الصواريخ الإيرانية تستهدف عصب اقتصاد العدو.. ما مخاطر استهداف حيفا؟
آخر تحديث 17-06-2025 16:57

المسيرة – إبراهيم العنسي: حيفا التي كانت توصَفُ بـ “عروس البحر” ما قبل قدومِ قُطعان الاستيطان إلى فلسطين، أصبحت اليومَ مدينةَ الرُّعب والخوف؛ فهي اليوم في واجهة الاستهداف والقصف الإيراني.

تعد حيفا من أهمِّ المناطق الحيوية لكيان العدو، فإلى جانب أن فيها أكبر ميناء بحري، تضم هذه المدينة مرافقَ نفطيةً وعسكرية اقتصادية؛ “فحيفا” منطقة استراتيجية تضمُّ منشآتٍ عسكريةً، ومرافقَ صناعية، وتجارية ضخمة، أهمُّها قاعدة “حيفا” العسكرية، المسؤولة عن الساحة البحرية الشمالية، وهي القاعدة البحرية الأَسَاسية في جيش العدوّ الإسرائيلي، وميناء حيفا المدني هو الأكبر في “إسرائيل”.

هناجر صيانة السفن، رصيف ومرسى الغواصات، سفن ساعر 4 – 5، ومبنى وحدة مهمات الأعماق، وتتبع الغواصات، وغيرها من النقاط، والتي تجعل من استهدافها كارثةً خطيرةً على الأمن القومي لكيان العدو، إضافة إلى الخسائر البشرية الهائلة.

والسؤال هنا: ما مخاطر استهداف حيفا من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ وما التأثيرات التي ستلحق باقتصاد كيان العدو؟

قبل مدة نشر حزب الله فيديو "هدهد" عن حيفا، حيث قدّمت المشاهد تفاصيلَ كثيرة عن حظائر السفن، ومبنى في قاعدة بحرية، ومبانٍ تابعةٍ لوحدات النخبة، وأرصفة، وصواريخ هجومية، وسفينة مساعدات، إضافة إلى منشآت رافائيل، بما في ذلك القبة الحديدية، ومستودعات محركات الصواريخ، ومقلاع الغلايات والرادار، والمواقع المدنية مثل الأحياء السكنية والمراكز التجارية.

 

مخاطرُ كبيرةٌ على المدينة:

صورت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، حال حيفا والخليج في ظل استمرار القصف الإيراني على حيفا، بأنه كارثة ستخلِّفُ مئات القتلى وآلاف الجرحى في الحد الأدنى، وانقطاع التيار الكهربائي لفتراتٍ طويلة.

ومن المتوقع أن تكون هناك مشاكلُ في الاتصالات ونقص في الوقود، إلى جانب أن 60-70٪ من العمال لن يحضروا إلى العمل، بما في ذلك سائقو الشاحنات للإمدَادات الأَسَاسية والمواد الغذائية، وعمال البناء لترميم المباني، وأعضاء هيئة التدريس والموظفين الطبيين، متوقعة أضرارًا لمخزونات المواد الخطرة، وحرائقَ في مرافق البتروكيماويات، مثل خزانات الغاز، فيما ستركز أنظمة الدفاع على حماية المنشآت العسكرية، ولن تنجح في منع الأضرار التي لحقت بجميع الصواريخ.

وتشير العديد من التقارير إلى أنه إذَا أصاب صاروخٌ، أَو طائرةٌ بدون طيار برميلًا وأطلق الموادَّ الموجودة فيه، فَــإنَّ الخطرَ سيصلُ إلى ربع مليون شخص على الأقل في المنطقة المجاورة، والمعروفة باسم حيفا والكريوت.

ويقول الخبراء والمسؤولون: إن “إسرائيل” لن تتمكّنَ من إخلاء المصانع الخطرة وإنه حتى لو بدأت في نقلها اليوم، فَــإنَّ الإخلاء سيستغرق أشهرًا.

 

براميلُ بارود:

ويعتبر ميناء حيفا موقعًا استراتيجيًّا خطيرًا؛ بسَببِ الحاويات التي تنتظرُ الشحنَ والصهاريج التي تحتوي على كمياتٍ كبيرة من المواد الخطرة.. هناك أَيْـضاً العديدُ من القواعد العسكرية، ومستودعات الأسلحة في المنطقة الواقعة بين خليج حيفا ومينائها، وكلها براميل بارود. لذلك، فَــإنَّ أدنى شرارة يمكن أن تسبب كارثة.

أما أهم المنشآت التي يخشى العدوّ الإسرائيلي استهدافَها، فيمكنُ ذكرُ جزءٍ مهمٍّ منها وهي:

 

موانئُ حيفا في وجه العاصفة:

تسودُ كيانَ الاحتلال مخاوفُ كبيرةٌ من تبعات خروج ميناءَي حيفا بعد القصف الإيراني، وتتخوف دوائر صنع القرار في يافا المحتلة التي يطلق عليها العدو تسمية “تل أبيب” من أخطار مواجهة نقص حاد في إمدَادات المواد الغذائية مع استهداف ميناء حيفا وميناء سفن “إسرائيل” المتاخم له، وهما أكبر موانئها.

وتشير صحيفة “ذي ماركر” الاقتصادية إلى أن الاحتلالَ يعتمدُ بشكل مطلقٍ في استيراد المواد الخام التي تُستخدم في صناعة المواد الغذائية على ثلاثة موانئ، وهي حيفا وسفن “إسرائيل” وأسدود.

والمشكلَةُ الرئيسةُ التي تواجهها السفن التي تتوجّـه إلى ميناء أسدود في حال تم استهدافه، تتمثل في أن الآليات والإمْكَانات المستخدَمة في تفريغ حمولة السفن المتجهة إليه غير متطورة بشكل يقلص من إمْكَانية الاعتماد عليه في استيراد المواد الأَسَاسية التي تستخدم في الصناعات الغذائية، مثل القمح الذي يستخدم في صناعة الخبز، والأعلاف التي تُستخدم في تغذية الأبقار والدجاج التي تعد مصدرَ اللحوم الرئيس الغذائية، فضلاً عن الصويا التي تُستخدم في كثير من الصناعات الغذائية.

وبحسب المعطيات التي ذكرتها الصحيفة، فَــإنَّ 75 % من المواد الغذائية تم استيرادُها العام الماضي عبر ميناءي حيفا وسفن “إسرائيل”، في حين أن 25 % فقط تم استيرادُه عبر ميناء أسدود؛ مما يعني أن “إسرائيل” يمكن أن تواجه نقصاً في تأمين استيراد المواد الغذائية بنسبة 75 %.



 مجمعُ حيفا البتروكيميائي:

ويعتبر واحداً من أهم المراكز الاقتصادية في كيان العدو بفلسطين المحتلة، وأكثرها حساسيةً؛ لكونه يضم العديد من المنشآت التي تعالج وتخزن المواد البتروكيميائية، بالإضافة إلى الميناء التجاري على ساحل المتوسط.

ويتألَّف المجمعُ من عدة منشآت حيوية وهي:

– الخط الشمالي: ويقع إلى الشمال من منطقة كيشون على أرض أُعدت خصيصاً لهذا الغرض؛ بسَببِ بُعدها عن المناطق المأهولة بالسكان، وقُربها من مراكز الصناعات البتروكيميائية.

ويضم هذا الجزء من المجمع نظاماً من الأنابيب تحت الأرض لنقل الميثانول ومواد بتروكيميائية أُخرى، ومستودعات لتخزين الأمونيا والإيثيلين، بالإضافة إلى العديد من منشآت الخدمة المسانِدة لتوفير النتروجين (الأزوت) ومياه الشرب، والهواء المضغوط، وأنظمة مكافحة الحرائق وجسر الوزن.

– الخط الجنوبي: يقع في نهاية رصيف الشحن العام في منطقة كيشون، ويضم سبعين خزاناً موُصُـولاً بأنابيبَ إلى مِنصة لتخديم سفينة واحدة.

الميناءالجزء الشرقي مخصص للتعامل مع المواد المشتقة من البترول، يتوزع على مساحة تكفي لرسو سفينتين في وقت واحد بقدرة تفريغ تصل إلى ألف طن في الساعة الواحدة.

أما المرساة الخارجية فهي عبارة عن منشأة طافية في خليج حيفا شمال الميناء بطاقة تفريغ ألفين وخمسمِئة طن في الساعة، ويتم فيها تفريغ شحنات النفط الخام الواردة على متن الناقلات الضخمة قبل نقله عبر أنابيب تحت الماء إلى مستودعات التخزين، ومن هناك ينقل إلى مصفاة حيفا.

الخزاناتتقع في منطقة كيريات حاييم بواقع 41 خزاناً، تبلغ سعتها الإجمالية 937 ألف متر مكعب من النفط الخام، بالإضافة إلى 17 خزاناً بسعة 157 ألف متر مكعب موجودة في الميناء الرئيسي، مخصصة لتخزين النفط الخام الثقيل والخفيف والديزل والكيروسين والغازولين.

المصافيتؤمن كافة احتياجات الكيان المؤقت من المواد البترولية ومنها الغاز الصناعي والمنزلي، والبارافين، والكيروسين، ووقود الديزل البحري، والنفط الخام بنوعيه الثقيل والخفيف، وتتمتع بطاقة تكرير تصل إلى 13 مليون طن من النفط الخام سنوياً، وتتصل مصفاة حيفا بواسطة الأنابيب بمصفاة أسدود، التي تعتبر من أكبر مصافي النفط في العالم، وتقع جنوباً على ساحل المتوسط.

 

مجمعُ المصافي في حيفا:

يعتبر واحداً من أهم المراكز الاقتصادية في الكيان، وأكثرها حساسيةً؛ لكونه يضم العديد من المنشآت التي تعالج وتخزن المواد البتروكيميائية، بالإضافة إلى الميناء التجاري على ساحل المتوسط، وتبلغ الطاقة التكريرية للمجمع حوالي 25 ألف طن من النفط يوميًّا.

 

مجمعُ الصناعات العسكرية – رفائيل:

مجمّع الصناعات العسكرية – شركة رفائيل، منطقة صناعية عسكرية تتبع لشركة رفائيل، تضم عدداً كَبيراً من المصانع والمخازن وحقول التجارب، ويجري فيها تصنيعُ وتجميع مكونات أنظمة الدفاع الجوي الفعّال، خُصُوصاً القبة الحديدية ومقلاع داوود”.

وهي المنطقة التي أكّـد حزب الله أنها منطقةٌ بالغة الحساسية والسرية، وتبلغ مساحتها الإجمالية 6.5 كلم مربع وتبعد عن الحدود اللبنانية 24 كلم”.

 

الكريوت:

ما يُسمّى “الكريوت”، هو تكتل عمراني عالي الكثافة، ويحاذي ساحل خليج حيفا، ويقع شمالي المدينة المحتلّة، ويبلغ عدد سكانه نحو 260 ألف مستوطن، ويضم 6 مدن وأحياءً كبرى، هي كريات يام، كريات موتسكين، كريات أتا، كريات بياليك، كريات حاييم، كريات شموئيل، وتبلغ مساحته نحو 20 كلم مربعاً، ويبعد عن الحدود اللبنانية 28 كلم”.

 


الرهوي: إيران تمتلك القوة في الرد على كيان العدوّ الإسرائيلي والقادم أعظم
عبّر رئيس حكومة التغيير والبناء بصنعاءَ، الدكتور أحمد الرهوي، عن استنكاره الشديد لجرائم العدوان الإسرائيلي في غزة وفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الصحة بغزة: 61 شهيدًا ومئات الإصابات في مجزرة المساعدات الغذائية
متابعات| 17يونيو| المسيرة نت: أكّدت وزارة الصحة بقطاع غزة، استشهاد 61 مواطنًا وجرح 397 آخرين خلال الـ 24ساعة الماضية.
الأخبار العاجلة
  • 20:47
    هآرتس: جبهة العدو الداخلية تلقت آلاف الشكاوى بسبب الاختناقات الناجمة عن أدخنة حرائق مصفاة بازان
  • 20:47
    صحيفة هآرتس الصهيونية: لأول مرة تم إغلاق مصفاة بازان الرئيسية في خليج حيفا نتيجة القصف الصاروخي الإيراني
  • 20:46
    سرايا القدس: إسقاط طائرة مُسيرة صهيونية والاستيلاء عليها خلال تنفيذها مهام استخبارية بحي الشجاعية شرق غزة
  • 20:10
    رئيس هيئة الأركان الإيرانية: استشهاد القادة والعلماء سيزيد من إصرارنا على معاقبة المعتدين
  • 20:10
    رئيس هيئة الأركان الإيرانية: القوات المسلحة ستنتقم لدماء الشهداء
  • 20:10
    رئيس هيئة الأركان الإيرانية: نوصي سكان الكيان الغاصب لا سيما في "تل أبيب" وحيفا بإخلاء هذه المناطق للحفاظ على أرواحهم