خطة ترمب على خطى «صفقة القرن»
آخر تحديث 30-09-2025 15:34

مقدّمة نهضوية - نذير إلى الطغاة:

ها هو «ترمب» يعودُ بسرابٍ جديدٍ، يُزيّنه بشعاراتِ «الحلّ النهائي» لقطاع غزة، وهو ليس سوى وهمٍ معادٍ تدويره من خزائن الإخفاقات القديمة.

يُقدّم وعودًا اقتصاديةً تكنوقراطيةً كستارٍ لتصفية الحقوق وطمس القضية.

ولكن، يا من تستخفون بعقولِ الأمم، لقد وعَتِ الشعوبُ التي اختبرت مرارةَ الخيانة أنَّ الكرامةَ لا تُباع بورقٍ ملون، ولا تُشرى بوعودٍ كاذبة.

الخطةُ تُعلن اليوم والعدوّ الصهيونيّ يُباركها بلسان حاله قبل مقاله، بينما تقف «حماس» والقيادات الفلسطينية الأصيلة رافضةً - وهذا الرفض وحده يكفي ليدمغ المشروع من مهده بالضعفِ والزيف.

وكما دُفنت «صفقةُ القرن» في مزبلة التاريخ لاستهتارها بالحقوقِ والشرعية، فَـإنَّ مصيرَ هذه الخطة هو الفشلُ الذريع، والأمّةُ لن تسمح بتكريسِ الاحتلال تحت أي شعارٍ مزيف.

قراءة استراتيجية: لماذا الخطة محكوم عليها بالإخفاق؟

تتفقُ التحليلاتُ الموضوعيةُ على أنَّ هذه الخطة تقفُ على ثلاثةِ أركان من الهشاشةِ والرفض تجعلها أسيرةَ الفشلِ منذ ولادتها:

1- وهمُ نزعِ السلاح

2- فراغُ الحكم في غزة

3- غيابُ الأفق السياسي العادل

هذه المعضلاتُ ذاتُها التي أودتْ بـ«صفقةِ القرن» إلى جحيمِ النسيان هي التي تقودُ هذه الخطةَ إلى نفسِ المصيرِ المحتوم.

1- فشلُ مسارِ نزعِ السلاح - رفضٌ شعبيّ ومقاوم لا يُقهر

شرطُ نزعِ السلاحِ الكاملِ تحت إشرافِ «قوةٍ دولية» هو أوضحُ دليلٍ على أنَّ الخطةَ تخدمُ الأمنَ الصهيوني وحده.

الرفض الفلسطيني الأصيل: لا يوجد فصيلٌ مقاومٌ سيسلّم سلاحه وهو يرى دباباتِ الاحتلال تتربصُ بأبنائه؛ أي قبولٍ بذلك هو انتحار سياسي ومحوٌ للوجود.

محاولاتُ الفرضِ لن تنجح: محاولةُ تنفيذ هذا الشرط بالقوّة ستُشعل مواجهاتٍ مُستمرّةً، ولن تُنتج سوى رمادٍ يخفي تحتَ سطحه براكينَ الغضب.

الواقعُ الميداني: رفضُ «حماس» والفصائل للخطة منذ إعلانها يحوّلها إلى حبرٍ على ورق، بلا شرعيةٍ ولا أرضيةٍ للتنفيذ.

2- فشلُ مسارِ الحكم - فوضى «اليومِ التالي» وصراعُ الوصايات

الخطةُ تطرح حلولًا هلاميةً: قوةٌ دولية، إدارة تكنوقراطِيّة، ووعودٌ اقتصادية، بينما تتصارعُ الأطراف على من يسدُّ الفراغ.

الرفضُ الصهيوني المطلق: رئيسُ وزراء الكيان يؤكّـد رفضَه القاطعَ لعودةِ السلطةِ إلا إذَا خضعتْ لشروطِه - وهو ما يتناقض مع الادِّعاءات الأمريكية والمطالبات الأُورُوبية.

أزمةُ شرعيةِ السلطة: حتى لو عادتِ السلطةُ إلى غزة، فهي تعاني من انهيار شرعيتها الشعبيّة منذ 2007، ولن تكون إلا دُميةً بلا روح.

استحالةُ القوةِ الدولية: تشكيلُ قوةِ استقرار بقيادةٍ أمريكية - عربيةٍ حلمٌ بيروقراطيّ ينهارُ أمام تعقيداتِ الصراعِ ورفضِ قوى المقاومةِ له.

3- غيابُ الأفقِ السياسي - وعودٌ مُشروطةٌ لا قيمةَ عمليّةَ لها

الدولةُ الموعودةُ مشروطةٌ: الخطةُ تلوّحُ بـ«مسارٍ موثوقٍ نحو دولةٍ فلسطينية» بعد إصلاحاتٍ وتنميةٍ، لكنّ هذا وعدٌ بلا جدولٍ زمني ولا ضماناتٍ ملموسة.

استمرار الضمِّ: تصريحاتٌ ومشروعاتُ ضمٍّ في الضفة الغربية تُظهر أنَّ الضفةَ مستهدفةٌ، فكيفَ نتحدّث عن دولةٍ إذَا استمرت السياسةُ التوسّعية؟

الأهداف الفعلية: الخطةُ تخدمُ أهدافا أمنيةً فوريةً للصهاينة (القضاءُ على المقاومة ونزعُ سلاحِها) وتُستخدم لتجميلِ وجْهٍ دوليٍّ لا للسلامِ العادل.

المحورُ الصلب: قدرةُ المقاومةِ على تحطيمِ الأحلام الواهنة:

الردع والمرونة: محورُ المقاومة بقلبه النابضِ في فلسطين وامتداداتِه الإقليميةِ لن يسمحَ بتمريرِ هذا المخطّط.

الردُّ سيكونُ عبر ضرباتٍ محسوبةٍ تُعيد ترتيبَ أوراق الصراع وتثبتُ أنَّ الإرادَة أقوى من أعتى الخطط.

التصعيدُ الذكي: ستوظّفُ المقاومةُ مزيجًا من الضغطِ الميداني المحدودِ والحربِ الدبلوماسيةِ والإعلاميةِ لفضحِ الخطةِ وعزلِ مؤيديها.

القوةُ الإقليميةُ الموحدة: دعمٌ سياسيٌ ومعنويٌّ من دولِ محورِ المقاومة سيرفعُ كلفةَ أي محاولة تنفيذٍ، ويحوّلها إلى مواجهةٍ إقليميةٍ لا طاقةَ لأمريكا والكيان بها.

اليمنُ البطل: محطمُ أحلام التطبيع:

اليمنُ الشجاعُ لم يعد موقعًا جغرافيًّا فحسب، بل صار سيفًا مسلّطًا على رقابِ الطغاة.

موقفه الثابتُ ودعمه اللامشروطُ للمقاومة يقطعُ الطريقَ على المهادنين ويزعزعُ حساباتِ المتآمرين.

وكما كان اليمنُ حجرَ عثرةٍ أمامَ «صفقةِ القرن»، فهو اليوم سدٌّ منيعٌ في وجهِ هذه الخطةِ الجديدة.

سيناريوهاتُ الرد: مشاهدُ من زوالِ الوهمِ:

1- ضرباتٌ موجعة ورسائلٌ واضحة: عملياتٌ نوعيةٌ تُثبتُ أنَّ المقاومةَ قادرةٌ على اختراق كُـلّ الخطوطِ الأمنية.

2- مقاضاةٌ دوليةٌ شرسة: حملةٌ دبلوماسيةٌ وقانونيةٌ لكشفِ زيفِ الخطةِ وفضحِ جرائمِ الكيان وداعميه في المحافلِ الدولية.

3- خيارُ التصعيدِ الكبير مفتوحٌ: الاحتفاظُ بحقِّ الردِّ في الوقتِ والمكانِ المناسبين لتحقيقِ التوازنِ الاستراتيجي.

4- حشدٌ إقليميٌّ شاملٌ: تعبئةُ كُـلّ طاقاتِ محورِ المقاومة لدعمِ فلسطينَ سياسيًّا ومعنويًّا وعسكريًّا، وعزلُ كُـلّ من يتعاونُ مع الخطة.

خاتمةٌ تزلزلُ عروشَ المتآمرين:

لتعلَموا أيُّها المستكبرون: لن تقومَ أية خطةٍ إن لم تُبنَ على أَسَاس واضح: الاعتراف الكاملُ بحقوقِ الشعبِ الفلسطيني، إنهاء الاحتلال، وقفُ الاستيطان، ضمانُ حقِّ العودة، وإقامة الدولةِ الفلسطينيةِ المستقلةِ وعاصمتها القدس.

كلُّ خطوةٍ دون ذلك هي سرابٌ يزيد القضيةَ اشتعالًا ويقرب ساعةَ الحسم.

وكما ألقتِ «صفقةُ القرن» في مزبلةِ التاريخ، ستلحقُ بها هذه الخطةُ الهزيلة.

واليمنُ الشامخُ، وسورُ الصمود، ومحورُ المقاومة بأكملهِ، لن يكونوا مُجَـرّد مشاهدينَ، بل سيكونون مقبرةً لكلِّ مشروعٍ يهدفُ إلى وأدِ القضيةِ الفلسطينية.

فلا تظنّوا أنَّ الأُمَّــة نائمةٌ، ولا تستهينوا بغَضبةِ المقاومين.

فدماءُ الشهداءِ التي تسقي ترابَ فلسطين ستُنبتُ يومًا يشهدُ على زوالِ كُـلّ طاغوتٍ، وكلّ من تحالفَ معه.

لقاء علمائي موسّع في صعدة يندد بالإساءة للقرآن الكريم
المسيرة نت| خاص: عُقد في رحاب مسجد الإمام الهادي -عليه السلام- بمحافظة صعدة، اليوم، لقاء موسّع ضمّ علماء وخطباء ونخباً ثقافية وفكرية، تنديداً بالجريمة النكراء المتمثلة في الإساءة للقرآن الكريم، وتجديداً للموقف الديني والشعبي الرافض لأي اعتداء على مقدسات الأمة الإسلامية.
الصباح: الاقتحامات رسالة تهويدية أميركية–صهيونية متطابقة
أكد الكاتب والباحث السياسي الأستاذ عدنان الصباح إن الاقتحامات التي ينفذها قادة العدو الصهيوني للمقدسات في القدس تحمل طابعا دينيا مدروسا، وترتبط بشكل مباشر بالمشروع التهويدي، مؤكدا أن مشاركة السفير الأميركي في هذه المشاهد تكشف التطابق الكامل بين مواقف الولايات المتحدة ومواقف كيان الاحتلال.
ابتزاز أمريكي متجدد لفنزويلا… تهديدات عسكرية لأجل النفط والقرار السياسي
المسيرة نت| خاص: تتواصل التهديدات الأمريكية ضد فنزويلا في سياق تصعيد سياسي وعسكري متدرج، يكشف مجدداً طبيعة السياسات العدوانية لواشنطن الساعية لفرض الهيمنة والاستيلاء على ثروات الشعوب المستقلة، وفي مقدمتها الثروة النفطية الفنزويلية الأكبر عالمياً، إلى جانب فرض الوصاية على القرار السياسي الوطني.
الأخبار العاجلة
  • 12:24
    مصادر فلسطينية: استشهاد امرأة بقصف مدفعي للعدو الإسرائيلي استهدف بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع
  • 12:16
    مصادر لبنانية: إصابة عدد من عمال شركة كهرباء واحتراق آليتين للشركة نتيجة قصف طيران العدو سيارة في بلدة الطيبة جنوب لبنان
  • 12:12
    علماء وخطباء الحديدة: الاعتداءات المتكررة من قبل اليهود على مقدسات المسلمين حجة على كل القاعدين والمتخاذلين والمتفرجين من أبناء الأمة
  • 12:12
    علماء وخطباء الحديدة: جريمة الإساءة للقران الكريم دليل على وجوب التحرك ضد أمريكا وإسرائيل وإعلان البراءة منهم
  • 12:12
    علماء وخطباء الحديدة: الجريمة الأمريكية بحق المصحف الشريف تعبّر عن مدى استخفاف الغرب وفي مقدمتهم أمريكا بالمسلمين ومقدساتهم
  • 12:11
    علماء وخطباء الحديدة: ندين بأشد العبارات الجريمة الأمريكية المسيئة للقران الكريم ونحمل أمريكا وبريطانيا والعدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عنها