بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ
آخر تحديث 25-12-2021 18:07

في (سورة البقرة) يقول الله "سبحانه وتعالى": {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}[البقرة: الآية154]، لَا تَقُولُوا: لا تكن هذه نظرة لكم تعبرون عنها، فأنتم ترون فيهم أناساً فقدوا حياتهم، خسروا حياتهم، وانتهت حياتهم،

وبقوا في حالة الموت إلى يوم القيامة، عندما تنظرون هذه النظرة فتعبرون عنها بقولكم أنهم أموات، وفلان- يعني: الشهيد فلان مثلاً- ميت، ومات فلان وهو شهيد، وفلانٌ أصبح من الأموات، لا تقولوا ذلك أبداً؛ لأن هذا ينافي الحقيقة، لا صحة لذلك، ولأن هذه المقولة تقدم فكرة عن الموضوع وكأنه خسارة، والمسألة مختلفة عن ذلك كلياً.

(بَلْ أَحْيَاءٌ): هم أحياء بكامل مشاعرهم، وهم حضوا باستضافةٍ كريمةٍ لدى الله "سبحانه وتعالى"، هذه الاستضافة تستمر في وضعٍ خاص، وكامتياز خاص للشهداء، امتياز خاص للشهداء، تستمر هذه الاستضافة إلى يوم القيامة، وما بعد يوم القيامة هو جنة المأوى والفوز العظيم الدائم الأبدي، ولكن إلى أن تأتي القيامة ليسوا كغيرهم ممن ماتوا بشكلٍ طبيعي وبوفاة طبيعية، أولئك حالتهم مختلفة، وكامتياز خاص قدمه الله "سبحانه وتعالى" لهم أنه استضافهم استضافةً كريمة.

(وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)؛ لأنهم غائبون عن إدراكنا، عن مشاهدنا، عن مشاهدتنا، عن إدراكنا، أمرٌ هو خارجٌ عن كل ذلك، ولكن الذي أخبرنا عنه هو الله "سبحانه وتعالى"، هو المستضيف الكريم "جلَّ شأنه".

في آيةٍ أخرى في (سورة آل عمران) يقول: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: الآية169]، لا يكن في حساباتك، في تقديراتك، في تصورك، أنهم أصبحوا من الأموات، وأنهم انتهت حياتهم وسيبقون في حالة الموت إلى يوم القيامة، فالمسألة مختلفة عن ذلك، الشهداء كما كررنا لهم امتياز خاص، هم انتقلوا فوراً، ينتقل من ساحة المعركة عندما يكون في ساحة المعركة، أو استشهد فيها أو في أي مكانٍ كان ينتقل فوراً إلى تلك الاستضافة الكريمة، تتجه روحه إلى حيث يهيأ الله لها تلك الاستضافة، بالطريقة التي يجعلها الله "سبحانه وتعالى"، التفاصيل غائبة عنا، غائبة عنا، ولكنها بالتأكيد تفاصيل تدل على أنهم في حياةٍ حقيقية، حياة حقيقية يرزقون فيها، يعيشون فيها على المستوى النفسي حالة الفرح، السرور، لا يشعرون بالغبن، لا يندمون على عطائهم، ولا على تضحياته، هم يعيشون كما قال عنهم: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}[آل عمران: من الآية170]، هم في حالة فرح، قبل ذلك: {عِنْدَ رَبِّهِمْ}، بكل ما يعبر عنه ذلك، من مقامٍ عظيم، من تكريمٍ كبير، من سعادةٍ عظيمة، من استضافةٍ كريمة، عند ربهم، هذا يعزز في نفس الإنسان حالة الاطمئنان التام تجاه قريبه الشهيد، أين هو؟ {عِنْدَ رَبِّهِمْ}، في استضافة الله "سبحانه وتعالى"، يرزقون، هذا يدل على أنهم يعيشون حياةً حقيقية، حياةً بكامل مشاعرهم، يحظون فيها بالرزق، بالعطاء الإلهي المستمر في تلك الحياة، قد سلموا كل الهموم، كل المعاناة، كل متاعب هذه الحياة، كل ما في هذه الحياة من مخاطر على الإنسان فيما بقي من حياته، وصلوا إلى حيث يأمنون، إلى حيث يطمئنون على مستقبلهم الأبدي، على مستقبلهم الأبدي، وأصبحوا في حالة يستبشرون فيها حتى بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، كما قال: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[آل عمران: الآية170].

فمثل ما نستذكرهم كشهداء من رفاق دربنا، من أقربائنا، من أعزاءنا، من أحبائنا، هم يستذكروننا وهم في ذلك النعيم، ويستبشرون لنا أن نصير وأن نصل إلى ما وصلوا إليه، إذا كنا نقيم المناسبات لذكراهم، لذكرى سيرهم، لذكرى عطائهم، للحديث عنهم، للحديث عمَّا قدموه، للحديث عن مآثرهم الطيبة، ذات القيمة الإنسانية والأخلاقية، فهم لم ينسونا، وقد وصلوا إلى نعيم عظيم، وسعادة كبيرة، وراحة عظيمة، ما نسيونا يقولوا: [ها خلاص أحنا قد كيفنا وبس، يسدوا، يسدوا يخلوهم هناك يسدوا لهم فيما هم فيه من مشاكل[ لا، هم يستذكرون.
كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في تدشين الذكرى السنوية للشهيد 1443هـ - 2021

البيضاء والضالع: فعاليات خطابية إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف
عباس القاعدي| المسيرة نت: شهدت محافظتا البيضاء والضالع فعاليات خطابية واحتفالات واسعة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، أكدت خلالها الكلمات على أهمية استلهام الدروس من السيرة النبوية العطرة في مواجهة التحديات الراهنة، وفي مقدمتها ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة وتجويع.
نائب منسّق "الأونسكو": ذُهلت خلال زيارتي لغزة من حجم الدمار والمعاناة
المسيرة نت | متابعات: أعرب نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط (الأونسكو) "رامز الأكبروف" عن ذهوله خلال زيارته لغزة من "حجم الدمار والمعاناة والظروف التي لا تُحتمل".
الحركة الصهيونية تعيش صدمة بسبب تعاظم نشاط الفلسطينيين وأنصارهم في الشتات
متابعات| المسيرة نت: تشهد الأوساط الصهيونية في أوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها من القارات حالةً من الارتباك والصدمة أمام التصاعد المتسارع لنشاط عدد من الحركات الفلسطينية والقوى الطلابية والشبابية، وحركات التضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث نجحت هذه الحركات الجماهيرية خلال الأشهر الماضية في توسيع حضورها السياسي والشعبي والإعلامي، وتكثيف فعالياتها ضد الإبادة في غزة، وتعزيز نشاطها الداعم للمقاومة على امتداد العالم.
الأخبار العاجلة
  • 18:32
    رويترز: مقتل 3 وإصابة 20 بحادث إطلاق نار داخل مدرسة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية
  • 18:17
    محافظ الحديدة: نأمل أن يشكّل المفرج عنهم إضافة للمجتمع بعد تلقيهم دورات حرفية وإعادة تأهيلهم خلال قضاء فترة محكوميتهم
  • 18:17
    محافظ الحديدة اللواء عبدالله عطيفي: نشكر السيد القائد على المبادرة الإنسانية بالإفراج عن أكثر من 900 من المعسرين
  • 18:17
    القاضي راجح سعد الدين: سنرفع أي اختلالات من مأموري الضبط في الأمن والنيابة في حال تأخر القضايا ضمن مخالفة القانون
  • 18:17
    ممثل النائب العام في اللجنة القاضي راجح سعد الدين: سنستمر في إنجاز الإجراءات بما يخفف من تراكم السجناء في السجون
  • 18:16
    الشيخ علي ناصر قرشة: الخطوة تجسّد اهتمام قائد الثورة بملف السجناء وتحقيق العدالة وسنستمر في النزول إلى مختلف المحافظات