تحكيم صِفين
آخر تحديث 02-07-2018 12:55

ما طالعنا به قرشاش من تصريح إيقاف العمليات العسكرية الإماراتية في الساحل الغربي بشكل مؤقت، يأتي حسب تصريح الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام حفظه الله في سياق التغطية على فشلهم العسكري في الساحل الغربي

ما طالعنا به قرشاش من تصريح إيقاف العمليات العسكرية الإماراتية في الساحل الغربي بشكل مؤقت، يأتي حسب تصريح الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام حفظه الله في سياق التغطية على فشلهم العسكري في الساحل الغربي، وفي سياق استهداف جماهير الشعب اليمني والتظليل على المجتمع الدولي ومحاولة للضغط على الأمم المتحدة أن تذهب إلى الحل الجزئي بدلاً من الحل الشامل، كما يروجون له.

وموقف كهذا شبيهٌ بموقف التحكيم في معركة صفين أو يكاد، ففي معركة صفين عندما كاد أن يصل مالك الأشتر إلى قرب خيمة معاوية بن أبي سفيان، ابتكر عمرو بن العاص خدعةً لمعسكر معاوية بأن يرفعوا المصاحف على أسنَّة الرماح ويدعوا الإمام علي عليه السلام إلى الاحتكام إلى القرآن، ورفعوا شعار: "لا حكم إلا لله"، فانطلت الخديعة على الكثير من المقاتلين في جيش الإمام علي ممن أسموا فيما بعد بالخوارج، وشهروا سيوفهم في وجه الإمام علي ليقبل بالتحكيم، حتى قال الإمام علي عليه السلام حينها: " إنّها كلمة حقّ يُراد بها باطل، إنّهم والله ما رفعوها، وهم يعرفونها ولا يعملون بها، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة"، ولما اختار معاوية عمرو بن العاص ليكون حَكَمَاً من طرفه اختار الإمام علي، عبدَ الله بن عباس؛ لأنه كان ذكياً عارفاً بحيل ابن العاص، فقال الأشعث: لا والله لايحكم فيها مضريان حتى تقوم الساعة ولكن اجعله رجلاً من أهل اليمن، فأتوا بأبي موسى الأشعري فاتفقا على خلع الرجلين، ولما قام أبو موسى ليتكلم دعاه ابن عباس فقال له ويحك وإني لأظنه خدعك، إن كنتما قد اتفقتما على أمر فقدمه قبلك ليتكلم به ثم تكلم أنت بعده فإنه رجل غدار، فتقدم أبو موسى، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس  اجتمع رأيي ورأي صاحبي على خلع علي ومعاوية وأن يولي المسلمون أمورهم من أحبوه وإني قد خلعت عليا ومعاوية فولوا من رأيتموه لهذا الأمر أهلاً ثم تنحى، فقام عمرو بن العاص فقال إن هذا قد قال ماسمعتم وخلع صاحبه وأنا أخلع صاحبه كما خلعه، وأثبت صاحبي معاوية، فقال له أبو موسى: مالك لا وفقك الله قد غدرت وفجرت، إنما مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، فقال له عمرو: إنما مثلك كمثل الحمار يحمل أسفارًا.

إلا أن هذه الحادثة خلدت درساً وعبرةً على مدى التاريخ.

ونحن ندرك جيداً أن الأمريكيين وعملائهم من السعوديين والإماراتيين خلقهم الغدر ونقض العهود والمواثيق كما وصفهم الله سبحانه في كتابه العزيز: "َكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ" لأنهم "لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ"، ولنا تجربة كبيرة في التعامل معهم تمكننا من إدراك مكرهم وخبث حيلهم ومراوغتهم، إضافةً إلى فهم عميق جداً للتوجيهات القرآنية التي توضح كيفية التعامل مع هكذا حالات، ففي سياقٍ كهذا يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال: "إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُون" فيبقون على كفرهم ولا تنفعهم الآيات والعبر،َ ويوضح الله جانباً من سلوكياتهم "الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُون"َ الله بالوفاء بالعهود، ثم يرشدنا الله لكيفية التعامل مع هؤلاء بقوله: "فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ "، فإذا تمكنت وظفرت بهم في الحرب، فاقتلهم وشرد بهم، "وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِم عَلَىٰ سَوَاءٍ"، أبلغهم إلغاء عهدهم وأنه لم يبقَ بينك وبينهم عهد، "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ * وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ" ثم يؤكد الله على التنبه لمكرهم وعدم الاغترار بخداعهم، ويطالبنا بالمزيد من الحشد والتعبيئة والإعداد الكبير  لهم سواءً على مستوى العدة والعتاد أو الإعداد النفسي والمعنوي، وحشد كل ما يمكن أن يكون فيه إرهاباً لهم، ولأعوانهم ومرتزقتهم، سواءً الناشطين منهم أو الخلايا النائمة فيقول سبحانه:  "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ"، ويؤكد أيضاً على أهمية الإنفاق إلى جانب التضحية والاستبسال، فيقول: "وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ"، ثم إذا ما طلبوا الصلح والسلم بجدية مع التوقف الفعلي لكل العمليات العسكرية وليس مجرد مراوغة، بعد أن يحصل كل ماسبق حينها: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ"، فمثل ما أيدك الله ونصرك عليهم فإنه حسبك عليهم وهو الناصر لك عند خيانتهم، وسنة الله هي التمكين من الخائنين "وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"، هذا خلاصة ما يحدث، وهذه المنهجية التي نتعامل بها تجاه ما يحدث، فلا يمكن أن تنطلي علينا التصريحات المضللة، ولا المساعي الملتوية، ولا الخدع والمراوغة، وقضية التحكيم في صفين لا يمكن أن تتكرر، وأنصار الله والأبطال المجاهدون المنقادون للقيادة الحكيمة هم بروحية وإيمان كميل بن زياد ومالك الأشتر، والأشعث بن قيس الكندي، وسعيد بن قيس الهمداني، وحجر بن عدي الكندي، ولا وجود بينهم لأبي موسى الأشعري، وتوجيهات القرآن الواضحة التي نتمثلها في مثل هكذا موقف هي: "فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ".

يسرائيل زيف: الكيان الصهيوني يغرق في غزة
متابعات | 31 مايو | المسيرة نت: اعترف رئيس العمليات السابق في جيش الكيان الصهيوني، يسرائيل زيف، بأن قطاع غزة يواجه ما أسماه بـ "فوضى شاملة" وأن الجهة الوحيدة المسؤولة عنها هي إدارة نتنياهو، الذي تغرق في ورطة غزة وبعيون مفتوحة ودون مخرج".
الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية بغزة في أسوأ حالاتها
متابعات | 31 مايو | المسيرة نت: قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن الكارثة الإنسانية بقطاع غزة في أسوأ حالاتها منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها (إسرائيل) منذ 7 أكتوبر 2023.
وزير الدفاع الأمريكي: نهج ترامب العسكري يعتمد على التجارة والحفاظ على النفوذ
متابعات | 31 مايو | المسيرة نت: أعلن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أن استراتيجية الرئيس دونالد ترامب تستند إلى فهم عميق للقدرة العسكرية، حيثُ يفضل الانخراط بناءً على التجارة والسيادة بدلاً من اللجوء إلى الحروب.
الأخبار العاجلة
  • 14:08
    محافظ الضالع: هذه الخطوة جاءت استجابةً لمبادرة أطلقها المجلس السياسي الأعلى قبل عام، وها هي اليوم تُتوَّج بعبور السيارات والناقلات من صنعاء إلى عدن
  • 14:07
    محافظ الضالع عبداللطيف الشغدري يؤكد ضمان حرية تنقل المسافرين والتجار في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، ويطالب الطرف الآخر التزام المبادئ الدينية والوطنية والأخلاقية
  • 14:07
    مراسلنا في الضالع: مرور أول سيارة في طريق دمت – مريس – قعطبة إيذانًا بتدشين العمل رسميًا في الخط الرابط بين صنعاء وعدن
  • 14:07
    حماس: نحث دول العالم على تفعيل مقاطعة العدو المارق وعزله ومحاسبته على مجازره وجريمة التجويع بحق شعبنا
  • 14:07
    حماس: نثمن قرار مجلس بلدية برشلونة قطع العلاقات مع حكومة العدو وتعليق اتفاق الصداقة مع بلدية "تل أبيب"
  • 14:07
    لقاء قبائل النضير بصعدة: مع غزة لا يزعزعنا أي عدوان ومستعدون لحماية موقفنا والدفاع عن بلدنا
الأكثر متابعة