صرخة السيادة والعقاب القاسي.. ما وراء خطاب السيد الخامنئي في معادلة الحرب والسلام
آخر تحديث 18-06-2025 20:51

عبدالقوي السباعي| المسيرة نت: الحرب، السلام، المفاوضات، التهديدات، جميعها أدوات ضغط فقدت مفعولها أمام شعبٍ عريقٍ آمن بخالقه، ويتمسك بأهدافه ومبادئه، ويسير بثقة محافظًا على تاريخه وإرثه الحضاري.

وفي ذروة التوترات وتداخل ملفات الحرب والمفاوضات، خرج قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، برسالةٍ متلفزة حملت في طياتها معانيَ أبعدَ من مُجَـرّد الرد أَو التطمين؛ بل كانت بمثابة "خارطة اشتباك" مفتوحة ضد قوى الهيمنة والاستكبار العالمية، وصيحة سيادية في وجه مشروع الحرب والسلام المفروضَين معًا.

في مستهل كلمته، اليوم الأربعاء، أشاد السيد الخامنئي بالسلوك "الرصين والشجاع والمثالي" للشعب الإيراني، واصفًا موقفه في أعقاب العدوان الصهيوني الأخير بأنه تَجَلٍّ للنضج والقوام والعقلانية والمعنوية.

توصيفٌ أتى مدخلًا مهمًّا لتثبيت القاعدة الأخلاقية والنفسية للصمود، ولفهم أن معركة إيران اليوم، ليست فقط عسكرية أَو سياسية؛ بل ثقافية-حضارية في جوهرها، يشكل الشعب الإيراني فيها خط الدفاع الأول.

أراد قائد الثورة الإسلامية أن يُرسل رسالةً للعالم: إن الشعب الإيراني، الذي صمد أمام الحرب المفروضة في ثمانينيات القرن الماضي، لن يركع اليوم، أمام "السلام المفروض" ولا أمام "إملاءات الهيمنة".

 

خطأ لن يُنسى: والعقاب القاسي مُستمرّ

من أبرز نقاط الخطاب، تسليط الضوء على توقيت العدوان الصهيوني، الذي وقع بينما كانت إيران تخوض مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة.

السيد الخامنئي لم يتردّد في وصف هذا التزامن بالخيانة الموصوفة، وطرح سؤالًا استراتيجيًّا ضمنيًّا: كيف يمكن الوثوق بطرفٍ يدير حربًا بالوكالة أثناء حديثه عن السلام؟

ويفتح نافذة جديدة على طبيعة التآمر والتواطؤ الأمريكي الغربي، مؤكّـدًا أن التصعيد الأخير لم يكن قرارًا (إسرائيليًّا) منفردًا؛ بل تنسيق متقدم مع واشنطن، وعواصم متعددة.

ويرى فيه حتى وإن اتخذ طابعًا ميدانيًّا خاطفًا أَو دفاعيًّا محدودًا، إلا أنه تأكيد يعزز من فرضية أن "السلام المفروض بالقوة" ويعتبرهُ غطاءً لتصفية أوراق القوة الإيرانية.

وبصوتٍ حاسم، شدّد السيد الخامنئي أن الجريمة الصهيونية "لن تمر دون عقاب"، وأن ما وقع للعدو حتى الآن ليس إلا مقدمة لعقاب قاسٍ ومخطّط له بشكلٍ مُستمرّ ومتصاعد.

تصريح لم يكن مُجَـرّد تهديد إعلامي؛ بل إعلان رسمي بأن إيران دخلت مرحلة "العقاب الذكي القاسي والمركَّب"، وأن الردود المقبلة ستُفقد العدوّ ومن يقف معه عنصر المبادَأة وتدخله في دائرة الإنهاك الاستراتيجي.

وعـــــدَّ تدخل أمريكا في الحرب مؤشرًا على ضعف الكيان الصهيوني وعجزه عن خوض معاركه منفردًا، مُضيفًا أن أي "تدخل عسكري أمريكي سيتسبب بخسائر لا يمكن تعويضها"، ليس فقط في العتاد؛ بل في مكانة واشنطن العالمية وفي المنطقة وفقدان قدرتها على مجابهة محور المقاومة إلى الأبد.

 

رفض الاستسلام بلغة القرآن والعقل:

وبلهجةٍ قرآنيةٍ صُلبة، استحضر السيدُ الخامنئي قولَ الله تعالى: "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ"، ليضع قاعدة روحانية في قلب الصراع السياسي والعسكري، ويؤكّـد أن الأُمَّــة المؤمنة لا تهاب التهديدات، وأن الدعوة الأمريكية للاستسلام ليست فقط استفزازية؛ بل تكشف جهلًا بطبيعة الشعب الإيراني وتاريخه العريق.

ورأى أن حديث المعتوه ترامب الذي جاء بلغة التهديد دليل على الإفلاس السياسي، وأن من يعرف إيران جيِّدًا لا يخاطبها من هذا المنبر؛ بل يسعى لتفادي أية مواجهةٍ قد تحوّل مصالحها في المنطقة إلى رمادٍ استراتيجي يصعب على واشنطن جمعه.

في نداءٍ لافت إلى "أصحاب الفكر والتبيان وحَمَلة القلم"، حمّل قائد الثورة الإسلامية النخبة المثقفة والإعلامية في العالم مسؤولية كشف الحقائق وعدم السماح للعدو بتزييف الوعي من خلال ماكينة الدعاية المضللة.

دعوة حرب نفسية مضادة أرادها أن تحصّن الأُمَّــة من الاختراقات الهدّامة، وتدعم ميدان الوعي؛ لتؤكّـد أن الخطاب الإيراني ليس موجهًا فقط للعسكر والسياسيين بموجته الصاخبة؛ بل لحملة الأقلام والضمائر في هذا العالم، بموجته الرافعة.

خطاب السيد الخامنئي اليوم، يعتبر وثيقةً سياسية واستراتيجية من العيار الثقيل، رسمت ملامح المرحلة القادمة: "لا استسلام، لا مفاوضات تحت النار - لا تسامح مع الجريمة - لا فائدة من التهديدات - لا مستقبل لمشاريع الهيمنة - العقاب سيتواصل، بصبر المنتصر لا بـ ردّ المنهزم".

والمتأمل اليوم، يدرك أن إيران اعتمدت عقيدة التوازن التراكمي والتوقيت المحسوب، وأثبتت قدرتها على الردع، وبات الخيار العربي والإسلامي بين منعطفَين: إمّا الارتهان للصهيونية العالمية بقيادة أمريكا، أَو بناء مستقبل أمن قومي إقليمي مستقل.

لحظات تحول كبرى؛ تعيد فيها الجمهورية الإسلامية التأكيد أن مفاتيح الحرب والسلام لا تُنتزع من أيديها، ولا تُفرض عليها فرضًا؛ بل تُصنع بقرارها، وتُدار بعقلها، وتُخاض بشعبٍ يعرف كيف يرد، ومتى، وبأي أدوات؟


الرئيس المشاط لأهالي غزة: نصر من الله سترونه قريبًا بحوله وقوته
جدّد رئيسُ المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي محمد المشاط التأكيدَ على وقوف الشعب اليمني إلى جانب الأشقاء في قطاع غزة.
خبير لبناني للمسيرة: الهجمات الإيرانية أحدثت انقساماً واضحاً لدى المستوطنين الإسرائيليين.
خاص| المسرة نت: قال الخبير في الشؤون العدو الإسرائيلي علي حيدر إن العمق الاستراتيجي الإيراني والجبهة الداخلية للكيان يشكلان عاملين حاسمين في رسم ملامح ومستقبل هذه الحرب.
خبير لبناني للمسيرة: الهجمات الإيرانية أحدثت انقساماً واضحاً لدى المستوطنين الإسرائيليين.
خاص| المسرة نت: قال الخبير في الشؤون العدو الإسرائيلي علي حيدر إن العمق الاستراتيجي الإيراني والجبهة الداخلية للكيان يشكلان عاملين حاسمين في رسم ملامح ومستقبل هذه الحرب.
الأخبار العاجلة
  • 02:27
    إعلام العدو: صفارات الإنذار لا تتوقف شمال الأراضي المحتلة إثر اختراق مسيرات للأجواء
  • 02:08
    إعلام العدو: صافرات الإنذار تدوي في عدد من المستوطنات جنوب بحيرة طبريا خشية تسلل طائرات مسيّرة
  • 02:08
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة بني نعيم شرق الخليل جنوب الضفة الغربية وتقتحم حي الطيرة بمدينة رام الله وسط الضفة
  • 02:08
    الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: الشعب الإيراني ملتف حول قيادته رغم التعقيدات الداخلية
  • 01:34
    وكالة الأنباء المركزية الكورية عن متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية: كوريا الشمالية تندد بالهجوم الإسرائيلي على إيران
  • 01:33
    مصادر لبنانية: شهيد و 3 جرحى إثر غارة مسيّرة العدو الإسرائيلي على الدراجة النارية في بلدة كفرجوز جنوب لبنان