مجالات التنزيه في معنى التسبيح
آخر تحديث 18-11-2022 20:42

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (التغابن:1) {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الحشر:1) {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (يّـس:83)

ترى كم تكرر التسبيح في القرآن الكريم بما يعنيه التسبيح من تنزيه لله سبحانه وتعالى وتقديس وإجلال وتعظيم له، بما يعنيه أساسًا من تن‍زيه لله عما لا يليق أن ينسب إليه لا باعتبار ذاته، ولا أفعاله، ولا في تشريعه، ولأن تن‍زيهه سبحانه وتعالى قضية مهمة بالغة الأهمية يجب أن يكون الإنسان مستشعرًا لها دائمًا، وقاعدة ينطلق منها في معرفته لله سبحانه وتعالى.

يستنفر الله سبحانه وتعالى كل ما في سماواته، وكل ما في أرضه ليقول لك بأن كل ما فيهما يسبحون له، {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (الجمعة:1) كل ما فيها يشهد بن‍زاهته ما بين من ينطق بذلك بلسان المقال، وما بين من ينطق بلسان الحال فيشهد على نزاهة الله سبحانه وتعالى.

تن‍زيهه عن ماذا؟ للتسبيح معنًى مهم جدًا، تن‍زيهه عما لا يليق به في ذاته أن تنسب إليه نقصًا، أن تنسب إليه من العيوب ما لا يليق بأن تنسبها إليه كما نسب إليه الآخرون من أنه ذو أعضاء، من أنه يقدر المعاصي، ويخلق المعاصي والفواحش، ويريدها ويقضي بها. تنزيه له أيضًا في أفعاله هو من لا يظلم، من لا يفعل الفساد، من لا يفعل ما يتنافى مع الحكمة، هو من خلق كل شيء فقدره تقديرًا، تن‍زيه له سبحانه وتعالى أيضًا في تشريعه، وفي هدايته.

أنزهه عن أن يشرع لي طاعة من يعصيه، أن يوجب علي أن أطيع الظالمين والجبارين والطواغيت والمتكبرين وهو من يلعنهم في كتابه، وهو من يستنصرني لأقف في وجوههم فكيف يأمرني بطاعتهم؟ وهل يشرف الله سبحانه وتعالى، أو يليق به أن يكون هؤلاء من يوجب علينا أن نطيعهم وهم مفسدون ومجرمون وطواغيت وكافرون! ألست أنت من تحاول أن تطرد ابنك من بيتك إذا ما وجدته ابنًا فاسدًا؟ والآخرون يقولون لك اطرده من بيتك؟ وأنت تقول لابنك: أنت شوهت سمعتي، أنت لا تشرفني أن يقال أنت ابني.

الله سبحانه وتعالى كيف يمكن أن يوجب علينا أن نطيع أعداءه! هذه واحدة من العقائد الباطلة التي نسبوها إلى دين الله، ودين الله هو تشريعه وهديه.

ولو تأتي، لو تأتي تتبع ما حصل من هذا القبيل مما نسب إلى الله سبحانه وتعالى لوجدت بأنهم نسبوا إليه ما لا يليق به، وأمام هؤلاء استنفر الله كل مخلوقاته لتسبحه؛ لعظم قبح ما نسبوا إليه في تشريعه، أو في هديه، أو في أفعاله، أو في ذاته سبحانه وتعالى.

والتسبيح هو الذي أخذ المساحة الواسعة في التعبُّد داخل الملائكة، وداخل المخلوقات كلها، الله قال عن ملائكته {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} (الأنبياء:20) وقال لنا، يخبرنا عن أنهم يسبحونه، ثم قال لك: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} (الإسراء: من الآية44).. لتفهم ماذا؟ أنها قضية كبيرة، جريمة كبيرة، قبح عظيم أن تنسب إليه ما لا يليق به، ما يتنافى مع جلاله، مع قدسيته، مع كبريائه، مع عظمته، الأمر الذي لا يهز في الكثير منا شعرة واحدة، ولا ينطلق يتفاعل إذا ما سمع بأن هناك من ينشر عقائد باطلة.

يقولون: أن الله كذا وكذا، ويقولون أن رسول الله يشفع لأهل الكبائر، ويقولون بأنه يجب طاعة الظالمين، ويقولون كذا، فيقول: والله مجرمين. وانتهى الأمر، لا يغضب، لا يعرف أن هذه قضية غير عادية، أنها إساءة بالغة إلى الله سبحانه وتعالى. ولتفهم أن القضية مهمة جدًا تدفعك إلى أن تغضب لله، وإلى أن تبذل نفسك وتبذل مالك لتنصر الله سبحانه وتعالى فتقول لأولئك: لا. تنطلق في الحديث مع الناس عن تن‍زيه الله، وأن ما يقال بأنه كذا وكذا، وأنه شرع كذا وكذا، هذا باطل لا يجوز أن ينسب إلى الله. تنطلق في نصر الله كما قال لك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (الصف: من الآية14).

ارجع إلى القرآن الكريم عندما يقول لك بأن كل من في السموات والأرض يسبحون له، والملائكة عملهم الدائم التسبيح له {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} هل لأن الله سبحانه وتعالى يعجبه أن يسمع ترديد التسبيح ليستمتع به؟ هو سبحانه وتعالى من هو من‍زه عن هذا، وإنما ليقول لنا: أن قضية أن نحافظ في أنفسنا على الإيمان بكماله المطلق الذي يدفعنا إلى أن ننزهه عن كل ما لا يليق به، وأن نسبة شيء إليه لا تليق به هي قضية كبيرة جدًا، وعلى من؟ هل سيصل ضرها إلى الله أو علينا نحن؟ علينا نحن.

دروس من هدي القرآن الكريم
#معرفة_الله_عظمة_الله_الدرس_الثامن
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ: 26/1/2002م
اليمن – صعدة
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

خبير بوزارة الزراعة للمسيرة: الزراعة المائية.. الحل السحري لأزمة الغذاء والمياه في اليمن
المسيرة نت| خاص: أكّد المهندس وجيه المتوكل، مدير عام الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة في صنعاء، أنَّ تقنية "الزراعة المائية" تمثل "الحل السحري" لمواجهة تحديات المساحات الزراعية المحدودة وشح المياه وأزمة الغذاء في اليمن، داعيًّا إلى إعطائها الأولوية القصوى في الخطط الزراعية المستقبلية.
قيادي بحماس للمسيرة: نحرص على إنجاح المرحلة الأولى من الاتفاق ومواجهة العدو وأطماعه
خاص | المسيرة نت: في ظل استمرار العدوان الصهيونيي على قطاع غزة، أكد قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن المرحلة الأولى من الاتفاق تمثل خطوة استراتيجية يجب إنجاحها، مع التأكيد على سيادة القرار الفلسطيني وحق الشعب في الدفاع عن نفسه.
العدو الصهيوني يصعّد من مجازر الإبادة بعد "الاتفاق" ومظاهرات في "يافا" تهتف ضد المجرم نتنياهو
خاص | المسيرة نت: في مشهدٍ يعكس زيف الوعود الصهيونية وعبثية التعهدات التي تضمنتها اتفاقية وقف إطلاق النار الموقّعة مساء الخميس الماضي، واصل العدو "الإسرائيلي" جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة، مرتكباً سلسلة من المجازر التي خلّفت مئات الشهداء والجرحى خلال الساعات الأخيرة.
الأخبار العاجلة
  • 22:47
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تداهم منزل الأسير طالب مخامرة المقرر الإفراج عنه ضمن صفقة التبادل القادمة خلال اقتحام مدينة يطا جنوب الخليل
  • 22:36
    د. خليل الدقران للمسيرة: لدينا أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الركام نتيجة العدوان الإسرائيلي ولا تستطيع الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشالهم
  • 22:34
    المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة د. خليل الدقران للمسيرة: العدو دمر معظم المستشفيات ومراكز الوزارة في قطاع غزة
  • 22:10
    مصادر فلسطينية: مجاهدون يستهدفون قوات العدو الإسرائيلي بعبوة ناسفة محلية الصنع في بلدة عرابة جنوب غرب جنين بالضفة المحتلة
  • 22:10
    عضو القيادة السياسية في حماس للمسيرة: من حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم الاحتلال ولا يمكن أن ينتزع حريته إلا بالدفاع المسلح ضد العدو
  • 22:10
    عضو القيادة السياسية في حماس للمسيرة: لا يمكن أن يحكم غزة إلا أهلها ولن نسمح أن يأتي الغريب ليحكمنا بعد كل تضحيات شعبنا
الأكثر متابعة