الدكتور البحيصي: مراسيم تشييع شهداء الحكومة استفتاء شعبي على الشهادة ونصرة فلسطين
آخر تحديث 01-09-2025 22:39

عباس القاعدي | المسيرة نت: عبر رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية الكاتب والباحث السياسي الدكتور محمد البحيصي عن إعجابه بالقدرة السريعة لليمن في تشييع جثمان شهداء حكومة التغيير والبناء الذين استهدفهم كيان العدو الإسرائيلي الخميس الماضي.

وأكد الدكتور البحيصي في مداخلة له على قناة "المسيرة" أن المشهد العظيم الذي جسده الشعب اليمني في تشييع كوكبة من الشهداء يشكّل رسالةً عظيمة وقوية للعالم أجمع، تعبّر عن وعي شعب رسالي ثابت في ميدان المواجهة، لا تهزه المحن ولا تغلبه التحديات. 

وأشار إلى أن الكثير من البلدان تتعرض لمحن قاسية، لكنها تعجز عن تقديم صورة مشابهة لما رأيناه اليوم في صنعاء، موضحاً أن ما جرى مشهد مهيب بكل المقاييس، وفيه انضباط وتنظيم وحضور شعبي هائل، وكأن اليمن كله كان حاضراً في ساحة الوفاء، موضحاً أن الشعب اليمني، من خلال هذا الحضور الاستثنائي، وجّه رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن "اليمن، رغم المصاب الجلل، لا يزال حاضراً في الميدان، ثابتاً على المبادئ، متمسكاً بمسيرته القرآنية." 

ووصف الدكتور البحيصي ما حدث بـ"الاستفتاء الشعبي المتجدد" الذي تمثّله هذه المشاهد الجماهيرية، قائلاً: "السيد القائد يحفظه الله أشار مراراً إلى أن الحضور الشعبي هو ركيزة أساسية في هذه المواجهة الكبرى، بل هو شكل من أشكال الاستفتاء المستمر، وهو استفتاء على الشهادة، وعلى الإيمان، وعلى الجهاد، وعلى نصرة فلسطين، وعلى معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس." 

ويؤكد أن اليمن، رغم ما يتعرض له منذ أكثر من 23 شهراً من عدوان مباشر من أمريكا وكيان العدو الصهيوني، لم يفقد زمام المبادرة، بل أظهر مرة أخرى قدرته على الإدارة الحكيمة والتوازن العميق في أحلك الظروف.

ويتابع حديثه: "كان البعض يراهن على أن استشهاد تسعة وزراء، بينهم رئيس الوزراء، قد يربك المشهد أو يحدث خللاً في بنية الدولة، لكن اليمن كسر هذا الرهان بسرعة، واستطاع أن يثبت تماسكه ووعيه وارتباطه العميق بقيادته، مؤكداً أن هذا المشهد يعكس جوهر الشعب اليمني الأصيل ومعدن اليمنيين الذين لا تزيدهم التضحيات إلا رسوخاً وكرامة، والذين يقدمون للعالم اليوم نموذجاً في الصبر والجهاد والوفاء لدماء الشهداء."

وأكد الدكتور محمد البحيصي أن الرسائل التي وجهها العلامة مفتاح كانت واضحة وقوية، وحملت مضامين وطنية تعكس ثبات الموقف اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني، مشيراً إلى أن الرسالة الأولى كانت موجهة للشعب اليمني، حيث أشاد العلامة مفتاح بثباته وصموده، سواء على مستوى الأداء الحكومي أو في ميدان التصدي للعدوان، وكذلك في دعم القضية الفلسطينية ومعركة غزة، مؤكداً أن اليمن ماضٍ في طريقه دون تردد، ويمتلك الإرادة والقدرة على مواصلة التصعيد، سواء في البحر الأحمر أو خارجه.

وبيّن أن الرسالة الثانية خُصصت للعدو الصهيوني، حيث وصفه مفتاح بالفشل والجبن، بعد استهدافه مبنى حكومياً مدنياً، مشدداً على أن هذا الاستهداف لا يُظهر قوة بل عجزاً، لأن القادة اليمنيين يعيشون بين أبناء شعبهم، ما يجعل استهدافهم ضرباً للمدنيين وليس إنجازاً عسكرياً.

أما الرسالة الثالثة للعلامة مفتاح، فكانت موجهة إلى الأمة العربية والإسلامية، حيث حملت دعوة للاستفاقة من حالة التراجع والتخاذل، وأكدت أن اليمن لا يدافع فقط عن فلسطين، بل عن قضية الإسلام والحق والعدالة، مشدداً على أن اليمن قد وطن نفسه لخوض هذه المعركة المصيرية بكل تكاليفها وتضحياتها.

ونوّه إلى تأكيد السيد القائد عبد الملك الحوثي، في خطابه الأخير، بأن دماء الشهداء لن تذهب سدى، بل هي الزاد الحقيقي لشجرة الحرية والكرامة، لافتًا إلى أن اليمنيين يفهمون معنى الشهادة، ويعتبرونها شرفًا ورصيدًا للمسيرة القرآنية التي تمضي بثبات نحو تحقيق أهدافها، مؤكدًا أن هذا التماسك والوحدة الوطنية اليمنية هما من أهم الرسائل التي ظهرت في هذا المشهد، وأن المرجفين في الداخل والخارج لن ينالوا من عزيمة هذا الشعب، الذي قدّم الشهداء رصيدًا للأمة، ووقودًا لمسيرة التحرر والكرامة. وجسّد اليمن من خلال مراسيم التشييع رسالة القوة والوحدة – كما يقول البحيصي – بأن مسيرة جنازة الشهداء العظام في اليمن شكلت صورة واضحة لقوة الرسالة اليمنية ووحدتها، وسط تنظيم وضبط مميزين، مشيرًا إلى أن هذا المشهد يعكس ردًّا قويًا لمن يظنون أن اليمن يمكن أن ينهار أو يتفكك جراء العدوان الغادر. وقال: "إن الصناعة العسكرية اليمنية التي ظهرت في هذه المعركة تعد رسالة قوة كبرى في الزمان والمكان المناسبين، رغم التضحيات الكبيرة التي قدمها اليمنيون منذ معركة عاصفة الحزم وحتى المواجهة الراهنة مع العدو المجرم الذي استهدف فلسطين واليمن ومحور المقاومة"، مؤكدًا أن الدم اليمني الزكي الذي سال في هذه المعركة وحد الشعب اليمني، وأنهى محاولات التفرقة بين الشمال والجنوب، وبين المحافظات، والتي كانت ترعاها قوى إقليمية وجهوية بهدف التشرذم.

 وأكد أن ميدان السبعين وجامع الشعب اليوم كانا بمثابة صعيد عرفات لليمنيين، حيث تجمع الجميع من مختلف المحافظات، متحدين بالدم والرسالة والهدف الواحد، في مواجهة العدو المجرم، منوهًا إلى أن الصناعات العسكرية اليمنية أصبحت اليوم مفخرة للأمة العربية والإسلامية، رغم محاولات البعض إنكار هذا الإنجاز الوطني والإيماني.

ولفت إلى أن الحكومة اليمنية بقيادة العلامة محمد مفتاح، رغم إصابته، أكدت استمرارها في أداء مهامها وخدمة الشعب بكل طواقمها، مؤكدة عدم وجود أي خلل أو اضطراب في أداء المؤسسات الحكومية بعد الجريمة النكراء، في رسالة قوة تزداد إيلاماً لأعداء اليمن.

مؤسس مركز أبحاث ألماني: اليمن يخلق معادلات غير مسبوقة وتهديداته ستلاحق الكيان الصهيوني طويلاً
خاص | المسيرة نت: أكد مؤسس مركز "بروجن" الألماني للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، رضوان قاسم، أن جريمة استهداف الحكومة اليمنية ستجعل العدو الصهيوني يتعرّض لانتقال استراتيجي طويل الأمد.
معهد أمريكي: العملية اليمنية البحرية الأخيرة مفاجئة وقد تكون بداية لمرحلة جديدة
متابعات | المسيرة نت: عبّر معهد أمريكي عن صدمته من العملية اليمنية الأخيرة التي استهدفت ناقلة النفط الصهيونية "سكارليت راي".
الأخبار العاجلة
  • 01:21
    الخارجية اليمنية: حكومة التغيير والبناء ستقوم بدورها في إطار تصريف الأعمال وتقديم خدماتها للشعب اليمني
  • 01:20
    الخارجية اليمنية: موقف اليمن سيظل ثابتاً حتى إنهاء العدوان ورفع الحصار المفروض على غزة
  • 01:19
    الخارجية اليمنية: الموقف اليمني المساند لغزة ينسجم مع القانون الدولي وبعد عجز دولي عن إيقاف الإبادة في غزة
  • 01:19
    الخارجية اليمنية: يجب اجبار الكيان الصهيوني على الانصياع للقانون الدولي وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب
  • 01:18
    الخارجية اليمنية: صمت المجتمع الدولي شجع هذا الكيان على هذا التصعيد الخطير المهدد للأمن والاستقرار في المنطقة
  • 01:17
    الخارجية اليمنية: استهداف الحكومة سابقة في تاريخ العلاقات الدولية ، وانتهاك للقوانين والاتفاقيات الدولية