الطباعة ثلاثية الأبعاد: ثورة تقنية تعيد تشكيل عالمنا
آخر تحديث 26-08-2025 11:11

تقرير | هاني أحمد علي: لطالما ارتبطت الطباعة ثلاثية الأبعاد بالخيال العلمي، لكنها اليوم لم تعد مجرد فكرة مستقبلية، بل أصبحت واقعًا ملموسًا ينسج خيوط المستقبل في مختلف جوانب حياتنا. من بناء المنازل الكاملة في أيام، إلى صناعة أعضاء بشرية مطابقة بدقة، وحتى ابتكار أدوات زراعية متخصصة، تُظهر هذه التقنية قدرة فائقة على تحويل الأفكار الرقمية إلى أشياء مادية ملموسة.

 مفهوم الطباعة ثلاثية الأبعاد وآلية عملها:

تقوم الطباعة ثلاثية الأبعاد على مبدأ "التصنيع التجميعي"، وهو عكس الطرق التقليدية التي تعتمد على إزالة المواد من قطعة خام. تبدأ العملية بتصميم رقمي للجسم المطلوب على برامج حاسوبية متخصصة. بعد ذلك، تتولى الطابعة ترجمة هذا التصميم إلى واقع ملموس عبر إضافة طبقات رقيقة جدًا من المادة الخام، الواحدة فوق الأخرى، حتى يكتمل الشكل النهائي. تتم هذه العملية باستخدام تقنيات متعددة مثل الحقن الحراري أو الليزر، مما يسمح بإنشاء أشكال معقدة ودقيقة مهما كان حجمها.

 

رحلة من الخيال إلى الواقع:

تعود قصة هذه التقنية إلى ثمانينيات القرن الماضي، حيث ظهرت أولى التجارب الأولية. لكن التحول الحقيقي والانطلاقة التجارية الواسعة جاءت بعد عام 2010، مما جعلها متاحة على نطاق أوسع. اليوم، أصبحت هذه التقنية لا تقتصر على النماذج الهندسية فحسب، بل أصبحت قوة ثورية تلامس كل القطاعات.

 

مجالات التطبيق الواسعة:

تتميز الطباعة ثلاثية الأبعاد بتنوع موادها، مما يتيح استخدامها في مجالات لا حصر لها:

الصناعة والطيران: شركات عملاقة مثل "بوينغ" تستخدمها لتقليل عدد القطع ووزنها في الطائرات، مما يوفر ملايين الدولارات ويعزز كفاءة الإنتاج.

الطب والرعاية الصحية: شهد هذا القطاع ثورة حقيقية. ففي عام 2012، تم زراعة فك بشري مطبوع بالكامل من التيتانيوم. واليوم، تُستخدم لإنتاج غرسات عظمية وأطراف اصطناعية مصممة بدقة متناهية لكل مريض، مما يفتح آفاقاً واسعة في الجراحة التخصصية.

الإنشاءات والعمارة: دخلت الطباعة ثلاثية الأبعاد عالم البناء بقوة. في دبي، أُنجز أول مكتب مطبوع بالخرسانة عام 2016، وفي عام 2023، دخل منزل مطبوع بالكامل بمساحة 300 متر مربع موسوعة غينيس كأكبر مبنى من نوعه.

الزراعة: تُستخدم هذه التقنية في تجارب مبتكرة لإنتاج أدوات زراعية منخفضة التكلفة، وأنظمة ري حديثة، وحتى هياكل للمزارع العمودية، بهدف توفير حلول أكثر مرونة ودقة للزراعة المستقبلية.

 

التحديات والمخاوف القائمة:

رغم الوعود الكبيرة، تواجه الطباعة ثلاثية الأبعاد تحديات مهمة:

التكلفة: لا تزال تكلفة المواد المتقدمة مرتفعة.

المخاوف الأمنية والقانونية: هناك جدل قانوني حول حقوق الملكية الفكرية، ومخاوف أمنية مرتبطة بإمكانية إساءة استخدام هذه التقنية.

الجودة والمتانة: لا يزال هناك تساؤل حول مدى جودة ومتانة المنتجات المطبوعة مقارنة بالمنتجات المصنعة بالطرق التقليدية، وهو أمر يحتاج إلى المزيد من الوقت لتقييم نتائجه على المدى الطويل.

 

مستقبل واعد وتوفر عربي:

تشير التقارير الاقتصادية إلى أن حجم سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد قد يتجاوز 600 مليار دولار بحلول عام 2030.

وقد أصبحت هذه التقنية متاحة في العديد من الأسواق العربية، مثل لبنان ومصر والإمارات والسعودية، حيث اعتبرها العديد من المستثمرين مشروعاً مربحاً وغير مكلف، كما أنها تقدم حلولاً عملية لمشاكل شائعة في منطقتنا، مثل صعوبة إيجاد قطع غيار للأجهزة القديمة، مما يسمح للأفراد والشركات بصناعة ما يحتاجونه بأنفسهم.

في النهاية، تتجه الطباعة ثلاثية الأبعاد نحو مستقبل يصبح فيه الإنسان قادرًا على تصنيع ما يحتاجه بنفسه في المنزل، مما يقلل من اعتماده على الشراء التقليدي ويفتح الباب أمام إبداع لا محدود.

 

واقعًا يغير شكل الصناعات والطب والهندسة

من جانبه قال الخبير اللبناني في مجال تقنية الاتصالات، المهندس وائل كركي، "إن الطباعة ثلاثية الأبعاد لم تعد مجرد فكرة من الخيال العلمي، بل أصبحت واقعًا يغير شكل الصناعات والطب والهندسة.

وأكد كركي في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الثلاثاء، ضمن برنامج "نوافذ" أن الطباعة الثلاثية هي بمثابة ثورة تكنولوجية قدمت نفسها كحلول عملية وفعالة لمشاكل لطالما عانينا منها، خصوصًا في أسواقنا العربية، مبيناً أنه عندما تواجهك قطعة غيار نادرة أو غير متوفرة لآلة أو سيارة قديمة، تتحول هذه التقنية من مجرد أداة إلى شريان حياة اقتصادي. إنها تمنحنا القدرة على حل أزمات انقطاع قطع الغيار، وتقلل من الهدر، وتوفر مبالغ طائلة.

وأضاف: "أدرك أن هناك تخوفًا طبيعيًا من كل ما هو جديد، خاصة عندما يتعلق الأمر بآلة تتولى مهامًا كانت حكرًا على الإنسان، لكنني أرى أن هذه التقنية، مع ما تحمله من دقة ومرونة، ستكون شريكًا للإنسان، لا بديلًا عنه، قد تكون أدق في بعض الحالات، لكنها تبقى أداة في يد الإنسان، كما أن انتشارها في الأسواق العربية ليس مجرد إنجاز تقني، بل هو استثمار مالي مربح يدر الكثير من الأموال، مما يجعلها فرصة اقتصادية واعدة للمستثمرين".

ولفت الخبير اللبناني في مجال تقنية المعلومات، إلى أن هناك تحديات تتعلق بالتكلفة وحقوق الملكية وجودة المنتج النهائي، لكن هذه التحديات جزء من مسيرة أي تطور تقني، موضحاً أن مستقبلنا القادم سيعتمد بشكل كبير على الطباعة ثلاثية الأبعاد، وربما سنصل لمرحلة يتمكن فيها الإنسان من طباعة ما يحتاجه في منزله، مما يعيد تعريف مفاهيم الصناعة والاستهلاك التي نعرفها اليوم.







هيئة الأوقاف تدشن مبادرتين بـ3 مليارات ريال للتخفيف عن المواطنين
في إطار الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، دشنت الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد مبادرتين جديدتين بمبلغ إجمالي قدره 3 مليارات ريال، وذلك بهدف التخفيف من الأعباء المالية عن المواطنين وإعادة توجيه أموال الوقف في مسارها الصحيح.
نصرالله: الضغوط لنزع سلاح المقاومة حرقٌ للسيادة والحكومة في زاوية حرجة
رأى الكاتب والإعلامي اللبناني خليل نصرالله أن الموقف الأخير للأمين العام لحزب الله يُعدّ تطورًا ملحوظًا عن المواقف السابقة، في ظل التأكيد المستمر على تمسّك الحزب بسلاحه ورفضه لأي محاولات لنزعه تحت الضغوط، سواء الخارجية أو من بعض الداخل اللبناني.
اتهامات للمجرم نتنياهو بعرقلة اتفاقات وقف إطلاق النار لأهداف سياسية
كشف تقرير استقصائي لبرنامج "همكور" على "القناة 13" العبرية عن سلسلة من الاتهامات الخطيرة الموجهة للمجرم نتنياهو، مفادها أنه أفشل عمدًا ما لا يقل عن 7 اتفاقات لوقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على مدار نحو عامين.
الأخبار العاجلة
  • 14:27
    مصادر فلسطينية: 3 شهداء وعدد من الجرحى بقصف العدو الصهيوني في محيط مسجد الاستجابة بحي الصبرة جنوب مدينة غزة
  • 14:12
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: دخل القطاع 2,654 شاحنة مساعدات فقط على مدار 30 يوما من أصل الكمية المفترضة 18,000 شاحنة
  • 14:09
    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: 467 شاحنة مساعدات فقط دخلت خلال الـ 5 أيام الماضية من أصل 3,000 شاحنة متوقعة
  • 14:08
    الهلال الأحمر الفلسطيني: ارتفاع عدد المصابين إلى 24 بنيران وغازات العدو الصهيوني خلال اقتحام رام الله والبيرة بالضفة
  • 14:08
    الهلال الأحمر الفلسطيني: 19 إصابة برصاص وغازات العدو الإسرائيلي وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة
  • 12:50
    مصادر فلسطينية: 5 شهداء و28 جريحا نتيجة قصف العدو مواطنين في منطقة الصفطاوي شمال غزة