بوتين يوجّه رسالة ردع لـ"لندن" بعد تحليق قاذفات نووية روسية في الأجواء البريطانية

أثار تحليق قاذفات استراتيجية روسية قادرة على حمل أسلحة نووية قرب الأجواء البريطانية قلقًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية الغربية، بعدما أرسلت موسكو طائراتها في مهمة وُصفت بأنها استعراض متعمد للقوة خلال عطلة عيد الميلاد.

وأفادت تقارير صحيفتي The Sun وMirror بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بإقلاع قاذفات من طراز Tu-95MS في مهمة جوية فوق بحر النرويج، على مقربة من شمال بريطانيا، استمرت لأكثر من سبع ساعات، بمرافقة مقاتلات Su-33 التابعة للقوات البحرية الروسية.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى نفذت "رحلة مخططًا لها مسبقًا في الأجواء فوق المياه المحايدة لبحري بارنتس والنرويج"، مؤكدة أن التحليق جرى وفق القواعد الدولية للطيران.

وأضافت الوزارة أن القاذفات "كانت تُرافق في بعض مراحل الرحلة بطائرات مقاتلة تابعة لدول أجنبية"، من دون أن تسمي هذه الدول، في إشارة ضمنية إلى تدخل قوات من حلف شمال الأطلسي.

وفي المقابل، أفادت وسائل إعلام غربية بأن حلف الناتو اضطر إلى إرسال مقاتلات لاعتراض ومرافقة الطائرات الروسية، معتبرة أن التوقيت والموقع يعكسان رسالة سياسية وعسكرية واضحة من موسكو إلى الغرب، مفادها الجاهزية العالية والقدرة على الوصول إلى تخوم المجال الحيوي الأوروبي حتى في فترات الأعياد.

ويرى مراقبون أن هذا التحليق يأتي في سياق التصعيد المتواصل بين روسيا وحلف الناتو، ويشكّل جزءًا من استراتيجية الردع الروسية القائمة على استعراض القوة الجوية الاستراتيجية، لا سيما في ظل التوترات المستمرة على خلفية الحرب في أوكرانيا وتوسّع الحضور العسكري الغربي قرب الحدود الروسية.