أمريكا تجيّر المساعدات كوسيلة ضغط.. ترغيبُ الفلسطينيين على التراجع

يتعمَّد كيان العدوّ الإسرائيلي قتلَ كُـلّ مقومات الحياة في قطاع غزة، ساعيًا من خلال المساندة الأمريكية المباشرة إلى القضاء على حركاتِ المقاومة الفلسطينية وتهجير سكان القطاع.

ويصفُ الأمينُ العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي الشراكةَ الأمريكية الإسرائيلية بـ "الوحشية"، مؤكّـدًا أن "الأعداءَ يستخدمون الغذاءَ والعلاج والمساعدات الإنسانية كأدوات حرب عسكرية".

ويأتي الحديثُ الأمريكي الصهيوني عن إدخَال مساعدات للقطاع، بموازاة العملية العسكرية الواسعة لكيان العدوّ؛ بهَدفِ تضييق الخِناق على المقاومة، وإجبار سكان غزة على الهجرة، غير أن المقاومة تسطّر أروع الملامح الأُسطورية في التصدي لجيش الاحتلال، ومعها الشعب الفلسطيني الباسل.

ويؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية الدكتور علي حمية أن "الإدارةَ الأمريكيةَ تضغطُ على الفلسطينيين؛ بهَدفِ التخلِّي عن المقاومة الفلسطينية وسحب سلاحها"، لافتًا إلى أن "العدوّ الأمريكي يسعى من خلال الأموال العربية إلى حماية الكيان المؤقَّت والقضاء التام على القضية الفلسطينية"، لافتًا إلى أن "كُـلّ مقومات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية تخدمُ الكَيانَ الإسرائيلي والأمريكي، بخلاف المقاومة الفلسطينية التي تقاتلُ بشراسة منقطعة النظير في بيئة صعبة جِـدًّا ولا يعينها أحدٌ سوى جبهة الإسناد اليمني الفاعلة وذات الأثر البالغ والمبارك على الكيان الغاصب".

وتأتي العمليات الموسَّعة للعدو الإسرائيلي في قطاع غزة؛ بهَدفِ تهجير سكانها واحتلال القطاع، حَيثُ يلجأ العدوُّ إلى استخدم أساليب متعددة لتحقيق هذا الهدف ومن أبرزها الجرائم الدموية والوحشية التي لا مثيلَ لها منذ طوفان الأقصى في السابع من أُكتوبر 2023م.

وتحذّر العديدُ من المنظمات الحقوقية، سواء الفلسطينية أَو غيرها، من مغبة استمرار الوضع في قطاع غزة على هذا الحال؛ فقد أكّـدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن الوضعَ الإنساني في القطاع ينهار بشكل متسارع، مع استمرار العدوّ في منع إدخَال المساعدات الإنسانية، واستهداف المستشفيات والمنشآت المدنية؛ مما جعل مقومات الحياة الأَسَاسية -بما فيها المواد الغذائية مثل "الطحين"- معدومة.

وفي هذا السياق، يصف الكاتب والصحفي خالد بركات تزامن السماح بإدخَال جزء من المساعدات الإنسانية مع توسيع نطاق العدوان على غزة بالفاشية الصهيونية والسادية، مؤكّـدًا أن "هذه هي الطبيعة والفطرة غير السوية لهذا العدوّ المجرم، وأن هذه السياسات يمكن إدراجُها تحت بند حرب إبادة جماعية".

ويوضح بركات في لقاء له على قناة "المسيرة" أن "سياسة التجويع التي ينتهجُها العدوّ الإسرائيلي لأكثر من مليونَي إنسان في غزة، تهدفُ إلى التهجير، وُصُـولًا إلى استسلام الفلسطينيين ورفعهم الراية البيضاء"، مؤكّـدًا أن "العدوّ الإسرائيلي واهمٌ في اعتقاده؛ فلا استسلام ولا راية بيضاء ستُرفَعُ في غزة مهما طال هذا العدوان أَو أمعن العدوُّ الصهيوني في قتل الفلسطينيين، ومهما ارتكب من جرائم حرب"، قائلًا: "سنقاوم ونقاتل وليس أمامنا إلا النصرُ أَو الشهادة.. لا خيارَ ثالِثًا هنا".

ويرى أن "الصمودَ الفلسطينيَّ أُسطوريَّ ولا يمكنُ وصفُه، لا سِـيَّـما وأنه يأتي في ظل عدوان إسرائيلي همجي غير مسبوق، وكأن سكانَ غزة يعيشون أهوالَ يوم القيامة، من خلال أطنان من المتفجرات وقنابل الموت التي تُلقَى بشكل يومي عليهم، إضافةً إلى الحصار الجائر، حَيثُ لم تدخل قطعةُ خبز واحدةٌ منذ أكثر من 75 يومًا.

وإلى جانب ما يتعرَّضُ له سكانُ غزة، يمارس العدوّ الإسرائيلي سياسة الهدم والتدمير في الضفة الغربية، ومنها ما حدث اليوم من تدمير لبلدتَي كفر الديك وبروقين، حَيثُ تتعرضان لهجوم واسع من قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين لليوم الخامس على التوالي.

ولم تكتفِ قوات العدوّ بهذا، بل نفَّذت اعتقالاتٍ تعسفيةً في البلدتين، واقتحمت منازل المواطنين، وحطمت ممتلكاتهم، ونكلت بهم، كما نفذت جرائمَ هدم للمنازل ومصادرة الأراضي لشق طرق استيطانية، وتهجير العائلات قسرًا من منازلها.

الجنون الصهيوني لم يقتصر على سكان غزة فحسب، بل طال الموظفين العاملين في المنظمات التابعة للأمم المتحدة، ومنها وكالة [الأونروا]، حَيثُ قُتل أكثر من 300 موظف من العاملين فيها منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة.

وتعارِضُ عائلاتُ الأسرى الإسرائيليين توسيعَ العمليات في غزة؛ لأَنَّ ذلك سيعرّض حياة الأسرى للخطر، وهذا ما ألمح إليه أحدُ الأسرى مخاطبًا أعضاء الكنيست بالقول: "ستكون أيديكم ملطَّخةً بالدماء إذَا لم توقفوا الحرب".