مرحلة الطوفان.. تمييزٌ وفرز
آخر تحديث 12-10-2025 12:42

ما طوفانُ الأقصى إلا بدايةُ فجر جديد، يذكِّرُ الأمة بأن النصرَ لا يأتي بالتمني والدعاء والكلام فقط، بل بالإعداد والجهاد والتحرك الجاد والفاعل والمؤثر ضمن أمة واحدة وقيادة واحدة.

****************************

        

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الٓمٓ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ سورة العنكبوت.

ووفقًا لهذه السنة الإلهية الثابتة؛ فإن المراحل التاريخية التي تعصف بالأمة ليست محض حوادث عابرة، بل هي مِحَكٌّ إلهي أراده الله لفرز الصفوف وتمييز الخبيث من الطيب.

إن ما نعيشه اليوم ليس زمانًا هينًا، بل هو "زمن الفتنة الكاشفة" الذي ألقى الضوء الساطع على حقائق غفلنا عنها طويلًا، فُكِشِفَتِ الوجوه، وسَقَطَتْ الأقنعة التي طالما سَتَرَتِ النوايا.

لقد كان هذا طوفان الأقصى المبارك أشبه بـ"صيحة الحق" التي أيقظت النائمين، ومن خلاله علمنا يقينًا: من كان صادقًا مع الله في سريرته وعلانيته، ومن هو المنافق الكاذب الذي اتخذ من ثوب الدين والسياسة سِتْرًا يخفي به خيانته الكبرى، وظل يتاجر في بضاعة الأمة بغير حق.

لم يكن "طوفان الأقصى" مجرد معركة على أرض محددة، بل كان "نقطة فرقان" عظيمة في وعي الأمة جمعاء.

لقد أتى ليضع الناس أمام خيار لا لبس فيه: هذا مع الحق المبين، وذاك مع الباطل الذي زهق؛ هذا {تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، وذاك ارتمى في أحضان الظالمين يرجو نصرهم وبقاءهم.

فصارت الصورة ناصعة: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}.

لقد أعاد الطوفان إلى قلوبنا إدراكنا الأصيل بأننا أمام معركة عقيدة ووجود، وليست مجرد معركة حدود وجغرافيا تُقَسَّم.

إنه صراع بين مشروع أراده الله لتحرير الإنسان ورفعته، ومشروع شيطاني أزلي غايته زرع الذل والهيمنة على عباد الله الأحرار.

وذكّر هذه الأمة بطريقها المفقود: بأن العزة والكرامة والحرية ليست سلعة تُشترى بفتات المال، ولا هدية تُمنح من موائد الغرب.

بل هي صَنْعَة إيمانية تُحاك بخيوط الثبات والتضحية، وتُروى بدم الأبطال الصادقين.

إنها ثمن غالٍ لا يَدْفَعُهُ إلا الأوفياء.

كانت هذه المرحلة "مرآةً إلهية" عُرضت على الأعين؛ فرأينا الناس على حقيقتهم: منهم ثابت على الحق كالشجرة الطيبة، ومنهم ساقط متعرٍ كالشجرة الخبيثة التي اجتُثَّتْ من فوق الأرض.

ورأينا بأعيننا {الَّذِينَ نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ}، وتنكّروا لدينهم وعروبتهم؛ وهم الأنظمة التي باعت قضيتها وتهافتت على التطبيع.

لم تكتفِ بالخِذلان للمظلومين وسكتت - ويا ليتها فعلت!! - ولكنها تخدم العدو بكل وقاحة، وكأنها لا ترى {دِمَاءً تَسِيلُ} ولا أطفالًا تُذْبَحُ، ولا أعراضًا تُنْتَهَكُ وتُسْتَبَاحُ، ولا كرامة تُهْدَرُ أمام أنظار العالم.

وهنا تتجلّى حقيقة ما أخبر به القرآن عن حقيقة بعض العرب، حين وصف بعض الأعراب بأنهم {أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا}.

فهؤلاء كانوا وما زالوا "رأسَ حربة الباطل"، يحاربون كل صوت جهاد، وكل موقف شريف يريد العزة للأمة، وكل صوت ارتفع بوجه أمريكا وإسرائيل.

ولكنهم وأسيادهم وكل أعداء الله {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى}.

إنها لفتنة تمحيص وغربلة، ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْـمُنَافِقِينَ﴾ العنكبوت11.

هي اختبار حقيقي بين الإيمان والنفاق، بين الولاء لله وحده والولاء للطغاة.

ومن ثبت على الحق اليوم، فهو من سُيُكْتَبُ له حمل راية النصر غدًا، بإذن الله الذي {لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}.

فليعلم الجميع أن الطريق واضح بين، و{قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}.

فإما أن نكون مع الله والحق، وإما أن نكون مع الباطل والضياع.

وما طوفان الأقصى إلا بداية فجر جديد، يذكّر الأمة بأن النصر لا يأتي بالتمني والدعاء والكلام فقط، بل بالإعداد والجهاد والتحرك الجاد والفاعل والمؤثر ضمن أمة واحدة وقيادة واحدة، ونبذ كل عناوين التفرقة والاختلاف بأي مسمًى كانت، وبالصمود والثبات حتى يبلغ النصر مداه.


نائب وزير الخارجية: ترامب يعترف بشراكة أمريكا في جرائم الإبادة بغزة ويجاهر بإهانة زعماء العرب
صنعاء | المسيرة نت: قال نائب وزير الخارجية والمغتربين عبدالواحد أبو راس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدّم اعترافاً واضحاً وصريحاً بشراكة الولايات المتحدة في جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة، من خلال إقراره بتزويد "الكيان" بمختلف أنواع الأسلحة خلال العامين الماضيين، وإشادته باستخدامها ضد الشعب الفلسطيني.
متحدث "الجهاد الإسلامي": المقاومة قدّمت تنازلات لحماية شعبها وعلى الوسطاء والضمناء إلزام العدو بتنفيذ التزاماته
خاص | المسيرة نت: أكّد محمد الحاج موسى، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، أن نتائج التفاوض التي أفرزها وقف النار جاءت بعد تضحيات كبيرة وواقع سياسي معقّد فرضته حالة التخاذل العربي والإسلامي والتواطؤ الدولي، محذّرًا من أن استمرار خروقات الاحتلال قد يفتح أبوابًا لاحتمالات أخرى.
العدو يؤكد إصراره على القتل والتجويع ويماطل في الالتزامات الإنسانية.. خطوات شكلية في ملف الأسرى لتخفيف الضغط الداخلي
نوح جلّاس | خاص | المسيرة نت: تؤكد المعطيات الميدانية والتقارير الحقوقية أن العدو الصهيوني ماضٍ في سياسة القتل والحصار والتجويع الممنهجة ضد سكان قطاع غزة، مع استمرار إغلاق معبر رفح وتقليص المساعدات الإنسانية، مقابل خطوات شكلية محدودة في ملف الأسرى تبدو أقرب إلى استجابة اضطرارية للضغط الداخلي "الإسرائيلي" لا إلى التزامٍ إنساني حقيقي، ولا تنفيذٍ فعلي لما تم التوقيع عليه.
الأخبار العاجلة
  • 22:50
    مصادر لبنانية: قوات العدو تطلق قذائف ضوئية في أجواء مرتفعات بلدة شبعا وقبالة شاطئ الناقورة
  • 22:50
    جيش العدو: الصليب الأحمر تسلم جثث 4 أسرى من غزة
  • 22:50
    مصادر لبنانية: إصابة مواطن جراء استهداف مسيرة للعدو دراجة نارية في وادي الحضايا بين وادي جيلو ويانوح
  • 22:41
    مصادر لبنانية: غارة من مسيّرة للعدو الإسرائيلي على محيط بلدة وادي جيلو جنوب لبنان
  • 22:37
    سيارات الصليب الأحمر تسلمت جثث أسرى صهاينة بمدينة غزة
  • 22:30
    الجبهة الشعبية: المعركة مع العدو تمتد إلى ميدان الأمن الداخلي والوعي الشعبي، فالعدو يسعى لزعزعة الجبهة الداخلية عبر العملاء ومروّجي الفتنة