محاولة لإمساك نور الشمس
ترك لنا تراثًا هائلًا من الخطابات والمواقف والأفكار، ترك لنا مقولة: "إذا كان كُـلّ العالم معكم، والله ضدكم، فلن تنتصروا، وَإذَا كان كُـلّ العالم ضدكم، والله معكم، فلن يهزمكم أحد"
مرة أُخرى، أجلس أمام هذه الصفحة
البيضاء أتحدى عذاباتي القديمة، محاولًا أن أسكب في كلمات ما يعتمل في صدري؛ مِن
أجلِال وحب ووفاء لسماحة العشق شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله، لكني
سرعان ما أقف عاجزًا؛ يتلعثم القلم وتخور القوى، فأجدني أمحو ما كتبت بعد سطور
قليلة، وكأنني أحاول أن أمسك بعظمة جبل بحفنة رمل، أَو أن أغرف محيطًا بكفّي.
إنها معاناة متجددة كلما هممت
بالكتابة عن هذه الشخصية الفذة التي تركت في نفسي وفي نفوس الملايين حول العالم
أعمق الآثار؛ فكيف لي أن أبدأ؟ ومن أية زاوية أتناول سيرة رجل أصبح ليس مُجَـرّد
قائد سياسي أَو عسكري، بل تجسيدًا حيًّا لفكرة المقاومة، ورمزًا للإيمان والثبات، ومدرسة
في الأخلاق والقيادة والتضحية؟!
إن مُجَـرّد التفكير في الشروع بذلك
يجعلني أشعر بصغر حجم مفرداتي وضعف بلاغتي أمام هذه العظمة التي شاهدناها تتجلى في
أحلك الظروف.
لطالما راودتني فكرة كتابة مقال جامع
يليق بسماحته، وهنا بالضبط يكمن سبب عجزي عن الكتابة؛ فكيف يمكن لي اختصار مسيرة
ثلاثين عامًا من القيادة الحكيمة، التي حوّلت المقاومة من مجموعة من المقاتلين إلى
جيش شعبي عظيم أصبح نموذجًا يُحتذى في العالم كله؟ كيف يمكن وصف لحظة تحرير الجنوب
دون أن تعبر الكلمات عن فرحة الملايين وهم يشاهدون آخر جندي محتلّ يغادر أرضهم
مدحورًا بالله وبفضل دماء الشهداء وتضحيات المقاومين؟
وكيف لي أن أنقل مشاعر الفخر والعزة
التي غمرت كُـلّ لبناني وعربي عند تحقيق النصر الإلهي في تموز 2006م، عندما صمدت
المقاومة بقيادة السيد الشهيد حسن نصر الله أمام آلة الحرب الإسرائيلية المدمّـرة
وكسرت أُسطورة الجيش الذي لا يُقهر؟ لقد كانت تلك الأيّام درسًا في الإرادَة
والتخطيط والإيمان؛ كان سماحته خلالها القائد الحكيم والمخطّط الاستراتيجي والمشعل
لروح الأمل في النفوس.
خطبه كانت كالبلسم على جراح الناس، وكالصاعقة
على رؤوس الأعداء؛ يخرج من بين الأنقاض والدمار ليعلن للعالم أننا أُمَّـة لا
تُقهر، وأن إرادتنا أقوى من كُـلّ ترسانتهم.
عظمة سماحته لم تكن فقط في قيادته
للمعارك وتحقيق الانتصارات، بل كانت أَيْـضًا في إنسانيته العميقة، في تواضعه الجم،
في قربه من الناس، في فهمه لمعاناتهم، في مشاركته أفراحهم وأتراحهم.
كان أبًا للحزب، وأبًا للمقاومين، وأبًا
لكل مظلوم ومحروم؛ يتحدث إلى الفقراء بلغتهم، ويشاركهم همومهم، ويضع يده على جراح
الأُمَّــة.
لم تكن السلطة عنده غاية، ولا المنصب
وسيلة للتباهي، بل كان تجسيدًا حيًّا لقول الإمام علي -عليه السلام-: "الناس
صنفان، إما أخ لك في الدين، أَو نظير لك في الخلق"، فكانت رسالته إنسانية
شاملة تدافع عن كُـلّ مظلوم أينما كان وتنصر كُـلّ قضية عادلة، من فلسطين إلى العراق
إلى سوريا إلى اليمن؛ كان همه الأكبر وحدة الأُمَّــة وكرامتها وعزتها.
لقد استشهد سماحته، لكن روحه وفكره
ومدرسته باقية.
لقد غير مفهوم الشهادة، جعلها ذروة
المجد لا نهاية الطريق؛ زرع فينا يقينًا أن الشهيد لا يموت بل ينتقل إلى حياة أوسع
وأعظم، وأن دمه هو الذي يضيء الطريق للأجيال القادمة.
ترك لنا تراثًا هائلًا من الخطابات
والمواقف والأفكار، ترك لنا مقولة: "إذا كان كُـلّ العالم معكم، والله ضدكم، فلن
تنتصروا، وَإذَا كان كُـلّ العالم ضدكم، والله معكم، فلن يهزمكم أحد"، وهي
خلاصة إيمانه الراسخ؛ لقد كان قرآنًا يمشي على الأرض يطبق تعاليم الله في القيادة
والجهاد والأخلاق.
أعرف أنني مهما كتبت فلن أستطيع أن
أوفي هذا الشهيد العظيم حقه؛ فكلماتي تظل قاصرة وعقلي محدود أمام سعة أفقه وعمق
بصيرته.
ولكنني أكتب؛ لأَنَّ الواجب يحتم
عليَّ أن أحاول، أن أنقل ولو جزءًا بسيطًا من مشاعري وإجلالي؛ فربما تكون هذه
الكلمات شرارة في نفس قارئها ليبحث أكثر، ليعرف أكثر عن هذه القامة الشامخة، شهيد
الإسلام والإنسانية، الذي جسد بدمه وروحه أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن
الأُمَّــة التي تنجب مثل الشهيد السيد حسن نصر الله هي أُمَّـة خالدة لا تُقهر، وأن
القلم، وإن عجز عن الوصف، يبقى وسيلة من وسائل المقاومة لنقل الرسالة وترسيخ
الذكرى ومواصلة المسيرة، مسيرة العزة والحرية التي ضحى؛ مِن أجلِها سماحته بكل شيء
حتى آخر نفس في حياته.
لقد كان نورًا ونارًا، نورًا هاديًا للأُمَّـة، ونارًا تحرق أعداءها، وسنظل على عهده ماضين على الدرب مقاومين حتى النصر.
الحسني: الصراع السعودي الإماراتي جنوب اليمن يكشف هشاشة مشروع "الانفصال"
خاص | المسيرة نت: استعرض المحلل السياسي طالب الحسني قراءة شاملة للمشهد المتصاعد في المحافظات الجنوبية والشرقية، مؤكدًا أن ما يجري اليوم هو تكرار لمشهد 2019 لكن بصيغته الأكثر تعقيدًا وتشظّيًا، وبما يعكس عمق الصراع السعودي–الإماراتي وتداعياته على البنية المحلية وعلى مشروع الانفصال نفسه.
شهيد ومصابون برصاص العدو خلال مداهمات واعتقالات واسعة بالضفة الغربية
متابعات | المسيرة نت: استشهد شاب فلسطيني وأصيب آخر، برصاص قوات العدو الإسرائيلي، شرقي مدينة قلقيلية، كما شنت قوات العدو، صباح اليوم الاثنين، حملة مداهمات واقتحامات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، رافقها اندلاع مواجهات في عدد من المواقع، ما أسفر عن إصابات بين الفلسطينيين، إلى جانب تفتيش عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها، واحتجاز سكانها لساعات وإخضاعهم لتحقيقات ميدانية.
22 ألف إصابة تُحوّل القوة العسكرية الصهيونية إلى مستشفيات ميدانية
أعلنت وزارة الحرب الصهيونية أنّ قسم إعادة التأهيل التابع لها يعالج حالياً نحو 82,400 جندي ومقاتل سابق أصيبوا خلال الخدمة العسكرية، من بينهم 22 ألف إصابة منذ انطلاق حربها على غزة في 7 2023.-
10:37مصادر فلسطينية: جيش العدو ينسف عددا من المباني في مناطق انتشاره شمال رفح جنوبي القطاع
-
10:14مصادر فلسطينية: قوات العدو تهدم 3 منشآت تجارية في بلدة حزما شمال القدس المحتلة
-
10:13مصادر فلسطينية: قوات العدو تداهم منزلا خلال اقتحامها قرية دير ابزيع غرب رام الله
-
09:32مصادر فلسطينية: طيران العدو يشن سلسلة غارات شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة
-
09:22وزارة حرب العدو: 22 ألف ضابط وجندي أصيبوا منذ هجوم 7 أكتوبر 58% منهم يعانون اضطراب ما بعد الصدمة
-
09:12مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يسعى لجمع 23 مليار دولار لمساعدة 87 مليون شخص في 2026