مآلات المواجهة مع العدو الإسرائيلي بعد الحصار على حيفا
خاص| 21 مايو | إبراهيم الديلمي - المسيرة نت: بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حظرًا بحريًا على ميناء حيفا، واحتراق كل أوراق العدو الإسرائيلي التي يضغط بها على اليمن في المعركة؛ لثنيه وكف يده عن عملياته الإسنادية للمظلومين في قطاع غزة، بات من غير المعقول استمرار العدو في هذه المعركة؛ سيما وقد أصبحت بالنسبة له معركةً خاسرةً إذا لم يوقفها للفوز بسلامة نفسه فستنتهي بنهايته هو لا بنهاية غزة الصمود أو اليمن العظيم الذي يقاتل رجاله العظماء متوكلين على الله، وتجسيدًا واتباعًا لعقيدة الحق الموعود رجالها بالنصر الإلهي والتمكين الحتمي في الأرض كلها يقول تعالى: (ونريد أن نمنّ على الذين استُضعِفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).
لماذا ميناء حيفا؟
لا شك بأن استهداف القوات المسلحة اليمنية لميناءٍ استراتيجيٍ كميناء حيفا سيصيب العدو في مقتل؛ كونه يضم أهم القطاعات الاقتصادية والحيوية لكيان العدو، ويشكل منفذاً رئيسياً للشحنات الدولية سيما القادمة من آسيا وأوروبا.
وبحسب بيانات هيئة موانئ كيان العدو الإسرائيلية، فالميناء يتعامل مع أكثر من 30 مليون طن من البضائع سنوياً، ويخدم مئات الشركات الصناعية والتجارية في الشمال والوسط.
وخلال الأعوام الماضية شهد هذا الميناء الاستراتيجي توسعة كبيرة باستثمارات أجنبية، جعلت من حيفا مركزاً بحرياً متقدماً في شرق المتوسط، ومحطة أساسية في سلاسل الإمداد العالمية المتجهة إلى العدو الإسرائيلي، حيث يعتمد عليه في وصول نسبة كبيرة من واردات الأسواق الآسيوية التي يحتاجها، عبر مسار بحري أقل كلفة مقارنة بمسارات بديلة أبهض، وهذا المسار يمتد من المحيط الهندي إلى البحر الأحمر، مروراً بقناة السويس، ثم إلى ميناء حيفا، ومع إعلان الحظر اليمني برزت مخاوف جدية من حدوث اختناقات في سلاسل التوريد، وتأخير الشحنات، وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين البحري.
وتشير تقارير اقتصادية، من بينها تقرير صادر عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) في يناير عام 2025، إلى أن أي اضطراب في حركة الشحن عبر هذا المسار سيكلف إسرائيل خسائر بمئات ملايين الدولارات شهرياً، بالنظر إلى اعتمادها على هذا الخط الحيوي لاستيراد المواد الخام، والمعدات الصناعية، والسلع الاستهلاكية.
خطوة اليمن الذكية وخيارات العدو الصعبة:
تعتمد القوات المسلحة اليمنية في معركتها اليوم ضد العدو الإسرائيلي على التصعيد التدريجي الذي غالبًا ما تكون نتائجه مؤثرة على العدو من حيث توسيع دائرة الرعب وبثه في الوسط المجتمعي للمستوطنين الصهاينة ومن حيث تكبيده الخسائر الاقتصادية الفادحة، التي سيؤدي تتابعها بحسب الرؤية والتكتيكات العسكرية اليمنية إلى إضعاف هذا الكيان المؤقت وانهياره في آخر المطاف.
بالأمس رأينا كيف نجح اليمن العظيم بفضل الله أولًا ثم بفضل قوته الصاروخية وسلاحه المسير في فرض حظر بحري على سفن الملاحة الإسرائيلية أو المرتبطة به في البحرين الأحمر والعربي ما أدى إلى شل ميناء أم الرشراش وتوقف العمل فيه بشكل كامل، وما تلا ذلك من نجاح باهر للقوة الصاروخية اليمنية بعد وصول صواريخها الفرط صوتية إلى مطار اللُد (بن غوريون)، وإعلان القوات المسلحة اليمنية حينها فرض حظر جوي على المطار، وتوالي إعلان معظم شركات الطيران العالمية إيقاف رحلاتها إلى المطار؛ ما أدى إلى شل حركة الإقلاع والهبوط على أرضية المطار بنسبة كبيرة جدًا تصل لما يقارب الـ 70%، الأمر الذي كبد العدو خسائر اقتصادية فادحة ما يزال عويل الصهاينة جراءها يتعالى إلى اليوم.
اليوم ووفقًا لمعطيات واقع المواجهة وتأثير العمليات اليمنية العسكرية القوي على العدو الإسرائيلي، وبإعلان القوات المسلحة اليمنية يوم أمس عزمها العمل على فرض حظر بحري على ميناء حيفا، نكون قد وصلنا إلى المرحلة الفاصلة للعدوان والحصار الصهيوني الحاقد على قطاع غزة؛ إذ أن فرض حظر على ميناء حيفا سيكون بمثابة الضربة القاصمة للعدو الذي يجد نفسه اليوم أمام خيارين، فإما الاستمرار في عدوانه وحصاره لغزة وبذلك يكون قد حكم على نفسه بالهلاك والزوال من الوجود، وإما وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة والفوز بسلامته.
ثمة خيار ثالث ورابع للعدو الإسرائيلي وهذان الخياران صعبان وإذا كانا سيمكنان العدو من تجاوز الحظر البحري على ميناء حيفا لوقتٍ محدود، إلا أنهما في المقابل سيكلفانه ثمنًا باهظًا إن استطاع دفعه اليوم، فسيكون في المستقبل عاجزًا تمامًا عن تحمله، ناهيك عن أنه سيؤدي إلى البطء في وصول شحنات كيان العدو، وأول هذين الخيارين هو الاستعانة بمؤانئ يونانية وقبرصية قريبة من الكيان، بحيث تستقبل سفن الشحنات الإسرائيلية ثم تقوم بشحنها عبر الجو إلى كيان العدو.
أما ثاني هذين الخيارين فهو الاستعانة بموانئ خليجية تستقبل الشحنات الإسرائيلية ثم تقوم بشحنها برًا عبر الأردن، على أن فرص اللجوء لأحد هذين الخيارين ضعيفة جدًا حيث أنهما سيكبدان العدو خسائر ثقيلة لن يستطيع تحملها، كما أن تنفيذ هذا السيناريو مشروط بالاستقرار الأمني والتوافقات السياسية.
وإجمالًا فإن هذه الخيارات مجتمعة بحسب تحليل صادر عن مركز ستراتفور للدراسات الجيوسياسية، لا تستطيع تعويض القدرة التشغيلية الكاملة لميناء حيفا في حال تعطلت خطوط الإمداد.
القدرة اليمنية على تنفيذ القرار:
يجمع المحللون والخبراء السياسيون ومن ضمنهم خبراء صهاينة على مقدرة القوات المسلحة اليمنية بالفعل على فرض حظر بحري على ميناء حيفا، وسيكون من شأن هذا الحظر إلحاق الأذى بالعدو وجره إلى مربع التراجع والانكسار؛ خاصة مع عدم جدواية الأوراق الضاغطة التي بيده ضد خصم صلب كاليمن، والذي لم تفلح حتى الولايات المتحدة الأمريكية وهي القوة الأعظم في العالم في إخضاعه وإرغامه على وقف عملياته ضد الكيان الغاصب، فبرغم عدوانها على اليمن إلا أنها في نهاية المطاف وجدت نفسها مجبرة على التوقف وسحب كل قواتها من البحر الأحمر وهي تجر اذيال الخيبة والفشل الذريع.
يؤكد موقع "ذي ماري تايم إكزكيوتيف" الأمريكي المتخصص بشؤون الملاحة البحرية في تقرير له على أن "الحوثيين" يستطيعون استهداف السفن التابعة لمن يتعاملون مع ميناء حيفا.
من جانبه أكد موقع تريد ويندز النرويجي البريطاني أن التهديد الصاروخي الذي يشكّله "الحوثيون" على عمق "الأراضي الإسرائيلية" حقيقي، خاصة بعد نجاح صواريخ "حوثية" في اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية مرات عدة وانفجرت في "تل أبيب" أو بالقرب من مطار "بن غوريون"
وأشار الموقع إلى أن ميناء "إيلات" قد شهد تراجعا حادا في نشاطه التجاري نتيجة الحملة التي يقودها "الحوثيون" على إسرائيل.
لم يغب ايضًا إعلام العدو عن هذا المشهد الحماسي إذ قالت صحيفة معاريف العبرية إن "الحوثيين" بعد ميناء إيلات يفرضون عقوبة جديدة ضد "إسرائيل" بالحظر البحري على ميناء حيفا.
وختامًا..
لا شك في أن قرار الحظر البحري اليمني على ميناء حيفا، قد أربك حسابات العدو الإسرائيلي وفرض معادلة ردع إقليمية جديدة، وعُدُ تحديًا استراتيجيًا حقيقيًا للعدو، فسيجبره على إعادة تقييم مدى قدراته على حماية شريانه البحري الوحيد بشكل صحيح، سيما بعد عجزه عن حماية شريانه الجوي الوحيد من صواريخ اليمن التي نجحت في اختراق كل طبقات الحماية الصهيونية، وفرض حظر جوي عليه، يقول رئيس حكومة العدو الأسبق إيهود أولمرت لـ بي بي سي: "ما تفعله إسرائيل في غزة يقترب كثيراً من جريمة حرب؛ يجب أن تنتهي هذه الحرب الآن". لذلك وبسبب محدودية خيارات العدو لمواجهة هذا القرار فقد بات من غير المستبعد جنوحه لخيار وقف العدوان ورفع حصاره على قطاع غزة وإلا فقد جنت على نفسها براقش.
الفرح: صراع السعودية والإمارات في اليمن معركة نهب مكشوفة لا علاقة لها بالشرعية
متابعات| المسيرة نت: قدّم عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد الفرح، قراءة سياسية وُصفت بالدقيقة لطبيعة ما يجري في المناطق المحتلة، مؤكدًا أنها تعيش حالة صراع محموم بين قوى النهب على حساب بلد أنهكته الحرب، ويُدار هذا الصراع عبر أدوات محلية.
الضفة الغربية تواجه اقتحامات وانتهاكات واعتداءات يومية
خاص| المسيرة نت: أفاد مراسلنا حاتم حمدان، أن الضفة تعرضت منذ فجر اليوم وحتى هذه اللحظات لسلسلة من الاقتحامات التي طالت العشرات من البلدات والقرى في مختلف محافظات الضفة الغربية، تركزت على مدن طولكرم، نابلس، جنين، رام الله، والخليل، ونفذ كيان العدو الصهيوني عمليات اعتقال واحتجاز العشرات من الشبان الفلسطينيين.
الخارجية الإيرانية: واشنطن تضمن هيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة
المسيرة نت| متابعات: قالت وزارة الخارجية الإيرانية: إن جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ما تزال متواصلة، مشيرةً إلى أن البرد والأمطار والفيضانات فاقمت من حجم المعاناة الإنسانية في ظل استمرار العدوان.-
11:37الخارجية الإيرانية: نؤكد موقف طهران بالحوار بين مختلف الأطراف اليمنية لصيانة وحدة واستقلال البلاد
-
11:36الخارجية الإيرانية: التحولات في اليمن تأتي في إطار سياسة الكيان الصهيوني الرامية لتفكيك دول المنطقة وتقسيمها
-
11:35الخارجية الإيرانية: التحولات في اليمن يجب أن تثير قلق العديد من دول المنطقة
-
11:35الخارجية الإيرانية: التحولات في اليمن يجب أن تثير قلق العديد من دول المنطقة
-
11:23البشيري للمسيرة: هيئة الاستثمار مع الجهات ذات العلاقة أوضحت في قانون الاستثمار الضمانات اللازمة للمستثمرين والتطمينات
-
11:22البشيري للمسيرة: سنطلق نافذة واحدة لاستلام الشكاوى مطلع العام القادم