والعسكري والإعلامي، وأسهم في تضييق الخناق على الكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر.

 كما حذر بزي من أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحول العدو إلى أدوات الحرب الناعمة كالإعلام والاقتصاد لاختراق جبهات المقاومة، ما يستدعي يقظة مستمرة وتحشيداً مجتمعياً واعياً.

يحمل الخطاب أيضاً أبعاداً قيمية وسياسية متكاملة. فمن الناحية القيمية، يعيد تأكيد أن نصرة فلسطين واجب إيماني وأخلاقي، وأن التراجع عنها يمثل سقوطاً حضارياً للأمة.

ومن الناحية السياسية، يرسخ معادلة جديدة للردع تعتمد على تحالف الشعوب الحرة وتكامل الجبهات بدلاً من تحالفات الأنظمة التابعة.

 بهذا المزج بين القيم والتحليل، يتحول الخطاب إلى إعلان استراتيجي لاستمرار المعركة كخيار وجودي طويل المدى لا يتوقف بانتهاء جولة ميدانية.

تتجلى الدلالات الاستراتيجية للخطاب في تثبيت اليمن كفاعل إقليمي مستقل داخل محور المقاومة يملك زمام المبادرة، وتحول الصراع من ساحة فلسطينية إلى فضاء إقليمي متشابك، وإعادة تعريف مفهوم الردع على أسس إيمانية ومجتمعية تتجاوز حدود التفوق العسكري. كما يؤكد الخطاب إخفاق المشروع الأمريكي الصهيوني في فرض الاستسلام أو التطبيع، وصعود نموذج “غزة – صنعاء” كرمز للتحدي والصمود، مع بروز البعد الإنساني كمحدد رئيسي في الموقف العربي الجديد.

ورغم حالة التوازن النسبي التي أفرزها وقف العدوان، تبقى المرحلة المقبلة مفتوحة على عدة سيناريوهات محتملة. الأول هو سيناريو التهدئة المشروطة التي تضمن هدنة طويلة الأمد إذا استمر الإسناد اليمني والعربي في حالة الجاهزية.

والثاني هو احتمال عودة العدوان المحدود لاختبار الميدان أو تحسين شروط التفاوض، وهو ما يتطلب استعداداً استخبارياً وميدانياً دائماً، والثالث يتمثل في انتقال المواجهة إلى ميادين الحرب الناعمة، مما يستدعي تعزيز الوعي والتحصين الثقافي.

أما الرابع فهو سيناريو التكامل المتزايد بين جبهات المقاومة بما يؤدي إلى بلورة تحالف أمني إقليمي غير معلن يعيد رسم ميزان القوى في المنطقة.

خلاصة القول إن عامين من طوفان الأقصى كشفا أن الصراع لم يعد مجرد مواجهة بين كيان غاصب وشعب محتل، بل بين مشروعين متناقضين في الرؤية والهوية. مشروع الاحتلال والتوسع يواجه اليوم مشروعاً تحررياً تتبناه شعوب حرة تمتلك الإرادة والقدرة على الصمود.

وتحولت غزة من ساحة حصار إلى مركز لإعادة صياغة الوعي العربي والإسلامي، وأثبتت التجربة أن صمودها كان نقطة تحول استراتيجية في الوجدان الجمعي للأمة.

 بهذا اليمن أعاد تعريف مفهوم المشاركة في الدفاع عن فلسطين من تضامن رمزي إلى واجب وجودي يترجم عملياً في الميدان والقرار السياسي، وقرار إيماني يتعبد الله به، من منطلق المسؤولية، المبنية على الثقة بالله ونصرة المحتوم.

وهنا تؤشر المعطيات إلى أن المرحلة القادمة ستشهد ترسيخ معادلة ردع إقليمية قوامها غزة وصنعاء وبيروت، وتراجع فاعلية الضغوط الأمريكية والإسرائيلية أمام صعود جبهة الشعوب الحرة، وانتقال محور المقاومة من الردع الدفاعي إلى الردع المتبادل وربما الهجومي المحدود ضمن توازن جديد.

 وبالعودة إلى خطاب السيد القائد، بما حمله من وضوح واستشراف، يمثل خارطة طريق للمرحلة المقبلة، تقوم على الوعي واليقظة والاستمرار، وتربط بين الإيمان والواقعية، بين الإنسان والأرض والمسؤولية، وبين الصمود والتحرر، مؤكداً أن الانتصار لا يقاس بمدة الحرب، بل بقدرة الأمة على النهوض بمسؤوليتها الدينية ومواجهة أعدائها ومخططاتهم، وتقديم النموذج الإيماني القرآني، الأخلاقي والسيادي والإنساني، حتى تتحقق الحرية الكاملة لفلسطين ولكل شعوب المنطقة، ومستضعفي العالم أينما حل بهم الظلم والعدوان الامبريالي الشيطاني الرجيم.

 


الوادعي: طرح السيد القائد ارتقى إلى مستوى المواقف التاريخية الخالدة
تطرق الكاتب والصحفي إبراهيم الوادعي، إلى خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مؤكداً أن التعثر الذي واجهه العدو الصهيوني في غزة ليس إلا فترة استراحة، وأن المرحلة الحالية يجب أن تكون محطة للبناء استعداداً لجولة جديدة من المواجهة.
مراسلتنا في بيروت: تصعيد صهيوني على الحدود اللبنانية واعتداءات متواصلة تُنذر بانفجار الموقف
تواصل قوات العدو الصهيوني خروقها اليومية للأراضي اللبنانية، في تصعيد جديد يُنذر بتدهور أمني واسع على الجبهة الجنوبية، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والمسيّر، واستنفار في صفوف الجيش اللبناني والمقاومة.
إيران تدعو جميع الأطراف إلى الحذّر من خداع العدوّ الصهيوني المستمر
إيران تدعو جميع الأطراف إلى الحذّر من خداع العدوّ الصهيوني
الأخبار العاجلة
  • 12:01
    مصادر فلسطينية: مصابون بجراح خطيرة جراء استهداف العدو لمدرسة تؤوي نازحين في جباليا النزلة شمال قطاع غزة
  • 12:01
    وزارة الداخلية بغزة: سنبدأ بالعمل على استعادة النظام ومعالجة الفوضى التي سعى العدو لنشرها على مدى عامين
  • 11:49
    اللجنة الدولية للصليب الأحمر: سندعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عبر إعادة الأسرى
  • 11:33
    مصادر فلسطينية: زوارق حربية للعدو تطلق نيرانها تجاه المواطنين على شارع الرشيد وسط قطاع غزة
  • 10:12
    مصادر فلسطينية: استشهاد شاب بعد إصابته بطلق ناري في منطقة الإقليمي في مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة
  • 10:12
    مصادر فلسطينية: شهيد جراء استهداف جيش العدو طواقم بلدية غزة بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة
الأكثر متابعة