كيف يجب أن نذكِّر بالأخلاق الكريمة؟
آخر تحديث 08-05-2019 21:48

نحن نلمس أنما يذكَّر الناس به من الأخلاق الكريمة في خطب الجمعة وغيرها من المواعظ كلها مجرد تذكير لا يقدم ولا يؤخر ولا يخلق في أنفسنا شيئا. يجب أن نذكِّر بهذه الأخلاق الكريمة، أنها مهمة، وهي في حد ذاتها تعتبر طاعة من طاعات الله العظيمة. ولكن يجب أن نفهم أيضًا أن من أبرز غاياتها هي أنها تخدم عملية وحدة المؤمنين فيما بينهم، تلك القضية التي لا بد منها في تحقيق المسؤولية الكبيرة عليهم لدين الله سبحانه وتعالى، أن يكونوا من يعمل على نصر دينه، من يعمل على إعلاء كلمته

 

نحن نلمس أنما يذكَّر الناس به من الأخلاق الكريمة في خطب الجمعة وغيرها من المواعظ كلها مجرد تذكير لا يقدم ولا يؤخر ولا يخلق في أنفسنا شيئا.

يجب أن نذكِّر بهذه الأخلاق الكريمة، أنها مهمة، وهي في حد ذاتها تعتبر طاعة من طاعات الله العظيمة. ولكن يجب أن نفهم أيضًا أن من أبرز غاياتها هي أنها تخدم عملية وحدة المؤمنين فيما بينهم، تلك القضية التي لا بد منها في تحقيق المسؤولية الكبيرة عليهم لدين الله سبحانه وتعالى، أن يكونوا من يعمل على نصر دينه، من يعمل على إعلاء كلمته، من يدافع عن دينه، نفهمها على هذا النحو، أما أن نتوقع أنها ستتحقق لنا، فنحن قد جربنا أنفسنا، وأعتقد كل الناس قد جربوا أنفسهم، من هو الذي لم يسمع كلامًا كثيرًا من هذا النوع في خطب الجمعة وغيرها، عن الأخوة والمحبة والألفة والتعامل الحسن وكظم الغيظ.. و.. إلى آخره، نتحدث عنها كطاعات مفردات من الطاعات، لا نتحدث عن غايتها المهمة التي تكشف عن أهمية ذلك المبدأ الذي كل هذه التشريعات تتجه نحو تهيئة الأمة لتكون بمستوى أن تنهض به.

فما لم نحمل هذا الهم - فيما أعتقد وفيما أرى - لن يتحقق لنا شيء في واقع أنفسنا، ومتى ما حملنا هذا الهم الكبير، ومتى ما شعرنا بالمسؤولية الكبيرة، فإن من المتوقع فعلًا أن يتدخل الله، فهو هو الذي يقدر على أن يؤلف بين قلوبنا، على أن يملأ قلوبنا حبًا لبعضنا البعض، على أن يؤتينا الحكمة في تصرفنا مع بعضنا بعض، هكذا قال عن أولئك: {وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً}.

نحن لسنا أعداء فيما بيننا أليس كذلك؟ لكن نفوس متباينة، وكل واحد يشعر بأنه لا رابط له بالآخر إلا مجرد الالتقاء اليومي في السوق، أوفي المسجد، لا غير، لقد تدخل الله سبحانه تعالى فمنَّ على أولئك بنعمة كبيرة الذين كانوا أعداء {أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم} هل تعرفوا ماذا تعني كلمة الألفة؟ ألفت، أصبحت متآلفة، وليس فقط انتزع منها العداء فأصبحت طبيعية كما نحن عليه، أصبحت قلوبًا متآلفة، ومتى ما تآلفت القلوب عظمت الثقة فيما بين الناس لبعضهم بعض، أصبحوا كيانًا واحدًا، أصبحوا كتلة واحدة، أصبح كل شخص منهم ينصح للآخر، ويخلص له، ويخدم ضميره، ويتألم له، يشترك هو معه في موقف من المواقف فلا يتخلى عنه، يحبه يوده، قلبه يألف قلبه، أصبحت القلوب متآلفة، أي لا يألف قلبي أن يظل منفردًا لوحده، يريد أن يبقى مع تلك القلوب التي ألفها.

القلوب تتآلف فتحب أن تجتمع متى ما ألف الله بينها، كما تحب أن تجتمع بصديق لك يوميا، تجلس معه، تجلس [تخزن] معه يوميًا، فإذا ما غاب تصبح جلسة القات [تخزينة] ما أعجبتك {فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا} من خلال ما هداكم إليه، فجعل له فاعلية في أنفسكم، وبتدخله وإمداده الإلهي الغيبي.

هذه القضية إذا لم نهتم بها فلو - فيما أعتقد - نجلس في هذا المجلس يوميًا يوميًا سنين طويلة سننسى كل شيء.. ننسى في هذا اليوم ما سمعناه مثل اليوم وهكذا، ونبقى نحن أولئك الأشخاص الذين ننظر إلى بعضنا بعض نظرات عادية.

لا نحن متوحدون ولا متفرقون، ولا مختلفون ولا متفقون، كل واحد لوحده، تجمعنا الشمس عندما تطلع فنتحرك ونتلاقى في الطريق، السلام عليكم، وعليكم السلام، وفي السوق نشتري حاجات بعضنا بعض، وكل واحد يرح بيته، نخرج نصلي في المسجد جميعًا، أو نصلي فرادى، وكل واحد يرجع بيته، لا نلمس بأن هناك شيئًا يجمع بيننا، ويهمنا جميعًا، لاهتمامنا المشترك به أصبحت قلوبنا متآلفة في ظله فيرتاح الواحد منا عندما يلقى أخاه في المسجد، أو في السوق، أو في الطريق فيصبح حتى للحياة مذاق آخر.

أعتقد أن بعض الناس في القرى يعيشون في واقع حياتهم غرباء، عندما يكونون غير متآلفين فيما بينهم، بل يعيشون أسر يحتاجون إلى [اتفاقيات مكتوبة] لكف الأذى عن بعضهم بعض.

وفي كل أسبوع، أو في كل يوم تقريبًا تظهر مشكلة من هنا ومشكلة من هنا، وكل واحد يرى بأنه فقط قدره أن يكون في هذا البيت داخل هذه القرية.

تصبح الحياة تعيسة.. ترى الآخرين في المسجد لا يمثلون لديك شيئًا، إذا لم تستأ من رؤيتهم ومن لقائهم فقد لا يمثلون لديك أي شيء، منظر طبيعي، لكن متى ما تآلفت النفوس تعيش في حياة سعيدة ترى أصدقاء، ترى إخوانًا، تدخل المسجد فترتاح برؤية إخوانك، تخرج إلى ساحات القرية فترتاح برؤية إخوانك، تمشي معهم في السيارة فترتاح بالمشي معهم، في السوق تلقاهم فترتاح بلقياهم، تعيش

نحن بعد لم نعرف، لكن من خلال ما نتصوره قياسًا على أمثلة في واقع حياتنا عندما يكون لك صديق معين تحبه ألست ترتاح عندما تراه؟ وقد لا تكون صداقتكم مع بعضكم بعض تبلغ درجة الأخوة الإيمانية، لكنك ترتاح عندما تلقاه.

هذا أثره فيما يتعلق بالحياة جميل، فيما يتعلق بالنفوس، يجعل الحياة سعيدة بين الناس، وهم في قراهم، في مساجدهم، في تجمعاتهم، في أسواقهم، في طرقاتهم، وضعية تغيب فيها المشاكل، وضعية تختفي فيها الكثير من الإشكاليات التي سببها ومنشؤها التباين فيما بين النفوس، والوحشة فيما بين القلوب.

فكلمة من هذا تغرق هذا، سوء ظن، أو فهم خاطئ لعبارة منه تشكل مشكلة في القرية أو مشكلة بين أسرتين.

لذا يجب علينا - أيها الإخوة - أن نعرف من أين نأتي لأنفسنا، من أين نأتي لقلوبنا حتى تتآلف وتتوحد، أما إذا كنا لا يهمنا هذا ونجتمع لمجرد الاجتماعات، وحديث لمجرد الحديث، وكلام لمجرد الكلام فقد نقضي فترات طويلة لا نستفيد شيئًا.

ويقول سبحانه وتعالى وهو يعدد نعمه: {وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم} وهو يأمر عباده ويرشد عباده إلى تذكر نعمه عليهم {وَاذكُروا نِعمَةَ اللَّهِ عَلَيكُم وَميثاقَهُ الَّذي واثَقَكُم بِهِ إِذ قُلتُم سَمِعنا وَأَطَعنا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ} (المائدة:7).

  نعمة أنتم ربما لا تشعرون بها، قد تعتبرون القضية أنه فقط مجرد قرار آخر، كانوا قرروا أن يعملوا بنا كذا لكن ترجح لهم أن يتخذوا قرارًا آخر، أو ظهر لهم أن القضية لا تستلزم أن يتخذوا منا ذلك القرار السابق فغيروا رأيهم، يأتي تدخلات إلهية، فهنا يذكر عباده {اذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم} تلك النعمة التي هي أنه {إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم فَكَفَّ أَيدِيَهُم عَنكُم ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ} (المائدة: من الآية11) هذا مجال جديد من مجالات النعم أليس كذلك؟ مجال الدفع عن المؤمنين، وكف أيدي أعدائهم عنهم، أليست هذه نعمة غير النعم الأخرى النعم المادية هذه التي نراها؟

ويقول أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذكُروا نِعمَةَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ جاءَتكُم جُنودٌ فَأَرسَلنا عَلَيهِم ريحًا وَجُنودًا لَم تَرَوها ۚ وَكانَ اللَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرًا} (الأحزاب:9) أليست هذه نعمة أيضًا من هذا القبيل، نعمة الدفع عن المؤمنين؟

ماذا يراد من خلال هذه؟ أن تعرف أنك متى ما توليته توليت من هو على كل شيء قدير، توليت من لا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يغفل عنك، توليت من سيرعاك ويدفع عنك {إِذ جاءَتكُم جُنودٌ} وهذا كان يوم الأحزاب عندما تجمع المشركون فبلغ عددهم ما يقارب عشرة آلاف شخص فحاصروا المدينة وحصل ما حصل من الرعب في نفوسهم الذي حكاه الله في كتابه الكريم: {وَإِذ زاغَتِ الأَبصارُ وَبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ وَتَظُنّونَ بِاللَّهِ الظُّنونا (10) هُنالِكَ ابتُلِيَ المُؤمِنونَ وَزُلزِلوا زِلزالًا شَديدًا (11)} (الأحزاب:11).

في ذلك اليوم الذي برز فيه عمرو بن عبد ود، وتحدى المسلمين وهم نحو ثلاثة آلاف، وبينهم وبين المشركين الخندق الذي كان قد عمله النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) مع المسلمين فبقي في داخل الخندق هو ونحو ثلاث آلاف من المسلمين وهم في حالة من الرعب شديدة، برز عمرو وهو يتحدى، فبرز له الإمام علي (عليه السلام)، وهو ما يزال شابًا، قد لا يتجاوز عمره الخامسة والعشرين سنة فبرز إليه وقتله، فهناك تحطمت معنويات الكافرين.

وظلوا على حصارهم للمدينة، فأرسل الله عليهم فيما بعد الريح وكما قال هنا في هذه الآية: {فَأَرسَلنا عَلَيهِم ريحًا وَجُنودًا لَم تَرَوها} كانت تأتي الريح فتطفئ النار، وأدوات الطبخ لا تستقر تنكفئ الأواني بما فيها إلى الأرض، في الأخير قرروا العودة عندما رأوا هذه الوضعية المزعجة {فَأَرسَلنا عَلَيهِم ريحًا وَجُنودًا لَم تَرَوها}.

ويذكر الله في كتابه الكريم أنه هكذا مع كل الأمم، يأمرهم بأن يتذكروا النعم التي أنعم بها عليهم، فيقول في القرآن الكريم الذي هو أنزل إلى هذه الأمة يحكي أنه كان يخاطب بني إسرائيل في الماضي وخاطبهم أيضًا في هذا القرآن، خاطب من يسمع منهم في أيام النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وفيما بعد: {يَا بَني إِسرائيلَ اذكُروا نِعمَتِيَ الَّتي أَنعَمتُ عَلَيكُم وَأَوفوا بِعَهدي أوفِ بِعَهدِكُم وَإِيّايَ فَارهَبونِ} (البقرة:40) {يَا بَني إِسرائيلَ اذكُروا نِعمَتِيَ الَّتي أَنعَمتُ عَلَيكُم وَأَنّي فَضَّلتُكُم عَلَى العالَمينَ} (البقرة:47) لاحظوا.. لما لم يتذكر بنو إسرائيل النعمة التي أنعم الله بها عليهم، هكـذا بلغ بهم الحال إلى أن يستبدل الله بهم غيرهم، وإلى أن يلعن الكثـير منهم، وإلى أن يصبح أكثرهم فاسقين.

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم

#معرفة_الله_الدرس_الرابع

ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي

بتاريخ: 21/1/2002م

اليمن - صعدة
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

مناطق تعز المحتلة تنتفض ضد الفوضى الأمنية واتساع رقعة الجرائم وانتشار العصابات
شهدت مناطق تعز المحتلة، اليوم الأحد، انتفاضة شعبية غاضبة، تنديداً باتساع رقعة الفوضى والانفلات الأمني، وذلك بعد انتشار جرائم القتل والاختطاف والسطو المسلح، التي أثارت حالة من الهلع والامتعاض بين الأهالي.
مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين: عقبات تؤخر الإعلان عن قوائم المفرج عنهم في صفقة التبادل
المسيرة نت| متابعات: أشار مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، إلى وجود "عقبات معقدة ما زالت تحول دون الإعلان الرسمي عن قوائم الأسرى الذين سيجري الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل المرتقبة، وتشمل هذه القوائم أسرى من قطاع غزة إلى جانب النساء والأطفال" في سجون الاحتلال الصهيوني.
الصين تتصدى للضغوط الأمريكية برد حازم على فرض رسوم جمركية جديدة
متابعات| المسيرة نت: اعتبرت وزارة التجارة الصينية بيان الولايات المتحدة بشأن فرض رسوم جمركية جديدة نموذجًا صارخًا للمعايير المزدوجة، مؤكدة أن التهديدات الاقتصادية ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع بكين، وأن الصين لا تسعى لحرب تجارية لكنها لن تتردد في حماية حقوقها ومصالحها المشروعة.
الأخبار العاجلة
  • 16:34
    مكتب إعلام الأسرى: سيتم الإعلان عن الأسماء وكافة التفاصيل المتعلقة بالصفقة فور انتهاء المباحثات واعتماد القوائم النهائية حتى آخر اسم
  • 16:34
    مكتب إعلام الأسرى: الجهود تبذل على مدار الساعة لتجاوز العقبات واستكمال الإجراءات المطلوبة
  • 16:33
    مكتب إعلام الأسرى: هناك عقبات تحول دون الإعلان الرسمي عن قوائم الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل وتشمل أسرى غزة والنساء والأطفال
  • 16:33
    وزارة الداخلية بغزة: ندعو كل من التحق بالعصابات الإجرامية ولم يتورط في ارتكاب جرائم قتل إلى تسليم أنفسهم خلال أسبوع
  • 16:33
    وزارة الداخلية في غزة: نعلن فتح باب العفو العام أمام كل من التحق بالعصابات ولم يتورط في ارتكاب جرائم قتل لتسوية أوضاعهم
  • 16:18
    وزارة الصحة بغزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 67,806 شهيدًا و170,066 إصابة منذ بدء العدوان على غزة
الأكثر متابعة