قطاع غزة بعد عامين من حرب الإبادة الجماعية.. حياةٌ تنهض من تحت الركام
آخر تحديث 12-10-2025 20:50

المسيرة نت| خاص: يخيّم القلق الحذّر على حياة الأهالي في قطاع غزة، بعد مرور عامين على حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الصهيونية، التي أسفرت عن دمارٍ يقارب 95% من القطاع.

ورغم تراجع أصوات القصف وتوقف أزيز الرصاص عقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مساء التاسع من أكتوبر الجاري، إلا أنَّ نيران الكارثة لا تزال مستعرة في قلوب المواطنين الفلسطينيين، وفي تحديات انهيار الحياة الشامل.

وقد بدأ قطاع غزة يدخل فعليًّا مرحلةً صعبة تُوصف بـ "حرب أخرى" تتعلق بمحاولة لملمة ما تبقى من الحياة والنهوض بالخدمات المنهارة، في ظل دمار مهول وأزمات مركبة ومتشابكة في جميع القطاعات وشتى المجالات.

 

الخسائر البشرية والجهود الإغاثية العاجلة:

بلغت حصيلة الشهداء والمفقودين خلال عامي العدوان حوالي 77 ألف شهيد ومفقود، بينهم أكثر من 20 ألف طفل و12500 امرأة، إضافةً إلى مئات الضحايا من الكوادر الطبية والصحفية والعاملين في الإغاثة، ووصل منهم إلى المستشفيات أكثر من 67 ألفًا و806 شهداء، و170066 إصابة، ولا يزال قرابة 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين.

ويواجه جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في القطاع المنكوب تحديات كارثية في التعامل مع هذه الكارثة الإنسانية التي خلفتها حرب الإبادة الصهيونية:

انتشال الضحايا: يستمر الدفاع المدني في انتشال جثامين الشهداء والمصابين، حيث سجل وصول 124 شهيدًا، منهم 117 تم انتشالهم، و33 إصابة خلال الـ 24 الساعة الماضية.

نداءات الاستغاثة: وتلقى الدفاع المدني أكثر من 75 نداء استغاثة منذ فجر اليوم الأحد، وهو ما يؤكّد الحاجة الملحة إلى آليات حديثة لإزالة الركام وانتشال المفقودين والاستجابة للنداءات المتزايدة.

ومع اقتراب فصل الشتاء، يدعو سكان القطاع كافة المؤسسات الدولية والأمم المتحدة إلى سرعة توفير خيام عاجلة للفلسطينيين الذين فقدوا مأواهم.

 

كارثة البنية التحتية والخدمات البلدية:

وتشير البيانات إلى دمار شامل للبنية التحتية المدنية يقارب 98%، وقد أدّت عمليات القصف والنسف المستمر إلى شلّ قدرة البلديات على تقديم الخدمات الأساسية، كما أتى الدمار بنسبة 95- 85% من الوحدات السكنية، إذ دمرت قرابة 300 ألف كليًّا و200 ألف بليغ أو جزئي.

وفي سياق التهجير القسري، تشير التقارير إلى أنَّ نحو 2 مليون إنسان، يتكدسون في خيام مهترئة غير صالحة للعيش، في ظل أزمة الإيواء، ولا خيام ولا بيوت متبقية لإيواء الـ 300 ألف نازح عائدين من الجنوب.

وتؤكّد تقارير ميدانية أنَّ 80% من سكان قطاع غزة فقدوا منازلهم، أيّ نحو مليون ونصف المليون فلسطيني فقدوا منازلهم على مدار عامين ويومين من عمر حرب الإبادة الجماعية الصهيونية على القطاع؛ فيما تشير التقديرات إلى أنَّها خلفت نحو 60 مليون طن من الركام.  

كما لا يوجد شارع إلا وتضرر في مدينة غزة، وباتت في حاجةٍ ملحة إلى صيانة من جديد، بعد تدمير أكثر من 85% من إجمالي الآليات الثقيلة للبلدية، ووفقًا لإحصائيات حكومية؛ فإن 400 ألف طن ركام يجب إزالته، و9 فرق عمل تحتاج إلى الديزل.

فيما يعاني القطاع عمومًا من الانقطاع الدائم للمياه، مع انهار شبه كامل لمنظومة الصرف الصحي، ومياه الشرب الصالحة غير متوفرة حتى اللحظة، بعد تدمير 300 كيلومتر من شبكات المياه، وتدمير 75% من شبكة الصرف الصحي، وتكدس النفايات التي تعاملت البلديات مع أكثر من 350 ألف طن من النفايات.

بلدية غزة أكّدت أنَّ إعادة فتح المدينة عملية معقدة جدًا، نظرًا لغياب الآليات المتطورة وحجم الدمار الهائل، مشيرةً إلى أنَّ طواقمها تعمل تحت ضغوط ضخمة وفي غياب الإمكانيات.

 

الانهيار الكارثي للقطاع الصحي:

كشف متحدث وزارة الصحة بغزة، الدكتور "خليل الدقران" لقناة "المسيرة"، مساء اليوم الأحد، أنَّه "لم يتم إدخال المساعدات الطبية إلى قطاع غزة حتى الآن"، وأنَّ "قطاع غزة الصحي يفتقر إلى الكثير من الكوادر الطبية والأجهزة التشخيصية"، مؤكّدًا أنَّ "363 من كوادرنا الطبية لا يزالون معتقلين في سجون العدوّ الإسرائيلي".

ويواجه القطاع الصحي في غزة تحديات كارثية بعد تدمير 25 مستشفى من أصل 38 مستشفى، وخسارة أكثر من 70% من مكوناته، وتتفاقم الأزمة بسبب النقص الحاد في الإمدادات، حيث بلغت السعة السريرية في المستشفيات العاملة المتبقية 25%، مع تكدس آلاف المرضى.

وتفيد التقارير الصحية بنقصٍ حاد في الإمدادات الطبية، والتي وصلت نسبة الأصناف الصفرية والناقصة كليًّا من الأدوية إلى أكثر من 60%، والمستلزمات المخبرية إلى 70%.

كما دُمرت أقسام مهمة في مستشفى الأطفال التخصصي الوحيد في مدينة غزة، كالحضانة والعناية المركزة ومحطة الأوكسجين، وخرجت مستشفيات أخرى كـ "الإندونيسي وغزة الأوروبي" عن الخدمة بالكامل.

ومع تزايد أعداد المرضى المعرّضون للخطر، يحتاج 350 ألف مريض بأمراض مزمنة للعلاج، ويحتاج 15 ألف مريض للعلاج العاجل في الخارج، مثل "مرضى السرطان والقلب والكلى".

وزارة الصحة ناشدت جميع المنظمات الدولية "الصحة العالمية، الصليب الأحمر، أطباء بلا حدود" لـ "إدخال المستهلكات الطبية والأدوية"، محذّرةً من أنَّ "كل تأخير سينتج عنه المزيد من الضحايا".

 

شلل الاقتصاد وتفشي الفقر المدقع:

لم تستثني حرب الإبادة الصهيونية شيء في غزة إلا ودمرته؛ إذ يعيش اقتصاد القطاع حالة شلل كامل، بخسائر إجمالية تجاوزت 70 مليار دولار، وتراجعت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الفلسطيني إلى 3% فقط.

ووفقًا لتقديرات خبراء الاقتصاد؛ فإن معدلات البطالة في غزة ارتفعت إلى أكثر من 80%، ونسبة الفقر فاقت 90%، وتحوّل إلى اقتصاد بقاء، مع توقفٍ للقطاع الخاص بلغ أكثر من 95% من مؤسساته كليًّا.

وفيما فقد القطاع الصناعي أكثر من 90% من قدرته الإنتاجية، وتراجعت مساهمته إلى أقل من 2%، دُمّر القطاع الزراعي بنسبة 95%، مع فقدان الاكتفاء الذاتي وارتفاع أسعار الخضروات 10 أضعاف.

وكبدّت حرب الإبادة الصهيونية غزة، في قطاعها التجاري خسائر تتجاوز 8 مليارات دولار، في ظل فقدان أكثر من 100 ألف وظيفة، وسط أزمة سيولة خانقة وتوقف البنوك، وانتشار السوق السوداء بعمولاتٍ تصل إلى 40% على الحوالات.

ويؤكّد المختصون أنَّ انهيار القاعدة الإنتاجية وتوقف المصانع والمنشآت دفع بالقطاع إلى حافة المجاعة والفقر المدقع؛ ما يستلزم تدخلاً دوليًّا عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من الحياة الاقتصادية.

عروض عسكرية لخريجي دورات "طوفان الأقصى" بمديريتي قطابر وشدا بصعدة
صعدة| المسيرة نت: نظمّت التعبئة العامة في مديريتي قطابر وشدا بمحافظة صعدة، اليوم، عروضاً شعبية ومناورة لخريجي الدورات العسكرية "طوفان الأقصى"، احتفاءً بانتصار المقاومة الفلسطينية وتأكيداً على الجهوزية لمواجهة أي مؤامرات تستهدف الشعب اليمني.
دلالات التهرب الصهيوني في اتفاقيات وقف إطلاق النار والمساعدات
المسيرة نت| خاص: يُشير المشهد الحالي، لا سيما فيما يتعلق بمسألة المساعدات الإنسانية والالتزام بتفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، إلى سلوك صهيوني متكرر يصفه الكثير من المراقبين بأنَّه "ابتزاز" و"تهرب" من الالتزامات الواضحة.
الصين تتصدى للضغوط الأمريكية برد حازم على فرض رسوم جمركية جديدة
متابعات| المسيرة نت: اعتبرت وزارة التجارة الصينية بيان الولايات المتحدة بشأن فرض رسوم جمركية جديدة نموذجًا صارخًا للمعايير المزدوجة، مؤكدة أن التهديدات الاقتصادية ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع بكين، وأن الصين لا تسعى لحرب تجارية لكنها لن تتردد في حماية حقوقها ومصالحها المشروعة.
الأخبار العاجلة
  • 23:07
    رويترز: الرئاسة الفرنسية تعلن عن تشكيل حكومة جديدة
  • 22:59
    ميدل إيست آي عن محللين: أجبر اليمنيون أمريكا على فك الارتباط مع "إسرائيل" على الصعيد اليمني وهو إنجاز ليس بالهيّن
  • 22:59
    ميدل إيست آي عن خبراء ومحللين: اليمنيون نفذوا ضربات بعيدة المدى على "إسرائيل" بين حين وآخر منها ما أثر على قطاع الطيران واخترق الدفاعات الجوية "الإسرائيلية"
  • 22:58
    ميدل إيست آي عن محللين: عسكريا، قدم اليمنيون أداء قويا خلال العامين الماضيين
  • 22:58
    موقع ميدل إيست آي البريطاني: اليمن يظهر موقف قوة من خلال اشتراطه لوقف عملياته بالتزام "إسرائيل" بالاتفاق
  • 22:39
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم قرية المزرعة شمال شرقي رام الله
الأكثر متابعة