حين تتحول الجدران النارية من دروع حماية إلى أدوات تجسس وسيطرة
آخر تحديث 22-09-2025 11:44

خاص| المسيرة نت| نافذة الأمن السيبراني: يعيش العالم اليوم في فضاء رقمي مفتوح يتيح الوصول إلى كم هائل من المعلومات، غير أن هذا الفضاء بات يحمل في طيّاته مخاطر متعددة تبدأ من الأخبار المضللة ولا تنتهي عند حدود التجسس والاختراق الخارجي.

ومن أجل مواجهة هذه التحديات اتجهت بعض الدول إلى إنشاء أنظمة رقابة متقدمة، كان أبرزها ما يُعرف بالجدار الناري العظيم في الصين، وهو التجربة الأوسع في العالم من حيث الحجم والفاعلية، وقد أثار جدلاً واسعاً بين من يراه وسيلةً لحماية المجتمع ومن يعتبره أداةً للسيطرة وقمع الحريات.


وفي حلقة من برنامج «نافذة الأمن السيبراني» على قناة المسيرة، قدّم خبير التواصل الاجتماعي والفضاء الرقمي جمال شعيب قراءة شاملة لهذه التجربة وأبعادها التقنية والسياسية والإنسانية.

وأوضح شعيب أن الجدار الناري العظيم الذي بدأت ملامحه أواخر التسعينيات وتم تطويره مطلع الألفية الجديدة، يقوم على منظومة معقدة من تقنيات الحجب تشمل إيقاف عناوين بروتوكولات الإنترنت وحجب نظام أسماء البطاقات، إضافة إلى التحليل العميق لحزم البيانات والمسح النشط لبصمات الاتصالات، بحيث يمنع الوصول إلى المحتويات التي تعتبرها السلطات محظورة.

 وأشار إلى أن غياب المنصات العالمية الكبرى داخل الصين ترافق مع بروز بدائل محلية ضخمة أصبحت بدورها ركائز اقتصادية وتقنية للبلاد.

وبيّن أن هذه التجربة لم تقتصر على الصين وحدها، إذ استلهمتها دول أخرى مثل روسيا وباكستان وإثيوبيا التي لجأت إلى إجراءات مشابهة تحت عنوان حماية الأمن القومي أو منع التدخل الخارجي.

غير أن هذا المسار كثيراً ما يُتهم بكونه وسيلةً لإسكات الأصوات المعارضة وتقييد حرية التعبير.

وفي الجانب الفني، شدّد على أن أي منظومة مهما بلغت قوتها تبقى قابلة للاختراق أو الاستغلال من قبل برمجيات خبيثة، وهو ما يحوّل أحياناً أنظمة الحماية نفسها إلى أدوات للتجسس وتسريب المعلومات. وأكد أن الدول الكبرى تمتلك قدرات اتصال متقدمة يمكنها تجاوز بعض القيود أو النفاذ من ثغرات لأغراض استخباراتية، وهو ما يجعل الحاجة إلى تطوير آليات حماية وطنية أكثر إلحاحاً.

أما على صعيد تجاوز الحجب، فحذّر الخبير من الاعتماد الواسع على تطبيقات فك الحظر مثل برامج الـVPN التي تمنح حرية أكبر في التصفح لكنها في الوقت ذاته تفتح أبواباً خطرة أمام جمع البيانات والتجسس على المستخدمين.

 وقال إن كثيراً من هذه التطبيقات، سواء كانت مجانية أو مدفوعة، ليست آمنة على النحو الذي يظنه الناس.

كما لفت إلى أن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي رفعت من قدرات الرقابة الفردية إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بات بالإمكان تحليل سلوك المستخدمين وربط بياناتهم بأنظمة التعرف على الوجه والصوت، مما يسمح بتتبعهم ورصدهم بدقة عالية ويثير في المقابل قضايا عميقة تتعلق بالخصوصية والكرامة الإنسانية.

وفي خلاصة حديثه أكد جمال شعيب أن الجدار الناري العظيم يمثل نموذجاً متكاملاً يجمع بين تقنيات الحجب التقليدية والأدوات الذكية الحديثة، لكنه ليس عصياً على الاختراق أو الاستغلال، وأن ثمن تجاوز القيود الرقمية قد يكون باهظاً أمنياً وخصوصياً.

وشدّد على أن الوعي المجتمعي والمؤسساتي، إلى جانب وجود أطر قانونية مسؤولة، يظل خط الدفاع الأول لحماية الأفراد والمجتمعات، ولا سيما الفئات الأكثر هشاشة وفي مقدمتها الأطفال، من أخطار هذا الفضاء الرقمي المزدوج الذي يقدّم الفرص بقدر ما يفرض التحديات.

 

 

الأخبار العاجلة
  • 01:46
    رويترز: الجيش الفنزويلي يدرب المواطنين على استخدام الأسلحة وسط توترات مع أمريكا
  • 00:47
    رئيس الوزراء الأيرلندي: المعاناة الهائلة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة خلال العامين الماضيين اعتداء على العالم بأسره
  • 00:18
    رئيس الوزراء الإسباني: "إسرائيل" تعمل للقضاء على الشعب الفلسطيني ويجب وقف الإبادة الجماعية في غزة
  • 00:18
    رئيس الوزراء الإسباني: الجوع يقتل النساء والأطفال في قطاع غزة وعلينا وقف القتل في القطاع الآن
  • 00:10
    رئيس السنغال: الوضع في غزة تخطى كافة الحدود ونشهد مأساة يصعب وصفها وتطهير عرقي ووحشية, والتزام الصمت يمثل تواطؤا
  • 23:58
    الرئيس البرازيلي: لا شيء يبرر قتل أكثر من 65 ألفا من الفلسطينيين في غزة واستخدام الجوع سلاحا للحرب