أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا
آخر تحديث 04-10-2022 18:25

الله "سبحانه وتعالى" بيَّن هذه المرتبة، التي يجب أن نسعى للوصول إليها، عندما قال في القرآن الكريم: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة: الآية24]، 

نجد في هذه الآية المباركة أنها ذكرت وجمعت لربما ما هو أعز على الإنسان في روابطه الاجتماعية: الأب، الأبناء، الإخوة، الزوجة، العشيرة، وارتباطاته المادية: التجارة، أو المال، أو حتى المساكن، المسكن الذي يأويك، ويكون مرضياً عندك، كل روابطك الاجتماعية، وكل روابطك المادية يجب أن تبقى تحت سقف المحبة، وتحت مستوى في علاقتك بها، في محبتك لها، في انشدادك إليها، تحت مستوى سقف ومرتبة المحبة لله أولاً.

في التربية الإيمانية يجب أن يكون أعظم مستوى من المحبة في قلوبنا ووجداننا لله "سبحانه وتعالى"، فوق كل شيء، أن نحب الله، وهو ربنا، وملكنا، وخالقنا، والمنعم علينا، والعظيم في كماله، أن نحبه فوق كل شيء.

ثم تأتي المرتبة الثانية، والمستوى الثاني في المحبة لمن؟ {أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ}، المرتبة الثانية هي لرسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، بعد الله، في مستوى محبتنا يجب أن نحب رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، أن نحمل هذا المستوى العظيم من المحبة لرسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، هذه هي المرتبة المطلوبة، هذا هو المستوى المطلوب، الذي ينبغي أن نسعى للوصول إليه؛ حتى يتحقق، يتحقق فعلاً، حتى يكون ملموساً في وجداننا، وفي مشاعرنا، في قلوبنا، ويتجلى أثره في التزامنا العملي، في اهتماماتنا العملية، في مواقفنا، تبين لنا الآية هذا المستوى المهم، كيف نصل إلى هذا المستوى إن لم نحرص على أن نعرف منزلته عند الله، أن نعرف كماله العظيم، أن نطَّلع على سيرته في القرآن الكريم، وفيما يوافق القرآن الكريم، أن نعرف وأن نستوعب إنجازه العظيم، أن نستوعب قدسية مهمته، أن نستوعب كيف كان تجاهنا، في حرصه على نجاتنا، في اهتمامه بأمرنا، في سعيه الحثيث على نجاتنا، لم يكن فقط يحمل هذا الهم، هذا الحرص، هذه العناية لأهل زمنه لأهل عصره، بل لكل أمته، وللبشرية إلى قيام الساعة، هذا هو رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله".

من المفردات المهمة في علاقتنا بالرسول "صلوات الله عليه وعلى آله" هي: التوقير، والتعظيم، والتعزير، أن نعظِّمه، أن نجلَّه، أن نحترم مكانته، أن نعرف منزلته العظيمة عند الله "سبحانه وتعالى"، وأن يكون ذلك واضحاً متجلياً في اهتمامنا بهذه الصلة بالنبي "صلوات الله عليه وعلى آله"، التعظيم الذي يحضر في كل واقعنا، من خلال الإتِّباع، والتأسي، والاقتداء، والابتهاج، والمناسبات، والأقوال، والأفعال... وغير ذلك، أن يتجلى هذا التعظيم والتوقير.

الله قال في القرآن الكريم: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}[الفتح: من الآية9]، وقال "جلَّ شأنه": {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الأعراف: من الآية157]، فتأتي مفردة: {وَعَزَّرُوهُ}، {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ}، التعزير للنبي "صلوات الله عليه وعلى آله": التعظيم، تعظيم المتَّبعين، المقتدين، المناصرين، المؤيِّدين، الذين يحترمون مكانته، يعون موقعه، منزلته، دوره، رسالته؛ فيعظِّمونه، هذه مسألة أكَّد عليها القرآن الكريم كثيراً.

لم يتنبه لها البعض من المسلمين في عصر النبي "صلوات الله عليه وعلى آله" بالمستوى المطلوب، فكان لذلك تأثير سلبي عليهم، في مدى الاهتداء، والاقتداء، والإتِّباع، وفي طريقة التعامل مع النبي "صلوات الله عليه وعلى آله"، فكان القرآن الكريم يعاتبهم، يوبِّخهم، يحذِّرهم، يؤدِّبهم، عندما قال في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}[الحجرات: الآية2]، إلى هذا المستوى أهمية التعظيم للنبي، التوقير للنبي، الاحترام لرسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، لها هذه الأهمية، هذا المستوى من الأهمية، (لَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ): لا تتخاطبوا معه في صوتكم، يكون مستوى صوتكم وأنتم تتحدثون إليه، أو تتخاطبون معه، كما تخاطبون بعضكم بعضاً، اخفضوا أصواتكم، اعرفوا من تخاطبون، مع من تتحدثون، إنه رسول الله، والأهمية لهذا المستوى من الالتزام، والأدب، والتعظيم، والتوقير، لدرجة أنَّ عدم الالتزام بها هو سببٌ كافٍ في أن تحبط كل أعمالكم، من صلاة، وجهاد، وصيام، يعني: يقول لهم: لا قيمة لجهادكم، لا قيمة لصلاتكم، لا قيمة لصيامكم، لا قيمة لأعمالكم كلها من فعل الخير والعبادة والذكر إن لم تحترموا رسول الله، إن لم تتأدبوا مع رسول الله، كلها ستحبط، كلها لن يكون لها أجر، ولا قيمة، ولا ميزان لها، ولا ثواب عليها، {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}، هذا يقرِّب إلى أذهاننا مدى الأهمية لتعظيم النبي، بدون تعظيمك لرسول الله، واحترامك لمكانة رسول الله، لا قيمة لأيٍّ من أعمالك، وعباداتك، وكل ما تفعله من الخير، لا قيمة له، ولهذا يقول لهم: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}[الحجرات: الآية3]، {وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}، لأولئك الذين حملوا في قلوبهم مشاعر التعظيم لرسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، فكان لذلك الأثر على طريقة تعاملهم، وخطابهم، وأسلوبهم في التعامل مع رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، فكانوا يغضون أصواتهم، قال عنهم: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}، {وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} بكل ما تعنيه الكلمة.

كان مثلاً من مظاهر عدم الاستيعاب لمكانة الرسول، لدوره، لقدسية مهمته، للتعامل معه، ومع ما يأتي به، مثالٌ آخر في قصة حضورهم عند رسول الله وهو يتحدث إليهم، وهو يخطب فيهم، عندما قال الله "جلَّ شأنه" في القرآن الكريم: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[الجمعة: الآية11]، هكذا يؤدِّبهم، يذكِّرهم، ينبههم.
فالتوقير لرسول الله، والتعظيم لرسول الله، والاستيعاب لمكانته، أمرٌ مهمٌ جدًّا في علاقتنا الإيمانية برسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، وأن يظهر ذلك في خطابنا، في حديثنا، في مناسباتنا، في التزامنا العملي، في اهتمامنا بالاقتداء والتأسي.

كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في تدشين فعاليات المولد النبوي الشريف 1444 هـ -2022 م

صنعاء.. وقفتان في مديريتي الحصن وخولان تأكيدًا على استمرار التعبئة والجهوزية
صنعاء| المسيرة نت: نظم أبناء عزلة الغري بمديرية الحصن في محافظة صنعاء، وقفة قبلية مسلحة إعلانًا للجهوزية العالية وثباتًا على الموقف المساند للشعب الفلسطيني.
الدفاع المدني في غزة يبدأ انتشال جثامين الشهداء من مدينة غزة ويدعو لإدخال معدات الإنقاذ
خاص | المسيرة نت: أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، اليوم، بدء عمليات انتشال جثامين الشهداء من مدينة غزة، في خطوة وصفها بأنها الأولى من نوعها منذ فترة طويلة، في ظل الدمار الواسع الذي خلّفه العدوان الصهيوني المتواصل.
هزيمة: ما جرى ضد فنزويلا جسّد بلطجة دولية وصراعًا أمريكيًا للهيمنة
أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور محمد هزيمة أن ما شهدته الساحة الدولية، خصوصًا تجاه فنزويلا، لم يُفسَّر إلا بوصفه بلطجة سياسية منظمة، حيث جرى تفريغ القانون الدولي من مضمونه، وتحولت المنظمات الدولية إلى أدوات خاضعة للنفوذ الأمريكي والغربي، بما خدم مشروع السيطرة على شعوب العالم وإخضاعها.
الأخبار العاجلة
  • 17:12
    قبائل المديريات الشرقية للمدينة بحجة: نعلن البراءة من عملاء أمريكا وإسرائيل ونفوض السيد القائد في كل خياراته
  • 17:12
    حجة: لقاء قبلي موسع مسلح لقبائل مديريات مربع المدينة الشرقي شرس ومبين وكحلان عفار وبني العوام وريف حجة والمغربة ومدينة حجة لإعلان الجهوزية والنفير العام لمواجهة أي عدوان
  • 16:52
    مصادر فلسطينية: إصابة طفلة برصاص العدو أثناء عودتها من مدرسة في مواصي مدينة رفح جنوب قطاع غزة
  • 16:48
    بن حبتور لوكالة يونيوز: هناك معلومات تؤكد وجود تنسيق مباشر بين "المجلس الانتقالي" - المدعوم إماراتيًا- وكيان العدو الإسرائيلي
  • 16:48
    عضو المجلس السياسي الأعلى د.عبدالعزيز بن حبتور لوكالة يونيوز: الأحداث في المحافظات الجنوبية والشرقية تأتي في إطار مخطط قديم - جديد رسمته دول العدوان السعودية والإمارات
  • 16:43
    مكتب إعلام الأسرى: نحو 50 أسيرة في سجن "الدامون" يواجهن قمعًا ممنهجًا وعزلةً وعذابًا يوميًا