الهزيمة الاستراتيجية أمام اليمن تحاصرُ البيت الأبيض.. إدارة "ترامب" تواجهُ أفقًا مسدودًا

خاص| 24 نوفمبر| المسيرة نت: مع قُرْبِ رَحيلِ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من البيت الأبيض، تزايدت بقصدٍ وبدون قصد، أصداءُ الهزيمة التأريخيةِ التي مُنِيَتْ بها الولاياتُ المتحدةُ أمام اليمن.
فإلى جانب الاعترافات المتواصلة على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي، بدأت العديدُ من مراكز الدراسات ووسائل الإعلام الأمريكية بتحميل الإدارة الراحلة مسؤولية الهزيمة، محاولة حصر الأسباب على الجانب السياسي فقط، لكن توصياتها للإدارة الجديدة كشفت أن المشكلة أكبرُ، حَيثُ لم تقدم تلك التوصيات أيةَ خيارات جديدة فعَّالة ومضمونة لتغيير واقع الفشل؛ وهو ما أكّـد بشكلٍ أكبرَ أن إدارة ترامب لن تواجِهَ أُفُقًا أقلَّ انسدادًا من ذلك الذي واجهته سابقاتها؛ الأمر الذي يؤكّـد أن الهزيمة استراتيجية ولا يمكن تجاوزها.
في تقرير جديد نُشِرَ مطلعَ هذا الأسبوع، اتهم موقعُ "ريل كلير ديفينس" الأمريكي المتخصص بالشؤون الدفاعية، إدارة بايدن بأنها "تفتقرُ إلى الوضوح الاستراتيجي" في مواجهة اليمن، معتبِرًا أن فشل الولايات المتحدة في وقف الهجمات البحرية اليمنية المساندة لغزة يعودُ إلى عدم وجود سياسة واضحة.
مع ذلك، فقد ناقض التقرير نفسه عندما استعرض مظاهرَ الفشل، ومنها أن "ثمنَ القوات والتقنيات الأمريكية المنتشرة في البحر الأحمر -مثل الصواريخ الاعتراضية وطائرات (إم كيو-9 ريبر) بدون طيار والقنابل الموجهة بدقةٍ- يفوق إلى حَــدٍّ كبيرٍ التكلفةَ المنخفضة نسبيًّا لطائرات الحوثيين بدون طيار" حسب توصيفه، وأن "واشنطن تخسر عشرات الملايين من الدولارات مع كُـلّ طائرة (ريبر) يتم إسقاطها، في حين تظل خسائرُ الحوثيين ضئيلةً، وتستمرُّ السفنُ التجارية في مواجَهة التهديدات".
هذه المظاهر لا تعبِّر عن غياب سياسة واضحة -كما ادعى التقرير- بل عن مأزِقٍ عملياتي ميداني واضح، لا يمكن تجاوزه؛ فحتى "السياسة الهجومية" التي اقترح التقرير أن تتبعَها الإدارة الجديدة لن تستطيعَ أن تلتفَّ على التكاليف العالية، بل إن تلك التكاليف ستزيد في حالة "شن هجوم أوسعَ على مراكز القيادة والسيطرة" كما يقترح التقرير، ولن تكون النتيجة مختلفة كَثيرًا من حَيثُ التأثير؛ لأَنَّ العديد من المسؤولين العسكريين قد أكّـدوا أكثر من مرة أن الولايات المتحدة تعيشُ حالةً من العمى الاستخباراتي فيما يتعلق بالأهداف في اليمن، وقد صرَّحَ قائدُ الأسطول الأمريكي الخامس، جورج ويكوف، في أغسطُس الماضي بأنَّ "من الصعب للغاية العثورَ على مركز ثقل مركَزي واستخدامه كنقطة ردع محتملة".
لقد اتخذت إدارةُ بايدن بالفعل الخيارَ العدواني (الهجومي بحسب وصف التقرير) لكن أُفُقَه العملياتي كان مسدودًا؛ ليسَ بسَببِ "تردّد" هذه الإدارة، بل لأَنَّ واقع المعركة كان عصيًّا على "استراتيجية الردع الأمريكية الكلاسيكية" بحسب تعبير ويكوف أَيْـضًا، وهذا ما تؤكّـده أَيْـضًا الاقتراحاتُ والتوصيات الأُخرى المقدمة للإدارة الأمريكية الجديدة بشأن التعامُلِ مع الجبهة اليمنية، والتي تتضمن توسيعَ الجهود الأمريكية لتشمَلَ مواجهةَ كُـلٍّ من إيران والصين وروسيا؛ بناءً على دعايات وجود دعم من هذه الجهات لليمن، وهي توصية مثيرة للسخرية وغير واقعية؛ فالمأزق العملياتي التي تواجهه واشنطن في البحر الأحمر في مواجهة اليمن فقط لن يصبح أقلَّ صعوبة عندما تستفز الولايات المتحدة ثلاث دول إضافية تمتلك الكثيرَ من القدرات المتطورة وأدوات الضغط والرد، وأصبح لديها الآن رؤيةٌ واضحة حول نقاط ضعف البحرية الأمريكية.
وينطبق الأمر نفسُه على التوصيات التي قدمها تقرير (ريل كلير ديفينس) للإدارة الجديدة، وهي توصيات قدمتها تقاريرُ نشرتها جهاتٌ أُخرى مثل (معهد دراسات الحرب) الأمريكي ومجلة (ناشيونال ريفيو) وغيرها، والتي تحدثت عن ضرورة استخدامِ ورقة "آلية التحقُّق والتفتيش الأممية" لتشديد الحصار على اليمن، وفرض عقوبات اقتصادية صارمةٍ على الشعب اليمني من خلال تصنيف "المنظمة الإرهابية الأجنبية" ودعم "الجماعات المسلحة في اليمن" وإزالة البنوكِ العاملة في المناطق الحرة من نظام (سويفت).. فقد واجهت إدارةُ بايدن كُـلَّ هذه الخيارات ودرستها جيِّدًا، ولم تكن المشكلة في أنها تردّدت في اتِّخاذها، بل في أن هذه الخيارات لن تغيِّرَ واقعَ الهزيمة ولن تخفِّضَ تكلفة المأزق الأمريكي، وقد حاول البيتُ الأبيض بالفعل دفع المرتزِقة ودولَ العدوان لتحريك الجبهات والتصعيد الاقتصادي ضد البنوك؛ لأَنَّ حزمَ القيادة اليمنية والاستعداد المسبق للتعامل مع أية خطوات عدوانية بصرامة هو من أفشل هذه المحاولاتِ وليس "تقاعس" إدارة بايدن كما تروِّجُ هذه التقارير.
وقد أكّـد (معهد دراسات الحرب) الأمريكي ذلك، حَيثُ ذكر في تقريرٍ نشره هذا الأسبوع أن كُـلَّ هذه الخيارات "تنطوي وبشكل مؤكَّـد على مخاطِرَ كبيرة" وهو ما يعني بوضوح أن الإقدامَ عليها سيكون مغامرة غير مضمونة وأن الأفق سيكون مفتوحًا على نتائجَ عكسيةٍ تكرِّسُ واقعَ الهزيمة الأمريكية، في الوقت الذي سيبقى فيه هدفُ ردع اليمن صعبَ التحقّق كما هو؛ فخيارات العدوان والواسع والحصار المشدّد قد جُرِّبت بالفعل منذ 2015 وفشلت.
هذا ما تؤكّـده أَيْـضًا طبيعة وقائع الهزيمة الأمريكية أمام اليمن، فبحسب المعهد الأمريكي أصبح اليمن يشكل "تهديدًا استراتيجيًّا له تداعياتٌ عالمية على الولايات المتحدة وحلفائها" وأصبحت القوات المسلحة اليمنية تمتلك "قدرًا هائلًا من البيانات والدروس حول كيفية استجابة دفاعات الولايات المتحدة والحلفاء للهجمات الصاروخية والجوية، وهي بيانات يمكن استخدامُها لتحسين فعاليةِ السفن الحربية الأمريكية والمنشآت البرية في المستقبل" بل ويمكن مشاركةُ هذه البيانات والدروس مع خصومِ الولايات المتحدة، بحسب ما يحذّر المعهد، وبالتالي فَــإنَّ المشكلة التي تواجهها واشنطن أكبرُ بكثير من أن يتم حلها بالاندفاع إلى تصعيد عسكري أوسعَ لن تكون أدواته مختلفة كَثيرًا عن التصعيد القائم.
ويناقض المعهد الأمريكي نفسَه أَيْـضًا وبوضوح عندما يتحدث عن ضرورة التوجّـه نحو تصعيد أكبر ضد اليمن، وفي الوقت نفسه ينتقد تحول البحر الأحمر إلى أولوية لدى الولايات المتحدة بدلًا عن منطقة غرب المحيط الهادئ، حَيثُ يقول إن هذا التحول "يتسبب في حرمان الولايات المتحدة من الموارد في منطقة المحيطَينِ الهندي والهادئ، في حين تقول استراتيجية الدفاع الوطني لعام 2022م: إن الصين تشكل التحدي الأكثر شمولًا وخطورةً على الأمن القومي الأمريكي"، فخيار التصعيد الذي يقترحُه المعهدُ على الإدارة الأمريكية الجديدة، لن يحل هذه المشكلة بل سيفاقهما بشكل أكبر؛ فإذا كانت خياراتُ التصعيد المقترحة نفسها تنطوي على "مخاطرَ كبيرة" بحسب المعهد، فَــإنَّ هدف "الحسم السريع" لا يمكنُ ضمانَه بأي حال، وَإذَا تورطت الولايات المتحدة في معركة أطولَ ضد اليمن فَــإنَّ جميع التداعيات التي يتم انتقاد إدارة بايدن عليها ستتفاقم بشكل أكبرَ بكثير، بما في ذلك استنزاف الموارد لمواجهة بقية التهديدات.
ووفقًا لكل ما سبق، فَــإنَّ الحديثَ عن ضرورة تبنِّي الإدارة الأمريكية القادمة "سياسةً هجوميةً" ضد اليمن، لا يعدو عن كونه محاولةً لتسييس واقع الهزيمة المدوية في البحر الأحمر وجعلها محصورةً على إدارة بايدن فقط، بينما يؤكّـد الواقعُ والاعترافاتُ العسكرية أن تلك الهزيمة قد لحقت بنظامِ الهيمنة الأمريكي نفسه وبأدواته الأَسَاسية وأن اختلاف الإدارات لن يغيِّرَ هذه الحقيقةَ.

مسؤول عسكري أمريكي يحذر بلاده: لا تستخفوا باليمنيين
متابعات | 21 مايو | المسيرة نت: حذر مسؤول عسكري أمريكي حكومة بلاده من الاستخفاف بالقدرات العسكرية اليمنية.
مصرع وإصابة 4 جنود صهاينة بتفجير عبوة ناسفة في خان يونس
متابعات | 21 مايو | المسيرة نت: اعترف جيش العدوّ الإسرائيلي، بمصرع جندي وإصابة 3 آخرين، منهم اثنان وصفت جروحهما بالخطيرة؛ جراء انهيار جزء من مبنى في خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد تفجير عبوة ناسفة فيه.
صحيفة عبرية: إغلاق صالة الهبوط بمطار اللد "بن غوريون" يفاقم التداعيات الأمنية
متابعات | 21 مايو | المسيرة نت: شهد مطار اللّد المسمى صهيونياً "بن غوريون" أمس الثلاثاء، إغلاقًا مفاجئًا لصالة الهبوط لمدة نصف ساعة تقريبًا؛ ما أدى إلى تعطيل حركة المسافرين وتكدسهم، تزامناً مع مخاوف متزايدة لدى شركات الطيران العالمية بشأن الوضع الأمني إثر استمرار الحظر الجوي اليمني على المطار، ما يهدد بتفاقم أزمة قطاع الطيران في ذروة موسم الصيف.-
08:57مصادر فلسطينية: مدفعية العدو تستهدف السطرين الشرقي والغربي في مدينة خان يونس
-
08:57مصادر طبية: 24 شهيدا إثر قصف العدو المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم
-
08:54رويترز عن التجارة الصينية: قد نتخذ إجراءات قانونية ضد أي جهة تنفذ تدابير واشنطن ضد أشباه الموصلات الصينية
-
08:07إذاعة جيش العدو الإسرائيلي: الرقيب الذي أعلن عن مقتله في غزة سقط إثر انهيار مبنى بعبوة ناسفة
-
08:07مصادر فلسطينية: 3 شهداء إثر قصف العدو الإسرائيلي منزلاً في منطقة معن جنوبي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
-
08:07أحد الركاب لـ"يديعوت أحرنوت": كان هناك طوابير طويلة وأزمة مرور جنونية في جمارك مطار "بن غوريون" ولم يتمكن أحد من المرور إلا بعد نصف ساعة
-
08:06يديعوت أحرنوت: لم يسمح للمتواجدين في صالة الهبوط في مطار "بن غوريون" بالمغادرة لقرابة نصف ساعة
-
08:06يديعوت أحرنوت: إغلاق صالة الهبوط في مطار "بن غوريون" لقرابة نصف ساعة تحسبا لحدث أمني دون توضيح هيئة المطارات
-
06:09غلوبس الصهيوني: شركة "رايان إير" العالمية قد تحول طائراتها إلى وجهات أخرى في أوروبا بعد أن سئمت من الوضع الأمني في "إسرائيل"
-
06:08غلوبس الصهيوني: مع تمديد إلغاء شركات طيران عالمية إلى مطار "بن غوريون" نحن في الطريق إلى الأزمة في ذروة موسم الصيف والعطلات